إذا سرق فيهم النبيل قطعوا رقبة خياله.. ماذا تعرف عن قانون «ساكسونيا»؟

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019 03:00 ص
إذا سرق فيهم النبيل قطعوا رقبة خياله.. ماذا تعرف عن قانون «ساكسونيا»؟
كتبت: إيمان محجوب

 
دائما ما نضرب المثل بخرق القانون وتطبيقه على الفقراء دون غيرهم فنقول قانون «ساكسونيا» والكلمة هي في الأصل اسم ولاية ألمانية تمسي «سكسونيا» تقع في شرق ألمانيا ولها حدود مشتركة مع بولندا. 
 
في ولاية «ساكسونيا»  في العصور الوسطى، حرص النبلاء من الطبقة المالكة على وضع قانون يحاكمهم وحدهم لأنهم كانوا يرون أنهم مختلفون عن طبقة المواطنين العاديين الكادحين، ومن عدالة النبلاء أنهم طالبوا بأن يعاقب جميع اللصوص والمجرمين من كلا الطبقتين بدون تمييز لكن باستثناء طريقة التنفيذ 
وينص القانون الذي لا يعمل به إلا في ولاية سكسونيا، على معاقبة المجرم من عامة الشعب بقطع رقبته، بينما المجرم من طبقة النبلاء تقطع رقبة ظله فقط ، حيث يؤتى بالنبيل مرتكب جريمة القتل في حق الفقير قبل مغرب الشمس حين يستظل الظل، فيقف المجرم النبيل ترتسم على وجهه الابتسامة التي يسخر فيها من السياف الذي يجز بفأسه رقبة ظل النبيل وسط تهليل وفرحة عامة الشعب الذين يشهدون تنفيذ الحكم. 
 
اعتمد قانون سكسونيا على سياسة إهانة مرتكب الجرم من الفقراء فيؤتى بهم في وضح النهار وينفذ فيهم حكم الإعدام بقطع رقبة المذنب في حالة ارتكابه جريمة القتل وسط جمهور عريض من الناس، وكانت كافة الأحكام يجرى تنفيذها بشكل علني،  والنبلاء وأصحاب النفوذ في كل عصر يعاملون وفق قانون سكسونيا، حتى أصبحوا لا يحتاجون لظل تحصد فيه أعناق اللاشيء بل يفلتون من العقاب بدفع " الديه " لأسرة الضحية والأمثلة في الجرائم كثيرة.
 
وفي حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام حاول البعض أن يشرع قانون سكسونيا في دولة الإسلام  فوسطوا اسأمه ابن زيد عند رسول الله  حتى يعفي امرأة مخزومية من إقامة حد السرقة عليها وبالفعل تكلم مع  الرسول في هذا الأمر لكنه غضب منه وقال له:" أتدفع في حد من حدود الله" ثم خطب فيهم قائلا:" إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، و الله : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". 
 
وتعد ولاية سكسونيا عاشر أكبر ولايات ألمانيا مساحةً، حيث تبلغ مساحتها 18,413 كيلومتر مربع، وهي سادس أكثر الولايات اكتظاظاً بالسكان في البلاد، إذ بلغ عدد سكانها أكثر من 4 مليون نسمة عام 2015
يمتد تاريخ ولاية سكسونيا على مدى أكثر من ألف عام، فقد كانت دوقية خلال العصور الوسطى وخلال عهد الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
 
 وفي سكسونيا لا يجوز الخلط ما بين أراضي ولاية سكسونيا الحديثة وبين سكسونيا القديمة وهي الأراضي التي قطنتها قبائل الساكسون، وتشتهر ولاية سكسونيا بمرتفعات جبال أرز وجبال زيتوا ومرتفعات سويسرا السكسونية.
كما تشتهر ولاية سكسونيا بوجود متأصل للنازية في شعبها حيث حاول شاب ألماني الأربعاء الماضي  اقتحام كنيس يهودي واقع في حيّ بولس حيث كان "بين 70 و80 شخصاً" مجتمعين للاحتفال بيوم الغفران (كيبور) لدى اليهود،وألقى قنبلة على باب الكنيسة قبل إطلاق النار داخل، مما أسفر عن وقوع قتيلان وجريحان .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق