شهادة أفريقية جديدة لمصر من قمة سوتشي

الأحد، 27 أكتوبر 2019 09:00 ص
شهادة أفريقية جديدة لمصر من قمة سوتشي
الرئيس عبدالفتاح السيسى
سامى بلتاجى

القادة الأفارقة: مصر نجحت فى تعزيز الجهود التنموية بالقارة.. والسيسى يدعو مؤسسات التمويل الدولية لتوفير السيولة المالية لعمليات التنمية بأفريقيا

التجمعات الاقتصادية الإقليمية الثمانية تقوم بدور لا غنى عنه لتغليب أواصر الترابط بين دول القارة مما يجعلها ركائز لتعزيز العمل المشترك
من سوتشى الروسية، جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدعوة إلى مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، لكى تقوم بدورها فى تمويل عمليات التنمية بإفريقيا وتوفير السيولة المالية لتعزيز التجارة وزيادة الاستثمارات، خاصة فى ظل الحراك الذى تشهده القارة حاليا، والذى جعل القارة محط أنظار الدول الكبرى.
 
الرئيس السيسى الذى كان يخاطب قادة أفريقيا خلال القمة الأفريقية الروسية الأولى، التى انطلقت أعمالها الأربعاء الماضى فى سوتشى، أكد أن أفريقيا قطعت شوطا طويلا على طريق التكامل والاندماج الإقليمى والقارى بداية من خطة عمل لاجوس للتنمية الاقتصادية عام 1981، مرورا بمعاهدة أبوجا لتأسيس الجامعة الاقتصادية الإفريقية عام 1991، وصولا إلى تدشين اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية ودخولها حيز النفاذ فى 30 مايو 2019، مثمنا فى الوقت نفسه الأهمية التى توليها روسيا للتعاون والتفاعل مع التجمعات الاقتصادية الإقليمية الإفريقية التى تعد ركائز أساسية لمشروع الاندماج الاقتصادى الهادف إلى إنشاء الجامعة الاقتصادية الإفريقية باعتبارها ركيزة محورية لدفع عجلة التنمية والتحديث بقارتنا وفقا لأجندة 2063
 
وشدد الرئيس السيسى على أن التجمعات الاقتصادية الإقليمية الثمانية تقوم بدور لا غنى عنه لتغليب أواصر الترابط بين دول القارة مما يجعلها ركائز رئيسية لتعزيز العمل الإفريقى المشترك، قائلا: «إن الجهود المخلصة تتواصل لتنفيذ مشروعات البنية التحتية الإفريقية وكذلك مشروعات الربط البرى والبحرى بين دولنا وترسيخ أواصر التعاون فى مختلف المجالات لتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد والثروات الكامنة فى قارتنا الواعدة تلبية لتطلعات شعوبنا العريقة لغد أفضل»، وقال: «إن النهوض بشبكة البنية التحتية للنقل والانتقال والاتصالات فى أفريقيا، يعد مسألة حيوية لتحقيق التكامل والنمو المنشودين على المستوى الإقليمى والقارى نظرا لأهمية البنية التحتية فى تسيير حركة الأفراد والبضائع والخدمات، فضلا عن تعزيز قنوات التواصل ونقل البيانات والمعلومات، ما سينعكس على خفض تكلفة التجارة والاستثمار، ويوفر بيئة مواتية لتحقيق مستويات أعلى من التكامل الإنتاجى والاقتصادى، ويصب بشكل مباشر فى صالح تحقيق أولوياتنا وفى مقدمتها التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستوى معيشة المواطن الأفريقى».
 
وجدد السيسى تأكيده على ضرورة تكثيف العمل المشترك والتعاون مع شركاء التنمية بهدف حشد الموارد اللازمة لتحقيق أهداف أجندة التنمية الإفريقية 2063، موجها الدعوة باسم أفريقيا لمؤسسات القطاع الخاص الروسية والعالمية للاستثمار فى القارة السمراء. كانت مدينة «سوتشى» الروسية على موعد الأسبوع الماضى مع تجمع أفريقى جديد فى ضيافة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى ترأس مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، القمة الأفريقية الروسية الأولى، التى شهدت حضورا مميزا من قادة القارة السمراء.
 
وكان اللافت فى هذه القمة التأكيد الأفريقى على الدور الذى تقوم به مصر على مستوى القارة، وأيضا فى كافة الفعاليات والمنتديات الدولية، وهو ما أكده العديد من القادة الأفارقة الذين شاركوا فى القمة، ومنهم الرئيس التشادى أدريس ديبى، الذى أشاد بدور مصر الفاعل على الساحة الأفريقية، فى ضوء رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقى، مثنيا على مختلف الجهود المصرية المبذولة فى هذا الصدد، والتى من شأنها أن تحقق تطلعات شعوب القارة نحو الاستقرار والتنمية، فى حين أكد الرئيس السيسى، اهتمام مصر بمواصلة التعاون مع الأشقاء فى تشاد فى مجال بناء القدرات، وذلك من خلال الدورات التدريبية التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية للكوادر التشادية فى مختلف التخصصات، خاصة فى مجال الصحة وتنفيذ مبادرة الرئيس لعلاج مليون أفريقى من فيروس «سى»، فضلا عن تقديم دورات تدريبية للأطباء لتوفير كوادر تشادية ذات خبرات متميزة.
 
كما أشاد رئيس جنوب السودان «سلفا كير» بدور مصر والجهود التى تبذلها دعما لاستقرار الأوضاع فى المنطقة وفى جنوب السودان، والتى تأتى فى إطار دور مصر الرائد على المستوى الإقليمى وكذلك رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقى وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط تاريخية، فى حين أكد الرئيس السيسى استمرار مساندة مصر لحكومة وشعب جنوب السودان، ودعمها لكافة الجهود الرامية لتحقيق التسوية السياسية السلمية النهائية فى جوبا، لا سيما من خلال تنفيذ بنود اتفاق السلام المنشط، فضلا عن بذل مساعيها على المستويين الإقليمى والدولى لتعزيز الجهود الرامية لعودة الاستقرار والأمن، هناك وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
 
وأكد موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، أهمية مصر وثقلها فى القارة الأفريقية، لا سيما فى ضوء كونها إحدى الدول التى أسهمت فى تدشين الثوابت المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم، والتى مثلت الدعامة الأولى للعمل الأفريقى المشترك، مشيدا بنجاح مصر فى تعزيز الجهود التنموية فى أفريقيا خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، وذلك فى ظل التحديات الدقيقة التى تمر بها القارة، والتى تستدعى رؤية طموحة ودؤوبة لاستكمال عملية إصلاح الاتحاد بشكل مؤسسى وضمان صيانة الاستقرار الأمنى والسياسى فى القارة الأفريقية، كما أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى إلى حرصه على المشاركة فى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة خلال شهر ديسمبر المقبل، والذى سيمثل منصة هامة للحوار والتفاعل السياسى والتنموى بين القادة وصانعى القرار والخبراء من كافة دول القارة الأفريقية وخارجها، كما أنه يجسد المكانة المصرية الرائدة فى القارة الأفريقية فى الاهتمام بتفعيل الآليات الأفريقية لصون الاستقرار ودفع التنمية بمختلف دول القارة.
 
وقبيل انطلاق الاجتماعات الرسمية، عقد الرئيسان قمة مصرية روسية، كانت محور اهتمام المتواجدين فى سوتشى والمتابعين لما يجرى بداخلها، وخلال القمة أكد الرئيس السيسى أن الدولة المصرية مهتمة بسرعة الانتهاء من الإجراءات الخاصة بالمنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس والانتهاء من صياغة عقد التشغيل وتذليل أى عقبات أى شركات روسية، مضيفا «نعول على قيام الشركة الروسية بتوريد أول دفعة من عربات القطارات بإجمالى 1300 عربة فى مطلع ديسمبر المقبل، مؤكدا على أهمية التعاون بين مصر وروسيا فى إنشاء محطة الضبعة النووية، والانتهاء من تسوية المسائل العالقة المرتبطة بالمشروع بما يسمح بالبدء فى عملية التنفيذ وأن يتم الانتهاء منه وفقا لما تضمنه العقد المبرم بشأن المحطة المرجعية.
 
وجدد الرئيس السيسى خلال القمة المصرية الروسية فى سوتشى، دعوته لبوتين بزيارة مصر للمشاركة فى مراسم وضع حجر الأساس فور تحديد تلك الفعالية إلى جانب الاحتفالية الكبرى التى ستتم بشأن توقيع العقد التشغيلى والإعلان عن تدشين المنطقة الاقتصادية الصناعية فى مصر، كما أعرب عن تطلعه إلى قيام الجانب الروسى بإنهاء الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم المالى والفنى لهيئة الرقاية النووية والإشعاعية من أجل تنفيذ المشروع النووى فى الضبعة حتى يتسنى الالتزام بالجدول الزمنى المقرر، مؤكدا فى الإطار نفسه أهمية تعزيز التعاون العسكرى بين مصر وروسيا، بما يسهم فى بناء القدرات العسكرية المصرية باعتبار روسيا شريكا تقليديا عسكريا لمصر منذ عقود.
 
وقال الرئيس الروسيى بوتين، إن هناك تعاونا بين مصر وروسيا فى مجال محاربة الإرهاب، مشيرا إلى التعاون التجارى بين البلدين وبناء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، فضلا عن إنشاء محطة الضبعة النووية، كما كشف بوتين عن تخصيص 190 مليون دولار للبنية الأساسية لمحطة الضبعة النووية، مشيرا إلى الأهمية التى يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع الرئيس بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
 
وتطرقت القمة إلى الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، والمشاورات الفنية الجارية بين الجانبين حاليا فى هذا الإطار، فضلا عن مشروع محطة الضبعة النووية، والتعاون فى مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، والتعاون الثقافى فى إطار عام التبادل الإنسانى بين البلدين فى 2020، بالإضافة إلى آلية التعاون المشترك فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب على مستوى الأجهزة المعنية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة