بعد 3 سنوات.. الدولة تنجح في ملف العشوائيات و «القومي للبحوث» يؤكد: نتائج مذهلة

يشكل ملف «العشوائيات»، أزمة كبيرة واجهت الحكومات المتعاقبة منذ عشرات السنين، إلا أن الدولة المصرية وضعت حل الأزمة أمام عينيها منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لإدارة البلاد في عام 2014، ووجه الحكومة من اليوم الأول بتنفيذ خطة تطوير المناطق العشوائية، التي تشكل أحد التحديات الكبيرة في مجال الإسكان وبناء الإنسان المصري، في مناطق صنف البعض منها على أنها مناطق شديدة الخطورة لا تصلح للسكن، وتعكف الحكومة في الوقت الراهن على الانتهاء من العشوائيات بحلول عام 2030.

العشوائيات والاماكن الخطرة

وعكفت الدولة منذ يناير 2016 على تطوير كافة المناطق العشوائية الغير أمنة أو الخطرة، والتي بلغت 351 منطقة على مستوى محافظات الجمهورية، بنسبة سكانية بلغت 220 ألف نسمة، ماعدا محافظتي شمال سيناء والفيوم، خلتا تماما من المناطق العشوائية، بينما احتلت القاهرة نصيب الأسد بـ 60 منطقة خطرة، وضمت محافظة جنوب سيناء 3 مناطق خطرة أبرزها منطقة الرويسات، كذلك ضمت الإسماعيلية 27 منطقة، و70 منطقة أخرى سكن غير ملائم، و9 مناطق مهددة للصحة، و5 مناطق حيازة غير مستقرة، بينما محافظة البحر الأحمر تضمنت 3 مناطق عشوائية خطرة، وكذلك بورسعيد والوادي الجديد والسويس والبحر الأحمر، فيما ضمت أسوان 4 مناطق خطرة.

مشروع المحروسة

تعتبر محافظة بورسعيد، أولى المحافظات التي أعلنتها الحكومة خالية من المناطق الغير أمنة، ثم أعقبها إعلان محافظات الوادي الجديد والسويس والبحر الأحمر، خالية من المناطق الخطرة، وتعكف الحكومة في الوقت الراهن على القضاء على المناطق العشوائية والغير أمنة في محافظة القاهرة، خاصة بعد إخلاء مناطق مثلث ماسبيرو وتل العقارب وبعض مناطق حي منشية ناصر، وكذلك جزء من حي عين الصيرة.

تطوير العشوائيات 

ونفذت الحكومة المصرية من خلال صندوق تطوير العشوائيات وبالتعاون مع صندوق تحيا مصر، 105 ألف وحدة سكنية بمختلف محافظات الجمهورية، لاستيعاب سكان المناطق الغير أمنة، بتكلفة بلغت 31 مليار جنيه، منها 6 مليارات جنيه لعشوائيات محافظة القاهرة وحدها، والتي تم تنفيذها في مناطق الأسمرات 1، 2،3، وبشاير الخير 1، 2، 3، وروضة السيدة، وعين الحياة، المحروسة 1،2،3.

تطوير العشوائيات

وفي هذا السياق، أجرى المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، دراسة عن تقييم نتائج الخطط المصرية في تطوير العشوائيات والخدمات المتنوعة المقدمة، من صحة وتعليم وثقافة ورياضة وتأمينات لأهالي المناطق العشوائية، والعشوائيات ونجاح الخطوات الرئيسية التي أوصى الرئيس عبد الفتاح السيسي، باتخاذها في هذا الشأن.

وأوضحت الدكتورة سعاد عبد الرحيم، مديرة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أنه تم عمل حصر شامل للأسر القاطنة في المناطق العشوائية، من خلال  استمارة رسمية تبين أفراد كل أسرة، متضمنة بياناتهم الأساسية وخصائصهم الاجتماعية والاقتصادية، للتعرف على احتياجات الأسر، والتي بلغت في المرحلة الأولى 8 آلاف و507 أسرة، للوقوف على أهم المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليومية، ومقترحاتهم لحلها.

وأشارت إلى أن المركز أجرى مرحلة ثانية لحصر الأسر بعد انتقالها إلى المدن السكنية الجديدة، والتي بلغت 9 آلاف أسرة، بزيادة 500 أسرة، للوقوف على المشكلات اليومية التي برزت بعد انتقالهم، والتي انحصرت بشكل مركز في الحصول على عمل مقره يقرب من الحي المنقولين إليه، والتعرف على ومقترحاتهم لحل المشكلة، مما مكنا في خفض نسبة البطالة بينهم إلى 30%، من خلال إقامة مشروعات صغيرة داخل الحى ذاته.

تطوير العشوائيات

وأوضحت الدراسة، أن عملية القضاء على الأماكن الخطرة، حققت نتائج مذهلة، واستطاعت بعد عرض المقترحات الخاصة بتطوير الخدمات المقدمة للسكان، ومنها التوسع في المحال التجارية، والخدمات الطبية، وتشغيل الحضانات، وتحسين شبكات المحمول، والاهتمام برفع القمامة بشكل دوري، وصيانة العقارات بشكل مستمر للحفاظ على سلامة المباني، إلى جانب عمل برامج توعية للسكان في مجالات تنظيم الأسرة تحت إشراف وزارة الصحة، نظرًا لارتفاع نسبة الشباب حديثي الزواج أو المقبلين على الزواج، للحد من الزيادة السكانية.

وأوضحت مديرة المركز، أنه يتم في الوقت الحالي عمل برامج توعية لنشر ثقافة العمل الحر، والتشجيع على اقتحام مجالات العمل التي تعتمد على الموهبة والحرفية، مما يجعلهم عضو منتج داخل المجتمع من خلال إقامة مشروعات صناعية وإنتاجية نسائية صغيرة، لزيادة نسبة الإنتاج المحلي المصري، والمضي في طريق التصدير للخارج،  فضلا عن عمل برامج ودورات تدريبية لتنمية وتطوير المهارات على بعض الحرف اليدوية، مثل الخياطة، والنجارة، والحدادة، والسباكة، والخراطة، وصيانة السيارات، وكذلك الكمبيوتر.

في نفس السياق، أوضحت ميرفت حسنين، عضو المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، والمجلس القومي للمرأة، أنه يتم تنظيم مسابقات رياضية وثقافية وترفيهية بشكل دوري للأسر المنتقلة إلى الأحياء السكنية المطورة، بالإضافة إلى تكوين فرق رياضة في كرة السلة والقدم والتنس والاسكواش والسباحة التوقيعية، مع اللجنــة الأولمبيــة المصريـة برئاسة الدكتور علاء جبر، تشارك في المهرجانً الرياضي التثقيفي الفني بالمقطم، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، ووزارتي الشباب والرياضة، والثقافة.

وأشارت إلى أن هيئة قصور الثقافة بالتعاون مع اللجنة الاوليمبية، تستعد لتأسيس فصول مجانية لتنمية وتطوير مواهب أطفال الحي، من المشاركين في الفرق الرياضية، للتأكيد على دور الثقافة والإبداع في تقويم سلوك الفرد وبناء الإنسان والمجتمع، إلى جانب العمل على نشر الوعي الرياضي وعودة النشاطات المدرسية.