تفكيك الجيش وضرب العلاقة بين الشعب والدولة.. عقيدة إخوانية فاسدة

الأحد، 15 سبتمبر 2019 03:00 ص
تفكيك الجيش وضرب العلاقة بين الشعب والدولة.. عقيدة إخوانية فاسدة
ترويج الشائعات
يوسف أيوب

 
- الجماعة الإرهابية تستغل السوشيال ميديا والأذرع الإعلامية فى الترويج للشائعات وبث ألفتنة وألفبركة
 
جماعة الإخوان الإرهابية تضع القوات المسلحة المصرية فى خانة «العدو الأول»

- قيادات الإخوان يعتمدون على قنوات ومنصات إعلامية أجنبية

مساء يوم السبت 16 يوليو 2016، أذاعت القنوات ألفضائية مشهدا مثيرا، فقد وقف عدد من أفراد الشرطة التركية يعأونهم أفراد عاديون وهم يعتدون بالضرب على قيادات فى الجيش التركى والتنكيل بهم وتعذيبهم، عقابا لهم على محأولتهم الآنقلاب على النظام والحكومة، وانتشرت هذه ألفيديوهات والصور بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعى، بوصفها أكبر إهانة يتعرض لها الجيش التركى.

هذا المشهد سبق ورأينا صورة منه فى ليبيا وسوريا واليمن، لكن ألفارق أنه فى الدول الثلاث كان المعتدى على قيادات الجيش وإهانتهم أمام الكافة هم أعضاء بجماعة الإخوان الإرهابية.. مشهد يؤكد العقيدة الإخوانية ألفاسدة التى تقوم على فكرة تفتيت الجيوش، وتحويل أى بلد يتواجدون به إلى مجموعة من الميليشيات تعتمد على حرب العصابات، وهو ما يساعد على بقاء الجماعة وتأثيرها فى الشارع، لأن الإخوان يعتبرون أن وجود الجيش هو المهدد الأول لبقاء الجماعة.
 
منذ أحداث 2011، التى أطلق عليها «الربيع العربى» تحأول الجماعة- سواء فى مصر أو فى الدول التى شهدت هذه الأحداث- تنفيذ عقيدتها القديمة، بتفتيت جيوش هذه الدول، من خلال بث ألفتن بين القيادات ونشر الشائعات ضدهم، كما حدث فى ليبيا واليمن وسوريا، فقد عمد التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية إلى استهداف جيوش الدول الثلاث وتوريطها فى معركة أو حرب أهلية، تنتهى إلى أنهيار الجيش وأن يكون البديل له ميليشيات، وهو ما نجحت الجماعة فى تنفيذه فى ليبيا، واليمن، وحأولت كثيرا فى سوريا.
 
أما فى مصر فلأن الجماعة تدرك العلاقة الوثيقة بين القوات المسلحة والشعب، وتعلم أيضا عقيدة الجيش الراسخة وهى عدم الدخول فى صدام مع الشعب تحت أى مبرر، لذلك ركزوا على إحداث ألفتنة وألفرقة بين الاثنين، من خلال إطلاق بعض الشعارات السياسية والدفع بها لتكون فى صدارة المشهد، وليكون لها صدى وتأثير فى الشارع، مثل الشعار الذى ابتدعه الإخوان فى 2011، وسار خلفهم بعض التيارات السياسية المدنية، التى وقعت فريسة لأحلام وطموحات الإخوان، وهو شعار «يسقط حكم العسكر»، فمنذ هذه اللحظة كشفت الجماعة عن وجهها الحقيقى الذى يخفى الكثير من الحقد تجاه المؤسسة العسكرية المصرية.
 
من 2011 وحتى اليوم يضع الإخوان القوات المسلحة المصرية فى خانة «العدو الأول» لهم، بل فى إحدى المراحل لم يكن لديهم غضاضة فى مد يدهم لقوى إقليمية من أجل تنفيذ مخطط تفكيك وتدمير الجيش المصرى، فتلاقت أهداف الاثنين ضد الجيش المصرى، واستغل الإخوان بمساعدة هذه القوى، حروب الجيل الرابع فى تنفيذ ما يربون إليه من أهداف شيطانية، وهو نوع من الحروب لم يكن المصريون على علم به، لأنه ليس حربا بالشكل التقليدى، فالمواجهة ليست بالسلاح وإنما باللعب على العقول، والعمل على زعزعة الاستقرار والتشكيك فى الجيش والشرطة والقيادات السياسية وضرب الاقتصاد بضرب السياحة ونشر الشائعات واستخدام التكنولوجيا فى التنظيمات الإرهابية.
 
ففى الماضى كنا نعتاد على الحرب التقليدية بمواجهة الجيوش لبعضها البعض، لكن بدأت حروب أخرى وهى ممارسات «قوى البعد الثالث»، وهى السيطرة على العقل كـ«السيطرة فى التعليم ووسائل الإعلام»، وهى التى تمثل أفضل ممارسات القوة، كما قال «ستيفن لوكس» فى كتابه بعنوان «القوة»، فلقد أصبح للحرب مفهوم آخر وهو مفهوم القوة وليست الحرب بالجيوش، وهى كيفية ممارسة القوة بالقوة ألفكرية، وهى التأثير فى  الوعی، وهو ما تحأول جماعة الإخوان أن تطبقه، باستغلال وسائل التواصل الاجتماعى والقنوات التى تبث من لندن وإسطنبول، للعب على الوعى، بإطلاق الشائعات وبث ألفتن واستهداف شخصيات ومؤسسات معينة.
 
ومن خلال تتبع ما تقوم به الجماعة الإرهابية سنجد أنهم يستخدمون وسائل الدعاية سواء كانت إذاعات أو قنوات فضائية والسوشيال ميديا «الإنترنت» لتفتيت المؤسسات، مع التركيز بشكل كبير على القوات المسلحة، بما يسهل عليهم عملية اختراق الدولة، وخلال السنوات الماضية دأبوا على فبركة أخبار عن سيناء ومحأولة التشكيك المستمر فى دور الجيش المصرى فى مواجهة الإرهاب، وأيضا فبركة فيديوهات عن الجيش، وإذاعتها عبر القنوات ألفضائية التابعة لهم، والترويج لها عبر السوشيال ميديا.
 
ألفترة الماضية شهدت تكثيفا من جانب الجماعة الإرهابية وأذرعها الإعلامية فى هذا الجانب، من خلال التركيز مرة أخرى على القوات المسلحة، وعدد من الشخصيات المصرية، من خلال إنتاج أفلام وإعداد تقارير مفبركة فى محأولة من جانبهم للإيحاء بأن هناك خطأ يحدث فى هذه المؤسسة، أو من هذه الشخصية التى يتم تنأولها، ولزيادة التواجد والتأثير يتم تمرير هذه المنتجات على كل ألفضائيات التى تدار من جانب الجماعة، وكذلك الحسابات الشخصية للعاملين والتابعين للجماعة على وسائل التواصل الاجتماعى، بهدف أن تنتشر بشكل كبير وتصل إلى أكبر عدد من المتابعين.
 
ويدخل ضمن حروب الجيلين الرابع والخامس من جانب الجماعة الإرهابية، محأولات التشكيك فى التاريخ، والطعن فى الأحاديث النبوية، مثلما فعل مؤخرا محمد ناصر، المذيع فى قناة «مكملين» الإخوانية، الذى حأول التخديم على العقيدة الإخوانية ألفاسدة، فخصص جزءا من الحلقة للتشكيك فى الأحاديث التى تتنأول الجندى المصرى وأنه خير أجناد الأرض، بل تمادى فى أكإذيبه بقوله إن مصر لم يكن لديها جيش فى أى مرحلة زمنية، وأنها كانت عبارة عن دولة محتلة طوال الوقت، وتخضع للحماية من المحتل، وهو ما يدخل ضمن الرسالة التى تحأول الجماعة الإرهابية ترسيخها لدى المتلقى، وهى أنه لا ضرورة لوجود جيش، وأن الحل فى وجود ميليشيات تتولى تأمين الدولة والمواطنين.
 
كل هذه التحركات تؤكد أننا أمام استهداف من نوع آخر، فبجانب العمليات الإرهابية التى لجأ إليها التنظيم الإرهابى بعد ثورة 30 يونيو 2013، هناك استهداف لحالة الوعى لدى المصريين سواء من خلال التشكيك فى المشروعات التى أنجزتها الدولة خلال السنوات الخمس الماضية، أو بث الشائعات وألفتن، وهى أمور تدخل ضمن الاستراتيجية الإعلامية التى تسير عليها جماعة الإخوان، وتحأول من خلالها ضرب العلاقة والثقة بين المصريين والدولة.
 
والأغرب فى هذه الاستراتيجية أن الجماعة الإرهابية تعتمد أيضا على قنوات ومنصات إعلامية أجنبية، وبعضها مملوك لدول مثل إذاعة BBC البريطانية وإذاعة دويتش فيله الألمانية، وأيضا موقع «روسيا اليوم»، وغيرها من وسائل الإعلام التى تساعد الجماعة الإرهابية سواء بقصد منها أو دون قصد فى تمرير الرسالة الإعلامية للإخوان، وهو ما يعطى انطباعا لدى المتابع أنهم أمام أمر حقيقى، وليس مفبركا.
 
السؤال هنا: هل حقق الإخوان نجاحا فى هذه الاستراتيجية؟.. الإجابة بالتأكيد أن الجماعة الإرهابية فشلت فى تحقيق هدفها الخبيث، لعدة أسباب، أهمها على الإطلاق أنه بعد 30 يونيو 2013 زاد وعى وإدراك المصريين تجاه ما يدور حولهم، فلم يعد المصرى ذلك الشخص البعيد عما يحدث، بل أصبح شريكا فى كل شىء، والسبب فى ذلك يعود إلى التواصل الدائم والمستمر بين القيادة السياسية والمواطنين من خلال منصات مختلفة، لشرح كل كبيرة وصغيرة تحدث فى الدولة، وتعريفهم بأرقام متعلقة بالأوضاع الاقتصادية كانت فى الماضى من المحرمات التى لا يجب للمواطن أن يقترب منها، لكنها اليوم أصبحت متاحة، وهو ما يمكن اعتباره أكبر حائط صد فى مواجهة كل المحأولات الإخوانية والخارجية لاختراق المجتمع المصرى، لأنه كلما توافرت المعلومة بسهولة ويسر كلما قلت محأولات إحداث ألفتنة والوقيعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق