«مصر واجهت نيابة عن العالم».. هكذا تصدت مصر للإرهاب المحلي والإقليمي

السبت، 14 سبتمبر 2019 12:04 م
«مصر واجهت نيابة عن العالم».. هكذا تصدت مصر للإرهاب المحلي والإقليمي
كتب محمد أسعد

على مدار سنوات عدة، خاصة مع اشتداد أعمال العنف والإرهاب بسقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين بثورة 30 يونيو، وإظهار وجهها القبيح أمام العالم أجمع، وتعاونها وعلاقاتها مع الجماعات الإرهابية الأخرى في دول الشرق الأوسط وأفريقيا، لعبت مصر دورًا محوريًا وهامًا في مكافحة ومواجهة الإرهاب، ليس على المستوى المحلي فقط، ولكن أيضًا على المستوى العربي والإقليمي والدولي.

وحملت مصر على عاتقها جهود مكافحة الإرهاب نيابة عن دول العالم أجمع، وباعتراف رؤساء دول وحكومات عربية ودولية، وظلت وحدها لسنوات تنذر بخطورة جماعات الإرهاب، وتطالب بإدراج مواجهته كحق من حقوق الإنسان، وكانت من أوائل الدول التي أدركت الدور المشبوه لدول أخرى وعلاقاتها بالجماعات الإرهابية وتقديم العون والمساعدة لها.

وتعتبر قضية مكافحة الإرهاب من القضايا التي تصدرت قائمة أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه الحكم في يونيو 2014، سواء الإرهاب المحلي الذي عانت منه مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013، أو الإرهاب الإقليمي والدولي.

558215
 

في منتدى شباب العالم الذي عقد في 2018 وأمام شباب من مختلف دول العالم أجمع قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه سيتم إدراج الحفاظ على الحياة ومكافحة الإرهاب كحق أساسي من حقوق الإنسان، وتشكيل مجموعة عمل من كافة دول العالم ومؤسسات الدولة، لتقديم الدعم المادي والمعنوي لضحايا الإرهاب.

ويؤكد الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا على أن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، وكانت كلمته التي ألقاها عقب حادث مسجد الروضة بالعريش والذي أسفر عن استشهاد 235 من المدنيين، تعبر عن حجم الدور الذي تؤديه مصر في مواجهة الإرهاب، واستمرار الحرب والقضاء عليه.

على المستوى المحلي، نجحت مصر بعد حروب شرسة في دحض الجماعات الإرهابية ومواجهة العمليات الإرهابية خاصة في سيناء، بعد إطلاق العملية الشاملة سيناء 2018، وكانت الهزائم المتتالية التي تلقتها الجماعات الإرهابية في سيناء أحد أهم الأسباب التي استنزفت قواتها وساهمت في دحضه ببعض الدول العربية ودول الشرق الأوسط.

220181011445323

ولا تحارب مصر الإرهاب بالسلاح فقط، ولذلك أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراره رقم 355 لسنة 2017 بتأسيس المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، والذي يهدف إلى حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره.

ومصر من الدول المؤسسة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي يستهدف تعزيز جهود التعاون الدولي بشأن موضوعات مكافحة الإرهاب، ويضم المنتدى خمس مجموعات عمل من بينها مجموعة عمل دعم القدرات لمكافحة الإرهاب في دول شرق أفريقيا التي تترأسها مصر منذ سبتمبر 2017.

وفي تصريحات صحفية له لوكالة «اسوشيتدبرس» قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر سعت إلى دعم الكفاءة القتالية للقوات المسلحة بالأسلحة والأجهزة الحديثة، لمواجهة الخلل في التوازن الاستراتيجي الذي حدث في المنطقة العربية، خاصة مع نشوب العديد من الصراعات في سوريا وليبيا واليمن، ولمواجهة ما تتعرض له مصر من عمليات إرهابية، حيث تحارب مصر الإرهاب نيابة عن العالم، مضيفًا أنه كلما تأزم الوضع لـ«داعش» في سوريا والعراق كلما كان هناك تحركا متوقعا للعناصر الإرهابية إلى منطقة أخرى، فيها ظروف مواتية لها، وبالتالي لا بد أن تكون القوات المسلحة جاهزة لمواجهة أي عناصر إرهابية تتسلل عبر الحدود.

0fdb5675d68feab0d477299281177e5020

«مواجهة مصر للإرهاب نيابة عن العالم» ليس مصطلح مصري أو عبارة يرددها المسئولون المصريون فقط، لكنه جاء باعتراف على لسان رؤساء لدول العالم.

في أبريل الماضي، وخلال لقاء جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، قال الأخير إن الولايات المتحدة حققت تقدما كبيرا مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب، وقال: هذا شرف كبير أن نكون هنا اليوم مع الرئيس السيسى، ولدينا مواضيع كثيرة يجب أن نبحثها تتعلق بالقطاعين العسكري والتجاري"، وأضاف: وعلى أن أقول إن تقدما كبيرا تم تحقيقه بأشكال متنوعة في مكافحة الإرهاب ومجالات أخرى مع مصر وداخلها، وما حدث رائع جدا".

73488-الرئيس-عبد-الفتاح-السيسى-ونظيره-الأمريكى-دونالد-ترامب--(3)

وأشاد الرئيس الأمريكي بالجهود المصرية الناجحة في التصدي بحزم وشجاعة لخطر الإرهاب، باعتباره الخطر الأكبر الذي يهدد استقرار المنطقة والعالم ويمثل تهديداً جسيماً للسلم والأمن الدوليين، مؤكداً أن مصر تعد شريكاً محورياً في الحرب على الإرهاب، ومعرباً عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية في هذا الصدد.

وفي مؤتمر صحفي في يونيو 2015 قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنجيلا ميركل: إن مصر تواجه الإرهاب بالنيابة عنا وعن العالم أجمع ويجب دعمها في هذه الحرب، وأضافت خلال المؤتمر الصحفي المشترك بينها وبين الرئيس عبدالفتاح السيسي ببرلين في ألمانيا، إننا نتطلع لتوطيد العلاقات مع مصر فيما يخص مكافحة الإرهاب خاصة في شبه جزيرة سيناء".

18242183_303
 

ودائما ما تكون قضية الحرب على الإرهاب حاضرة في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي في المحافل الدولية، إذ أكد الرئيس السيسي خلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة أن الإرهاب هو آفة هذا الزمان الذي تبثه دعاوى التطرف والعنف في عقول البشر، مشددًا: «علينا أن نغرس في هذه العقول قيم التعايش وقبول الآخر، ولما كانت الثقافة انعكاس لمنظومة القيم التي يحيا بها الإنسان فعلينا أن نسخر الثقافة والقدرات التكنولوجية لصالح التنمية وتحقيق السلام».

وفي القمة العربية التي عُقدت بالرياض بالمملكة العربية السعودية، أشار الرئيس السيسي إلى «الحرب الضروس» التي تواجهها مصر ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، مؤكداً أنها جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب.

وقال: «دعوني أتحدث بصراحة وأسأل: أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين ومعالجة المصابين منهم وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ مَن الذي يشتري منهم الموارد الطبيعية التي يسيطرون عليها، كالبترول مثلاً؟ مَن الذي يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومِن أين يحصلون على التبرعات المالية؟ وكيف يتوفر لهم وجود إعلامي عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟».

ووافق مجلس الأمن الدولي، على طلب بعثة مصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، بإصدار نص خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية بالرياض كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.

Sisi - Saudi summit

ووضعت مصر خلال عضويتها في مجلس الأمن  في مقدمة أولوياتها حفظ السلام والأمن الدوليين وتجنب الصراعات من خلال الحلول السلمية والمفاوضات إضافة للتركيز على مكافحة الجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب والتطرف ونزع السلاح والحد من الانتشار.

واختيرت مصر لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي بإجماع آراء الدول الأعضاء، وتتويجًا لما بذلته من جهود لتعزيز منظومة مكافحة الإرهاب بالمجلس، نجح الوفد المصري فى نيويورك، في المساهمة في اعتماد قرارين جديدين بمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، أولهما خاص بالتصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والثاني حول تجديد منظومة المديرية التنفيذية التابعة للجنة مكافحة الإرهاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق