الكيف وراء الجريمة.. قصة مقتل مسنة على يد مدمن بحدائق القبة

السبت، 07 سبتمبر 2019 12:33 م
الكيف وراء الجريمة.. قصة مقتل مسنة على يد مدمن بحدائق القبة
القاتل وجارة الضحية

 استيقظ الأهالى بحدائق القبة على جريمة قتل بشعة هزت أرجاء المنطقة الهادئة، بعدما اكتشفوا مقتل مسنة تقيم بمفردها داخل شقتها.
 
الشرطة حضرت للمنطقة فور إخطارها بالجريمة، ورجال المباحث فحصوا محتوى الشقة، فلا توجد شواهد للسرقة أو العنف فى النوافذ، فمسرح الجريمة بات بخيلًا، لا يبوح بشىء من التفاصيل التى تساعد رجال المباحث فى الوصول للقاتل.
 
القتيلة حسنة السمعة، محبوبة لدى الجميع، لا تجمعها أية خصومات مع أحد، فقد اعتادت فعل الخير، وتقديم يد العون للجيران، بحسب كلامهم عنها.
«عاشت حياتها كلها مسالمة طيبة بشوشة الوجه»، هكذا وصفت سيدة جارتها القتيلة، مضيفة: «المرحومة تقيم بمفردها فى شقة، ويقطن بالقرب منها فى عقار آخر أولاد زوجها، الذين اعتادوا التردد عليها ما بين الحين والآخر للاطمئنان عليها».
 
«المنطقة كلها حزينة على المرحومة، وكلنا لبسنا الأسود عليها، وبكينا من قلبنا»، حارسة العقار المجاور لمنزل القتيلة تكمل حديثها لـ«اليوم السابع»، مضيفة: «لم نصدق أنه فى يوم وليلة نستيقظ على مقتل أطيب سيدة فى المنطقة، والتى طالما قدمت الخير للجميع، «منه لله اللى حرمنا منها.. ربنا ينتقم منه».
 
حديث الجيران عن القتيلة، أثقل مهمة رجال المباحث، فهى سيدة طيبة لا تجمعها أية خلافات مع احد، وبات القاتل مجهولا، حتى عثر رجال المباحث على سكين ملطخة بالدماء بمدخل العقار، كان بمثابة الخيط الذى كشف لغز الجريمة، خاصة بعدما دارت شكوك حول شاب اعتاد الجلوس فى حديقة بالقرب من منزل القتيلة دائم تعاطى المخدرات، وبالبحث عنه وضبطه تبين مطابقة بصماته على السكين، ليتم القبض عليه معترفا بجريمته.
 
«المخدرات» كانت السبب الرئيسى فى الجريمة، بحسب كلام المتهم، الذى قال فى اعترافاته: «تعودت تعاطى المواد المخدرة، وفى الفترة الأخيرة كنت أعانى من عدم وجود المال لشراء «الكيف»، وعرفت من خلال جلوسى المتكرر فى حديقة بالقرب من شقة المجنى عليها أنها تقيم بمفردها، وهى سيدة مسنة، فخططت لسرقة الشقة لتدبير أموال المخدرات».
 
وعن يوم الحادث، يقول القاتل، تسلقت مواسير الصرف الصحى الخاصة بالعقار محل الواقعة ودخلت لشقة المجنى عليها من نافذة المطبخ، وحصلت على سكين، وتحركت داخل الشقة بحثا عن شىء أسرقه، لكن لسوء حظى شعرت السيدة بتواجدى بالشقة، فحاولت الاستنجاد بالجيران، فأسرعت نحوها لكتم أنفاسها وطعنتها بالسكين فسقطت على الأرض غارقة فى دمائها.
 
ويضيف المتهم: «حالة من الارتباك أصابتنى لأنى كنت ناوى أسرق مش أقتل»، وحاولت الهروب من المكان دون أن يشعر أحد، وبحثت فى الشقة حتى وجدت المفاتيح وحصلت عليها وتحركت سريعا، وأثناء الجرى من العقار سقطت منى السكين، فلم ألتفت إليها، كان هدفى الهروب بأى وسيلة، ثم اكتشفت أن ملابسى غارقة بدماء القتيلة، فخعلتها وألقيتها فى نهر النيل، واعتقدت بذلك أن الشرطة لن تعرفنى، لكنهم كشفوا جريمتى وقبضوا علىّ».
 
وتلقى قسم شرطة حدائق القبة بمديرية أمن القاهرة بلاغا من الأهالى بالعثور على سيدة متوفاة داخل شقة بأحد العقارات، فانتقل رجال المباحث لمكان البلاغ، وتبين من الفحص الأولى أن الجثة لربة منزل، تبلغ من العمر 64 سنة، وبها إصابات ظاهرية عبارة عن عدة جروح فى أماكن مختلفة، وعُثر بمدخل العقار «أسفل السلم» على سلاح أبيض «سكين» به آثار دماء.
 
وتشكل فريق بحث لكشف غموض الجريمة، قاده اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، توصلت تحرياته إلى أن وراء ارتكاب الجريمة «حلاق» يبلغ من العمر 32 سنة، سبق اتهامه فى 5 قضايا، والمشهور عنه التردد على الحديقة المجاورة للعقار محل سكن المجنى عليها لتعاطى المواد المخدرة.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، واعترف بارتكابه للجريمة تفصيلا، فأحاله اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة لجهات التحقيق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق