العدوان التركي يعيد الأزمة السورية لنقطة الصفر.. الكل منشغل بالاشتباكات وداعش عائد

الخميس، 17 أكتوبر 2019 07:00 م
العدوان التركي يعيد الأزمة السورية لنقطة الصفر.. الكل منشغل بالاشتباكات وداعش عائد
سوريا
كتب مايكل فارس

منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 حيث دعمت الدول الغربية وتركيا قوات المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية للإطاحة بالحكومة السورية وتفتيت الجيش السوري وإسقاط الرئيس بشار الأسد، بدأ النظام يسطير رويدا رويدا على الأراضى السورية بدعم من روسيا وإيران.

ورغم انحصار ما تبقى من المسلحين في محافظة إدلب، إلا أنه عاد نفس المشهد الذى بدأ قبيل 8 سنوات، بعد غزو تركيا لشمال سوريا، حيث دعم رجب طيب أردوغان قوات المعارضة بالسلاح لتكون رأس حربة القوات التركية التي تحارب في سوريا، وعقب الاتفاق بين الأكراد وقوات الجيش السوري على إعادة تمركزه في شمال البلاد، أصبح مرة أخرى الجيش السوري أمام المعارضة المسلحة التابعة لأردوغان بتأجيح ودعم تركي.

وقد نشبت اشتباكات بين الجيش السوري، والفصائل العسكرية المدعومة من تركيا حصل في مدينة منبج التي يسعى الطرفان السيطرة عليها، بالرغم من التعهدات الروسية بعدم حدوث مواجهة مباشرة، واشتباكات بين الطرفين، ففي حين بدأ الجيش السوري التمركز في مناطق بالمدينة توجهت المعارضة للسيطرة أيضا عليها، فيما تمكنت من السيطرة على قواعد عسكرية أمريكية كانت القوات الأمريكية قد أخلتها في وقت سابق من الأسبوع الحالي، بعد انطلاق العملية العسكرية التركية شمال سوريا.

وقد ساندت موسكو دمشق  في الوصول إلى شمال سوريا بعد نحو 8 سنوات من خروج المنطقة عن سيطرتهم، كما أنها لا تريد أن تخسر صديقتها الأقوى في الشرق الأوسط "تركيا" لذا أعلنت أنها ستمنع أي اشتباك بين القوتين السورية والتركية في شمال سوريا، فيما  أعلنت فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا؛ سيطرتها على أولى قرى ريف مدينة منبج شمال سوريا، فيما قال ناشطون سوريون إن القوات التركية والقوات الموالية لها دخلوا عدة قرى تابعة لريف رأس العين، بعد اشتباكات مع القوات الكردية المنتشرة هناك.

الجيش السوري بدوره، رفع علم البلاد على عدد من المباني الحكومية الرسمية والمدارس بدلاً من الرايات الكردية ورايات ميليشيات قسد في مدينتي الحسكة والقامشلي، وجاء ذلك بعد ساعات من دخول قواته إلى مناطق وقرى تابعة للمدينتين، شمال شرق سوريا، منها  بلدة "تل تمر" شرقي مدينة رأس العين، الخاضعة لسيطرة "قسد"، والحدودية مع تركيا.

وجاء الاتفاق بين الأكراد والجيش السوري بإعادة انتشار الأخيرة، عقب خوف قوات سوريا الديمقراطية من سيطرة الأتراك على شمالي البلاد، وهى محاولة  كردية لقطع الطريق أمام الجيش التركي من دخول المنطقة، بالتزامن مع اشتداد القتال ضمن إطار العدوان التركي على شمال سوريا الذي أطلقه قبل أيام.

وفى خضم هذه الأزمة الكبرى، أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في مقابلة باللغة الكردية على تلفزيون "روناهي":  "تجميد" كافة العمليات ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، قائلا لقد قمنا بتجميد كل أعمالنا في مواجهة داعش الآن، مشيرا إلى أن الأمر سيقتصر على "العمل الدفاعي" لصد هجمات التنظيم المتطرف، ويأتي ذلك ترجمة لما كررته قوات سوريا الديمقراطية مؤخرا خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية التي تشن هجوما ضدها منذ أسبوع سلبا على جهودها في ملاحقة خلايا "داعش"، إلى جانب حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق