استشاري للصحة النفسية: الشباب الفئة الأكثر تأثرًا بالشائعات ونحتاج خطة للتحصين الفكري

الأحد، 22 سبتمبر 2019 11:00 ص
استشاري للصحة النفسية: الشباب الفئة الأكثر تأثرًا بالشائعات ونحتاج خطة للتحصين الفكري
شائعات السوشيال
أمل غريب

 

مواقع التواصل الاجتماعى تساعد فى ترويج الشائعة بنسبة 79%.. وجروبات الطبخ الأكثر نشرًا

حروب الجيل الرابع تستهدف غزو عقول الشعوب لتخريب المجتمعات وتشويه الإنجازات

الشائعة عبارة عن مجموعة أخبار مزيفة، تنتشر داخل المجتمع بشكل سريع ومطرد، ويتم تداولها بين البسطاء

مواقع التواصل أصبح لها دور كبير فى انتشار الشائعات بنسبة 79% وهو ما أشارت إليه إحدى الدراسات

مواقع التواصل الاجتماعى تساعد فى ترويج الشائعة بنسبة 79%.. وجروبات الطبخ الأكثر نشرًا

 
تعرضت الدولة المصرية، خلال الخمس سنوات الأخيرة، إلى هجمة شائعات شرسة، تتبناها الدول المعادية لمصر، والتى تدير ملفات تدمير منطقة الشرق الأوسط، وإعادة تقسيمه إلى دويلات صغيرة متناحرة، مستخدمة فى ذلك أشد أذرع حروب الجيل الرابع فتكًا بالشعوب والدول، وهى «نشر الشائعات»، والتى تستهدف بث الفتن والروح الانهزامية والإحباط لدى المصريين، ما يؤثر بالسلب على المزاج العام لرجل الشارع، والذى بدوره يخيب آمالهم فى بناء وطنهم على الأسس السليمة التى ترسيها الدولة منذ عام 2014، وتصيبهم بحالة من الريبة والتشكيك فى كل الإنجازات التى شيدها أبناء الوطن من المخلصين، مهما كانت مهمة.

وفى هذا الصدد كان لـ «صوت الأمة»، هذا الحوار مع الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، عن الشائعات وتأثيرها السلبى على الشباب بشكل خاص، وعلى الشعوب بصفة عامة، فإلى نص الحوار:

ماهى حروب الجيل الرابع.. وكيف يتم استخدامها؟   
 
- الشائعات هى أحد حروب الجيل الرابع، التى تستهدف غزو عقول الشعوب، وهى إحدى الوسائل الفعالة فى هدم الأوطان، وتخريب المجتمعات وتشويه الإنجازات، وفى إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار، كذلك بتأصيل الرغبة فى توتر الأجواء وبث الروح الانهزامية وإشاعة القتامة وفقدان الأمل فى المستقبل، حيث تستخدم دائمًا الشائعات فى أوقات السلم والحرب على حد سواء، وليس كما يشاع بين الناس، أنه يتم الاعتماد عليها فى أوقات الأزمات والحروب، وكم من شائعات عبر التاريخ هدمت شعوبًا، ومنها ما دار فى الحرب العالمية الثانية، حتى أن أودلف هتلر استطاع غزو فرنسا، دون إطلاق طلقة رصاص واحدة، إنما أثار شائعة أنه سيهدم المتاحف والبيوت العريقة، وسيقضى على تاريخ فرنسا بمدافعه، وبالتالى استسلم الفرنسيون دون طلقة واحدة.
 
لذلك فإن الشائعات تستخدم كوسيلة تمهيدية للقضاء على الشعوب، كذلك عندما كان يقرر هتلر غزو أى دولة، يرسل «الطابور الخامس» التابع له لإثارة الشائعات والفتن والبلبلة، وبالتالى يدخل ويغزو الدولة بكل سهولة، بل وبترحاب من شعبها، حتى أنه قبل أن يجئ إلى مصر فى الحرب العالمية الثانية استبق دخوله العلمين، بإطلاق شائعة أنه أسلم وسمى نفسه «الحاج محمد»، فبالتالى انتظره الشعب المصرى بترحاب شديد، وكانوا فى منتهى السعادة، على الرغم من أنه كان غازيًا ومحتلًا.
 
فى رأيك ما هى الشائعة.. وما الهدف منها؟
 
-الشائعة عبارة عن مجموعة أخبار مزيفة، تنتشر داخل المجتمع بشكل سريع ومطرد، ويتم تداولها بين البسطاء من الأشخاص، بل وفى مجتمعات الصفوة أيضًا، باعتبارها حقيقة، لأنه دائمًا تمتلك الشائعة تركيبة نفسية، حيث أن المكون الرئيسى من الشائعة 30% منها جزء من الحقيقة، كأن نقول الدولة شيدت قصورًا بمليار جنيه، فى الحقيقة قد يكون هناك قصر أو اثنان مشيدان فعليًا، لكن ليس بالصورة التضخمية التى يقولها مطلق الشائعة، أو كأن يقال إن سعر الدولار سيصل إلى 300 جنيه، فيبدأ المواطنون فى تصديق الشائعة وترديدها بسبب ما يشهدونه فعليًا من زيادة فى سعر الدولار، أو كالشائعة التى قالت إنه لن يكون فى مصر زيت أو سكر أو بطاطس، باعتبار أن هناك أوقاتًا تشهد أزمات فى بعض السلع.
 
هل للشائعات فلسفة خاصة؟
 
- الشائعة يكون لها مصدران، أحدهما داخلى والثانى خارجى، بمعنى أن المصدر الأخير إذا كان فى حالة حرب مع الدولة، فإنه يستعين بأساتذة وأطباء علم نفس، ويعتمد على معلومات مخابراتية عن الوضع الاقتصادى والتعليمى والسياسى، وحتى المزاج العام للشعب المستهدف، وكذلك الأزمات التى تعترى الدولة والإنجازات التى تجريها، من أجل تحديد نوع الشائعة التى سيطلقها، وكيف سيروجها ومحطاتها وخط سيرها، وفى هذا يعتمد على المصدر الداخلى «الشعب»، فى ترويج الشائعة، والذى قد لا يشترط فيه أن يكون خائنًا أو عميلًا أو يتلقى تمويلات، بل يكون إنسانًا عاديًا يروج الشائعة، ويحقق كل أهداف الغازى أو المستعمر أو العدو، وهو فى غاية السعادة والاستمتاع على الرغم من أنه لم يتلق أى مال، إنما هو يشبع الحاجة إلى تقدير الذات وادعاء المعرفة، فتجد هذا الشخص دائمًا يفتى، ويحصل على المعلومات ذات المصدر المجهول، ويبدأ فى ترويجها باعتبارها حقائق وأنه عليم ببواطن الأمور.
 
هل ترى أن مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة لها دور فى نشر الشائعات؟
 
 -للأسف مواقع التواصل الاجتماعى أصبح لها دور كبير فى انتشار الشائعات بنسبة 79%، وهو ما أشارت إليه إحدى الدراسات، فنجد كل شخص ينشئ صفحة يكتب عليها أى إشاعة، من أجل حصد الإعجاب والتعليقات والمشاركات والإشادة به، ليس هذا فحسب، بل هناك عشرات الآلاف من الصفحات مجهولة الهوية، والتى تروج الشائعات ولا يعلم الأشخاص مصدرها، وفى الغالب تأخذ هذه الصفحات أو الجروبات، شكلًا متخصصًا مثلًا فى الأعمال اليدوية أو الطبخ أو الاجتماعية أو الكوميدية أو الرياضية، وفجأة تنشر هذه الصفحات شائعة تغزو المجتمع، وتنطلق كالنار فى الهشيم لأن أهدافها تنحصر دائمًا بين إما أن تكون سياسية فى سبيل أنها تحاول الانتصار على نظام سياسى معين، أو أن تكون فى بعض الأحيان أهدافًا مادية.
 
فى بعض الأوقات يكون مروج الشائعة، يتكسب من وراء ترويجه للشائعة، على الرغم من أنه يعلم تمام العلم عدم مصداقيتها، ولا سيما أن الفئة المستهدفة دائمًا بالشائعة، هم من السياسيين أو القادة أو رجال الأعمال أو الفنانين أو أعضاء المجالس النيابية، وهم دائمًا مسار الشائعة، أما الفئة المروجة للشائعة، فتكون وفقًا لطبيعة الشائعة والهدف منها، لكن غالبًا فى مجتمع المصرى، فإن السواد الأعظم منه والقاعدة الأساسية فيه من الهرم السكانى، هم الشباب الذين يمثلون أكثر من 45% من السكان، فبالتالى تكون هذه الفئة هى المستهدفة، حيث تكون لدى الشباب الحماسة، ويعانى فى بعض الأحيان من مشكلات مثل وقت الفراغ والبطالة أو أن يكون حاصلًا على قدر بسيط من تعليم أو غير متعلم أصلًا، فيتميز بالاندفاعية، وفى هذه الحالة يستطيع تغيير الشائعة المكتوبة على مواقع التواصل الاجتماعى إلى شىء ملموس على أرض الواقع بهدف التخريب أو عمل الإضرابات أو العصيان المدنى أو إتلاف الممتلكات العامة، وخير دليل على ذلك ما حدث بعد ثورة 25 يناير، رأينا فور إطلاق شائعة ثروة مبارك، أن أغلب المواطنين يمسكون بالورقة والقلم لحساب حقهم فى هذه الأموال، وهى من أشهر الشائعات التى بناءً عليها أضرب المواطنون عن العمل، انتظارًا لحقهم الوهمى، دون أن يدركوا أنهم فى عصيان مدنى، وكان كل غرضهم هو الثروة التى ستهبط عليهم من السماء، ولم يتيقنوا أنهم أوقفوا الدولة، وهو الهدف الذى قصده مروج الشائعة، وجلس هو سعيدًا يستمتع بنظرية التآكل الذاتى، بأن يرى المواطنون يأكلون بعضهم، وينهشون فى أعصاب الدولة، وهى الفلسفة القائم عليها الشائعات ضمن حروب الجيل الرابع.
لماذا تستهدف الشائعات فئة الشباب تحديدًا؟.. وما مدى تأثيرها عليهم؟
- يتميز الشباب صغير السن والمراهقون بوجود احتياج نفسى يسمى «الحاجة إلى المعرفة»، وهذا يجعلهم أكثر فئة تستقطب إلى الشائعات وعندما يصله أى شىء يصدقه على الفور، لأنه ليست لديه القدرة على الفرز والتفنيد، فعندما تأتيه المعلومة التى بها ضبابية فى الرؤية أو تؤدى إلى الإحباط أو تشوه صورة قيَمية معينة، أول ما يصاب به هو الارتباك والحيرة والقلق، ويبدأ فى البحث عن جماعات تدفئه، بمعنى يميل وينغمس فى جماعات أخرى من الأقران أو الأقارب أو زملاء، والحديث معهم فى الشائعة، ما يجعله عاملًا مساعدًا على انتشارها وتضخيمها أكثر، فإذا رجع وصدق ما روجه، فيصاب بما يسمى بـ «فقدان الهوية»، ويصبح ناقمًا على المجتمع والظروف، ويضعف لديه الشعور فى الانتماء، ويصبح أيضًا لديه رغبة إما فى ترك مجتمعه أو محاولة تغييره، ومن هنا يكون مستهدفًا من الآخرين، ويجعلوه فتيل اشتعال للنار الذى يريد إضرامها فى المجتمع وقودها الشباب الذى ملأ عقلهم بالشائعة.
ظهر مؤخرًا مصطلح الـ fomo .. ماذا يعنى وما هى أعراضه؟
- هو مصطلح علمى ظهر لأول مرة عام 2004، ويعنى الإصابة بالاضطراب النفسى والعقلى، وله أعراض نفسية واجتماعية وجسدية، ورغم كونه مصطلحًا جديدًا، إلا أنه له جذور تاريخية وإنسانية، اختلف شكلها فى العصر الحديث نتيجة انتشار مواقع التواصل الاجتماعى.
لكل إنسان احتياج نفسى فى التعامل مع الآخر والتواصل معه، ورغبة فى الشعور بأنه يعيش وسط جماعة وعلاقات إنسانية ممتدة، فضلًا عن احتياجه الدائم إلى المعرفة والإحاطة بمعظم الأحداث التى تجرى من حوله، وقبل عام 2004 كان المعروف عن «الفومو»، أنه الخوف من خبرة الفقدان، بمعنى أننا نرى الأم عندما تزوج بنتها فنجدها تبكى، لماذا؟.. لأنها تشعر بفوبيا من فقدان ابنتها، بينما بعد انتشار السوشيال ميديا أخد الفومو شكلا آخر، فنجد أن الشخص لديه انشغال دائم عبر مواقع التواصل الرقمى «الإنترنت»، ولا يتواصل مع الأشخاص من حوله بصفة مباشرة، فنجد الشخص أول ما يفعله فور استيقاظه من النوم، يُمسك بالموبايل ليرى من اتصل به أو بعث له رسالة، أو إذا ما كان كتب «بوست» أو نشر صورة أو فيديو على أى من مواقع التواصل الاجتماعى، فتجده يقلق من نومه ليتصفح صفحته الشخصية، ويرى كم شخصًا تفاعل مع ما نشره، ليس هذا فقط، بل أنه يغضب ويحزن إذا لم يجد عدد التفاعل جيدًا بما يكفى، ما يعنى أن الفومو هو الخوف من فقد متابعة الأصدقاء أو خبر أو حادثة معينة أو فيديو عبر الإنترنت.
كيف يصاب الأشخاص بالـ fomo؟..وما هى أخطر أعراضه السلبية على الأفراد؟
- أشارت كل الدراسات التى أجريت على الـ fomo إلى أن السواد الأعظم من الأشخاص المتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعى، بصورة غير رشيدة، وفيها تعمق زائد يصابون باضطراب الـ fomo، ويصاحبه مجموعة من الأعراض، فى مقدمتها فشله فى التواصل المباشر مع الأشخاص من حوله، ويفتقد مهارات التواصل الاجتماعى الفعال فى العلاقات الإنسانية المباشرة على أرض الواقع، فلا يستطيع إقامة علاقات وجهًا لوجه، بالإضافة إلى أنه يصاب بالتلعثم فى الكلام ولجلجة وزيادة إفراز العرق، كذلك لا يستطيع الجلوس وسط جماعات لفترة طويلة، وكلها أعراض تؤثر على مشاركاته الاجتماعية، ويصاب بالانسحاب الاجتماعى، وبنوع من العزلة، ما قد يسبب له على المدى البعيد، والاكتئاب واضطرابات النوم واختلال الساعة البيولوجية لجسمه، ما يؤثر على مزاجه العام، بالإضافة إلى أنه يكون أكثر عرضة للإحباطات من غيره، ودائما ما تكون لديه أحلام وهمية، وفرط فى أحلام اليقظة ولا يعطى للأمور أبعادا حقيقية، كما أن أبعاده النفسية تصاب بالاختلال الحقيقى فى الحكم على الأشياء، وبالتالى تؤثر على قدرته على اتخاذ القرارات والإنتاجية، ما يكون له مردود سلبى على الشخص، فيسبب الكسل والبلادة.
كيف ترى التعامل مع شائعات خاصة لدى الشباب؟
- دائما ننصح بمخاطبة الشباب بنفس لغتهم، بمعنى الاستعانة بشباب مدرب على استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، وكيفية التعامل والتفاعل معها، كذلك مدرب على مواجهة الشائعات ويجيد اللغات، وتم تدريبه على يد أساتذة ودكاترة الطب النفسى وخبراء علم الاجتماع، كما أنه من الضرورى أن يجيد لغة الشباب ومفرداتهم التى يستخدمونها، كى يستطيع توصيل المعلومة الصحيحة بمفهومهم ولغتهم، فمن الخطأ الاستعانة بشخص كبير فى السن فى توصيل المعلومة للشباب.
من المنوط به مواجهة الشائعات؟.. وكيف ترى سبل تعاطيهم معها؟
- لرجال الدين دور مهم فى مواجهة الشائعات لدى الشباب، فالخطاب الدينى يجب أن يشمل التأكيد على تأثيم الشائعات ورمى الناس بالغيب، وأن هذا الفعل مجرم ومؤثم وانعكاسه ليس على الفرد المستهدف من الشائعة، بل على المجتمع ككل، وتأثيره بالشعور بالاضطراب النفسى والقلق والإحباط واليأس والقنوط والاكتئاب.
كذلك من المهم أن نُوجد داخل المدارس تحصينا فكريا، من خلال التعليم الجيد وطرق ومناهج تعليم وتدريس مستحدثة، كذلك من المهم أن يكون هناك جزء يكون الطالب فيه هو محور العملية التعليمية، وجزءًا من مناهجه يعتمد عليه فى إحضار المعلومة، من أجل التعرف على إذا ما كانت ضالة أو مشوشة يصححها المدرس.
هل تؤثر الشائعات فى كبار السن؟.. ولماذا؟
-لا تتأثر فئة كبار السن كثيرًا بالشائعات، ويكون شعورهم بالانتماء أزيد من الشباب، نظرا لأنهم يؤمنون بأن «اللى فات مش على أد اللى جاى»، وبالتالى من لديه منهم شعور بالمسئولية المجتمعية لديه دور فى أنه من الضرورى أن يجلس مع الشباب الصغير، وينقل لهم خبرات الحياة من الواقع العملى الذى مر به، ويسرد لهم القصص المتباينة الذى مر به، كأن يكونوا خاضوا حروبًا، أو كيف واجهوا الشائعات ووقفوا أمام الكلام السلبى المحبط سواء فى مجال عمله أو أسرته أو مجتمعه، وكيف أنه استطاع أن يعبر حياته دون أن يكون شخصًا مروجًا للشائعات أو جندا من جنود أعداء الوطن دون أن يدرى، وكيف أنهم عاشوا وتربوا وتعلموا وتزوجوا وكونوا أسرهم فى هذا البلد، وسيموتون على ترابها، لذا من المهم الاستعانة بكبار السن فى حرب مواجهة الشائعات.
لماذا يتعاطف الشباب ورجل الشارع مع الشائعات؟
- عدم مهاجمة أى شخص يروج شائعة أو يبث فيديو أو ينشر وثيقة أو صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لأن الهجوم عليه سيدر عطف الآخرين وسيتوحدون معه، وبالتالى سترتفع نسب المشاهدة والمتابعة ويصبح «ترند»، ومن المفروض مناقشة أفكاره وليس شخصه أو عائلته أو المحيطين به، بمعنى مواجهة الفكرة بالفكرة، كما أنه من المهم نشر الحقائق دائمًا، لأنه إذا ما تواجدت الشفافية والوضوح ونشر المعلومات، لن يكون الإنسان فريسة للشائعات.
كيف ترى الأبعاد النفسية للشائعات على الأفراد والمجتمعات.. وما هى سبل علاجها؟
- هناك بعد نفسى وذهنى لمواجهة الشائعات، وهو ثقة المواطنين فى اختياراتها وقياداتها وزعمائها أولًا، فمثلًا عندما يصوت المواطن لعضو مجلس نواب أو مجلس محلى أو لرئيس جمهورية، فهو صوت بإرادته النابعة عن قناعة، لأن ثقتى فيه نابعة من ثقتى فى نفسى وصحتى العقلية وقدرتى على اتخاذ القرار، وعلى تحمل تبعات اختيارى، وأن أكون الحامى لقرارى، حتى لا أكون جزءًا من الشائعة، فكيف أعطيه صوتى أمس وأنال منه اليوم.
كذلك هناك خطة طويلة الأمد تسمى «التحصين الفكرى ضد الشائعة»، وهو يحدث من خلال نظام تعليمى قوى، قائم على التفكير والابتكار والإبداع، والتفنيد، الذى يستلزم تمرير أى أمر على العقل، كذلك شغل أوقات الفراغ بممارسة الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية، أو إشباع الهوايات، لأن الشخص الذى يعانى من فراغ وخواء وفراغ فكرى وذهنى تعليمى سيكون مادة خصبة جدًا فى التعامل مع الشائعة، ويصبح مروجًا لها دون قصد، بل وسيكون عضوًا فاعلًا فى تفكيك وتخريب الدولة دون أن يقصد.
 
ما هى سبل مواجهة ومعالجة الشائعات والتصدى لها؟
 
- من أجل الانتصار فى الحرب ضد العدو أو الإرهابى أو المتطرف أو من يريد تقسيم مصر، وينال منها بصفة عامة، فإنه على الدولة تطوير تشريعاتها وتصدر حزمة من القوانين المغلظة لعقاب أى شخص يروج لشائعة على أى من الوسائل حتى لو مواقع التواصل الاجتماعى، ففى وقت سابق لم يكن هناك سوشيال ميديا تروج الشائعات، أما فى الوقت الراهن فيستلزم إصدار تشريعات تجارى التطور التكنولوجى الهائل الذى نعيش فيه، وتبدأ فى سن قوانين لمعاقبة أى شخص يروج شائعة سواء تجاه أفراد أو مؤسسات أوتستهدف عصب ونظام الدولة.
كما أننى أرى أن هناك ضرورة ملحة لإنشاء مرصد متخصص لرصد الشائعات فى أماكن التجمعات، ينبثق منه مجموعة مراصد فرعية بين تجمعات الشباب والأماكن العمالية والشركات والمصانع والجامعات والمواصلات، لأنه بقدر سرعة انتشار الشائعة نستطيع رصد ماهية المستهدف العام منها، فلنا أن نتخيل أنه صدر فى مصر خلال الـ 60 يوما الماضية، 53 ألف شائعة، أيضا يجب أن نعتمد على الأساتذة وخبراء علم الاجتماع والأنثربيولوجى، يجتمعون معا لتحليل الشائعات التى يتم رصدها، ويقومون بالرد على الشائعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق