«ترشيد التصدير».. كلمة السر في منع ارتفاع أسعار محصول البصل

تمثل زراعة البصل فى مصر، واحدة من الزراعات الهامة والحيوية، للمُزارع والاقتصاد المصرى على السواء، كما تحتلّ المساحة والرِقعة الزراعية للمحصول، المرتبة الثالثة، فى قائمة الخضروات، بعد محصولى الطماطم و البطاطس.

وتجود زراعة البصل فى الأراضى القديمة، والصحراوية المُستصلحة حديثاً، غير أنها فى الأراضى الصحراوية، تُعطى محصولاً أوفر، ولا تكون عُرضة للإصابة بالأمراض، وخاصة مرض العفن البُنّى، والذى قد يكون مُزمناً فى التربة، وكانت مصر تزرع حوالى 160 ألف فدان منذ سنوات، غير أن المساحة تطوّرت عاماً بعد آخر، حتى تجاوزت الـ 300 ألف فدان سنوياً، حسب آخر الإحصائيات والأرقام الزراعية الرسمية، للوفاء باحتياجات السوق المحلّى والتصدير للخارج، وخلال هذه الأيام، أبدى البعض تحفظه على التصدير بكميات كبيرة، مطالبين بترشيده، حتى لايؤثر على حاجة السوق المحلى، وترتفع أسعار البصل، وتتكرر أزمة ارتفاع أسعار البطاطس، كما حدث فى العام الماضى. 

زراعات البصل

زراعة البصل فى مصر

تشير التقارير الزراعية، إلى أن مساحة زراعة البصل فى تزايد، وقال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدّام، نقيب عام الفلاحين، إن المساحات المُنزرعة من البصل، وصلت إلى 300 ألف فدان تقريباً، بإنتاجية أكثر من 3 ملايين و200 ألف طن، ويتم تصدير ما يقرب من 400 ألف طن، لأكثر من 28 دولة منها روسيا وبريطانيا وفرنسا واليابان وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، والهند وتركيا، وجميع هذه الدول تقوم بتطبيق المعايير والمواصفات العالمية فى الاستيراد.

 وأشار أبوصدام، إلى أن المملكة العربية السعودية، تُعدّ أكبر مستورد للبصل المصرى، بحوالى 200 ألف طن، وهو ما يعادل 50% من إجمالى الصادرات، وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن زيادة كمات تصدير البصل حالياً، لن تضُرّ باحتياجات السوق المحلّى، لأن هناك مخزون كبير لدى المُزارعين، فى القرى وصعيد مصر، كما أن البصل الخاص بالتصدير، فى الغالب يكون مزروعاً لهذا الغرض، ولا يتوجه للسوق المحلى إلاّ للضرورة القصوى، ولن تزيد أسعار البصل عن الموجود حالياً، لأن لدينا كميات كبيرة من المحصول، ويتم زراعة البصل أكثر من مرّة فى العام، ولذلك يتواجد طوال العام.

بداية تصدير البصل

الصادرات الزراعية فى تصاعد

وعلى جانب آخر، كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، عن ارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية، من الخضر والفاكهة، إلى أكثر من 4.3 مليون طن، وكانت وزارة الزراعة، قد تلقّت التقرير الأسبوعى، حول الصادرات الزراعية، من الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، حول إجمالى الصادرات، خلال الفترة من الأول من يناير 2019 وحتى 17 يوليو الماضى، وأكد التقرير، أن الصادرات بلغت 4 ملايين و355 ألفا و177 طناً من المنتجات الزراعية، بزيادة 536 ألفا و156 طناً عن المدة نفسها من العام الماضى، وضمت قائمة أهم الصادرات الزراعية عن هذه الفترة الموالح والبطاطس والبصل والفراولة والفاصوليا والفلفل والخيار والرمان والثوم والجوافة.

وأوضح التقرير، أن إجمالى الصادرات الزراعية من الموالح بلغت مليونا و751 ألفا و500 طن، بالإضافة إلى تصدير 697 ألفا و30 طن من البطاطس، لتحتل المركز الثانى فى الصادرات الزراعية بعد الموالح، بينما تم تصدير 383 ألفا و381 طن بصل، محتلا المركز الثالث فى الصادرات، واحتل العنب المركز الرابع فى الصادرات الزراعية بإجمالى 88 ألفا و918 طنا، فى حين احتلت الفراولة على المركز الخامس فى الصادرات بإجمالى 24 ألفا و 676 طنا، بينما احتلت صادرات مصر، من الثوم المركز السادس، بإجمالى كمية بلغت 23 ألفا و84 طنا، واحتلت صادرات مصر من الفاصوليا المركز السابع بإجمالى 12 ألفا و556 طنا، تليها فى المركز الثامن الجوافة بإجمالى 6004 أطنان، بينما حصل الرمان على المركز التاسع فى الصادرات بإجمالى كمية بلغت 3202 طن، بينما حصل الفلفل والخيار على المركز العاشر فى الصادرات الزراعية، بإجمالى 5224 طنا للفلفل و5600 طن للخيار.

مساحات كبيرة من زراعات البصل

مخاوف من وصول الكيلو لـ 15 جنيهاً

وتتركز زراعته البصل الأخضر بمصر، في مناطق محافظة الجيزة بمركز العياط و برنشت و فى إمبابة ومنطقة دهشور، وفى محافظة بني سويف، بمنطقتي ببا وسِدس، وفى محافظتى الفيوم و المنيا، ويبلغ متوسط محصول الفدان، من إنتاجية البصل الجاف، مابين 8 – 12 طن/ فدان، فى حين أن الإنتاجية، من البصل الأخضر من 4.7 – 5.7 طن/ للفدان، وكان عددٌ من الاقتصاديين الزراعيين، والمصدرين المصريين، قد حذّر من استمرار تصدير المخزون المحلي من البصل، إلى الخليج أو الهند، خشية استنزاف خزين الفلاحين والمزارعين، والذى لا يكفي لحاجة السوق المحلية، خلال الشهور الستة المتبقية عن الإنتاج الجديد، وقال المصدرون، إن المسئولين المصريين، قد لايدركون أن هناك سوقاً يعادل سوق دول الخليج مجتمعة، وهي محافظات صعيد مصر، والتي تستهلك أكثر من المخزون المحلي المتوافر حالياً، في الوجه البحري من البصل الأحمر.

صادرات البصل المصرى تصل لدول العالم 

وأضاف المصدرون، أنه مع استمرار تصدير البصل إلى الهند والخليج بهذه الوتيرة، سوف يؤدي إلى ارتفاع سعر الكيلو للمستهلك إلى 15 جنيهاً، وتتكرر أزمة البطاطس عندما وصل الكيلو إلى 15 جنيهاً العام الماضى، كما تتكرر أيضا الأزمة التى حدثت فى الهند، والتي كانت تُصدّر حوالى نصف بصل العالم.

ونصح المصدرون، بزراعة البصل بدون مخاوف في الموسم المقبل، والذي ستبدأت زراعته في الأسبوع الأول من ديسمبر المقبل، حتى نهايته في الدلتا، وتستمر حتى نهاية يناير في الأراضي المستصلحة الصحراوية، وكانت أسعار البصل، قد سجلت اليوم 3 جنيهات من المزارع، و5 جنيهات للمستهلك، فيما تتدنى أسعاره في أسواق الهند والخليج العربي.

إعداد البصل للتصدير