«الشاهد والإخوان».. هكذا تبتز الجماعة «مرشحي الرئاسة» في تونس

الجمعة، 06 سبتمبر 2019 04:00 م
 «الشاهد والإخوان».. هكذا تبتز الجماعة «مرشحي الرئاسة» في تونس
انتخابات تونس - أرشيفية

 
يستمر في تونس الجدل حول السباق الرئاسي المليء بالاضطرابات ما بين مرشح في السجن وآخر في المنفى وقيادات حزبية تهرب للخارج خشية التنكيل بها، وسط اتهامات لحركة النهضة الإرهابية وحكومة الشاهد بتعكير العملية الانتخابية.
 
لا يبدو الطريق إلى قصر قرطاج مرصعا بالورود أمام 26 مرشحا، وسط أجواء انتخابية ينتقدها غالبية المرشحين جراء مؤامرات تحالف رئيس الحكومة يوسف الشاهد وتنظيم الإخوان الإرهابي وتلفيقه قضايا لمنافسيه لتصفية الساحة السياسية لصالحهما.
 
 
وتقول "العين الإمارتية" أنه بنهاية الشهر الماضي، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة منتصف الشهر الجاري تضم 26 مرشحاً، وذلك عقب إقصاء 4 مرشحين من السباق الانتخابي الذي تشهده البلاد بعد نحو أسبوعين.
 
وجاء الأسبوع الماضي تحت عنوان "كشف الملفات وفضح الأسرار"، وفق مراقبين للمشهد السياسي؛ حيث قام المرشح الرئاسي سليم الرياحي برفع الغطاء من خارج البلاد بعد ملاحقات قضائية بتهمة تبييض الأموال عن أكبر عملية ابتزاز سياسي مارسها يوسف الشاهد رئيس الحكومة ضده وضد كل خصومه.
 
تصريحات الرياحي، رئيس حزب "الوطن الجديد"، جاءت خلال حلقة تلفزيونية على فضائية تونسية خاصة تناول فيها الجوانب التي تدين تحالف الشاهد والإخوان وأدوات القمع المشتركة لإقصاء كل الخصوم الافتراضيين.
 
حلقة وقع بثها من ضاحية "سان تروبي" الفرنسية دون أن يعلن صاحب القناة سامي الفهري نية عودته لتونس بعد تعرضه لتهديدات بالسجن وإغلاق قناته، حسب تصريحات مقربين منه لـ"العين الإخبارية".

الضغوطات نفسها التي تمارسها خارطة التحالف الإخواني مع الشاهد وصلت إلى نجل الرئيس الراحل حافظ قايد السبسي الذي ألقى رسالة من خارج البلاد، معلنا فيها الهروب من آلة الحكم الديكتاتورية التي يجسّدها يوسف الشاهد.
 
رسالة مثّلت بالنسبة لأنصار حزب "نداء تونس" صيحة فزع لما يمكن أن تتعرض له عائلة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في ظل حكم الشاهد والإخوان.
 
ونشر نجل الرئيس الراحل حافظ قايد السبسي رسالة من خارج تونس كتب فيها: "أخاطبكم اليوم وآلة حكومة الشاهد تشن في حقي حملة قذرة للتشويه وتوظيف أجهزة الدولة لتصفيتي وتصفية حزب نداء تونس أو الاستيلاء عليه، الحزب الذي أسسه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي".
 
وأضاف: "يوظفون كل طاقة الشر الكامنة في نفوسهم للتشويه والابتزاز والفبركة والتمويه واصطناع الأكاذيب وتركيب الملفات في حق كل من يخالفهم، ويتمادون في استغلال وسائل الدولة لمحاولة تركيع منافسيهم ويستنجدون بالعناوين الكاذبة التي تصح عليهم قبل أن تصح على غيرهم".
 
وتابع: "هم المافيا وهكذا يتصرفون، هم الفساد وهكذا عاثوا في تونس فسادا وأشبعوا الشعب التونسي بفشلهم فقرا وجوعا وترديا للخدمات العمومية وانهيارا اقتصاديا وأزمة اجتماعية عميقة".
 
القيادي في حزب "نداء تونس" عاطف محجوب اعتبر هذه التدوينة بمثابة مخاوف وتهديدات حقيقية تتعرض لها عائلة قايد السبسي بأدوات إخوانية لترويعها ودفعها للخروج من البلاد.
 
واختار حافظ قايد السبسي العيش خارج تونس خلال هذا الأسبوع بعد احتدام الصراع بينه ورئيس الحكومة يوسف الشاهد منذ سنة 2018.
 
وأكد عاطف محجوب لـ"العين الإخبارية" أن انعدام العقل والعقلانية في سلوك الإطار الحاكم عند أنصار حركة تحيا تونس (حزب الشاهد) سيجعلهم محل إدانة شعبية؛ لأن مظاهر التجاوزات بلغت مرحلة لا يمكن قبولها.
 
وأقيمت، مساء الخميس، بالعاصمة التونسية، أربعينية الرئيس الراحل بحضور مرشحين للانتخابات الرئاسية وبعض النواب.
 
وتوفي السبسي، في 25 يوليو/تموز الماضي، عن عمر ناهز 93 عاما، وتزامنت وفاته مع تاريخ احتفال البلاد بعيد الجمهورية.


من جانبه، اتهم حزب "قلب تونس"، الذي يترأسه المرشح الرئاسي نبيل القروي، حكومة الشاهد بالدفع إلى الإبقاء على سجنه لحرمانه من القيام بحملته الانتخابية التي انطلقت في 2 سبتمبر.
 
وقالت الناطقة الرسمية باسم الحزب سميرة الشواشي إن استمرار سجن نبيل القروي يعد مظلمة انتخابية يقف وراءها الائتلاف الحاكم.
 
وأضاف أن الديمقراطية تفرض على المتنافسين احترام العملية الانتخابية وليس اللجوء إلى "تلفيق" الملفات القضائية لإقصاء كل مَن يحمل وزنا شعبيا.
 
وكان القروي تم إيقافه منذ 24 أغسطس بتهمة تبييض الأموال والتهرب الضريبي، ويعد من أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية في استطلاعات الرأي منذ 3 أشهر.
 
 
وتساء الحزب حول الطريقة التي سيخوض بها الحملة الرئاسية في باقي الأيام، خاصة أن التلفزيون الرسمي التونسي قرر أيام 7 و8 و9 من هذا الشهر تنظيم مناظرات تلفزيونية لعرض البرامج الرئاسية.
 
والقروي من مواليد 1963 بمحافظة بنزرت التونسية، وهو صاحب قناة نسمة الفضائية التي تأسست عام 2009.
 
ويتوقع ملاحظون للشأن التونسي أن ما تعيشه تونس خلال فترة الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها قد يفتح على كل الاحتمالات السلبية التي تضر بمسار الانتقال الديمقراطي في تونس.
 
وانطلقت، السبت، الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي بالخارج، وستتواصل إلى 11 من سبتمبر فيما انطلقت داخل تونس باليوم ذاته وتستمر حتى 13 من الشهر نفسه.
 
وأفادت الهيئة العليا بأنها خصصت 310 مراكز اقتراع و391 مكتب اقتراع في مختلف الدوائر بالخارج، موزعة على قارة أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق