الأحاديث النبوية التي تحدثت عن الدعاء أثناء نزول المطر ... تعرف عليها

الجمعة، 25 أكتوبر 2019 12:00 ص
الأحاديث النبوية التي تحدثت عن الدعاء أثناء نزول المطر ... تعرف عليها
زراعات على الأمطار فى سيناء
محمد أبو النور

لم تخلو أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم من الأدعية الخاصة بالمطر، وهي الأحاديث التي تذكرها المصريين اليومين الماضيين مع نزول المطر بكميات كبيرة ، حيث اسرع المصريين إلي الدعاء اعمالا لقول الرسول الكريم عن الاوقات التي يستجيب فيها الله للدعاء ولعل أهمها أثناء نزول المطر ، وهو ما أفردت عنه الكُتب والمُجلدات  أبواباً وفصولاً للحديث عن ذلك، وحددت كيف نستقبل المطر، ومتى نُكثر الدعاء بزيادته، وماذا نفعل إذا كثُرت مياهه، وبدأت تهدد الإنسان والحيوان و الزرع .

زراعات على الأمطار فى مطروح
زراعات على الأمطار فى مطروح
 

هلك الزرع والضرع

ونظراً لأهمية وتقديرالماء ودوره في الحياة، وأنه إكسيرها، فقد قال في حقه المولى تبارك وتعالى في كتابه الحكيم :(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) آية (30) سورة الأنبياء.

كما جاء في الصحيحين، البخارى ومُسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة، إذ جاءه رجلٌ أعرابي فوقف على الباب، فقال: يا رسول الله، هلك الزرع والضرع، فادع الله أن يسقينا، قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم أصبعه السبّابة إلى السماء وهو على المنبر وقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا.)

قال أنس: وكانت السماء مثل الزجاجة – صافية - فما إن دعا حتى تكاثر الغمام، وما نزل صلى الله عليه وسلم من على المنبر إلاّ والمطر يتحدر من على لحيته، وخرجنا إلى بيوتنا نخوض في الماء، وظللنا لا نرى الشمس جمعة.

)  وفي الجمعة التالية والرسول عليه الصلاة والسلام يخطب، جاءه الأعرابي فوقف على الباب، وقال: (يا رسول الله، هلك الزرع والضرع، فادع الله أن يحبس عنا الماء، فتبسّم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم قال اللهم حوالينا لا علينا، اللهم على الضراب والآكام وبطون الأودية و منابت الشجر) فكان حول المدينة مطر وفوقها شمس.


وقت استجابة الدعاء

وإذا كانت هذه المنزلة والقيمة العظيمة للماء والمطر، فإنّ وقت نزوله من السماء أيضا وقتاً طيّباً مباركاً، قال فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم: (اثنتان لا تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر)،  رواه الحاكم وحسّنه الألباني.

فالدعاء عند نزول المطر مُستجاب، فيجب علي كل مسلم ألاّ يُضيّع هذه الفرصة في اللعب والسخرية من أزمات البشر عند هطول المطر، وأن يتوجه إلى الله بالدعاء فور نزول المطر، عسى أن تكون ساعة إجابة، فيتقبل الله الدعاء ويستجيب له.

ومن السُنة المُطهّرة أيضا نقطف هذه الثمار وهذه الورود والرياحين، من خلال  الدعاء عند نزول المطر، كما أخبرنا بذلك أسعد الخلق، عندما قال ( اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، ‏وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به)، (اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار )، ( اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين).

وإذا تحوّل المطر إلى رعد وبرق قال (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته)، أمّا عندما يكثُر المطر والغيث، ويُصبح سيولاً وفيضانات تهدد بالدمار والخراب، وعند شدة المطر والخوف منه، فقد قال:(اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ).

وبعد نزول المطر كان يقول (مُطرنا بفضل الله ورحمته)، كما يُستحب التعرّض لماء المطر، فيصيب شيئا من بدنك وثوبك، لحديث أَنَسٍ رضي الله عنه أنه قال: (أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ : فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ:(لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى) ، رواه مسلم

نزول الأمطار أهم أسباب رعى الإبل فى الصحارى
نزول الأمطار أهم أسباب رعى الإبل فى الصحارى

كميات الأمطار في العالم

ولدورة الماء حول الأرض معجزة تشهد لله الخالق بطلاقة القدرة، وعظيم الصنعة، وإحكام الخلق، فكميتها في مجموعها ثابتة، ومحسوبة بما يكفي لمتطلبات الحياة على الأرض، والدورة ذاتها بين البخر والمطر، تعمل على تنقية مياه الأرض، التي يحيا ويموت فيها مليارات الأفراد فى صور الحياة المختلفة،

وتعمل مياه المطر على حفظ التوازن الحراري على سطح الأرض، وعلى التقليل من شدة حرارة الشمس في الصيف، وتعمل على تقليل الفرق بين درجتي الحرارة صيفًا وشتاءً، لصون الحياة الأرضية بمختلف أشكالها، ولمّا كان مجموع ما يتبخر من ماء الأرض إلى غلافها الغازي ثابتًا في كل عام، ومجموع ما يحمل هذا الغلاف الغازي من بخار الماء ثابتا.

كذلك على مدار السنة، فإن مجموع ما ينزل من مطر إلى الأرض، يبقى ثابتاً في كل سنة، وإن تباينت كميات سقوطه من مكان إلى آخر ، ويبلغ متوسط سقوط المطر على سطح الأرض اليوم 85.7 سنتيمترًا مكعبًا في السنة، وتتراوح كمياته بين الصفر في المناطق الصحراوية الجافة والقاحلة و11.45 متر مكعب في السنة في جزر هاواي.

بينما تتجاوز كمية الماء على سطح الأرض أكثر من 1.38 مليار كم3، حسب ما رصده كتاب " الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف، ( ما من عام أمطر من عام)، وأيضا الدكتور شاهر جمال أغا، وهذه الملاحظات الدقيقة، التي لم يستطع الإنسان الوصول إليها إلا في أواخر القرن العشرين، قد سبقتها بأربعة عشر قرنًا أو يزيد، أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال فيها: "ما من عام بأقل مطر من عام"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من عام بأمطر من عام، ولكن الله يَصْرِفُهُ أو يُصَرِّفه حيث يشاء"، ثم قرأ: (ولقد صرّفناه بينهم)، الآية.

 

سقوط الأمطار الغزيرة
سقوط الأمطار الغزيرة

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة