الجزيرة الشاهد عليه.. زواج شاذ بين قطر وإسرائيل

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 11:00 م
الجزيرة الشاهد عليه.. زواج شاذ بين قطر وإسرائيل
الجزيرة - أرشيفية

يدق جرس الهاتف داخل محل إقامته، فيجيب الشيخ خليفة آل ثانى حاكم قطر سابقا، فيخبره نجله أن كل شيء قد انتهى وأن مقاليد الأمور قد آلت إليه، يُصدم الأب ويغلق الهاتف فى وجه ابنه العاق فى واقعة تاريخية شهيرة.

صيف 1995، تاريخ شاهد على انقلاب أبيض قاده الابن الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى على والده أمير قطر آنذاك، حيث استغل الأول سفر الوالد فى رحلة علاجية خارج البلاد، وأحكم قبضته على الحكم معلنا بيان الانقلاب عقب دقائق معدودة من إقلاع الطائرة واستقرارها فى أوروبا.

تاريخ فاصل تغيرت معه خريطة العلاقات القطرية بالدول العربية والغربية أيضا، ها هو الابن ينصاع لأوامر الولايات المتحدة الأمريكية ويطيح بوالده ويبدأ فى تكريس عهد جديد بأجندات مختلفة ودخيلة على المنطقة ككل، سخر كافة الإمكانيات المادية لتمريرها وتنفيذها على أكمل وجه.

انتبه الابن لأهمية الإعلام ودوره فى تحقيق ما يطمح إليه، فجاء تأسيسه لقناة «الجزيرة» بتقديمه قرضا بقيمة 150 مليون دولار لشبكة فضائية فى منطقة الشرق الأوسط واستقدم الصحفيين السابقين فى هيئة الإذاعة البريطانية BBC بعد غلق القسم العربى فيها ومنذ ذلك الحين أصبحت الدوحة هى الممول الرئيس للقناة.

وبمرور الوقت وتحديدا مع اندلاع شرارة الربيع العربى ظهر الوجه الخفى لهذا الكيان وتحول لذراع وبوق إعلامى لكافة التنظيمات الإرهابية التى طفت على السطح مؤخرا، والداعم الأوحد للقوى راعية الفوضى فى المنطقة وأيضا فاعل رئيس وخادم للمصالح الإسرائيلية مهما حاول القائمون على هذا الكيان تكذيب تلك الحقائق أو الهروب منها.

medium-1467737597947871225
 
فى هذا التحقيق تكشف «صوت الأمة»، حقيقة هذا الكيان الداعم للإرهاب والصهيونية مستندة على وقائع وشهادات تضع إجابات لأسئلة كثيرة، أهمها كيف لعبت تلك القناة دورا حقيقيا فى حماية إسرائيل والتسويق لأجندتها فى المنطقة العربية ومتى أصبحت جسرا ناقلا للتطبيع وثغرة تنفذ منها الأفكار الإسرائيلية داخل الوطن العربى وذلك عبر تقديمها للوجوه الإسرائيلية التى اخترقت العقول والبيوت العربية للمرة الأولى.
 
وكذلك يوضح التحقيق بالمعلومات والأدلة كيف أصبحت الجزيرة مجرد أداة لتحقيق الفوضى التى تحتاجها وتعمل لأجلها إسرائيل داخل الوطن العربى ودعمت وعززت كل القوى التى تعمل على تنفيذ الأجندة الإسرائيلية الأمريكية الخاصة بسيناريوهات الفوضى الخلاقة ومنفذيها من متطرفين محليين ليبدو الأمر كما لو كان صراعا داخليا.
 
فمثلا نجد أن هذا البوق الإعلامى هو صوت تنظيم القاعدة الوحيد داخل المنطقة والدليل على ذلك حوارات بن لادن وعناصر التنظيم التى أذاعتها القناة للمرة الأولى وقدمتها كنوع من القربان للولايات المتحدة الأمريكية ناهيك عن كونها الوجه الإعلامى الأبرز لتنظيم داعش الإرهابى والمحرك الأول لكل من يريد إرباك المشهد والنيل من استقرار الدول العربية.

وأكبر دليل على السابق ذكره ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس، لصحيفة «واشنطن بوست» عام 2005 بأنها قد تبنت مفهوم «الفوضى الخلاقة»، وزعمت بأن هذا هو طريق انتقال الدول العربية والإسلامية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، وقالتها صريحة إن الولايات المتحدة ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلّاقة فى الشرق الأوسط، فى سبيل إشاعة الديمقراطية «الفوضى الخلاقة» نظرية ترى أن وصول المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى متمثلة بالعنف والرعب والدم، يخلق إمكانية إعادة بنائه بهوية جديدة.

ماذا حققت هذه القناة التى تسير فى الاتجاه المعاكس غير تعكير الأجواء العربية وإثارة البلبلة والنعرات وبث الفرقة بين العرب.. الم تزد الطينة بله؟ أليست القناة عبارة عن وسيلة للغوغائية والإثارة ومسرحا «لصراع الديكة» مثلما ما يحدث فى برنامج الاتجاه المعاكس وغيرها من البرامج التى يديرها مذيعون يوصفون بأنهم مشاكسون حاقدون جاهلون مستفزون غوغائيون ماسونيون قومجيون أصوليون إمبرياليون ديكتاتوريون وقحون؟ هل تقف الجزيرة على الحياد تجاه القضايا التى تطرحها أم أن بعض العاملين فيها لديهم أجندة مغرضة؟.

ولصالح من تعبث تلك القناة بأمن واستقرار الدول العربية؟ كيف أصبحت الجزيرة أداة لتصفيه حسابات لصالح دولة قطر؟ لماذا ضربت القناة بميثاق الشرف العربى عرض الحائط ولماذا تحاول قطر أن تلعب دورا اكبر من حجمها بكثير هل تعمل هذه القناة نيابة عن الصهوينة والامبريالية لزعزعة العالم العربى وابتزاز أنظمه الحكم العربية الم تصبح قناة الجزيرة أداة للتطبيع مع إسرائيل؟

من الذى أدخل الأسماء الصهوينة مثل شلومو ومنشى ونيسان وكوهين وشؤول إلى البيوت العربية غير قناه الجزيرة الم يخشى أن تكون جرعة الحرية التى تقدمها الجزيرة للمشاهد العربى المقموع مجرد طعما لنشر الفكر الصهوينى.

كلمات كثيرة تحمل ظاهريا علامات استفهام وجوهريا اقرارا واعترافا من المذيع فيصل القاسم أحد الوجوه الإعلامية البارزة التى سبق لها العمل داخل أروقة تلك القناة والإطلاع على كواليس رسائلها الموجهة، أسئلة كثيرة ثارت فى ذهن المشاهد العربى بعد تلقيه تلك الرسالة وذهب يبحث ويفتش لإجابات عنها ولعلنا الآن ومن خلال تلك السطور نضعها بين يديه.

medium-2574421378550432677

بيد أن دولة قطر هى الأحرص والأكثر تمسكا بعلاقاتها مع إسرائيل ولم يتهاون أو يستحى حكامها فى إعلان ذلك وإظهاره على الملأ ويتضح ذلك برصد سريع للمراحل التى مرت بها العلاقات بين الدوحة وتل أبيب قدمه الدبلوماسى الإسرائيلى سامى ريفيل فى مذكراته «قطر وإسرائيل - ملف العلاقات السرية»، والمنشورة عام 2011 والتى جاء فيها أن الحكومة القطرية ذللت كافة الصعاب وقدمت تسهيلات كثيرة للجانب الإسرائيلى من قبل مسئولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى، مؤكدا على أن قطر لعبت ومازالت دور الجسر المعلق بين إسرائيل والمنطقة العربية واصفا إياها بصندوق البريد السريع.

كان ريفيل مطلعا على كثير من الأسرار بحكم عمله كأول رئيس لبعثة بلاده فى الدوحة خلال الفترة من 1996 وحتى 1999 وقتها اكتشف حقيقة مساعى تنظيم الحمدين بعد فترة وجيزة من سيطرته على مقاليد الحكم، لإقامة علاقات قوية مع دولته «إسرائيل» وهذا فى إطار بحث قطر عن دور اقليمى يفوق قدراتها الحقيقية ويحذر مطامعها السياسية فى المنطقة.

وفى سبيل ذلك نجد على سبيل المثال الطرفان «القطرى – الإسرائيلى»، يوقعان اتفاقية تتيح توريد الغاز الطبيعى من قطر لإسرائيل وكذلك إنشاء بورصة الغاز القطرى فى تل أبيب.

وأشار ريفيل فى كتابه إلى أن قطر مارست تحريض ضد كل من السعودية والإمارات مدللا على ذلك بالاتفاق المنعقد بين قطر وإسرائيل لإنشاء مزرعة متطورة لإنتاج الألبان والجبن اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها فى المزارع الإسرائيلية من أجل منافسة نظيرتيها السعودية والإماراتية.

حمد بن خليفة وشيمون بيريز

ومن الأدلة الواضحة على متانة العلاقات القطرية الإسرائيلية وترويج الأولى لملف التطبيع فى المنطقة العربية، استقبال أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى لنائب رئيس الوزراء الإسرائيلى شيمون بيريز فى الدوحة عام 2007 للمشاركة فى مناظرات الطلاب فى زيارة علنية وفريدة من نوعها ناهيك عن معاهدتها مع إسرائيل بشأن التجارة الحرة بين البلدين والتى اشترط فيها الجانب الإسرائيلى بعدم وجود مقاطعة بين الطرفين.
 
وقبل هذا كله لا يمكن أن نتجاهل رسائل الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى حاكم قطر السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلى ووزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان تعبيرا عن رغبته فى تجديد العلاقات مع إسرائيل وعندما رفض الجانب الإسرائيلى واصل الأول اتصالاته مؤكدا على قوة العلاقة بين الطرفين ومبديا استعداده تزويد إسرائيل بالغاز لمدة غير محدودة وبأسعار رمزية . حتى نجحت محاولات التودد تلك وأسفرت عن الزيارة التاريخية سابقة الذكر .

كما ربط «ريفيل» فى مذكراته أيضا، بين صعود حمد بن خليفة أمير قطر السابق إلى سدة الحكم بعد انقلابه على والده وتطور العلاقات القطرية الإسرائيلية ذاكرا التصريح الذى أدلى به الأول فى إحدى القنوات التلفزيونية بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه الحكم عندما قال: «هناك خطة لمشروع غاز بين قطر وإسرائيل ويجرى تنفيذها مطالبا بإلغاء الحصار الاقتصادى العربى المفروض على إسرائيل».

وبالتالى يتضح لنا أن دولة حرصت طوال الوقت على تقديم فروض الولاء والطاعة يوميا للكيان الصهوينى بهذا الشكل، من الطبيعى أن تكون اداتها الإعلامية «الجزيرة» هى الثغرة والسبيل الذى تمرر منه إسرائيل أجنداتها فى المنطقة العربية وتنجح الأولى فى الترويج لها بالشكل الأمثل .

صارت رائحة الفضائح المنبعثة من تلك القناة القطرية والكاشفة لوجهها الحقيقى فى خدمة الأجندات الأمريكية الإسرائيلية، تزكم الأنوف فبات من الصعب على هذا المنبر الإرهابى أن يدارى حقيقة السياسة الخارجية التى تقود العمل بداخله وفتحت القناه أبوابها أمام القيادات الإسرائيلية للظهور عبر تقنيه الأقمار الصناعية وتبرير جرائمهم تجاه الشعب الفلسطينى وليدافعوا عن مجازرهم وأعمالهم المتطرفة فى الدول العربية فنجد مؤخرا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يطل علينا من خلالها فى ديسمبر 2016 ليظهر كحمامه سلام مطالبا بمكافحة الإرهاب.

وقال إن هناك منارة تسامح وحيدة فى الشرق الأوسط هى إسرائيل وعلى من ينكر ذلك أن ينظر إلى ما يُفعل فى بعض دول المنطقة وأن إسرائيل لا يمكن تجاهل قوتها الاقتصادية خاصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والطاقة النظيفة، وعقب هذا اللقاء كان هناك لقاء أخر مع «أفيخاى أدرعى» المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى للتعقيب على مقاطعة الفلسطينيين لصفحات الحكومة الإسرائيلية وممثليها على صفحات التواصل الاجتماعى بعد إطلاق الفلسطينيين لحملة «احذروا المنسق».

وسبق هؤلاء ظهور بعض الشخصيات الإسرائيلية كضيوف فى فقرات «برنامج الاتجاه المعاكس» على رأسهم الباحث إيدى كوهين وغيره فى محاولة لتمرير الأفكار الإسرائيلية داخل البيوت العربية.

 

الباحث الاسرائيلى إيدى كوهين على شاشة الجزيرة
 
وإن كان هذا الظهور الصهيونى على شاشة القناة تبرره إدارة الأخيرة أنه فى إطار المهنية واحترام الرأى والرأى الأخر فلتحدثنا إذن عن المهنية من قرارات تجاهلها للردود الرسمية المصرية على كافة الروايات والأكاذيب التى تروجها التنظيمات الإرهابية وتنقلها عنهم القناة وتروج لها.

وعلى الرغم من محاولة الكيان الصهيونى تبيض وجه قناة الجزيرة وتلميعه باتخاذه موقف معاد منها وادعاء مقاضاتها على خلفية تغطيتها لأحداث الأقصى فى 2017 ، وهى محاولة تريد من خلالها إسرائيل إثبات مدى مهنية تلك القناة وأنها ليست حليفا لها كما هو معروف، إلا أن حقيقة دعم تلك القناة لإسرائيل بل واعتبارها صوتها الأوحد داخل المنطقة بات جليا أمام الأعين والدليل على ذلك موقف القناة نفسها من تجاهل مظاهرات يهود الفلاشا الضخمة فى يوليو الماضى مما يؤكد على أن تلك القناة إسرائيلية الأصل والمنشأ وخصصت كل طاقتها لإثارة الفتنة والفوضى داخل الوطن العربى.

الباحث إيدى كوهين على شاشة الجزيرة
 
اعتراف آخر جاء على لسان أحد المصورين السابقين داخل القناة ويدعى محمد فوزى عمل فيها لنحو 12 عاما، كشف عن دعم تلك الشبكة للكيانات الإرهابية عندما أقر بانه كان يذهب لأماكن الاحداث الارهابية قبل وقوعها معتقدا أنه بذلك يقدم سبقا صحفيا دون أن يدرى أن قناته كانت على علم بتلك العمليات من خلال منفذيها وتباركها حيث تبين له أن أعضاء من التنظيمات المسلحة مثل «جبهة النصرة، وتنظيم أحرار الشام» فى سوريا يعملون مع القناة كمراسلين ويتقاضون رواتب شهرية مقابل المعلومات التى يتم تقديمها ولتسهيل مهمات القناة داخل المنطقة أضف لذلك أن القناة كانت تقوم بتوزيع كاميرات صغيرة الحجم على التنظيمات المسلحة داخل سوريا وتسمح لمراسليها بتصوير المناطق بعد القصف فقط.
 
دون أن يقوموا بمرافقة أعضاء التنظيم اثناء تنفيذ عملياتهم تجاه المدنيين . كواليس اخرى كشف عنها المصور الزميل تكشف عقلية القائمين على هذا الكيان ونواياهم الخبيثة تجاه المنطقة العربية، وذلك لما قاله بشأن المقابلة التى اجرتها القناة مع «ابو محمد الجولانى» زعيم جبهة النصرة عام 2015 عندما طلب منه الأول تغيير ملابسه وإضافة لافتة سوداء خلفه ووضع السلاح جواره على الرغم من أنه بدا فى الأول شخصا عاديا يرتدى ملابس مألوفة وبخلاف هذا يقول «فوزى» الذى كان يقيم فى منزل مؤمن من جبهة النصرة، فى اعترافاته التى تناقلتها المواقع الصحفية أن تأييد الجولانى لتنظيم القاعدة والموافقة على طلباته هو اعتراف ضمنى وصريح بدعم شبكته «الجزيرة» لهذا التنظيم ومناصرتها له.

وتحدث فوزى أيضا عن تدخل وتغطية القناة للأحدث فى ليبيا قائلا انها كانت من أوائل المحطات التى دخلت ليبيا وأجرت تغطية غريبة ومختلفة حيث كان مراسلين الشبكة يذهبون لأماكن الأحداث والهجوم قبل وقوعه وكأنها كانت تتم بالتنسيق مع «الجزيرة».

وكشف أيضا المراسل الحربى والمصور السابق للقناه أن المسئول الإعلامى لتنظيم القاعدة فى «شمال مالى» هو نفسه مُعد قناه الجزيرة وهو من يقوم بكل الترتيبات الخاصة باللقاءات الصحفية للفضائية مع الكيانات والتنظيمات المسلحة فى أفريقيا.

 

القرضاوى على شاشة الجزيرة

جاءت الكثير من الوقائع لتدلل على صحة الإقرار السابق وتثبت حقيقة دعم تلك القناة للكيانات الإرهابية بل وتحولها إلى بوق إعلامى لها ، فمن خلال عملية بحث بسيطة عبر الشبكة العنكبويتة تظهر لك كم لقاءات قادة تنظيم القاعدة مع القناة، والتى كان أحدثها لقاء القيادى بتنظيم القاعدة فى اليمن «عادل حسنى» ووصفها له على اعتباره أحد أفراد المقاومة الجنوبية وهذا على الرغم من حجم المعلومات المتوفرة عنه والتى تثبت علاقة هذا الشخص بالتنظيم الإرهابى وهى معلومات بالتأكيد وصلت للقائمين على المحطة الفضائية وعلى علم بها.

فعادل حسنى لمن لا يعلمه هو صديق حميم «لأبو عبيدة الحضرمى» أمير تنظيم القاعدة فى أبين وكان حلقة الوصل بين حزب الإصلاح الإخوانى والقاعدة فى المدينة نفسها ويحمل اسم حركى داخل التنظيم وهو أبو حذيفة .

بن لادن على شاشات الجزيرة

 

دليل آخر يثبت وقوف تلك الفضائية إلى جانب الكيانات الإرهابية وقادتها، وهو ما تبثه القناة من معلومات مغلوطة حول عمليات إبادة يقوم بها الجيش المصرى فى سيناء ضد المواطنين فى حربه على الإرهاب، مما يعكس مدى مراعاة تلك القناة لمصالح الكيانات الإرهابية هناك وترويجها للأكاذيب من أجل خدمتهم .

وقبل هذا لا يغفل أحد الظهور الإعلامى لمؤسس التنظيم الأول «أسامة بن لادن» والذى أذاعت القناة بث لقاء مسجل له فى ذكرى 11 سبتمبر من عام 2007 ناهيك عن اللقاءات الإعلامية التى تمت مع عدد أخر من القيادات فى أعقاب أحداث تفجير برج التجارة العالمى عام 2001، وحلول المفتى الشرعى لجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة فى سوريا «عبد الله المحيسنى» كضيف رئيس فى تلك القناة.

وكذلك بلال عبد الكريم الملقب بمسئول الدعاة المتشددين والداعم لداعش والمروج لفكرها والذى منحته قناة الجزيرة لقب الشخصية الأكثر تأثيرا فى 17 ديسمبر 2016 من خلال برنامجها «سباق الأخبار»، ناهيك عن محاولات أخرى مستمرة من جانب القناة لفتح الفضاء الإعلامى القطرى لأعضاء وقيادات التنظيم للظهور وتمرير رسائلهم الإرهابية للعالم من خلالها ويتحدثوا عبر شاشتها عن بطولاتهم ويحكوا قصص عن عملياتهم وهذا كله لا يفضح فقط الدور القطرى الداعم للجبهة الإرهابية ولكن أيضا يفضح الدور الترويجى الهائل الذى تقوم به قطر من أجل مصالح تلك الجماعات المتطرفة.

والمطلع على المشهد الليبى منذ بدايته يدرك حجم التدخل القطرى من خلال ذراعها الإعلامى، داخل الدولة بهدف إشعال الفتنة وإثارة الفوضى لدرجة أنها خاضت حربا إعلامية وسياسية وعسكرية ضد النظام الليبى السابق فى اوائل فبراير 2011 وحتى 20 من الشهر نفسه بعدما ظهر على شاشة الجزيرة الأب الروحى لتلك التنظيمات الإرهابية «يوسف القرضاوى» وافتى بقتل الرئيس الراحل معمر القذافى، قائلا: «وأنا هنا أفتى.. من يستطيع من الجيش الليبى أن يطلق رصاصة على القذافى أن يقتله ويريح الناس من شرّه».

وأمام دعوات التحريض الصريحة والمباشرة التى تطلقها القناة مازال البعض يعتقد بأن الهجوم على هذا البوق الإرهابى هو هجوما على حرية الرأى والتعبير على الرغم من حجم الأدلة التى يقدمها الإعلام العربى والغربى لاعتبار تلك القناة مجرد أداة راعية للإرهاب والدليل على ذلك ما نشره موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بتاريخ مارس 2018 وجاء فيه أن قناة «الجزيرة» - الناطقة باسم العائلة الملكية القطرية – تعتبر متعهدة الإسلام المتطرف والجهادى والسلفى.

ويتضح ذلك للعيان لما بثته القناة من مقابلة مع قائد جبهة النصرة أحد أفرع تنظيم القاعدة فضلا عما أعلن عنه أحد ضيوف البرنامج الحوارى الأشهر فى القناة «الاتجاه المعاكس» بشأن ولاءه لقائد «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادى لذا كان طبيعيا أن نجد انه خلال أحداث الربيع العربى لم تقف الجزيرة بجانب الثوار فى بلدانهم بل انحازت إلى الإسلاميين.

الإرهابى عادل الحسنى على شاشة قناه الجزيرة

وفى دراسة بحثية حديثة منشورة فى يونيو من عام 2019، أوضحت الأمريكية إيرينا تسوكرمان الناشطة فى مجال حقوق الإنسان أن قناة الجزيرة هى الصوت الأوحد للتنظيمات الإرهابية بداية من تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وصولا إلى جماعة الإخوان الإرهابية، مما دفعها لمطالبة الكونجرس الأمريكى بسحب تراخيص عمل تلك القناة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ذلك لأن هذه القناة لا تعمل وفقا لمعايير مهنية واضحة كما تدعى.

ولكنها متورطة أيضا فى أعمال تجسس وتبدو كنافذة إعلامية لأفكار متطرفة وليست قناة تلفزيونية مستقلة كما يدعى القائمون عليها فهى تحتضن صراحة أفكار الإخوان مثل يوسف القرضاوى وتروج باستمرار للأكاذيب والمؤامرات وكل تقاريرها الموجهة للجمهور الأمريكى نفسه ليست محايدة.

وبذلك يتضح لنا أن المهنية التى تتشدق بها قناة نظام «الحمدين» ليل نهار ما هى إلا وهم من صناعتها وأن الحقيقة المؤكدة هى أن هذا الكيان قد وضع القائمين عليه سياسة هدفها تخريب الوطن العربى والنيل من استقراره خدمه لمصالح أمريكية إسرائيلية لا تسعى إلا لإثارة الفوضى فى المنطقة .

الجزيرة

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق