المعلومة الدوارة.. سلاح الإخوان «الخفي» في مصر

الأحد، 20 أكتوبر 2019 04:00 م
المعلومة الدوارة.. سلاح الإخوان «الخفي» في مصر
المعلومة الدوارة.. سلاح الإخوان «الخفي» في مصر
السعيد حامد

 
«إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم».. ربما تكون تلك المقولة القصيرة، التي قالها القائد الألماني «النازي» رومل، إحدى المفاتيح الرئيسية لفهم طبيعة استخدام الأخبار كإحدى آليات «الحرب النفسية»، عبر المعلومات الكاذبة والشائعات، التي تهدف بالأساس إلى تحطيم معنويات الخصم وإضعاف قدرته على المقاومة وتكبيده خسائر نفسية فادحة.
 
ومع تطور التكنولوجيا واقتحام مواقع التواصل الاجتماعي للساحة، التي كان يسيطر عليها في الماضي الصحف والجرائد الورقية، باتت الحرب النفسية على أشدها، وكانت مصر من بين الدول التي تعرضت لهجوم عنيف بهذا السلاح «القاتل»، الذي تسبب في تفتيت وانهيار عديد من دول المنطقة، وربما يفسر هذا إصرار تنظيم الإخوان، المدرج على قوائم الإرهاب، على استثمار أموال طائلة للسيطرة على الفضاء الإلكتروني، وتوجيه نيرانه نحو المجتمع المصري.
 
ويقول محللون، إنه لفهم كيف توثر الشائعات على سلوك الفرد وقراراته، يمكن الرجوع إلى عام 2009، حين سرت شائعة مدوية في المملكة العربية السعودية، باحتواء ماكينات الخياطة «سنجر» على مادة الزئبق الأحمر، ما أدى إلى وصول أسعار هذه الخرد إلى مئات الآلاف من الريالات، لكن ما لبث أن ظهرت الحقيقة، فلم تكن تلك الشائعة سوى مكيدة لتحقيق أرباح مادية، وهكذا فإن الشائعات كثيرا ما غيرت وجه التاريخ.
 
وبحسب المحللين، فإن استراتيجية تنظيم الإخوان تعتمد على ما يعرف باسم «المعلومة الدوارة»، وذلك عبر إطلاق الشائعة من خلال منصات إلكترونية أو حسابات شخصية لبعض المنتمين للتنظيم، ومن ثم طرحها بشكل موسع على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تلتقطها مواقعهم الرسمية وقنواتهم الفضائية، وهنا تبدأ حملة موسعة لترديد الشائعة وإكسابها نوعا من المصداقية.
 
ويشير المحللون، إلى أن تنظيم الإخوان، يستخدم الشائعات «الزاحفة»، وهذا النوع من الشائعات يتضمن تلك القصص العدائية التي توجه في المجتمع ضد رجال الحكومة والمسئولين لمحاولة تلطيخ سمعتهم، وكذلك تلك القصص الزائفة التي تروج لعرقلة أي تقدم: اقتصادي، أو سياسي، أو اجتماعي، ويدخل في ذلك ما يقوم به المروجون من نشر تنبؤات بوقوع أحداث سيئة تمس هذه الموضوعات.
 
ويوضح المحللون، إلى أن هذا النوع من الشائعات يعتمد على نسخ سلسلة لا تنتهي من القصص التي تروج ببطء ويتناقلها الناس، ومن ثم العمل على تغذيتها واستمرار نشرها في المجتمع بكل وسائل التواصل المتاحة، فهم بالأخير يهدفون إلى منحها نوعا من المصداقية والمشروعية، خاصة وأن ترديد معلومة ما على نطاق واسع يصعب من محاولات كشف كذبها ونفيها.
 
ومع استمرار تنظيم «الإخوان» استغلال المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المصري في الآونة الأخيرة، وتوظيفها لخدمة أهداف وخطط التنظيم «الإرهابي»، يبقي سلاح «المعلومة الدوارة» رأس الحربة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق