افتح القوس وضيف هبة اللبدي.. كيف تعذبت فتاة الضفة الغربية؟

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2019 06:00 م
افتح القوس وضيف هبة اللبدي.. كيف تعذبت فتاة الضفة الغربية؟
هبة اللبدى

فى حلقة جديدة من مسلسل التعذيب والانتهاكات المستمرة للاحتلال الإسرائيلى، بحق الأسيرات الفلسطينيات، نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، (الإثنين)، تفاصيل قاسية لما تعرضت له الأسيرة الفلسطينية هبة اللبدي المضربة عن الطعام منذ 14 يومًا ضد اعتقالها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، والقابعة حاليا فى معتقل «الجلمة» بظروف صعبة، حيث تتعرض لانتهاكات جسدية ونفسية على مدار الساعة من قبل المحققين الإسرائيليين.

ونقلت الهيئة عبر محاميتها، لما تعرضت له «اللبدي» على أيدى السلطات الإسرائيلية منذ لحظة الاعتقال وحتى اليوم، حيث قالت المحامية أنه بتاريخ (20) أغسطس الماضى، قدمت «اللبدى» من الأردن مع والدتها وخالتها لحضور زفاف ابنة خالتها، حيث  خططت لإجازة (5) أيام، لكن الاحتلال بدل فرحها إلى أحزان ومأسى لم تكن تتوقعها.

هبة اللبدى

وأضافت محامية اللبدى أنها عندما وصلت برفقة اسرتها إلى جسر النبي على الحدود الأردنية – الفلسطينية فى حوالي الساعة التاسعة صباحًا، تم توقيفها لمدة ساعتين، قائلة: «بالبداية اغلقوا الباب علي وبعد صراخي عليهم ثم فتح الباب، بقيت مجندة تحرسني، خلال هذه المدة تم تفتيشي تفتيش شبه عاري حيث رفضت أنزال ملابسي الداخلية 4 مرات على يد نفس المجندة، بعدها تم تعصيب عيناى وتقييد يداى بقيود بلاستيكية ورجلاى بقيود حديدية ونقلونى لقاعدة عسكرية تبعد حوالي ربع ساعة».

وتابعت اللبدى عبر محاميتها: «أنزلوني وأبقوني بالشمس نحو نصف ساعة ومن ثم جاؤوا بمجندات وأخذوني لغرفة، سألوني عن وضعي الصحي وتم تفتيشي مرة أخرى، أخبرت المجندة بانني بحاجة لتبديل الفوطة الصحية وكانت قد أتتني الدورة الشهرية فوافقت بشرط ان تدخل معي المرحاض، المرحاض كان ضيق جداً بالكاد يتسع لشخص فدخلت معي بسلاحها وكانت تنظر الي وانا ابدل الفوطة».

هبة اللبدى

وتعبر اللبدي: «انصدمت وشعرت بالحرج والإذلال وانتهاك صارخ لخصوصيتي ولحقوقي الادمية، بعدها تم نقلي للمسكوبية وهناك ابقوني انتظر مدة حوالي 3 ساعات حيث نقلوا معتقلة أخرى وبعدها تم نقلي للتحقيق في بيتاح تكفا».

وأردفت: «وصلت مركز التحقيق الساعة الثامنة مساء، كنت مرهقة كثيرًا بسبب أني مسافرة منذ ساعات الصباح الباكر وبسبب الدورة الشهرية وبسبب كل المعاملة القاسية، أنزلوني درج وممرات ضيقة وكانت زنازين تحت الأرض، كانت المجندة المرافقة لي تدفعني دفعاً وتتعامل بطريقة عدوانية، ارتحت بالزنزانة حوالي نصف ساعة وبعدها اخذوني للتحقيق لغاية ساعات الفجر من اليوم التالي».

اللبدى

وأوضحت: «أول 16 يوم تقريبًا كان التحقيق متواصل منذ حوالي التاسعة صباحاً حتى الساعة الخامسة فجراً من اليوم التالي خلال هذه الساعات الطويلة ينزلوني للزنزانة مرتين فى أوقات وجبات الطعام حوالي نصف ساعة فقط، بعدها تم نقلي لغرف عصافير مجدو والجلمة ومن ثم اعادوني للتحقيق فى مستوطنة بيتاح تكفا، فمكثت على ذمة التحقيق حوالى 35 يوماً بظروف قاسية جدا جداً».

وأضافت اللبدى: «التحقيق كان عبارة عن تعذيب نفسي وكان عنيف جداً فمنذ نحو التاسعة صباحاً حتى ساعات الفجر من اليوم التالي، ساعات طويلة جداً بغرفة التحقيق جالسة على كرسي مقيدة ومربوطة بالكرسي والكرسي ثابت بالأرض، الشيء الذي سبب لي آلامًا شديدة بالظهر والايدي والرقبة، المحققين كانوا يصرخون علي بصوت عالي وكانوا يجلسون شبه متلاصقين بي حيث كانت كراسيهم قريبة مني وكانوا يحيطوني وكأنهم يتعمدون ملامسة رجلي فكنت احرك رجلي وابعدها، طريقتهم مستفزة جداً، يبصقون علي ينعتوني بأقذر الصفات ويسبوني».

وتابعت: «بعض ما قالوه لي بأنني حقيرة، فاشلة، سافلة، صرصور، حيوانة، أنت حشرة، أنت بشعة كثير، انصرفي، راح تعفني بالزنازين، كلام قاس جدًا أول مرة أسمعه بحياتي، قالوا لي: انت متطرفة وسبوا الدين الإسلامي والمسيحي وقالوا لي إحنا اليهود جوهرة وأنتم ديانات متطرفة أنتم زبالة كلام عنصري جداً ومتطرف».

هبة اللبدى

وأوضحت اللبدي أنه تم تهديدها وضغطوا عليها بقولهم: «أنهم اعتقلوا امي واختي وهددوهم بهدف سحب اعتراف مني حيث قالوا لي اعترفي أحسن لك ، وبعد أن يأسوا ومحاولاتهم بائت بالفشل هددوني بالاعتقال الإداري حيث قالوا لي ليس لدينا دليل ضدك  لكن لدينا الاعتقال الإداري مع صلاحية لتجديده لمدة سبع سنوات ونصف وبعدها  سوف نسجنك بالضفة ونمنعك من السفر إلى الأردن ونمنع اهلك من زيارتك».

ونوهت إلى أنهم وضعوها: «بزنزانة ضيقة مليئة بالحشرات.. حيث كنت أصحو والصراصير والنمل والحشرات على ملابسي، أعطوني بيجامات رائحتها كريهة ووسخة، الحيطان إسمنتية خشنة من الصعب الاتكاء عليها، فرشة رقيقة بدون غطاء، بدون وسادة، الضوء مشعل 24 ساعة مزعج للنظر، بدون تهوية طبيعية وبدون شبابيك ورطوبة عالية الرائحة كريهة وصراخ وتخبيط وضجة واصوات مزعجة من الزنازين المحيطة».

وأشارت إلى أنهم كانوا يقصدون إهانتي واذلالي والحمام مثل القبر مكان بحجم وقوف شخص، قذر ووسخ به دش ولا يوجد مكان لتعليق الملابس وبالخارج بابه يقف سجانان وسجانة يسمعون صوت الماء وكنت خائفة ان يفتح الباب في أي لحظة صابون بدون ليفة، فحتى الحمام كان مقلقا ومخيفا هم يقولون انهم يعطون للأسرى حمام وأكل ولكن يبقى السؤال ظروف الحمام والاكل والملابس فهى مذلة ومهينة.

ووفق اللبدي فإن: «الأكل كان سىء جدًا وأنا بالأساس نباتية فمدة أسبوع أرجعت الأكل ونتيجة لذلك أصبت بالدوخة وتم نقلى للعيادة، بعدها أصبحت أكل القليل من الخبز واللبن والاشياء التى من الممكن أكلها، المحققين كانوا يتعمدون أكل كنافة وحلويات أمامى».

وأشارت اللبدى إلى أن القنصل الأردنى زارها بتاريخ 3-9-2019 تقريباً وبعد زيارته تم نقلى إلى لسجن الجلمة لمدة 3 أيام ولمجيدو لمدة 3 أيام بهدف انتزاع اعتراف عند العصافير، حيث كان يحضر رجال على باب الزنزانة هناك ويدعون أنهم أسرى ويقولون لي إحكيلنا اللى ما حكيتيه بالتحقيق، احنا بنحاول نساعدك، والخ، طبعاً لم يكن لدي شىء لأقوله لهم.

ونوهت إلى أن الظروف بمعتقل الجلمة كانت صعبة للغاية شعرت بانني ببيت بلاستيكي فالزنزانة مقابلها ساحة مغطية ببلاستيك من جميع النواحي وبدون تهوية طبيعية، رطوبة عالية بدون مكيف مروحة مزعجة كنت اضطر اطفائها بسبب الرطوبة العالية، صراصير ونمل وحشرات بكميات كبيرة جداً، الأكل على مزاج الطباخين سىء ولا يؤكل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق