حي العجوزة وشارع نوال قصص تاريخية لمعني الوفاء وتخليد الأحباب

الأحد، 06 أكتوبر 2019 09:00 ص
حي العجوزة وشارع نوال قصص تاريخية لمعني الوفاء وتخليد الأحباب
كتبت: إيمان محجوب

(العجوزة) ليس فقط أحد أحياء محافظة الجيزة العريقة، ولكن أرضه شهدت قصة عهد ووفاء بين سيدة مصرية وزوجها.. والسيدة العجوزة هي نازلي هانم بنت سليمان باشا الفرنساوي مؤسس الجيش المصري في عصر محمد علي، ولد عام 1788 في مدينة ليون بفرنسا وجاء إلى مصر مع الحملة الفرنسية وبقي بها واعتنق الإسلام.
 
عهد إليه محمد علي بمهمة تكوين النواة الأولى من الضباط الذين سيعاونونه على تدريب الجنود المصريين، فاختار له 500 من خاصة مماليكه ليبدأ بهم واختار له أسوان، لتكون معسكراً لهذه المهمة بعيداً عن مؤامرات الجيش المختلط ومقاومتهم لكل جديد، وعينه محمد علي قائداً للجيش.
 
وقد زوج ابنته (نازلي) لشريف باشا، الذي تولي رئاسة الوزارة أربع مرات، وكان يمتلك 30 فدانا من أراضي طرح النهر في المنطقة المعروفة الآن بالعجوزة. 
 
وفي حياته كان يعتزم إقامة مسجد في ركن أرضه علي النيل قرب كوبري الجلاء، لكنه مات قبل أن يحقق أمنيته، فإذا بأرملته نازلي هانم تتولي بنفسها تحقيق أمنية زوجها، وإذا بها تشرف بنفسها على أعمال بناء المسجد في مكانه الحالي رغم أن عمرها كان قد تجاوز 90عاماً في ذلك الوقت! 
 
مما جعل الأهالي يطلقون عليه مسجد (العجوزة) ويطلقون على المنطقة بأكملها اسم العجوزة، وأنجبت نازلي هانم ابنتها توفيقه التي تزوجت من عبد الرحيم باشا صبري رئيس مجلس النواب، فأنجبت بنتين أحدهما (نازلي) والدة الملك فاروق والأخرى نوال التي توفيت فى سن السادسة، مما أحزن والدها فأطلق اسمها على السراي الذي يقيم فيه (شارع نوال)، ثم امتدت التسمية لكى تشمل الشارع الذي يقع فيه السراي.
 
توفيت نازلى هانم عام 1915، عن عمر ناهز مائة وعشر سنوات، وقد أوقفت 26 فداناً للإنفاق على إقامة شعائر الصلاة ومهمات المسجد والكتاب والسبيل الملحقين به، فكان يصرف  30 جنيها لإمامه وخطيبه ويصرف 14 جنيهاً لكل من المؤذن وخادم المسجد. 
 
ومنذ عام 1928، بدأت أرض شريف باشا وزوجته (العجوزة) نازلي هانم الفرنساوي في التفتت والتجزئة، فقد بيعت قطعة منها للسفارة السوفيتية «ناصية شارعي نوال والنيل»، ثم اقتطع جزء آخر في الأربعينيات عندما باع الملك فاروق 50 فداناً لشركة بلجيكية قامت بتقسيمها إلى شوارع حي العجوزة الحالي الذي أقيمت فيه عمارات جديدة توسعة شارع النيل الذي ميزته دائماً أشجاره الضخمة العملاقة وكذلك عواماته التي ألهمت الأديب نجيب محفوظ العديد من مؤلفاته وأشهرها (ثرثرة فوق النيل).
 
فلم يكن هناك تصميم واحد للعوامات، بل كل منها يختلف عن الآخر، ولكل منها لونها، وكان من أبرز عشاق هذه العوّامات الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، الذي عاش في إحداها لمدة 25 عاما، سطر خلالها أفضل ما كتب في حياته، فقد كتب أثناء إقامته بالعوامة روايات مثل: أولاد حارتنا، اللص والكلاب، السمان والخريف؛ حيث اشترى الدور الثاني من عوامة حسين دياب باشا، بعد أن كتب عن عوّامات النيل في روايته الشهيرة ثرثرة فوق النيل، حتى قرر محفوظ أن يودّع حياة العوامات إلى الأبد، بعد سقوط طفلة تسكن بالقرب منه من إحدى نوافذ عوّامة والدها، فماتت غرقا، وانتقل بعدها للإقامة في حي العجوزة .
 ويشكل حي العجوزة مركزاً في القاهرة الكبرى، إذ يقع إلى شماله كوبري 6 أكتوبر الذي يؤدي إلي ميدان التحرير وميدان رمسيس ومصر الجديدة ومدينة نصر. 
 
وحي العجوزة يحده من الشرق شارع النيل الذي يقع على النيل ومن الناحية الأخرى للنيل حي الزمالك ومن الشمال محور 26 يوليو كوبري 15 مايو الذي يحد بين العجوزة والمهندسين أو الكيت كات ومن الشمال الغربي "شارع جامعة الدول العربية" الذي يفصل العجوزة عن المهندسين من الغرب شارع البطل أحمد عبد العزيز الذي يفصل العجوزة عن حي الدقي ومن الجنوب "شارع النوال" ويفصل العجوزة عن الدقي.
 
 
WhatsApp Image 2019-10-05 at 4.13.36 PM
 
WhatsApp Image 2019-10-05 at 4.13.37 PM
WhatsApp Image 2019-10-05 at 4.13.37 PM

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة