آخرها صفعة الاعتراف بإبادة الأرمن.. أزمات «مفترق طرق» بين أميركا وتركيا

الجمعة، 01 نوفمبر 2019 04:00 م
آخرها صفعة الاعتراف بإبادة الأرمن.. أزمات «مفترق طرق» بين أميركا وتركيا
أردوغان

صوت مجلس النواب لأول مرة يوم الثلاثاء الماضى لصالح الموافقة على قرار يعترف إبادة الأرمن من خلال اعتراف رسمى ومقتل 1.5 مليون شخصى على يد الدولة العثمانية من عام 1915 وحتى عام 1923، الأمر الذي مثل ضربة قوية لتركيا.
 
اعتراف مجلس النواب بإبادة الأرمن يعد تطورا سياسيا كبيرا، حيث لا تزال تركيا تزعم حتى هذا اليوم أن عمليات القتل لا تشكل إبادة، وتدعي أيضا أن عدد من قتلوا يقترب من 300 ألف فقط، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
 
القرار الذي تم مرره مجلس النواب كان موجودا بعدة صيغ منذ عقود، لكن قادة الكونجرس من كلا الحزبين تجنبوا اتخاذ إجراءات بسبب أهمية تركيا الاستراتيجية للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وبسبب عضويتها في الناتو.
 
وتم تمرير القرار الذي تقدم به نائب كاليفورنيا الديمقراطي آدم شيف، بموافقة 405 أشخاص مقابل رفض 11، وامتناع آخرين عن التصويت من بينهم النائبة الديمقراطية إلهان عمر، التي لها صلة وثيقة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
 
أردوغان دخل في حالة تخبط ورد قائلا على القرار إنه لا يعترف بهذه الخطوة أو القرار الذى تم اتخاذه، مضيفا أن الدول التى لديها إبادة وعبودية واستعمار فى تاريخها ليس لها الحق فى أن تعطى تركيا دروسا.
 
مجلة "نيوزويك" الأمريكية، قالت إنه على الرغم من أن القرار الصادر عن مجلس النواب غير ملزم قانونا إلا أن له أهمية رمزية لأنه يمثل توبيخا للحكومة التركية التي طالما أنكرت ارتكاب الإبادة.
 
وتعترف كل من أرمنيا اولفاتيكان والبرلمان الأوروبى وفرنسا وروسيا وكندا بإبادة الأرمن على يد العثمانيين، ومن المتوقع أن تنضم ألمانيا إلى القائمة يوم الجمعة مع حلول الذكرى المائة لبدء عمليات القتل، بينما لم يعترف بالإبادة كل من بريطانيا والامم المتحدة والمفوضية الأوروبية.
 
وتقول إذاعة صوت أمريكا، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة اعترفت عدة مرات بالإبادة الجماعية للأرمن من خلال إعلانات رئاسية وقرارات مجلس النواب، إلا أن هذه هى المرة الأولى التى يندد فيها أحد مجلسي الكونجرس بالفظائع التي ارتكبت القرن الماضي باعتبارها مسألة تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية، ومن غير الواضح ما إذا كان مجلس الشيوخ سيسير على نفس الدرب.
 
وأشارت الإذاعة إلى أن قضية الأرمن شديدة الحساسية، فكانوا الرؤساء الأمريكيون حذرين إزاء عدم استخدام كلمة إبادة.
 
وقالت سفيرة أمريكا السابقة لدى الأمم المدى سامانثا باور في تصريحات أن عدد من مسؤولي إدارة أوباما قالوا إنه كان من الخطأ عدم استخدام كيمة إبادة وخيبوا ظن العدد من الامريكيين من أصل أرمني.
 
صحيفة "نيويورك تايمز" بدورها أوضحت أن قرار مجلس النواب يدل على تدهور العلاقات الامريكية التركية، وأشارت على أن السياسيين الأمريكيين كانوا دائما قلقين من إضراب تركيا فلم يعترفوا أبدا بالمدى الكامل للمذابح وأنكروها.
 
وأضافت الصحيفة أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة توترت لأسباب عديدة من بينها قرار تركيا شراء منظمة دفاع صاروخي من روسيا وليس من الولايات المتحدة، واحتجاز تركيا أيضا لقس أمريكي، ورفض واشنطن ترحيل المعارض التركي فتح الله جولن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق