المؤتمر الوطني الثامن للشباب يستعرض الخريطة المستقبلية للإرهاب الدولي (مناطق النفوذ)

السبت، 14 سبتمبر 2019 02:26 م
المؤتمر الوطني الثامن للشباب يستعرض الخريطة المستقبلية للإرهاب الدولي (مناطق النفوذ)
مؤتمر الشباب الوطني الثامن
محمد الشرقاوي

على مدار أشهر، تغيرت خريطة التنظيمات الإرهابية الفاعلة في الشرق الأوسط، بفعل الانتصارات العسكرية في المناطق المشتعلة في الشرق الأوسط، والمعاقل الرئيسية لتنظيمي داعش والقاعدة، في العراق وسوريا وليبيا وغيرها، وفي ظل التطورات على الساحة بات من المحتمل تغير شكل الخريطة مجددا. 

مؤتمر الشباب الوطني الثامن، المنعقد اليوم، السبت، بمركز المنارة للمؤتمرات، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خصص جلسته الأولى لتقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميًا، واستعرضت بدورها، شكل الخريطة المستقبلية للإرهاب الدولي. 

وخلال الجلسة، انتهى الباحثون إلى أنه يمكن الجزم أو افتراض أن الظاهرة الإرهابية تراجعت خاصة في ظل وجود محفزات وممكنات بروز وتنامي هذه الظاهرة، وعلى الرغم من هزيمة داعش بنسخته الأكبر عناصرًا ودموية في سوريا والعراق إلا أن الإرهاب سيسعى للبحث عن ساحات وملاذات بديلة للقيام بممارساتها الإرهابية وتعزيز صورته الجهادية من الناحية الجغرافية، من أبرز الساحات المحتملة ما يلي: 

منطقة آسيا

يمكن أن تصبح القارة الآسيوية مآلا للتنظيمات الإرهابية والخريطة المستقبلية وهنا نركز على النفوذ الإرهابي في عدد من المناطق ومنها ُينظر للإرهابيين باعتبارها ساحة بديلة للعائدين من التنظيمات الإرهابية:

الفلبين: نحو 4 جماعات وتنظيمات ومنها: جماعة أبوسياف والتي بايعت داعش عام 2014، وحركة تحرير بانعسماورو الإسلامية، تنظيم أنصار الخليفة بايع داعش، فضلا عن تنظيم ماوتي بايع داعش 2015)، وفي أفغانستان: ولاية خراسان، وإندونيسيا أنصار دولة الخلافة، وبنجلاديش وأنصار هلال، وماليزيا: ولاية ماليزيا، الهند: ولاية الهند، حيث أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش في أبريل 2019، عن إقامة «ولاية الهند» في إقليم كشمير، وأزباكستان «حركة أوزباكستان الإسلامية»، التي أعلنت انضمامها لداعش عام 2015. 


منطقة الساحل والصحراء

تعد دول الساحل والصحراء من المناطق المرشحة بقوة لاستقبال وتمدد النفوذ الإرهابي، بداخلها خاصة وأن هذه المنطقة تشهد عدد من التحالفات والتنسيق بين عدد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها بوكو حرام، والتي تنتشر في كل منطقة بحيرة تشاد ونيجيريا، والنيجر، وتشاد، والكاميرون، فضلا عن حركة أنصار الدين، حركة الجهاد والتوحيد غرب إفريقيا، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة شباب المجاهدين في الصومال، جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، والتي نجمت عن طريق تحالف 4 كيانات إرهابية في 2017.

ومن المحتمل أن تتمركز هذه الجماعات والخلايا في البداية في المناطق الحدودية مستغلة الفراغات الحدودية بين الدول وحالة الهشاشة التي تتمتع بها هذه الحدود، نظرًا لصعوبة مراقبتها بشكل تام وكلي، ثم بعد ذلك تعمل على استعادة تموضعها وتعزيز قدراتها ومن ثم التمدد داخل هذم الدول ومن الناحية التنفيذية من حيث الأدوات والتكتيكات: -

فهناك اتجاه باتساع استخدامات التكنولوجيا في الممارسات الإرهابية سواء في التجنيد أو التسليح وحتى في التمويل، وربما اعتماد التنظيمات على اختيار أماكن تنفيذ عملياتهم بشكل مختلف وليس في الساحات التقليدية المعهودة. 

وبحسب الخبراء في المؤتمر، فإنه من المحتمل أن تشهد المراحل القادمة مزيد من التحالفات المرنة بين التنظيمات وبعضها البعض في عدد من الساحات، بما يعنى أن تهديدات الإرهاب لا تزال قائمة وأن الحديث عن انتهاء وانزواء الظاهرة الإرهابية هو حديث يفتقد للواقعية.

الإرهاب في ليبيا:

إن المواجهة مع العناصر الإرهابية والميليشيات المسلحة في ليبيا لا تزال مستمرة، والجيش الوطني الليبي ما زال يحقق نجاحات وتقدمًا ملحوظًا في معركته الأخيرة بغرض تحرير طرابلس من هذه العناصر، أن ذلك يحتاج لتكاتف المؤسسات الوطنية الليبية بغرض تسوية الأزمة وتطويق وتحجيم الظاهرة الإرهابية.

الوضع في اليمن:

يبدو أن الوضع في اليمن أكبر تعقيدًا نظرا لتعدد أطراف الصراع كما ان الجماعات والتنظيمات الإرهابية هناك تمتلك عدد من الأدوات والقدرات العسكرية المتطورة بفعل دعم دول إقليمية لها، كما أن حالة التنسيق بين الجماعات المختلفة سواء الحوثيين أو داعش والقاعدة لها إثر في اليمن، وهو ما اتضح في أحداث محافظة عدن في شهر أغسطس الماضي، والذي شهد درجة من درجات التنسيق بين الإخوان والحوثيين وداعش في استهداف معسكرين أمنيين أحدهم تابع للشرطة وأخر للجيش اليمني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق