عرَّابُ الإلحادِ وزعيمُ المُلحدينَ فى مِصرَ!

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019 03:06 م
عرَّابُ الإلحادِ وزعيمُ المُلحدينَ فى مِصرَ!
مختار محمود يكتب :

فى مصر ملحدون بلا شك. "دار الإفتاء المصرية" وغيرها من الجهات  المعنية أقرَّت واعترفت بذلك فى بيانات مُعتمدة . بعض الملحدين يجاهرون بإلحادهم عبر حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى، بل ويروجون له ويدافعون عنه باعتباره صراطاً مستقيماً.
 
وبعضهم يتجمعون فى مقاهٍ معروفة وأماكن معلومة، يتبادلون الأفكار الإلحادية. وبعضهم يبشرون بالإلحاد عبر كتاباتهم بالصحف الرسمية وشبه الرسمية، نظير أجور سخيَّة. وبعضهم يؤلف كتباً إلحادية، لا تتعرض للمصادرة أو الحظر. وجميعهم ينهلون من معين واحد ، ويتشاركون فيه، وهو ما ينتجه المصرى المقيم بألمانيا الدكتور "حامد عبد الصمد"، الذى يحمل على كاهله الطعن فى الإسلام، عقيدة وشريعة. "عبد الصمد" هو عرَّاب الإلحاد وزعيم الملحدين فى مصر.
 
عندما يأتى إلى القاهرة.. يستقبله مريدوه استقبال الفاتحين، فتُقام له الندوات، وتُنظم له المؤتمرات؛ لكى يتحدث عن الإلحاد وأهميته فى بناء الإنسان المثالى والمجتمعات المتطورة. اللافتُ.. أن تلك الندوات والمؤتمرات لا تتعرض للتضيق ولا الإلغاء المُباغت تحت أى دواعٍ. وقبل تفصيل القول عن "حامد عبد الصمد" ونزواته الإلحادية وشطحاته العقلانية، نضع تعريفاً جامعاً مانعاً للإلحاد مبدئياً، هو: "إنكار وجود الله". والملحد هو "المنكر لوجود الله والأنبياء والرسالات السماوية وللحساب بعد الموت".
 
أما عرَّاب الإلحاد وزعيم الملحدين المصريين "حامد عبد الصمد" فهو دائم التطاول على الذات الإلهية ونبى الإسلام والقرآن الكريم والإسلام بصفة عامة.
 
وهو من ادعى يوماً بهتاناً وزوراً أن "الفاشية الدينية بدأت منذ فتح مكة"، وهى الفرية التى تلقفها بعض الصغار هنا، وزادوا عليها وضاعفوها. كما أنه يُكرِّس حياته لمهاجمة الإسلام والنيل من النبي صلى الله عليه وسلم. ويردد فى أى مُحفل يُدعى إليه داخل مصر أو خارجها أن "الإسلام لم يُقدم للإنسانية أي شيء جديد أو أي إبداع خلاّق"!  كما يروج أن "الإسلام -كحضارة - هو فى مرحلة شيخوخة ولا يقدم جديداً، ولا يجيب عن التساؤلات المُلحة للقرن الحادى والعشرين". ويتساءل ساخراً بشأن القرآن الكريم: "أي إصلاح يُنتظر من شعوب تقدّس نصوصًا جامدة عقيمة لا فائدة منها". وهو من يؤمن بـ"أن القرآن حجرة عثرة فى طريق تطور المسلمين، لأن الإصلاح يبدأ وينتهى بالنص القرآنى"! 
 
فى كتابه: "سقوط العالم الإسلامي" يتنبأ " عبد الصمد" بسقوط العالم الإسلامي، وهي رغبة شديدة الإلحاح، يفرضها فى جميع كتاباته وندواته. وهو صاحب مقولة: "نحتاج إلى مُلحدين؛ للتشكيك بطريقة إلحادية في كل شيء في هذا الدين بدون محظورات"! ولا تزيد بضاعة "عبد الصمد" شيئاً مذكوراً عما ردده الأقدمون من من الكارهين للإسلام بالسليقة وأوردوه فى كتبهم، وما تعجُّ به الإسرائيلياتُ من افتراءاتٍ ومزاعمَ وأكاذيبَ، مع مزجها بما تنتجه رأسه من خيالاتٍ وأوهامٍ. 
 
إن ما أفرزه "عبد الصمد" خلال السنوات الأخيرة، سواء كان مكتوباً أو مصوراً ومذاعاً عبر موقع الفيديوهات المصورة "يوتيوب" يُعتبر الرافد الأكبر للأجيال الجديدة من الملحدين، وغيرهم من القواعد والمتنطعين "على كَبَر". ويتجلى ذلك فى منشوراتهم عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، فضلاً عن الصفحات الإلحادية عبر "فيسبوك"، وإسهاماتهم فى المواقع الإلحادية المتنوعة والمدعومة على الشبكة العنكبوتية.
 
ظاهرة "عبد الصمد" بتداعياتها وآثارها الوخيمة، لا يمكن التغافل عنها وتجاهلها؛ فخطر الإلحاد على شباب المسلمين في  ظل عالم لا يعترف بحواجز أو حدود، فضلاً عن سهولة وصول المعلومة، والانتشار الواسع للأفكار مع الانفتاح على كافة الحضارات والأفكار والفلسفات، مصيبة كبيرة، لا ينبغى التخفيف والتهوين من آثارها، والانشغال بما هو أدنى منها.
 
قبل عامين أو ثلاثة، انتفضت بعض المؤسسات الدينية والثقافية؛ بغرض التصدى لظاهرة الإلحاد، إلا أنه سرعان ما فتر الحماس، وضعفت العزيمة، واستشرى الهوان، فى الوقت الذى لم يتوقف فيه "عبد الصمد" عن بث سمومه عبر أذرع ألكترونية وإعلامية مختلفة، فى ظل دعم غير محدود مِن بعض مَن فقدوا عقولهم، ووجدوا فيما يروجه الأربعينى المصرى، فتحاً فكرياً وإنسانياً جديداً، وديناّ جديداً ينسخ ما سبقه من أديان!
 
فى ظل ظاهرة "عبد الصمد"، فإنَّ الصمت يُعتبر خيانة للأمانة، والتغافل يُعدُّ تهاوناً بحق الدين، وتقصيراً بحق الأجيال الجديدة، الذين يسقطون بسهولة منقطعة النظير فى "الأفخاخ الإلحادية"، المتناثرة على الشبكة العنكبوتية، والتى لا تتعرض للحظر أو الحجب وتحظى بدعم  مالى ومعنوى غير محدود، ما يثير مزيداً من الشكوك، ويطرح الكثير من علامات الاستفهام.
 
نحن بصدد قضية جادة ومُلحة ومتنامية الخطورة، ويجب أن تحظى بأعلى درجات الاهتمام والعناية. لا أحد يطالب بإعمال العنف مع دُعاة الإلحاد ومُعتنقيه، بل لابد أن يكون الحوار مع الملحدين جدالاً بالحسني. يجب علينا التوضيح دون الاستماتة في إرجاعهم لحظيرة الإيمان، فإنما علينا البيان وليس الهدي.
 
إن الهيئات الدينية والثقافية الرسمية والخاصة مدعوَّة إلى التكاتف في مواجهة هذه الظاهرة، ليس من خلال وسائل عقيمة، أو خطاب عاجز وسقيم،  أو وجوه باهتة، ولكن من خلال تطوير وسائلها الدعوية للوصول الي قطاعات الشباب والتواصل معهم وعدم تركهم فريسة لتلك المواقع المشبوهة التي تبثُّ ما يخالف الفطرة التى فطر اللهُ الناس عليها، كما يجب على جميع الجمعيات العاملة في مجال الدعوة تنسيق جهودها؛ لحماية الشباب وتحصينهم ضد المساس بعقائدهم ، من خلال "عبد الصمد" وأشباهه.
 
من نافلة القول.. الإشارة إلى أن ظاهرة الإلحاد لا تقتصر على مسلمي مصر فحسب، ولكنها امتدت أيضاً إلى المسيحيين، باعتراف الكنائس الثلاثة، ما دفعها  فى وقت سابق إلى تشكيل لجنة مشتركة لرصد الظاهرة ووضع أفضل سبل مواجهتها، قبل أن تتراجع خطوة أو اثنتين إلى الوراء.
 
إذن.. أمام الأزهر الشريف والكنائس المصرية تحدٍ جسيم، وهو مواجهة الإلحاد، على جميع الأصعدة، وفق الأساليب العلمية والمنطقية بجهود مشتركة عبر إنتاج مواد فيلمية مشتركة وتوحيد المفاهيم عن وجود الله؛ حتى لا يتحول المصريون يوماً ما  إلى مجتمع من الملحدين واللادينيين، يقوده "عبد الصمد" وأقرانه!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق