بسبب المال الحرام .. ثرية تخلع زوجها خوفا علي أولادها

الإثنين، 09 سبتمبر 2019 10:00 ص
بسبب المال الحرام .. ثرية تخلع زوجها خوفا علي أولادها
محكمة الاسرة
إسلام ناجي

بين الزجاجات الملونة مختلفة الأحجام والأشكال، والأسامي الأجنبية العجيبة، وقف زيزو يلبي طلبات الزبائن بمهارة شديدة، لا يملئ الكاسات الفارغة فقط، بل يكتشف الزبون، ويفهم حالته النفسية والجسدية، والحالة التى يريد الإنتقال لها، فهو كالطبيب يشخص أولاً ثم يصف العلاج، يدرس قدرة الزبون على تحمل أثر الكحول قبل أن يملئ له الكأس، ويقترح له المشروب الأفضل لحالته، وإن وصل الأمر إلى حد الكوكتيل، فهو الأمهر بلا شك، وكأنه خبير متخصص حضر عشرات الدراسات والأبحاث فى علم خلط الخمور، فلا يضيف المكونات بعشوائية، ولكن كله  يتم بدقة شديدة، تجعله أشبه بكميائي يحضر العلاج، وهو ما جعله أشهر "بارمان" فى شارع الهرم.
 
ينتهى عبدالعزيز أو زيزو كما يدعوه زبائنه من عمله فى الساعات الأولى من النهار، فيعود إلى بيته منهك القوى، ليجد زوجته ثرية قد أيقظت الفتيات للمدرسة، وجهزتهن ليوصلهن والدهن بالتاكسي خاصته كآخر رحلاته اليومية قبل أن يلقي بجسده المُتعب على السرير، ويروح فى نوم عميق لساعات عدة، يستيقظ بعدها فى الثالثة عصرًا ليتناول وجبة الغذاء مع أسرته الصغيرة بعد أن أصطحب شقيق ثرية الفتيات من المدرسة إلى البيت خلال مناوبته على التاكسي، وبعد الغداء تجلس العائلة الصغيرة للتحدث عن تفاصيل يوم البنات فى المدرسة، ثم يذاكر لهن أحد الوالدين بالتبادل، وفى تمام العاشرة مساءًا تخلد الفتيات للفراش، وكذلك تفعل ثرية بينما يخرج الأب للعمل على التاكسي – على حسب قوله – لكنه فى الحقيقة يقود سيارته إلى الكباريه.
 
تعرفت ثرية على عبدالعزيز قبل خمسة عشر عامًا، فكان صديق شقيقها، ويتشاركان العمل على سيارة أجرة، وعندما تقدم للزواج منها سعدت به كثيرًا رغم ظروفه السيئة، وساندته طوال فترة خطبتهما التى استمرت أربع سنوات، تزوجا بعدها فى شقة مستأجرة بالوراق، رزقا فيها بطفلتهما الأولى قبل أن يتبدل الوضع، وتتحسن حالته المادية بالتدريج، ويتمكن من شراء شقة أفضل وتاكسي جديد تشاركه أيضًا مع شقيق ثرية، كما رزق بطفلة أخرى غاية فى الجمال، وبدأت ظروف الأب فى التحسن كثيرًا عن ذي قبل، ظن الجميع أن "رزق البنات واسع" ولم يعلم أحد أن عمله فى أحد ملاهي شارع الهرم هو السبب الرئيسي وراء هذا التحسن.
 
وأستمر الوضع على حاله ما يقرب من الخمس سنوات، لم يستطع أحد أن يكشف تمويه عبدالعزيز إلا شقيق زوجته الذي لاحظ بالصدفة عدم تغير قراءة عداد السيارة بما يتناسب مع العمل عليها خلال المناوبة المسائية وكذلك البنزين الذي لا ينقص إلا بمقدار قليل لا يتناسب هو الآخر مع السير في شوارع القاهرة لأكثر من 8 ساعات، فشك فى إقامته علاقة مع سيدة أخرى غير شقيقته، وتتبعه فى إحدى الليالي حتى عرف الحقيقة، وعندما واجهه تحجج عبدالعزيز بالظروف والحالة المادية، وقلة المال، وحاجته لعمله كـ"بارمان" ليضمن لأسرته حياة أفضل، فرفض شقيق ثرية تلك المبررات، وهدده بفضح أمره إن لم يستقم حاله.
 
استسلم عبدالعزيز لتهديدات شقيق زوجته أو هكذا خُيل له، واستعان بصديق له للعمل على التاكسي فى المناوبة الليلة، ليخدع نسيبه وصديق عمره، واستمرت الخدعة خمس سنوات أخرى حتى أنكشفت الحقيقة أمام شقيق ثرية ثانيةً، وهنا لم يجد بد من مصارحة أخته بكل شئ، لتختار هي إن كانت ستكمل حياتها بفلوس زوجها الحرام أم ستضع حدًا لهذا الأمر، وبالفعل ثارت ثرية، وغضبت، وأصرت على ترك المنزل فهى لن تربي صغيراتها بأموال حرام، وأمام إصرارها وافق عبدالعزيز على ذهابها إلى منزل أبويها علها تهدأ، وتعود لرشدها وبيتها مرة أخرى، لكنها بدلاً من ذلك بحثت عن عمل؛ لتتمكن من إعالة بناتها، وبعد ذلك توجهت إلى محكمة الأسرة، ورفعت دعوة خلع ضده.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق