في الجلسة الثانية لمؤتمر "مصر في شرق أوسط متغير».. مناقشة الصراعات الإقليمية والتهديدات الناشئة

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 10:06 م
في الجلسة الثانية لمؤتمر "مصر في شرق أوسط متغير».. مناقشة الصراعات الإقليمية والتهديدات الناشئة
مؤتمر "مصر في شرق أوسط متغير"

عقدت الجلسة الثانية بمؤتمر "مصر في شرق أوسط متغير" بمدينة نيويورك تحت عنوان "الصراعات الإقليمية والتهديدات الناشئة" والتي شارك فيها بلال صعب مدير برنامج الدفاع والأمن بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن والباحث جوناثان وينر الزميل بالمركز واللواء محمد إبراهيم عضو الهيئة الإستشارية بالمركز المصري والدكتور خالد عكاشة مدير المركز وأدارها الدكتور محمد كمال مدير برنامج العلاقات الدولية بالمركز المصري.
 
استهل بلال صعب الخبير بالمعهد الأمريكي الجلسة بالتأكيد علي أن التعامل مع التهديدات علي أنها متداخلة تجعل الحل مسألة صعبة للغاية، وقال إن الطريقة المثلي للتعامل مع التهديدات هو البحث عن أسباب تلك التهديدات، مشيرًا إلي أن البحث عن قيادة أمريكية لحل قضايا منطقة الشرق الأوسط لم يعد لها مكان لأنها ببساطة لم تعد موجودة مثلما كانت في السابق. 
 
وتحدث عن الصراع الإيراني- السعودي وتسأل عما سوف تفعله الدول المختلفة في حال شنت إيران هجمات جديدة؟ وتنبأ بأن تلك الهجمات سوف تتكرر من أجل الألتفاف حول العقوبات المشددة التي تفرضها الإدارة الأمريكية الحالية، علما بأن موقف الإدارة الحالية هو عدم التدخل طالما ليس هناك قتلي أمريكيين. وأوضح صعب أن الجيش السعودي قادر علي توجيه ضربات ولكنه ربما لا يكون قادرا علي إنهاء حرب محتملة مع إيران والموارد السعودية موجهة في الوقت الحالي لرؤية 2030.

القضية الفلسطينية
 
وركز اللواء محمد إبراهيم في عضو الهيئة الإستشارية بالمركز المصري، مداخلته علي القضية الفلسطينية، فقال إن مبادرة السلام العربية واقعية وعملية جدًا وهي تمثل تطبيعًا كاملا وسلاما كاملا مقابل إنسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة، ومن ثم لابد من تحرك الجميع في إتجاه إعادة قراءة المبادرة العربية مرة أخري.
 
وقال اللواء إبراهيم إن الموقف الإسرائيلي يبتعد عن مستويات التسوية السلمية بكثير اعتمادًا علي انحياز أمريكيا خالصًا وكاملاً حيث لم تنسحب إسرائيل علي متر واحد من الضفة الغربية وهو أمر بالغ الخطورة بل وتتجه إلي ضم المستوطنات في الضفة وغور الأردن.
 
وأضاف أن إسرائيل تستغل القواسم المشتركة مع دول "سنية" معتدلة فيما يخص قضايا مكافحة الإرهاب والمد أو التهديات الإيرانية من أجل المضي في خططها، مشيرًا إلي أن الرئيس محمد عباس أبو مازن يمثل محور الإعتدال في المنطقة والقضية الفلسطينية وتهديده يعني تهديد الاستقرار لأنه لم يتحدث أبدًا عن المقاومة المسلحة، كما أن قطاع غزة يمثل قنبلة موقوتة في المنطقة.
 
ودعا اللواء إبراهيم إلي مراجعة الموقف الأمريكي الذي وصفه بأنه كان متقدما جدا ومثمرا جدا ثم إنتقل إلي الموقف المتحيز إلي إسرائيل مثل الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
 

مصر والوضع في ليبيا
 

وقال جوناثان وينر الباحث بمعهد الشرق الأوسط أن مصر لاعب مهم في ليبيا وهناك تهديدات من وجود الإخوان ومحولاتهم الوصول إلي السلطة إلي جانب التهديدات الإرهابية القادمة بقوة من الأراضي الليبية.  وأضاف الخبير الأمريكي إلي أن هناك دور كبير للفاعلين العرب والإقليميين في ليبيا سواء من حيث توفير السلاح والدعم المادي إلا أن هناك تضارب كبير في مصالح الفاعلين وهناك صراع علي الموارد فيما تحاول ليبيا استعادة انتاجها من النفط والعودة إلي ما كانت عليه في السابق.  وإختتم وينر مداخلته بالتأكيد ان رؤية مصر الأمنية في ليبيا هي "رؤية حقيقية".

 
منهج مصر
 
وقال الدكتور محمد كمال إن نهج مصر تجاه أزمات المنطقة، بالنظر إلى عدم الاستقرار في المنطقة والصراعات التي طال أمدها ، كان حذرًا ، حيث دعا إلى إتمام تسويات سياسية مع تجنب أي تدخل عسكري يمكن أن يجر البلدان إلى الصراع. والأمر الأخر،  أن مصر تريد أن تكون شريكا ، وليس قائدة في الشرق الأوسط ، على الأقل خلال هذه الفترة
 
فيما أعتبر تغييرا عن الخطاب المستمر منذ عقود حول القيادة الإقليمية ، حيث أعلن وزير الخارجية شكري قبل اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري في 5 مايو 2016، أن "مصر لا تسعى إلى القيادة ولكن إقامة علاقات شراكة. في هذا السياق ، أشار د. كمال أن مصر منحت الأولوية لإقامة شراكة مع دول الخليج العربي، وبخاصة  السعودية والإمارات العربية المتحدة، وقد كانت هذه الشراكة الثلاثية نشطة في العديد من القضايا الإقليمية مثل ليبيا واليمن والمصالحة الفلسطينية. وانضمت مصر أيضًا إلى المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين في مقاطعة قطر. 
 
وأوضح أن  الأمر الثالث في مقاربة مصر لبعض أزمات المنطقة هي "الدولة هي الحل" فحسب المسئولين المصريين، ساهمت الدول المنهارة والضعيفة في الفوضى الإقليمية، لذلك فإن الطريقة الوحيدة الممكنة للخروج من الأزمات في الشرق الأوسط تكون من خلال استعادة الدولة ومؤسساتها.
 
وأكد الرئيس المصري على هذا الحل "المتمركز حول الدولة" في عدة صراعات إقليمية مثل ليبيا وسوريا واليمن، الأمر الآخير في المقاربة المصرية، حسب د. محمد كمال تتمثل في رفض مصر بشكل متكرر التدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة، إلا أنها رحبت بالمساعدة الخارجية (خارج المنطقة من دول مثل الولايات المتحدة وروسيا في حل النزاعات الإقليمية من خلال المبادرات الدبلوماسية) وأكد أن مصر تؤمن بأن ترك الصراعات للقوى الإقليمية وحدها سوف تزيد من تعقيد هذه الصراعات بدلاً من حلها.
 
وقال الدكتور خالد عكاشة إن الإرهاب يتم استخدامه من خلال حروب الوكالة بمعني استخدام الإرهاب لتحقيق نفوذ علي الأرض أو التأثير في الخصوم، مشيرًا إلي مواجهة طبعات متعددة من الإرهاب بعد ظهور جماعة الإخوان عام ١٩٢٨ والتي صاحبها جناح يستخدم العنف وصولا إلي الطبعة الأخيرة لأنها تمتلك قدرات هائلة استطاعت اسقاط دول وإعلان مدينة عربية كعاصمة لها. والحقبة الحالية شهدت انغماس صريح لجماعة الإخوان في العنف بعد عقود من استغلالها التنظيمات الإرهابية الأخري للقيام بأعمال عنف لمصلحتها. التنظيمات افرهابية توجهت للسيطرة علي حقول النفط والتواصل مع جماعات الجريمة المنظمة بجانب استغلال التكنولوجيا في التجنيد علي نطاق واسع.
 
وتوقع عكاشة أن تقوم جماعة الإخوان باستغلال أكبر للتكنولوجيا والأسلحة المتطورة في التكتيكات علي الأرض.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة