الشيخ جابر طايع يكتب لـ"صوت الأمة": في ذكرى مولد الهدى

السبت، 09 نوفمبر 2019 01:33 م
الشيخ جابر طايع يكتب لـ"صوت الأمة": في ذكرى مولد الهدى
الشيخ جابر طايع

نستقبل فى هذه الأيام ذكرى ميلاد خير البرية (صلى الله عليه وسلم)، وذكرى ميلاد النبى (صلى الله عليه وسلم)، نتذاكر سيرته العطرة، وأخلاقه الرفيعة، وشمائله العالية، فإن النبى (صلى الله عليه وسلم )، كان قمة للأخلاق البشرية.

يث بلغ الكمال فى كل خلق، فما من خلق إلا وتجد النبى (صلى الله عليه وسلم)، قد بلغ فيه التمام والكمال، وهذا معنى قوله (صلى الله عليه وسلم ): (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). أى يبلغ الكمال والتمام فيها، ليضرب للبشرية المثل الكامل لأخلاق الإسلام العالية، وليعلم كل مسلم أن دين الإسلام ليس مجرد مظهر، وإنما جوهر الدين هو الأخلاق، ولذلك قصر الرسالة الإسلامية عليها، ليدل على أن الدين هو الخلق، فمن زاد عليك فى الخلق زاد عليك فى الدين، ولذلك لما سئلت أمنا عائشة (رضى الله عنها) عن خلق النبى (صلى الله عليه وسلم)، قالت: كان خلقه القرآن، كان قرآنا يمشى على الأرض (صلى الله عليه وسلم)، وإذا كان بعض الناس قد فهم من الدين مجرد مظاهره، ووقف عند اللحية وتقصير الثوب، أو المسبحة وما شاكل ذلك من مظاهر الدين، فإننا نقول لهم جميعا: ارجعوا إلى جوهر الدين وافهموا معانيه العالية، ولا تقفوا بعقولكم عند القشور، فإن الدين أعظم من أن يقف عند تصوركم. 
 
ووقفة بسيطة مع سيرته العطرة (صلى الله عليه وسلم)، تكشف لنا عن كريم طباعه، وعن أخلاق الإسلام الراقية التى يتعلم أهل المدنية منها معانى الرقى الحقيقى.
 
فقد كان هناك فى المدينة المنورة جماعة المنافقين يقودهم رجل يقال له عبد الله بن سلام، وكان زعيم المنافقين، ما ترك مجالًا يستطيع أن يؤذى فيه النبى (صلى الله عليه وسلم ) إلا بادر بالإيذاء، فى غزوة أحد رجع بثلث الجيش من الطريق بعد أن خرج مع النبى (صلى الله عليه وسلم)، ما أضعف الجيش وفت فى عضد المسلمين.. وفى بنى المصطلق رمى أمنا الصديقة بنت الصديق (رضى الله عنها) بحديث الإفك، وليس هناك أكبر من ذلك إيذاء لشخص النبى (صلى الله عليه وسلم).
 
وشارك فى بناء مسجد الضرار لمحاربة الدعوة الإسلامية، وما ترك موقفا من المواقف إلا بذل أقصى مايستطيع للنيل من دعوة الإسلام، ومن رسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم )، ومع ذلك لما توفى هذا الرجل جاء ولده عبد الله – وكان يكنى بالحباب – يطلب من رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ثوبه ليكفن فيه والده عله أن يقيه حر جهنم لم يتردد النبى (صلى الله عليه وسلم) فى ذلك، ولما طلب منه أيضًا أن يصلى عليه بادر إلى ذلك، حتى إن عمر بن الخطاب لما أراد منعه من الصلاة عليه فأبى وتقدم ليصلى عليه، وهو من أكثر الناس إيذاءً له (صلى الله عليه وسلم)، وكيف لا وهو الرحمة المهداة (صلى الله عليه وسلم )، ومن هنا أثنى عليه رب العزة، فقال (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )، فما أحوجنا اليوم أن نترسم هديه الشريف، وأن نسير على نهجه لنعلم الناس جميعًا معنى الإسلام الوسطى السمح.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق