«صوت الأمة» تفضح التاريخ الأسود للإخوان في تجنيد الأطفال واستغلالهم سياسيا (1)

الأحد، 13 أكتوبر 2019 09:00 ص
«صوت الأمة» تفضح التاريخ الأسود للإخوان في تجنيد الأطفال واستغلالهم سياسيا (1)

 
وثائق‭ ‬تكشف: ‭‬خطة‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬لاختراق‭ ‬المدارس‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬الطلاب‭ ‬برسائل‭ ‬‮«‬البنا‮»‬‭ ‬الملغمة

6‭ ‬ لجان‭ ‬أبرزها‭ ‬‮«‬الأشبال‮»‬‭ ‬و«الزهراوات‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬قسم‭ ‬الطلبة‭ ‬بالجماعة‭ ‬مهمتها‭ ‬تجنيد‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬وحتى‭ ‬21‭ ‬سنة

الإخوانى‭ ‬المنشق‭ ‬ربيع‭ ‬غزالى‭ ‬يعترف‭:‬ مهمتى‭ ‬كانت‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬وبرامج‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والتهيئة

قيادى‭ ‬إخوانى‭ ‬سابق‭ :‬الجماعة‭ ‬كانت‭ ‬توظف‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬تخشى‭ ‬على‭ ‬الكبار‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬مثل‭ ‬توزيع‭ ‬البوسترات‭ ‬والدعاية‭ ‬أثناء‭ ‬الانتخابات‭ ‬والمشاركة‭ ‬فى‭ ‬التظاهرات‭ ‬والاعتصامات

عمرو‭ ‬فاروق‭:‬ الجماعة‭ ‬تسعى‭ ‬لاستقطاب‭ ‬عناصر‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المراهقين‭ ‬والشباب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يعوا‭ ‬جرائم‭ ‬الجماعة
 
قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬وأثناء‭ ‬اعتصام‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬بميدان‭ ‬رابعة،‭ ‬اعتلى‭ ‬الطفل‭ ‬‮«‬محمد‮»‬‭ -‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬وقتها‭- ‬كتف‭ ‬أبيه،‭ ‬ممسكا‭ ‬بمكبر‭ ‬صوتى،‭ ‬يدعو‭ ‬به‭ ‬المتظاهرين‭ ‬للصمود‭ ‬أمام‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬مرددا‭ ‬شعارات‭ ‬يمليها‭ ‬عليه‭ ‬أبوه‭ ‬الذى‭ ‬سأله‭ ‬أحد‭ ‬مراسلى‭ ‬القنوات: ‬‮«‬إنت‭ ‬مش‭ ‬خايف‭ ‬على‭ ‬ابنك؟‮»‬،‭ ‬ليجيب: ‬‮«‬لأ‭.. ‬مش‭ ‬خايف‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬العيال‭ ‬الصغيرين،‭ ‬وباقول‭ ‬لو‭ ‬راح‭ ‬محمد‭ ‬فى‭ ‬محمد‭ ‬ومحمد‭ ‬كتير‭ ‬جدا،‭ ‬وهنجيب‭ ‬عيالنا‭ ‬كلها‭ ‬لحد‭ ‬آخر‭ ‬لحظة‮»‬‭.‬
 
فى‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬أيام‭ ‬الاعتصام،‭ ‬تعمدت‭ ‬الجماعة‭  ‬تصدير‭ ‬مشهد‭ ‬الأطفال‭ ‬وهم‭ ‬يحملون‭ ‬أكفانهم‭ ‬دفاعا‭ ‬عما‭ ‬أسموه‭ ‬بـ«الشرعية‮»‬‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬المعزول‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬30‭ ‬يونيو 2013 ‭ ‬فيما‭ ‬استمر‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬عقب‭ ‬ذلك‭ ‬واستخدامهم‭ ‬فى‭ ‬التظاهرات‭ ‬غير‭ ‬السلمية‭ ‬وبعض‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأعوام‭ ‬السابقة،‭ ‬لتحاول‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬التلاعب‭ ‬بعقول‭ ‬النشء‭ ‬والمراهقين‭ ‬صغار‭ ‬السن‭.‬
 
منذ‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لإنشاء‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬فى‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬1928‭ ‬أدرك‭ ‬أهمية‭ ‬تجنيد‭ ‬جيل‭ ‬يتشرب‭ ‬دعوته‭ ‬من‭ ‬المهد،‭ ‬فوضع‭ ‬نصب‭ ‬عينيه‭ ‬الأطفال‭ ‬وطلاب‭ ‬المدارس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقطابهم‭ ‬واستغلالهم‭ ‬فى‭ ‬مهام‭ ‬بعينها،‭ ‬وفى‭ ‬إحدى‭ ‬رسائله‭ ‬التى‭ ‬ألقاها‭ ‬أمام‭ ‬مناصريه،‭ ‬قال‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬الإسلام‭ ‬أيها‭ ‬الناس،‭ ‬فمن‭ ‬فهمه‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬الصحيح‭ ‬فقد‭ ‬عرفنا‮»‬،‭ ‬ودعا‭ ‬رجاله‭ ‬لتجنيد‭ ‬الطلاب‭ ‬وغزو‭ ‬عقول‭ ‬وقلوب‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين،‭ ‬وظهر‭ ‬التنظيم‭ ‬الطلابى‭ ‬للجماعة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1932،‭ ‬ليبدأ‭ ‬التاريخ‭ ‬الأسود‭ ‬للجماعة‭ ‬فى‭ ‬تجنيد‭ ‬واستغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬وإنشاء‭ ‬لجان‭ ‬‮«‬الأشبال‮»‬‭.‬

حسن‭ ‬البناء‭ ‬وتجنيد‭ ‬الأطفال
 
عمدت‭ ‬الجماعة‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬‮«‬قسم‭ ‬الطلبة‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬التنظيم،‭ ‬بإشراف‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬مكتب‭ ‬الإرشاد،‭ ‬ويتكون‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬لجان‭ ‬أبرزها،‭ ‬لجنة‭ ‬‮«‬الأشبال‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬المعنية‭ ‬باستقطاب‭ ‬طلاب‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسى‭ ‬الابتدائى‭ ‬والإعدادى،‭ ‬ولجنة‭ ‬‮«‬الزهراوات‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬معنية‭ ‬باستقطاب‭ ‬طالبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬وتمثل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬الأخوات،‭ ‬ولجنة‭ ‬‮«‬المرحلة‭ ‬الثانوية‮»‬،‭ ‬المعنية‭ ‬باستقطاب‭ ‬طلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬ولجنة‭ ‬‮«‬المدارس‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬معنية‭ ‬باختراق‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاتحادات‭ ‬الطلابية‭ ‬والإذاعات‭ ‬المدرسية‭ ‬ومجالس‭ ‬الآباء،‭ ‬ولجنة‭ ‬‮«‬الشباب‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬معنية‭ ‬باستقطاب‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬فوق‭ ‬الـ18‭ ‬عاما،‭ ‬ولجنة‭ ‬‮«‬الفتيات‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬معنية‭ ‬باستقطاب‭ ‬طالبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭.‬
 
يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬كمال‭ ‬مغيث،‭ ‬الباحث‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬التربوية،‭ ‬إنه‭ ‬فى‭ ‬النصف‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬كان‭ ‬فكر‭ ‬الفاشية‭ ‬والنازية‭ ‬مسيطرا‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬بدأ‭ ‬الإخوان‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬لأنهم‭ ‬اعتقدوا‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬سيتم‭ ‬تجنيده‭ ‬فى‭ ‬الصغر،‭ ‬سيتشكل‭ ‬طبيعيا‭ ‬بأفكار‭ ‬الجماعة‭ ‬ومعتقداتها،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬لديها‭ ‬شغف‭ ‬بالأطفال‭ ‬الصغار‭ ‬لأن‭ ‬القيادات‭ ‬التاريخية‭ ‬لهم‭ ‬كانوا‭ ‬معلمين،‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬معلم،‭ ‬وسيد‭ ‬قطب‭ ‬كذلك،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬فى‭ ‬انطلاق‭ ‬الإخوان‭ ‬إلى‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬وطلاب‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬أيضا،‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لديها‭ ‬سياسة‭ ‬واضحة‭ ‬تجاه‭ ‬الأطفال،‭ ‬تتضمن‭ ‬ماذا‭ ‬يقرأون‭ ‬وما‭ ‬يتعلمونه‭ ‬ويتلقونه‭ ‬منذ‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة،‭ ‬وحسن‭ ‬البنا‭ ‬وجماعته‭ ‬كانوا‭ ‬ماهرين‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭. ‬وعمدت‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬الأطفال‭ ‬إعمالا‭ ‬بنظرية‭ ‬‮«‬العقول‭ ‬البيضاء‮»‬،‭ ‬التى‭ ‬يسهل‭ ‬تشكيلها‭ ‬وفقا‭ ‬لأدبيات‭ ‬الجماعة‭ ‬وأدبيات‭ ‬التنظيم‭ ‬ومخططه‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬الخلافة‭ ‬كما‭ ‬يزعمون‭.‬
 
‭ ‬ويقول‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬الباحث‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬إنه‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬اختراق‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬للمجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬بشتى‭ ‬طوائفه‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬استقطاب‭ ‬وتجنيد‭ ‬الطلاب،‭ ‬فالجماعة‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬الطلاب‭ ‬المصريين‭- ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬وحتى‭ ‬الجامعة‭- ‬هم‭ ‬المخزون‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬للتنظيم‭.‬

‮«‬العقول‭ ‬البيضاء‮»‬‭..‬ وسيطرة‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬
 
أضاف‭ ‬فاروق‭ ‬خلال‭ ‬تصريحاته‭ ‬لـ«صوت‭ ‬الأمة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجماعة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نظرية‭ ‬مهمة‭ ‬جدا‭ ‬تطلق‭ ‬عليها‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬العقول‭ ‬البيضاء‮»‬،‭ ‬والعقول‭ ‬البيضاء‭ ‬هنا‭ ‬تعنى‭ ‬العقول‭ ‬التى‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬انتماء‭ ‬فكرى،‭ ‬أو‭ ‬سياسى،‭ ‬ويسهل‭ ‬التأثير‭ ‬فيها‭ ‬وتشكيلها‭ ‬وفقا‭ ‬لأدبيات‭ ‬الجماعة،‭ ‬ومخططها‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬الخلافة،‭ ‬أو‭ ‬أستاذية‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬وضعها‭ ‬حسن‭ ‬البنا‮»‬‭.‬
 
يستكمل‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬حديثه‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬عقول‭ ‬تكون‭ ‬مؤهلة‭ ‬لعملية‭ ‬التأثير‭ ‬والتشكيل‭ ‬الفكرى‭ ‬بسهولة‭ ‬وبدون‭ ‬أى‭ ‬تعب‭ ‬أو‭ ‬عناء‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬النقاش،‭ ‬وفقا‭ ‬لآليات‭ ‬التلقين‭ ‬الفكرى‭ ‬والسلوكى،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬والمرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬ليست‭ ‬لديهم‭ ‬دراية‭ ‬كافية‭ ‬بخطورة‭ ‬الحركات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وهنا‭ ‬تعتمد‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬على‭ ‬علمية‭ ‬تأصيل‭ ‬وتشكيل‭ ‬عقول‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬وفقا‭ ‬لنظرية‭ ‬‮«‬التعليم‭ ‬فى‭ ‬الصغر‭ ‬كالنقش‭ ‬على‭ ‬الحجر‮»‬‭.‬

مراحل‭ ‬التجنيد‭
‬المنشق حديثاً عن جماعة الإخوان ‬عماد‭ ‬على‭ ‬عبدالحافظ،‭ ‬‭ ‬يقول‭: ‬‮«‭ ‬اكتشفنا‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬الجماعة‭ ‬ليسوا‭ ‬مؤهلين‭ ‬فكريا‭ ‬ولا‭ ‬ثقافيا‭ ‬ولا‭ ‬أخلاقيا،‭ ‬وأن‭ ‬الجماعة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬مشروع‭ ‬إسلامى‭ ‬كما‭ ‬ادعت،‭ ‬وأن‭ ‬لها‭ ‬أهدافا‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬التحقت‭ ‬بالإخوان‭ ‬من‭ ‬أجلها‮»‬،‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬حرص‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬الاختيار‭ ‬أو‭ ‬الرافد‭ ‬الأساسى‭ ‬الذى‭ ‬تستقطب‭ ‬منه‭ ‬الجماعة‭ ‬أفرادها‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬وحتى‭ ‬سن‭ ‬الـ21،‭ ‬وهذا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تأسيس‭ ‬الجماعة،‭ ‬فكان‭ ‬البنا‭ ‬مهتما‭ ‬جدا‭ ‬بهذه‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أنشأ‭ ‬فريق‭ ‬الجوالة،‭ ‬وكان‭ ‬يضم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬العمرية،‭ ‬وأنشأ‭ ‬قسم‭ ‬الطلبة،‭ ‬والذى‭ ‬يضم‭ ‬الشباب‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬سن‭ ‬الجامعة،‭ ‬كما‭ ‬أقام‭ ‬مؤتمرا‭ ‬أسماه‭ ‬مؤتمر‭ ‬الطلبة،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬رسائله‭ ‬المهمة‭ ‬هى‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الطلاب‮»‬‭.‬
 
‮«‬الأشبال‮»‬‭..‬ اختراق‭ ‬ناعم‭ ‬للأسر‭ ‬والعائلات
 
وأكمل‭ ‬عماد‭ ‬على‭ ‬عبدالحافظ،‭ ‬شرحه‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬الجماعة‭ ‬وضعت‭ ‬عدة‭ ‬مراحل‭ ‬لإعداد‭ ‬الفرد‭ ‬الإخوانى،‭ ‬تبدأ‭ ‬بالسن‭ ‬الصغيرة‭ ‬لأن‭ ‬به‭ ‬ميزات‭ ‬كبيرة،‭ ‬أهمها‭ ‬أنه‭ ‬سهل‭ ‬التشكيل‭ ‬والتكوين،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬تغرس‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬تشاء‭ ‬من‭ ‬قناعات،‭ ‬فتجد‭ ‬فى‭ ‬الأطفال‭ ‬سهولة‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬ضمهم‭ ‬وإدماجهم‭ ‬فى‭ ‬مجتمع‭ ‬الإخوان‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الترفيهية‭ ‬وبالرحلات،‭ ‬وبالمسابقات،‭ ‬وباللقاءات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬التى‭ ‬يألفها‭ ‬الأطفال‭ ‬ويحبونها،‭ ‬وبالتالى‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬عليه‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬ويرسخ‭ ‬بداخله‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬من‭ ‬قناعات‭ ‬وأفكار‮»‬‭.
 
‬وأضاف‭ ‬عماد‭ ‬على‭ ‬عبدالحافظ،‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬تعتبر‭ ‬الأطفال‭ ‬وسيلة‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الأسر‭ ‬واختراق‭ ‬الأسر‭ ‬والعائلات‭ ‬كذلك،‭ ‬فكان‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬يقوم‭ ‬الإخوان‭ ‬بحصر‭ ‬العائلات‭ ‬والقرى‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬فيها‭ ‬أحد‭ ‬الجماعة،‭ ‬ويتم‭ ‬دراسة‭ ‬كيفية‭ ‬اختراق‭ ‬تلك‭ ‬العائلات،‭ ‬حتى‭ ‬يكونوا‭ ‬داعمين‭ ‬للجماعة‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬وغيرها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مسارات،‭ ‬وكل‭ ‬الأماكن‭ ‬التى‭ ‬تتواجد‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬مثل‭ ‬المدارس،‭ ‬والدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬ومراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن،‭ ‬ومراكز‭ ‬الشباب،‭ ‬والجمعيات‭ ‬الخيرية‭.‬
 
اعترافات‭ ‬مسئول‭ ‬التجنيد‭
 
لسنوات‭ ‬عدة‭ ‬ظل‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬ربيع‭ ‬غزالى،‭ ‬مسئولا‭ ‬عن‭ ‬قسم‭ ‬الأشبال‭ ‬بالجماعة،‭ ‬وكانت‭ ‬مهمته‭ ‬الأساسية‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن،‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬وبرامج‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والتهيئة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬انشقاقه‭ ‬عن‭ ‬الجماعة‭.‬
 
لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬قضاها‭ ‬غزالى‭ ‬عضوا‭ ‬فى‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬تولى‭ ‬فيها‭ ‬قسم‭ ‬الأشبال،‭ ‬وقسم‭ ‬المهنيين،‭ ‬وكان‭ ‬عضوا‭ ‬لمجلس‭ ‬شورى‭ ‬الجماعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬باستقالته،‭ ‬وقطع‭ ‬علاقته‭ ‬بالجماعة‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬ويحكى‭ ‬‮«‬غزالى‮»‬‭ ‬بدايات‭ ‬علاقته‭ ‬بالجماعة،‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬تجنيده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقيم‭ ‬حلقات‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬قسم‭ ‬الأشبال‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬ألحقنى‭ ‬الإخوان‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬فكنت‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬حلقات‭ ‬قرآن‭ ‬كريم‭ ‬للأطفال‭ ‬فى‭ ‬المساجد‭ ‬المجاورة‭ ‬لمنزلنا،‭ ‬وكنت‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬أبناء‭ ‬الجيران‭ ‬تربية‭ ‬إسلامية،‭ ‬فالإخوان‭ ‬سعوا‭ ‬إلى‭ ‬ضمى‭ ‬للجماعة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ليضموا‭ ‬بقية‭ ‬الأطفال،‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬كان‭ ‬حريصا‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكوِّن‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬شابة،‭ ‬وكان‭ ‬يفاخر‭ ‬أن‭ ‬قطاعات‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الجزماتى‭ ‬والحلاق‭ ‬والمثقف‭ ‬والطبيب‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الجماعة‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الخلط‭ ‬الكامل‭ ‬لعناصر‭ ‬المجتمع‭ ‬بالجماعة،‭ ‬لأن‭ ‬الجماعة‭ ‬هى‭ ‬المجتمع،‭ ‬والمجتمع‭ ‬هو‭ ‬الجماعة،‭ ‬ويوجد‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويكون‭ ‬الدافع‭ ‬لازدهار‭ ‬الجماعة‭ ‬وتحقيق‭ ‬أغراضها‭ ‬يكون‭ ‬شبابيا،‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يتأتَّ‭ ‬إلا‭ ‬بقسم‭ ‬الطلبة،‭ ‬فالطلبة‭ ‬هم‭ ‬وقود‭ ‬الجماعة‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬السبعينيات‭ ‬وبعد‭ ‬الانفراجة‭ ‬التى‭ ‬أحدثها‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬وخروج‭ ‬المعتقلين‭ ‬والإفراج‭ ‬عنهم‭ ‬بدأ‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬يتشعب‭ ‬إلى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬الأشبال‮»‬‭.‬
 
وثائق‭ ‬تفضح‭ ‬الجماعة‭ ‬
 
كشفت‭ ‬إحدى‭ ‬الوثائق‭ ‬المسربة–‭ ‬حصلت‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬الأمة‮»‬‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬منها‭- ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬المشاريع‭ ‬التى‭ ‬أطلقتها‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬لتجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬وطلاب‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬تعود‭ ‬لعام‭ ‬2003،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬الـ100‭ ‬ولد‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬تعليمية،‭ ‬خلال‭ ‬إجازة‭ ‬الصيف،‭ ‬ووسائل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬عن‭ ‬طرق‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬مسابقة‭ ‬ثقافية‭ ‬دينية‭ ‬وتصرف‭ ‬لها‭ ‬جوائز‭ ‬قيمة،‭ ‬ويتم‭ ‬نشر‭ ‬المسابقة‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬والمراكز‭ ‬التعليمية‭ ‬بالشعبة‭ ‬نهاية‭ ‬أيام‭ ‬الامتحانات،‭ ‬وتسلم‭ ‬جوائزها‭ ‬فى‭ ‬حفل‭ ‬إسلامى‭ ‬لربط‭ ‬الأولاد‭ ‬الجدد‭ ‬بالمشرفين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬حفل‭ ‬تكريم‭ ‬المتفوقين‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الآباء‭ ‬وإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬وثيقة‭ ‬بالأسرة،‭ ‬والإعلان‭ ‬عن‭ ‬مسابقة‭ ‬رياضية‭ ‬وتكون‭ ‬جوائزها‭ ‬رحلات‭ ‬ترفيهية‭ ‬لجذب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن،‭ ‬والإعلان‭ ‬عن‭ ‬مسابقة‭ ‬فنية‭ ‬تعرض‭ ‬فيها‭ ‬اللوحات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والإعلان‭ ‬عن‭ ‬رحلة‭ ‬مصيف‭.‬
 
وكشفت‭ ‬الوثائق‭ ‬عن‭ ‬المفاهيم‭ ‬المراد‭ ‬توصيلها‭ ‬التى‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬شرح‭ ‬الوصايا‭ ‬العشر‭ ‬لمؤسس‭ ‬الجماعة‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬وترسيخها‭ ‬داخلهم،‭ ‬والنهى‭ ‬عن‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأفلام‭ ‬والمسلسلات‭ ‬وغيرها،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬مستهدف‭ ‬لجنة‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬فجاءت‭ ‬بانتقاء‭ ‬أفضل‭ ‬المشرفين‭ ‬ممن‭ ‬تتوافر‭ ‬فيهم‭ ‬السمات‭ ‬التربوية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬عناصر‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬لما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬نفسية‭ ‬شديدة‭ ‬وتأهيل‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬جيدا‭ ‬بالدورات‭ ‬التربوية‭ ‬الفنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمراهقين‭ ‬واهتماماتهم‭.‬
 
وقسم‭ ‬المشروع‭ ‬عناصر‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬لثلاثة‭ ‬أقسام،‭ ‬المستوى‭ (‬أ‭) ‬وهم‭ ‬العناصر‭ ‬التى‭ ‬وضحت‭ ‬فيهم‭ ‬المعالم‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتأثروا‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬الأشبال،‭ ‬والمستوى‭ (‬ب‭) ‬وهم‭ ‬عناصر‭ ‬فرصة‭ ‬التأثير‭ ‬فيها‭ ‬متاحة‭ ‬ولديهم‭ ‬استعداد‭ ‬لتقبل‭ ‬البيئة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬المستوى‭ (‬ج‭) ‬وهم‭ ‬عناصر‭ ‬ترغب‭ ‬فى‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬الأنشطة‭ ‬المختلفة‭ ‬نظرا‭ ‬لارتباطها‭ ‬بعناصر‭ ‬من‭ (‬أ‭) ‬و‭ (‬ب‭) ‬ومعظمهم‭ ‬يغلب‭ ‬عليهم‭ ‬الطابع‭ ‬الهوائى‭ ‬والتقلب‭ ‬والانقياد‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬مستهدف‭ ‬لجنة‭ ‬الثانوية،‭ ‬الوصول‭ ‬بالعلاقة‭ ‬بين‭ ‬المشرف‭ ‬والعناصر‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬صبابة‭ ‬وانصهار‭ ‬القلوب‭ ‬والتعلق‭ ‬التام‭ ‬بالمشرف،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬القدوة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الفرد‭ ‬المسلم،‭ ‬وتوثيق‭ ‬الروابط‭ ‬والعلاقات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجموعة‭ ‬الواحدة،‭ ‬وترسيخ‭ ‬معانى‭ ‬الحب‭ ‬فى‭ ‬الله،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬المجالس‭ ‬أمانات‮»‬‭ ‬لضمان‭ ‬سرية‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬داخل‭ ‬المجموعة‭ ‬وربطهم‭ ‬بالمشرف‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭.‬
 
وأكد‭ ‬المشروع‭ ‬ضرورة‭ ‬الجلسة‭ ‬الأسبوعية‭ ‬وأهمية‭ ‬المداومة‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬صلاة‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ ‬ومشرفها‭ ‬فى‭ ‬مسجد‭ ‬واحد‭ ‬لتوثيق‭ ‬الروابط،‭ ‬وصيام‭ ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬الشهر‭ ‬والإفطار‭ ‬سويا،‭ ‬وفقرة‭ ‬‮«‬بريد‭ ‬أحوال‮»‬‭ ‬يتحدث‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬عن‭ ‬أحواله‭ ‬الشخصية‭ ‬والأسرية،‭ ‬وسماع‭ ‬شريط‭ ‬شهرى‭ ‬يتضمن‭ ‬أحد‭ ‬المعانى‭ ‬المرحلية‭ ‬المتفق‭ ‬عليها،‭ ‬ورحلة‭ ‬صيفية‭.‬
 
يعلق،‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق،‭ ‬الباحث‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله،‭ ‬‮«‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬العنصر‭ ‬الإخوانى‭ ‬قبل‭ ‬تجنيده‭ ‬يظل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬تحت‭ ‬التأثير‭ ‬والخضوع‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬سواء‭ ‬التربوية‭ ‬أو‭ ‬الفكرية‭ ‬الخاصة‭ ‬بأدبيات‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬والاختبارات‭ ‬لأنه‭ ‬يتم‭ ‬وضعهم‭ ‬تحت‭ ‬الاختبارات‭ ‬النفسية‭ ‬وقياس‭ ‬مدى‭ ‬درجة‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬والإيمان‭ ‬بأفكار‭ ‬التنظيم‮»‬‭.‬
 
ويضيف‭ ‬عليه‭ ‬الدكتور‭ ‬الغزالى‭ ‬بقوله‭:‬ ‮«‬يلى‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الفهم،‭ ‬دراسة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والمناهج‭ ‬القرآنية‭ ‬تكون‭ ‬مخصصة‭ ‬للسمع‭ ‬والطاعة‭ ‬فقط،‭ ‬حتى‭ ‬يُنشئوا‭ ‬أجيالا‭ ‬للسمع‭ ‬والطاعة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصلوا‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬والفهم‭ ‬تبدأ‭ ‬سقاية‭ ‬الأفكار‭ ‬وتولى‭ ‬المراتب‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة‮»‬‭.‬
‮«‬كتاب‭ ‬الرشاد‮»‬‭ ‬أبرز‭ ‬مناهج‭ ‬الجماعة‭ ‬
 
وضع‭ ‬مؤسس‭ ‬الإخوان‭ ‬نواة‭ ‬إنشاء‭ ‬المدارس‭ ‬التابعة‭ ‬للجماعة،‭ ‬وأنشأ‭ ‬معهد‭ ‬حراء‭ ‬للبنين،‭ ‬وأمهات‭ ‬المؤمنين‭ ‬للفتيات،‭ ‬ووضع‭ ‬مناهجهما‭ ‬بنفسه،‭ ‬واستمر‭ ‬بناء‭ ‬المدارس‭ ‬الإخوانية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنين‭ ‬بمختلف‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬لتطبق‭ ‬تلك‭ ‬المدارس‭ ‬أجندة‭ ‬البنا‭ ‬فى‭ ‬تخليق‭ ‬أجياله‭ ‬المنشودة،‭ ‬ووضعت‭ ‬الجماعة‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المناهج‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬لتدريسها‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬منها‭ ‬‮«‬كتاب‭ ‬الرشاد‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬تضمن‭ ‬أطروحات‭ ‬وأفكار‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬وسيد‭ ‬قطب‭ ‬لتشريبها‭ ‬لعقول‭ ‬الأطفال‭ ‬حتى‭ ‬يتحولوا‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬إخوانية‭ ‬مبرمجة‭ ‬على‭ ‬أساسيات‭ ‬وأدبيات‭ ‬فكر‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومخططها‭.‬
 
يشرح‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭ ‬بقية‭ ‬محاور‭ ‬عملية‭ ‬استقطاب‭ ‬وتجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين،‭ ‬بقوله‭:‬ ‮«‬عملت‭ ‬الجماعة‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬وإنشاء‭ ‬وتكوين‭ ‬الحضانات،‭ ‬وإنشاء‭ ‬بعض‭ ‬المراكز‭ ‬التعليمية‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬استقطاب‭ ‬وتجنيد‭ ‬الأطفال،‭ ‬تطرحها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تقدم‭ ‬خدمة‭ ‬للمجتمع‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسى‭ ‬منها‭ ‬عملية‭ ‬استقطاب‭ ‬وتجنيد‭ ‬الأطفال،‭ ‬كما‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬الاتحادات‭ ‬الطلابية‭ ‬داخل‭ ‬المدارس،‭ ‬وكذلك‭ ‬مجالس‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الإذاعات‭ ‬المدرسية‮»‬‭.‬
 
ويضيف‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭: ‬‮«‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬تم‭ ‬تحريكها‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬وإخضاعها‭ ‬لفكر‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لجنة‭ ‬المدارس،‭ ‬وهى‭ ‬لجنة‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬الإخوان‭ ‬داخل‭ ‬المناطق‭ ‬وداخل‭ ‬الشعب،‭ ‬يكون‭ ‬هدفها‭ ‬الوصول‭ ‬لأكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أيضا‭ ‬سيطرت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬الخاصة‭ ‬بالطفل‭ ‬اليتيم‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬تقدم‭ ‬خدمة‭ ‬للمجتمع،‭ ‬لكن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسى‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬هو‭ ‬الوصول‭ ‬لأكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬ويتم‭ ‬استقطابهم‭ ‬واحتضانهم‭ ‬ورعايتهم‭ ‬ليكونوا‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬ضمن‭ ‬عناصر‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬ويتم‭ ‬تهيئتهم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفكرى‭ ‬الحركى‭ ‬بأمور‭ ‬بدائية‭ ‬وبسيطة‭ ‬ثم‭ ‬التدرج‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أفكار‭ ‬وأهداف‭ ‬التنظيم‭.‬
 
المخزون‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬للجماعة‭ ‬
 
يستكمل‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭: ‬‮«‬مشروع‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجماعة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المشاريع‭ ‬الرئيسة‭ ‬داخل‭ ‬التنظيم،‭ ‬لأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬المخزون‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬والعمود‭ ‬الفقرى‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬معينة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعطى‭ ‬للجماعة‭ ‬صفة‭ ‬الشبابية،‭ ‬حيث‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭%‬‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬التنظيمية‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والتجنيد‭ ‬فى‭ ‬مراحل‭ ‬مبكرة،‭ ‬ويستقطبون‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬غير‭ ‬مدرك‭ ‬فيها‭ ‬لبعض‭ ‬أدبيات‭ ‬وأفكار‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬حيث‭ ‬تتم‭ ‬علمية‭ ‬تلقين‭ ‬لبعض‭ ‬المفاهيم‭ ‬والسلوكيات،‭ ‬ونكتشف‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬عناصر‭ ‬مهيأة‭ ‬فكريا‭ ‬وسلوكيا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬عملية‭ ‬التلقين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬تسعى‭ ‬للفهم‭ ‬والاستيعاب،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬مليئة‭ ‬بالنشاط‭ ‬والحركة‭ ‬فالجماعة‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الطاقة‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬توظيفها‭ ‬داخل‭ ‬مشروع‭ ‬جامعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬توظيف‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية،‭ ‬توظيف‭ ‬المسابقات‭ ‬الدينية‭ ‬والفنية،‭ ‬والرحلات‮»‬‭.
 
و‬أضاف‭ ‬عمرو‭ ‬فاروق‭:‬ ‮«‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬سعت‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الكشافة‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬والمراكز‭ ‬الثقافية‭ ‬والأندية‭ ‬الرياضية،‭ ‬لتكون‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬استقطاب‭ ‬الطلاب‭ ‬والمراهقين،‭ ‬وتقوم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكشافة‭ ‬بعقد‭ ‬معسكرات‭ ‬تدريبية‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬الصحراوية،‭ ‬واستخدمت‭ ‬ووظفت‭ ‬ساحات‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬تمتلكها،‭ ‬وحولتها‭ ‬إلى‭ ‬ساحات‭ ‬للتدريب‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬وهم‭ ‬يتدربون‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬القفز‭ ‬من‭ ‬أدوار‭ ‬عالية،‭ ‬وأيضا‭ ‬القفز‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬دوائر‭ ‬المشتعلة‭ ‬بالنيران‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬تعويدهم‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬الأعمال‭ ‬العنيفة‭ ‬فيما‭ ‬بعد‮»‬‭.‬

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق