«العملية أمل».. وثائقي يكشف بطولات الجنود المصريين (فيديو)

السبت، 05 أكتوبر 2019 05:00 م
«العملية أمل».. وثائقي يكشف بطولات الجنود المصريين (فيديو)
حرب اكتوبر
محمد أبو ليلة ومحمد أسعد

«صوت الأمة» تكشف أسرار وحكايات حائط الصواريخ المصرى فى حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر

اللواء عادل حسنين قائد الكتيبة 416 دفاع جوى: منعنا دخول الطيران الإسرائيلى قبل الحرب

عادل حسنين: أسقطت أول طائرة إسرائيلية يوم 30 يونيو عام 1970

اللواء أيمن حب الدين قائد الكتيبة 418 دفاع جوى: «أسقطت لوحدى 18 طائرة إسرائيلية 

المشير محمد على فهمى: حرب الاستنزاف استغرقت 3 سنوات كانت أحسن مدرسة يتعلم فيها أفراد الدفاع الجوى أساليب القتال ضد العدو

حكاية خطة عبدالناصر لنشر قوات الدفاع الجوى قبل مبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار 

بورسعيد فى 73 كان فيها 6 كتائب صواريخ قدرت تهاجم الطيران الإسرائيلى وتجعله خارج الخدمة

أحمد زايد مؤسس المجموعة 73 مؤرخين: حرب أكتوبر لم تكن لتتم لولا وجود حائط الصواريخ المصرى

فى الخامس من يونيو من عام 1967، اعتدت إسرائيل على أراضى ثلاث دول عربية من بينها شبه جزيرة سيناء فيما عُرف بـ «نكسة يونيو»، ورفضت مصر الهزيمة، وقامت ببناء جيشها من جديد حتى استطاعت قواتنا المسلحة عبور قناة السويس يوم 6 أكتوبر، لتحقق نصرا غاليا، لكن قبل نصر أكتوبر كانت هناك حكايات كثيرة تجسدت فيها بطولات وتضحيات مصر من أجل استعادة أراضيها من بين هذه الحكايات «العملية أمل».

مرت نكسة يونيو ثقيلة بمرارتها على صدور المصريين، فوقائعها لا تزال حاضرة فى أذهان من عايشوها، لكن اللحظة الفارقة تجسدت فى رفض المصريين للهزيمة رافعين شعار «هنحارب».

فى إحدى خطبه، وهو يتحدث عن نكسة يونيو، قال الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر»: «إسرائيل تريد مننا أن نستسلم، ونحن قد رفضنا الاستسلام ورفضنا الهزيمة، وصممنا على الكفاح لنحرر أرضنا شبرا شبرا، إسرائيل النهاردة تشعر فى قرارة نفسها أن النصر الكبير الذى حققوه فى يونيو 67 يتحول إلى هزيمة لأن الشعب العربى لابد له أن يستعيد أرضه التى فقدها فى يونيو 67»، بدأ عبد الناصر يُضمد جراحه المتبقية منذ نكسة يونيو، ووضع خطته لإعادة بناء جيشه من جديد، تحت شعار «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة».
فى تلك الفترة قررت مصر خوض حرب استنزاف طويلة ضد العدو الإسرائيلى، ومواقعه التى احتلها فى شبه جزيرة سيناء، وقد وصفت هذه المعارك «بحرب الألف يوم»، والتى استطاعت إرباك صفوف الإسرائيليين.
وفى تسجيل صوتى نادر له، يقول المشير محمد على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى، وقت حرب الاستنزاف وأكتوبر: «حرب الاستنزاف اللى استغرقت حوالى 3 سنوات كانت أحسن مدرسة يتعلم فيها أفراد الدفاع الجوى أساليب القتال ضد الطيران الإسرائيلى»، وبينما كان المصريون يحققون انتصارا تلو الآخر فى حرب الاستنزاف، أرادت إسرائيل تنفيذ خطتها بتوجيه غارات جوية متلاحقة على قوات الجيش المصرى فى غرب القناة، فى تلك اللحظة بدأت كتائب الصواريخ المصرية فى التصدى للإسرائيليين.
يروى اللواء الدكتور يحيى السنجق، مدير مكتب المشير محمد على فهمى، إبان حرب أكتوبر، اللحظات الأولى قبل اتخاذ قرار تشكيل قوات الدفاع الجوى، ويقول: «فى 14 فبراير عام 1968 صدر قرار من الرئيس جمال عبد الناصر بإنشاء قوة رابعة فى القوات المسلحة هى قوات الدفاع الجوى، وتعيين اللواء حسن كامل، مساعد وزير الحربية لشئون الدفاع الجوى، وتعيين اللواء محمد على فهمى، رئيس أركان قوات الدفاع الجوى».
يضيف فى تصريحاته لـ«صوت الأمة» أن العدو استمر بالعربدة فى الأجواء المصرية، ووصل به الأمر أن يضرب العمق المصرى كضرب قناطر إسنا، ومدرسة بحر البقر، وتنكات البترول فى الزيتية، حتى يثير الفزع داخل المجتمع المصرى، وينهار الاقتصاد، وتهتز الثقة فى القيادة السياسية.
ويتذكر اللواء السنجق، أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، اجتمع مع القادة، ومن ضمنهم قادة الدفاع الجوى، وأدرك أهمية تشكيل قوات الدفاع الجوى، مضيفا: دخلت الطائرات الإسرائيلية فى العمق المصرى، وفى القاهرة، وقامت بالاختراق فوق القاهرة فى شهر يوليو سنة 67 بعد 5 يونيو، ووجد أن قائد الدفاع الجوى لم ينسق مع قائد القوات الجوية فعزل الاثنين، وفى 23 يوليو 68 تم تعيين اللواء محمد على فهمى قائدا للدفاع الجوى.
ويقول اللواء السنجق عن اللواء محمد على فهمى، إنه كان يمتاز بعمله الفنى فى المدفعية المضادة للطائرات والصواريخ، ورجل دفاع جوى حقيقى ومتمرس.
أما أحمد زايد، مؤسس المجموعة 73 مؤرخين، فيقول مع بداية عام 68 ضرب الطيران الإسرائيلى 6 كتائب للدفاع الجوى المصرى، فتم سحبها، مشيرا إلى أن مصر لم تكن تمتلك سوى ست كتائب صواريخ، ومعها عدد من وحدات المدفعية المضادة للطيران، بينما يمتلك الإسرائيليون ما يزيد على 300 طائرة حديثة.
اللواء السنجق يقول: حينما جلس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مع القادة، ومن ضمنهم قادة الدفاع الجوى، طلبوا منه بعض الأسلحة، فأمر بتجهيز وتشكيل المعدات لكتائب الدفاع الجوى، مستكملا حديثه بقوله: «فى هذا الوقت كان فيه صراع دائر فى آسيا ما بين فيتنام وأمريكا، فى فيتنام كانوا يستخدمون أسلحة وصواريخ زى اللى معانا، قيادة القوات بعتت ضابط إلى فيتنام عشان يشوف الخبرات القتالية لقوات الدفاع الجوى الفيتنامية فى هذه الحرب، وقال إنهم بيستخدموا أسلوب الكمائن فى الدفاع الجوى، وأتعرض الكلام ده على عبد الناصر».
وكان أسلوب الكمائن هو الأمثل، حيث يشرح اللواء السنجق بقوله: «اقترح أسلوب الكمائن اللى احنا هنستخدمها فى الدفاع الجوى، الكمين هو عبارة عن إن أنا من خبرتى القتالية بشوف أسلوب العدو الجوى على وحداتنا والأماكن، ويعتبر أن أهداف العدو هى الطعم اللى هجذبه ليه وبحط كتائب غير معلومة للعدو الجوى، ييجى العدو الجوى على الهدف وهو الطعم يضربه تقابله كتائب الصواريخ المختفية عنه من ناحية الاستطلاع الرادارى ولا تعلم مخابراته إحداثيات المواقع حتى يفاجأ أن كتائب الصواريخ تصطاده وتشتبك معه وتسقطه». 
والتقت «صوت الأمة » اللواء محمد عادل حسنين، قائد الكتيبة ٤١٦ دفاع جوى، الذى يستكمل الحديث بقوله: بدأ الموضوع بعمل الكمائن، والتى كانت فى غاية السرية، ولا أحد يعلم بمواقع الهجوم وخطة التحرك إلا فى اللحظات المناسبة والحاسمة.
أحمد زايد، مؤسس المجموعة 73 يقول: «هنا ظهرت مقولة لجولدا مائير، المصريين بيزرعوا كتائب صورايخ بدل ما يزرعوا قمح، وكتائب الصواريخ تنبت كعش الغراب»، ويشرح إنه لم يكن لدينا عدد كبير من الكتائب لكن كان يتم استخدام التمويه والكتائب الهيكلية، والكتائب تتحرك من مكان لآخر، تشتبك فى مكان، واليوم التالى فى مكان آخر، فكانت إسرائيل تظن أن لدينا عددا ضخما من كتائب الصواريخ، فبدأت فى إرسال طائراتها، والتى بدأت فى خسارتها بفضل قوات الدفاع الجوى.
يتذكر اللواء أيمن حب الدين، قائد الكتيبة ٤١٨ دفاع جوى، تلك اللحظات، ويقول: كان للدفاع الجوى دور كبير فى نصر أكتوبر، والسبب إن إسرائيل كانت تعتمد اعتمدا كليا على قواتها الجوية وتسميها «الذراع الطويلة» التى تردع بها، وتنتصر بها على الدول العربية.
أضاف، إنه منذ يوم 1 يوليو 1968، بدأ الدفاع الجوى يأخذ دوره للدفاع عن القوات البرية والأهداف الحيوية، ومع بداية حرب الاستنزاف فى مارس 69، بدأت الخسائر الإسرائيلية تزيد من ضرب المدفعية، فقررت إسرائيل إشراك القوات الجوية فى إحداث خسائر أو الضغط على القيادة السياسية والعسكرية فى مصر حتى توقف حرب الاستنزاف، فدخلت القوات الجوية بعنف فى المعارك، وبدأت من يوليو 69، وبالتحديد فى 21 يوليو 69، هاجمت القوات الجوية موقع بورسعيد، وموقع رجب عباس وقامت بضربهما، وفى نفس اليوم قامت بضرب موقع آخر فى السخنة، كما ضربت كل مواقع الصواريخ الموجودة فى القناة التى تدافع عن الجيش الثانى والثالث حتى تجعل سماءها مفتوحة».
يضيف إسرائيل شعرت بنا يوم 30 يونيو صباحًا، فأرسلت طيارة استطلاع عشان تشوف مواقع الصواريخ بدأت فى التحرك أم لا، وحينما اكتشفت تحركها بدأت فى مهاجمة كتائب الصواريخ.
فى تلك اللحظة تذوقت إسرائيل طعم الهزيمة، فخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو من عام 1970، أسقطت كتائب الصواريخ المصرية ما يُقارب الـ 24 طائرة إسرائيلية من فانتوم وسكاى هوك، بالإضافة لأسر ثلاثة طيارين إسرائيليين، فيما عُرف بأسبوع تساقط الفانتوم.
يتذكر هنا اللواء السنجق، ويقول: «فيه حاجات حصلت أيضا زى إسقاط الطائرة استراتوكروزر، هذه الطائرة كانت أكبر طائرة استطلاع إلكترونى إسرائيلية وأمريكية الصنع، وكانت تتحرك على خط القنال بالكامل لعمل استطلاع، وتلتقط الترددات الخاصة بأجهزة الرادار، وتتنصت على أجهزة اللاسلكى الخاصة بالوحدات، كما أنها تستطيع تحديد رادارات كتائب الصواريخ، وتم تحديد عملية 27 رجب، لإيقاف تلك الطائرة، وتم الدفع بكتيبتين من بينها كتيبة اللواء عادل حسنين».
يشرح اللواء عادل حسنين تفاصيل ذلك اليوم بقوله: «الحقيقة أنا طبقت القانون بتاع النهار مرضتش أضرب على 20 كيلو، ضربت على 14 كيلو والحمد لله وفقت فى ضرب أول طيارة يوم 30 يونيو الساعة 4 ونص، وجناح هذه الطيارة موجود فى متحف الدفاع الجوى الباب الرئيسى جناح الطيارة إف 4 وكبينة الطيار».
أما عن إنشاء المواقع الخرسانية، فيقول أحمد زايد، مؤسس المجموعة 73 مؤرخين: «كان لابد من إنشاء مواقع خرسانية، بدأنا فى 68 وأوائل 69 عمل مواقع خرسانية، لكن مع بناء كل موقع يضربه الطيران الإسرائيلى، وكانت هناك خسائر كبيرة من المدنيين، لكن «محدش اشتكى».
ويحكى المهندس عثمان أحمد عثمان، مؤسس شركة المقاولون العرب فى مذكراته بعنوان «تجربتى»، كيف ضحى عمال ومهندسو شركته بحياتهم أثناء بناء الحوائط الخرسانية لكتائب الصواريخ، حيث يقول: «تصدينا لذلك العمل تحت أقصى ظروف فى جو من التحدى، يجعلنى أقول إن بناء دُشم الطائرات وقواعد الصواريخ، كان ملحمة نضال رائعة للمقاولون العرب، وكان لنا شهداء شرفاء، سقط منهم فى يوم واحد على الضفة الغربية للقناة 500 شهيد».
يقول اللواء السنجق عن هذا، كنا نحاول نحميهم بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة من وسائل الدفاع الجوى من صواريخ ستريلا كى يتم اصطياد أى طيارات تحاول الهجوم، حيث كان يتم بذل مجهود خرافى لحماية هذه المجموعات من العمالة».
واستكمل اللواء عادل حسنين، قائلا: «منذ يوم 5 لم تدخل طائرة، حتى أن ضباط المشاة والمدرعات كانوا بييجوا يحضنونا ويقولوا لنا إحنا بنفطر دلوقتى والشمس طالعة كان الطيران مش ساكت لا ليل ولا نهار عليهم».
ويتحدث اللواء أيمن حب الدين عن يوم 3 أغسطس سنة 1970، حينما طلب جمال عبدالناصر إسقاط طائرة إسرائيلية شرق القناة وليس غربها، فخرج كمين كتيبة 416 مع المقدم وقتها عادل حسنين، وبالفعل اشتبك مع طائرة إسرائيلية وأسقطها».
أضاف، «اتجننت إسرائيل طبعا بعتت طيارتين فانتوم لكى تنتقم من الموقع اللى وقع الطيارة، وكان من نصيبى أنا إنى اشتبك مع الطيارة دى وأن أسقط الطيارة الفانتوم، وأسر الطيار شاحوت، وهو نازل رجله اتكسرت والطيار الثانى مات».
يقول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى تسجيل نادر له «كان تركيز العدو على عناصر الدفاع الجوى، وكان هدفه أن يمنع هذه العناصر من أداء دورها على الجبهة لكن العدو لم يستطع وكان اعترافه أخيرا، وبدأت طائرات الفانتوم الأمريكية تتساقط على أراضينا».
وعن مبادرة روجرز، يروى اللواء أيمن حب الدين، حيث يقول، تم عرض المبادرة مرتين، فى ديسمبر عام 1969، قبلتها مصر، لضعف القدرات المصرية فى هذا الوقت، لكن إسرائيل رفضتها، لأنها منتصرة وتعمل ما يحلو لها.
لكن عقب أسبوع تساقط الفانتوم، وتآكل الطيران الإسرائيلى، تم اقتراح المبادرة مرة أخرى، وقبلتها مصر، كما قبلتها إسرائيل، بشرط ألا يتم تحريك مواقع الصواريخ من الموقع منذ ساعة وقف إطلاق النار، وقف إطلاق النار كان الساعة 12 مساءً 7 أغسطس، مضيفا: «احنا مكناش نقدر نغطى القوات البرية، لأنها كانت فى خط القناة وإحنا كنا فى وادى الملاك بينا وبينهم 40 كيلو، فالدفاع الجوى طلب من القيادة السياسية تأجيل وقف إطلاق النار من الساعة 12 بالليل لـ 6 الصبح».
قبلت الأطراف تأجيل وقف إطلاق النار، وفى هذه اللحظة تحركت 12 كتيبة على 3 محاور، محور القاهرة السويس - طريق الإسماعيلية الصحراوى- طريق الإسماعيلية الزراعى-  حوالى 864 مركبة، متاهتش مركبة، الساعة 6 الصبح كانت الـ 12 كتيبة على مواقعها قادرين على تغطية القوات الجوية وداخل سيناء 15 كيلو.
يضيف: «إسرائيل طبعا اعترضت على هذه النقلة، وقالت إننا خرقنا وقف إطلاق النار منذ أول يوم، وحصلت احتجاجات واستمر الموقف على كده، وابتدينا نقوى نفسنا كدفاع جوى ونبنى حائط صواريخ متكامل يقدر يقوى المهمة المباشرة للقوات البرية».
ويستكمل أحمد زايد بقوله: وزير الخارجية الأمريكى أجرى اتفاقا بين مصر وإسرائيل على مبادرة وقف إطلاق النار،  ولم يكن الجيش المصرى بالكامل موافقا على مبادرة روجرز، لكن حينما عرفوا أنه فى ظل وقف إطلاق النار قبله بـ3 ساعات تمكنا من إدخال 40 كتيبة، حيث كانت تضم الكتيبة ما بين 50 و70 عربية، وتحركت الـ 2000 عربية فى نفس الوقت ليلا، قبل وقف إطلاق النار، وهو ما أطلق عليه «العملية أمل».
أضاف «المفروض طبقا للاتفاقية إن مفيش قوات جديدة تدخل الجبهة، أمريكا هى اللى هتصور القوات الموجودة فيها وأى قوات بعد وقف إطلاق النار، هيبقى خرق يعرضنا لمشاكل، هنا أعطى الرئيس عبدالناصر أوامره « لازم حائط الصواريخ يخش قبل وقف إطلاق النار».
كانت خطة عبدالناصر فى ليلة 2 أغسطس تحرك 2000 عربية على الأقل تدخل الجبهة، حيث قال المتحدث العسكرى الإسرائيلى بعد 3 أيام إن مصر عندها 52 كتيبة، وهى فى الحقيقة كانوا 40 فقط، لكن هناك كتائب هيكلية، وأصبح لدينا حائط صورايخ يقدر يحمى قواتنا غرب القناة وشرق القناة لمسافة 15 كيلو.
ومنذ إعلان مبادرة روجرز، مرت الأيام ثقيلة ، حيث كان الشارع المصرى فى حالة ترقب، وقواتنا المسلحة تضع لمساتها الأخيرة لعبور قناة السويس، إلى أن جاءت ساعة الحسم يوم السادس من أكتوبر من عام 1973.
يقول أحمد زايد، خطة تحرير سيناء، كانت تقول: نعبر القناة طبقا لإمكانياتنا ونعمل رءوس جسور على مسافة 12 - 15 كيلو شرق القناة، إحنا معترفين إن الطيران الإسرائيلى أقوى من الطيران المصرى، كنا نسعى إننا نزود عدد الطيارين فكان لدينا اعتراف إن من يصد الطيران الإسرائيلى فوق القوات التى ستعبر لتحرير سيناء هو الدفاع الجوى، ولم ندخل القوات الجوية، فكان من المهم جدا أن الدفاع الجوى وحائط الصواريخ هو اللى يقوم بمهمة الصد للطيران الإسرائيلى»، مضيفا: «حرب أكتوبر لم تكن لتتم، ولم نكن نفكر أن نحارب فى سيناء لولا وجود حائط الصورايخ».
يضيف على ذلك اللواء عادل حسنين، ويقول: يوم 6 أكتوبر منع الدفاع الجوى دخول أى طائرة إسرائيلية، وأطلق موشى ديان تحذيرا لطياريه « ممنوع اقتراب الطيارات الإسرائيلية لمسافة 15 كيلو من القناة».
كما تحدث اللواء حب الدين عن حرب أكتوبر ولحظات العبور، قائلا: المسافة التى غطتها قوات الدفاع الجوى هى المسافة التى استطاعت القوات البرية أخذها من العدو والتمسك بالأرض، ولو خرجت عن هذه المسافة، تستطيع القوات الجوية الإسرائيلية التعامل معها، ويكفينا أن 6 أكتوبر شهدت تعليمات  من موشى ديان  لطياريه بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلو خوفا من حائط الصورايخ.
أضاف، حائط الصواريخ استطاع حماية القوات البرية فى مهمته المباشرة، وحاولنا فى خلال هذه الفترة نقل 6 كتائب شرق القناة، وهو ما حدث بالفعل.
ويروى اللواء السنجق بطولات قوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر، ويقول: «من ضمن بطولات الدفاع الجوى فى حرب 73 قطاع بورسعيد الذى كان يحميه 4 كتائب صواريخ يوم 8 أكتوبر، حيث كان لدى إسرائيل خوف من وجود صواريخ طويلة المدى موجودة فى قطاع بورسعيد حتى تستطيع الوصول إلى تل أبيب أقرب نقطة لاستخدام الصواريخ، فالمخابرات الإسرائيلية أبلغتهم بكتائب الصواريخ، فحصل عندهم «هوس»، وفى 8 أكتوبر قاموا بمهاجمة قطاع بورسعيد بـ 50 طيارة، فتم تدمير  3 كتائب فى حين استمرت كتيبة فى الاشتباك لدرجة أن القواذف دمرت، واستمرت فى ضرب الطائرات الإسرائيلية وإسقاطها.
وتحدث اللواء أمين حب الدين عن دور كتيبته 418، خاصة فى بورسعيد أثناء حرب أكتوبر، حيث قال: «أنا كنت قائد الكتيبة فى حرب 73، حيث كانت بورسعيد موقعا استراتيجيا ومهما جدا بالنسبة للقوات الإسرائيلية،  ولعل السبب فى ذلك هو أن الرئيس السادات هدد إسرائيل بأن العمق بالعمق، هتضربنى بالعمق بطياراتك، هضربك فى العمق بالصواريخ التى كانت فى بورسعيد، حيث كانت النقطة الوحيدة اللى كانت بتوصل فى العمق الإسرائيلى.
وقال إن إسرائيل هاجمت بورسعيد وحدها بـ13% من حجم الطيران الإسرائيلى الذى هاجم مصر كلها خلال حرب أكتوبر، مضيفا: «بورسعيد فى 73 كان فيها 6 كتائب صواريخ، قدرت إنها تهاجمهم وإنها تخرجهم خارج الخدمة سواء بالتدمير أو الإصابة، فخرجت بالكتيبة 418 لاستعواض هذه الكتائب، واشتبكنا معهم، فى أول يوم إسرائيل عارفة بعدم وجود كتائب صواريخ فى بورسعيد قادرة على الاشتباك، فبدأوا ضرب مساحى من ارتفاعات متوسطة، وهذا يعتبر مثاليا، فالحمد لله أول اشتباكات كانت ناجحة تقريبا وقعنا أول يوم 3 طائرات».
يضيف، فى اليوم الثانى، تمكنا من إسقاط 7 طائرات، أما اليوم الثالث فهو أصعب يوم فى حياتى، يوم 13 أكتوبر 73، فكتيبة الصواريخ تعمل بـ 6 قواذف، حيث كان من المفترض إنى أضرب 3 صواريخ بـ3 قواذف على طائرة واحدة، لأن الطائرات سريعة والمناورة بتاعتها عالية، عشان أوقع طيارة لازم أهاجمها بـ3 صواريخ، اتهاجمت مرة واتنين وقدروا إنهم يوصلوا إنهم يضربوا 5 قواذف من 6 قواذف فاضلى قاذف واحد».
يروى ذلك اليوم الأصعب بقوله «شوه الإشعاع بتاع التفتيش فبدل ماكنت بتكشف على مسافة 120 كيلو، كنت بكشف على مسافة 25 كيلو، وده طبعا منتهى الصعوبة إنك تشوف طيارة على مسافة 25 كيلو وتضربها على 22 23 18 كيلو، متلحقش الطيارة لأنها بتمشى بسرعة.
أضاف، المهم ربنا أكرمنى فى هذا اليوم وعملت بالقاذف الواحد 5 اشتباكات ووقعت 3 طائرات، بالإضافة إلى طائرة استطعنا إسقاطها بدون ما أطلق عليها صواريخ، ودى نظام بنقلد إطلاق الصواريخ وأمريكا حاطة فى طيارات الفانتوم بتاعتها نظام بيقول الكتيبة دى بتفتش عليك، بيقول للطائرة الصاروخ طلع عليك بعدين بنطلع أمر بتغيير الصاروخ»، الحمد لله أنا أسقطت من يوم 11 ليوم  13 أكتوبر 17 طيارة إسرائيلية».
ويستكمل اللواء السنجق حكايات وبطولات رجال الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر، ويقول فى اليوم الأول وقعنا ما يقرب من 18 إلى 19 طيارة إسرائيلية، وهو ما اعترف به العدو لكن فى الواقع لا يقل عن 25 طيارة وحتى مع نهاية الحرب لم يعترف بالرقم الحقيقى.
ومازالت بطولات الجيش المصرى حاضرة فى أذهان الجميع، فحتى الآن ونحن فى الذكرى الـ 46 لنصر أكتوبر المجيد لا تستطيع كتب التاريخ أن تستوعب هذا الكم الهائل من تضحيات وبطولات المصريين شعبا وجيشا، ليظل يوم السادس من أكتوبر رمزا للنصر والصمود.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق