حكاية أول شهيد في معركة الأربعين.. إبراهيم سليمان صائد الدبابات الإسرائيلية

الخميس، 24 أكتوبر 2019 05:00 م
حكاية أول شهيد في معركة الأربعين.. إبراهيم سليمان صائد الدبابات الإسرائيلية
إبراهيم سليمان
محمد أبو ليلة

 

كان إبراهيم سليمان بطل الجمهورية في الجمباز وأحد أبطال منظمة سيناء العربية كما أنه كان صديق شخصي لمحمود عواد قائد المجموعة الفدائية حيث اشتركا معاً في عمليات فدائية كثيرة أهمها عملية وضح النهار وعدد من العمليات خلف خطوط العدو في فترة حرب الاستنزاف التي خاضتها مصر ضد العدو الإسرائيلي منذ نكسة يونيو عام 1967 وحتى نصر أكتوبر عام 1973.

بعد قيام حرب السادس من أكتوبر كان محمود عواد وصديقه إبراهيم سليمان يذهبان دائما لمسجد الشهداء وجمعته علاقة قوية بالشيخ حافظ سلامة وقتها طلب منهم الشيخ حافظ الذهاب للمشرحة في المستشفى العام بالسويس لأن هناك جثثاً لجنود مصريين أتية من سيناء متقطعة والأطباء يحتاجون لمساعداتهم من أجل تجميع متعلقات الشهداء والمصابين في أكياس قماش ومتابعة جميع المعلومات عليها

وحسبما يذكر محمود عواد في شهادته في كتاب كل رجال السويس والذي يوثق بطولات الفدائيين في تلك الفترة أنه ذهب مع صديقه إبراهيم سليمان للمشرحة في مدينة السويس وقت حرب أكتوبر، إلى أن أتت إليهم جثة الشهيد أحمد حمدي الذي على اسمه نفق الشهيد أحمد حمدي حيث أُصيب بشظية في رأسه أودت بحياته وفور استقبالهم لجثة الشهيد أحمد حمدي نظر إليه إبراهيم سليمان وقال "يا سلام يا ولاد بقى جت حرب أكتوبر وأنا لسه ما استشهدتش" وأخرج القايش الذي كان يرتديه الشهيد أحمد حمدي وارتداه على ملابسه كي يتبارك به وينول الشهادة التي يرجوها.


إسقاط الدبابة الإسرائيلية

وحينما جاءت معركة الأربعين في مثل هذا اليوم الـ 24 أكتوبر  من عام 1973كان ابراهيم سليمان مع اصدقاءه الفدائيين في كمين ميدان الاربعين وحينما دخل الفوج الثاني من الدبابات الاسرائيلية طلب ابراهيم من زمليه محمد سرحان أن يعدل له القذيفة كي يطلقها على الدبابة السنتوريون وجلس إبراهيم بجوار الخندق الموجود بين سينما رويال وسينما مصر في شارع الجيش بالسويس وانتظر قدوم الدبابة السنتوريون ثم اطلق قذيفة الاربي جي لتستقر أسفل برج الدبابة، ويختل توازن الدبابة السنتوريون ويستدير برجها متجها إلى حيث يقف إبراهيم سليمان وأحمد عطيفي ومحمد بهنسي، وثلاثة من أفراد المقاومة.

ويخيل لهم للحظات أن برج الدبابة سيطلق عليهم قذيفة للحال، وفجأة سقط برج الدبابة على الأرض أمام الفدائيين، وكأن ما حدث لبرج الدبابة يجسد ما قاله الأستاذ حسين العشي عن تلك الواقعة (أن ماسورة الدبابة سقطت على الأرض وكأنها تنحنى احتراما لأبطال السويس وفدائيها)، وقد أسفرت قذيفة الأر بي جي التي أطلقها إبراهيم سليمان على الدبابة السنتوريون عن قطع رقبة سائق الدبابة وسقوط ما تبقى من جسده على الأرض، لكن لا يزال عدد من جنود العدو داخل الدبابة السنتوريون لا يستطيعون الخروج لأن إبراهيم سليمان وأحمد عطيفي يواصلون إطلاق النيران ناحيتهم.

حرب-أكتوبر1

معركة الاربعين

بعدها يتجه إبراهيم سليمان سريعا إلى ناحية الخندق الأيسر ليطلق القذيفة الثانية على حاملة الجنود التي توقف بعد إصابة الدبابة الأولى، ويتوقف نتيجة لذلك كل الطابور المدرع وتتكدس الدبابات والسيارات المدرعة أمام مبنى قسم شرطة الأربعين، وفي نفس اللحظة يخرج عدد من جنود الجيش المصري والمواطنون الذي كانوا يتواجدون في المنازل إلى ميدان الأربعين وتحديدا أمام قسم الأربعين يطلقون الرصاص وقذائف المولتوف والقنابل اليدوية نحو دبابات العدو وعرباته المدرعة، وقتها صدر الأ مر لقوات العدو المتناثر في ميدان الأربعين أن يختبأوا داخل قسم الأربعين ويتخذوه حصنا لهم، وقد اعترف الجنرال (هيرتزوج) الرئيس الأسبق لدولة إسرائيل في كتابه عن حرب التكفير قائلا "إن الكتيبة المدرعة التي دخلت السويس من ناحية المثلث وكان عدد دباباتها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الأربعة والعشرين".


استشهاده

وبعد أن احتمت القوة الإسرائيلية بقسم الأربعين بجهز الفدائيون إبراهيم سليمان وأشرف عبد الدايم وفايز أمين وإبراهيم يوسف خطة للإقتحام القسم وتحريره من الإسرائيلين، ذهب ابراهيم سليمان ليقفز من على سور القسم من الشارع الخلفي لتدمير القوة الإسرائيلية التي بداخله، شاهده أحد القناصة الإسرائيلين اللذي كان متواجد في الدور الثاني من القسم، وأطلق عليه عدة طلقات ليستشهد إبراهيم سليمان على سور القسم وظلت جثته معلقة على السور حتى العاشرة من صباح اليوم التالي للمعركة يوم 25 أكتوبر.

ويقول محمود عواد قائد الفدائيين في شهادته لكتاب كل رجال السويس أن من حملو جثمان الشهيد إبراهيم وجدو وجهه مبتسماً وبكي حانوتي مستشفى السويس العام وهو يرى جثمان إبراهيم سليمان وهو يتذكر كلماته التي قالها له قبل يومين عندما طالبه بان ينتظره وأن يعتني به بعد أن يستشهد وظلت جثة الشهيد إبراهيم سليمان سلمية كما هي فبعد دفنه بـ 93 يوم تم نقل جثمانه وجثمان شهداء معركة الاربعين إلى مدافن عجرود وقتها رأي محمود عواد جثة صديق عمره ابراهيم سليمان كما هي ليس بها أي شائبة.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة