لعبة الإخوان والقاول الهارب.. إزاي تريند بـ5000 آلاف جنيه؟

الخميس، 19 سبتمبر 2019 11:00 م
لعبة الإخوان والقاول الهارب.. إزاي تريند بـ5000 آلاف جنيه؟
تعرف على إزاى تعمل تريند
نرمين ميشيل

خبير أمن معلومات : سعر المليون تويتة يصل لـ 100 ألف دولار  
 
استمرارا لسلسلة الأكاذيب والافتراءات التى تعمدت الجماعة الإرهابية نشرها فى الفترة الأخيرة بهدف زعزعة استقرار هذا البلد والنيل من وحدته، انتفضت اللجان الإليكترونية الخاصة بها وبدأت فى الترويج لهاشتاج ضد النظام والجيش  يقف وراءه مجموعة من الحسابات الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى على رأسها "فيس بوك" و"تويتر"، وذلك وفقا لما كشفت عنه أحد المواقع المتخصص فى تحليل تويتر من خلال القيام بعملية تتبع لحظى لعمليات المشاركة فى هذا الهاشتاج، حيث تبين أن جميع المشاركات تمت بواسطة حسابات من خارج مصر تحديدا إنجلترا وأيران وأمريكا والهند وبعض دول الخليج .
 
 
السوشيال ميديا 
 
وبإستبعاد هذا الكم من الحسابات المزيفة تبين الحجم الحقيقى لذيول هذا الكيان من مروجى الهاشتاج الهاربين فى الخارج، وتبين أن عدد تغريداتهم الحقيقية لم تتجاوز بضعة مئات وليس مليون تغريدة كما أشاعوا .
 
وعلى الرغم من أن الواقعة سابقة الذكر ليست الأولى من نوعها، إلا إنها كشفت حجم التلاعب الذى يمكن ان تقوم به تلك اللجان وأتباعها لتصدر محركات البحث فيما بعرف باسم " التريند " على مواقع التواصل الاجتماعى مستخدمين فى ذلك اساليب عدة سواء بإطلاق الحسابات المزيفة او شراء "التريند" او حتى اللجوء لبعض الشركات لحجب وإرجاء تصدر الكيانات المنافسة او المستهدفة . 
 
"تويتر" موطن الأكاذيب والشائعات : 
 
فى 2018 صدرت نتائج دراسة أعدها ثلاثة من الباحثين فى معهد ماسوشوسيتس MIT بالولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان "الأخبار الكاذبة على تويتر تحظى بالنصيب الأكبر من الرواج مقارنة بالأخبار الصادقة والحقائق" وذلك بالتعاون مع إدارة تويتر للإطلاع على البيانات الخاصة بحسابات المستخدمين لمعرفة اتجاهات المغردين خلال فترة الدراسة . 
تويتر
 
وعلى مدار 11 عاما من 2006 وحتى 2017 تم خلالها دراسة سلوك المغردين على تويتر وردود أفعالهم تجاه بعض الأخبار الصادقة والكاذبة من خلال تتبع ما يقرب من 126 الف قصة بعضها حقيقى والبعض الآخر مزيف روجها 3 مليون مستخدم عبر ما يزيد عن 4.5 مليون تغريدة وإعادة تغريد . 
وجاء فى نتائج الرسالة أن أغلب الأخبار الزائفة والشائعات التى راجت على تويتر مصدرها وسبب انتشارها هم الناس أنفسهم وليس تطبيقات التغريد او إعادة التغريد كما هو متوقع. 
 
وأوضحت الدراسة ان الــ1% الأولى فى مدى انتشار الاخبار كانت من نصيب الأخبار الزائفة حيث وصلت إلى ما يقرب من ألف و100 ألف مستخدم بينما وصلت نظيرتها الحقيقية بالكاد وبصعوبة بالغة للمستخدم .
 
 كما أشارت إلى ان الأخبار الزائفة تمتلك قدرة وفرصة أكبر على الانتشار تصل إلى 70 % مقارنة بالصادقة بالإضافة إلى ان الشائعات لديها القدرة على الوصول فى إعادة التغريد لــ 10 – 20 مرة أسرع مقارنة بالحقائق .
 
 
"الهند" مقر صناعة التريندات المزيفة :
الدكتور أسامة مصطفى خبير أمن معلومات ، أشار إلى أن صناعة التريند متاحة لأى شخص من خلال التواصل مع شركات فى الهند تقوم بتعزيز كلمات معينة على موقع تويتر وتصديرها على كونها تريند عالمى فى منطقة معينة، ويتم ذلك مقابل تسديد قيمة مالية يتم تحويلها من خلال الدفع الالكترونى بصورة حسابات بنكية والتعامل بموجب الفيزا.
 
 
 
وتابع خبير أمن المعلومات، أن نفس الأمر ينطبق فى سبيل إسقاط موقع أو منشور عبر صفحات السوشيال ميديا من خلال استخدام الجيوش الالكترونية لعمل ريبورتات على المنشور بعد دفع المقابل المادى المتفق عليه 
 
وأكد الدكتور اسامة مصطفى خبير أمن المعلومات ، أن الهاشتاج الأخير المعادى للدولة المصرية يعتبر  وهمى بدليل الخطوات التى اتخذتها إدارة تويتر بحذف آلاف الحسابات الوهمية التى انكشف امرها واستخدامها فى صناعة هذا التريند.
 
 
طرق صناعة التريند الوهمى : 
قال المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات والمعروف إعلاميا بـ "صائد الهاكرز "، إن التطور التكنولوجى فى الوقت الحالى ، يمكن من اختيار أى عبارة لتصبح ترند رقم واحد فى أى دولة ويتم بصورة غير شرعية وفى الخفاء، موضحا أن هناك أكثر من طريقة يمكن من خلالها استخدام مصطلح معين وجعله الترند ، ومنها برامج الريتوى حيث يوجد  10 برامج مجانية تقوم بوظيفة عمل الريتويت فضلا عن وجود نسخ من برامج مدفوعة وأخرى مجانية تقوم بعمل ريتوى لحسابات بعينها.
 
وأوضح وليد حجاج فى تصريحات صحفية  أن هناك طرق أخرى يتم اللجوء إليها فى تلك المسألة، و ذلك عن طريق بعض الأشخاص الذين لديهم حسابات عديدة ومنها الوهمية ويتم تكليفها بتصدير تريند معين خلال فترة محددة وذلك بمقابل مادى يختلف على حسب المادة المطلوب تصدريها والذى يبدأ من مبلغ 5 الاف جنيه . 
 
وتابع خبير أمن المعلومات ، أن هناك طريقة أخرى يمكن استخدامها فى تصدير تريند معين ، وتتم من خلال شخصيات غير معروفة يتم التوصل إليها عن طريق مسئولة عن شبكات"بوتنت" وهى  عبارة عن شبكة يطلق على أفرادها " زومبى" وهو شخص يقوم باختراق للأجهزة الالكترونية عن طريق برمجيات خبيثة تتيح له التحكم واستغلال هذه الأجهزة حيث يصدر الزومبى أوامر لتنفيذ مهمة منها مثلا شن هجوم إلكترونى وتدعيم هشتاج أو تريند معين لأى هدف حتى لو كان للاضرار بمؤسسة معينة أو موقع معين لاسقاطه.
 
المهندس وليد حجاج صائد الهاكرز
 
المهندس وليد حجاج صائد الهاكرز
 
وذكر المهندس وليد حجاج، أن البرامج المجانية أيضا بداخلها برمجيات خبيثة، حيث أن تحميل هذه البرامج يكون فى مقابل استغلال الجهاز والقيام بأى أعمال أخرى، موضحا أن من يطلق عليهم ذلك الأمر يعرفون باسم " cc  مستر"، ويستطيع اصحاب هذه البرامج السيطرة على الأجهزة الالكترونية وحساباتها على مواقع السوشيال ميديا سواء لاسقاط مواقع بعينها أو تصدير تريند معين.
 
ومن جانبه يقول الدكتور أسامة مصطفى استاذ أمن المعلومات، إن فكرة التريندات تأتى بنظام التمويل مادى، مثل نظام الاعلانات، وذلك يكون بهدف دفع تريند أو عبارة معينة أكثر من غيرها، وذلك يتم إما من خلال حسابات وهمية على المواقع المختلفة، موضحا وجود شركات تتقاضى أموالا طائلة من أجل صناعة تريند معين ومحدد.
وأوضح خبير أمن المعلومات  أن أشهر الشركات العاملة فى مجال صناعة التريندات تقع فى الهند، وتقوم بذلك من خلال حسابات وهمية ومدفوعة بهدف تعزيز تريند محدد على غيره .
وذكر اسامة مصطفى ، أن إدارة تويتر تقوم بحذف الحسابات الوهمية وتنقية الحسابات الرسمية بعد اكتشاف أنها حسابات لم تمثل اشخاص طبيعين ، ولكن المشكلة أن هذه  الشركات تقوم بإعداد حسابات أخرى بديلة تبدو أنها رسمية ولكنها غير حقيقية، ويمكن كشفها من خلال الدخول على الاكونت صاحب الهاشتاج وسيظهر الاكونت بدون أى منشورات تؤكد استخدامه .
 
وعن تكلفة صناعة التريند ، يقول استاذ أمن المعلومات ، أن الأسعار تختلف على حسب كمية التفاعل المطلوب على التريند ،  مؤكدا أن التكلفة قد تصل إلى 100 ألف دولار فى سبيل الحصول على صناعة تريند بمليون تويتة على سبيل المثال .
 
تجربة شراء تريند لتصدر المشهد  : 
 
المال هو المتحكم الرئيس عند الجماعة الإرهابية لتصدر المشهد وتحقيق ما تطمح اليه عبر الفضاء الإليكترونى عندما فشلت فى تنفيذه على ارض الواقع ، فنجد القائمين على اللجان الاليكترونية التابعة لها ينفقون أموالا طائلة لشراء التريندات وترويج الاكاذيب وهى عملية فى غاية السهولة يمكن ان تحققها انت نفسك مقابل بضعة الآف . 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق