أكتوبر 2023

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2019 01:14 م
أكتوبر 2023
حسين عثمان يكتب:

احتفالاً بذكرى العبور العظيم في أكتوبر 73، كنت قد كتبت العام الماضي في نفس المكان، منوهاً إلى ضرورة الاستعداد من الآن، للاحتفال بالذكرى الخمسين لمعركة تاريخية فذة في كل تفاصيلها السياسية والعسكرية والإنسانية، ذكرى اليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر المجيد،والمنتظرة بمشيئة الله في أكتوبر2023،وتلخص اقتراحي وقتها، في أن تشكل الدولة على الفور، لجنة عليا تعمل على وضع برنامج متكامل يليق بالحدث الكبير، وعلى أن يجتهد الجميع من ذوي الصلة المُكَلَفين بالعمل فيها، في إنجاز مراحله وفق توقيتات زمنية محددة، تنتهي باحتفالية كبرى تتواصل طوال عام الذكرى الخمسين للنصر، وليكن عنوان العام المنتظر "عام اليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر المجيد".

فاتت سنة لم يَجِدْ خلالها جديد،نتجاوز به دائرة النمطية في الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر، وإن كان خروج فيلم "الممر" للنور هذا العام قد منحنا بارقة أمل، كنت قد حرصت على مشاهدة الفيلم بصحبةأولادي عالية (18 سنة) وعلي (15 سنة)بمجرد طرحه في دور العرض السينمائي ليلة عيد الفطرالماضي،الفيلم في تقديري ليس فقط عبوراً جديداً لصناعة السينما كما وصفه عدد كبير من نقاد السينما وصناعها ونجومها،وإنما طاقة نور تُلقي بأضواء ساطعة على بطولات لا تزال مُهْدَرَة الحقوق على صفحات التاريخ، وأمل يتجدد في نفوس جيل شاب لا يزال يعيش رحلة البحث عن الذات على خريطة وطنه.

أذكر أن معظم الحاضرين في حفلة منتصف الليل يومها كانوا من الشباب، كانت حاجة تفرح، صحيح أن عوامل جذب هؤلاء الشباب لحضور الفيلم، لعلها تلخصت في البداية في جماهيرية نجومه وعلى رأسهم أحمد عز، ومساحة هامة يشغلها مخرجه شريف عرفة في وجدانهم من خلال أفلامه السابقة، ودعاية ضخمة مهدت إلى نجاح الفيلم قبل نزوله، إلا أن الاستهلال الإنساني المُغَلَف بحس وطني لأحداث الفيلم، قد أخذ بقلوب الجميع قبل عقولهم، المدخل إلى جماهيرية الفيلم في تقديري كان في منطلقه الإنساني الوطني، بعيداً عن حسابات سياسية وتاريخية تقليدية، ساهمت إلى حدٍ كبير ولا تزال، في التقصير تجاه احتفاءٍ تستحقه بطولات حرب الاستنزاف.

الفيلم نجح نجاحاً جماهيرياً كبيراً في دور العرض السينمائي، وهي رسالة أكدت أن جرأة منتجه هشام عبد الخالق كانت صوتاً لاقى صداه،وهو برؤيته في إنتاج الفيلم،نجح في كسر حاجز خوف المنتجين، من رصدالميزانيات الكبرى، المطلوبة لإنتاج هذه النوعية من الأفلام، حتى أصبحنا لا نطالب إلا الدولة بإنتاجها، بعد أن تصدر القطاع الخاص مشهد البطولة في إنتاجها، في السنوات القليلة التي أعقبت حرب أكتوبر المجيدة،وكانت لفتة طيبة من الدولة مُمَثَلة في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن اهتمت بعرض فيلم "الممر" على قنواتها احتفالاً بذكرى انتصارات أكتوبر، بل وأهدته إلى التليفزيون المصري، حتى تُتيح مشاهدته لفئات جماهيرية أكبر.

"الممر" فك شفرة التواصل مع شباب ظلمناه بما يجهل، وهي بداية لابد وأن نواصل بعدها في اتجاهين، الأول يتمثل في جدولة عرض فيلم "الممر" بصحبة نجومه، في ندوات تُقام على مدار العام في مختلف جامعات مصر ومدارسها، وكذلك في الأندية ومراكز الشباب، وفي حضور البعض من أبطال أكتوبر في كل مرة، وأنا على يقين بأن "الممر" سوف يأخذ مكانه على خريطة فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المنتظرة في يناير القادم بمشيئة الله، والاتجاه الثاني يتلخص في أن يفتح صناع السينما بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة ملف بطولات حرب أكتوبر،فـ"الممر" أكد بقوة إن الجمهور عايز كده.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق