ردت في صدره.. فيديو براءة أحمد مراد من التطاول على نجيب محفوظ ينقلب لدليل إدانة

السبت، 09 نوفمبر 2019 11:25 م
ردت في صدره.. فيديو براءة أحمد مراد من التطاول على نجيب محفوظ ينقلب لدليل إدانة
أحمد مراد ونجيب محفوظ

 
عندما ينخفض الذوق العام، يصبح الطريق سهلاً أمام التطاول على القامات والقيم، والمخرج جاهز دائماً وأبداً عند هؤلاء المتطاولين إن هاجت الدنيا وماجت عليهم، السبب : «الإعلام»، وبكل بجاحة يخرج هؤلاء المتطاولون يشيرون بأصابعهم على الإعلام – هذا المصطلح الواسع المطاط – ويقولون : «هؤلاء هم الكفرة الفجرة»، هؤلاء هم من حرفوا حديثنا ونقلوه بسوء نية وقالوا على لساننا ما لم نفكر فيه.
 
 
خلال الساعات الماضية، وجد الكاتب أحمد مراد نفسه في مأزق صعب، بعدما اقترب في لحظة طيش من الأستاذ الراحل نجيب محفوظ، الذي يعد واحد من رموز الأدب في العالم وليس في مصر أو المنطقة العربية فقط.
 
 تحدث «مراد» عن أعمال أديب نوبل بشيء من الاستخفاف الغير مقبول، بحجة أن العصر قد تغير وبتنا في فترة أسرع في الأحداث، وهذه الروايات القديمة لا تصلح الآن للسينما الحديثة، قال مراد هذا الحديث ولم يكن يدري أن هناك جماهير حاشدة لا تقبل الهواء يمر بجوار أديبهم فيضايقه حتى وإن كان الآن بجوار الرفيق الأعلى. 
 
مراد الذي لا يملك في جعبته سوى عدد روايات يمكن لطفل يتعلم الأرقام حديثاً أن يعدهم، وجد نفسه بتصريحاته الغير محسوبة بالمرة في مهب الريح، وهناك تهديد من الجمهور بمقاطعته، وهب المثقفون والنقاد يكشرون عن أنيابهم لمواجهة الكاتب الشاب، الذي لم يجد مخرجاً من هذا كله، سوى أن يكذب كل الناس وكل الفيديوهات وكل المواقع، وكأنها باتت حجة «البليد» التكذيب بدلاً من مسح السبورة. 
 
 
مؤخراً، نشر «مراد» على صفحته فيديو ظنه أنه دليل براءته، ولأن بعض الظن إثم، أصبح دليل على كذبه، وإصراره على ممارسة هذه الهواية السيئة، قال «مراد» إنه لم يتعرض بسوء لأديب نوبل ولم يذكره، وهنا حاول الكاتب الشاب لي ذراع الحقيقة وإيهام جمهوره بأنه هناك فارق بين أدب نجيب محفوظ وشكله، وإن كان ذلك حقيقياً، فالناس لم تثر في الأصل لأنه ذكر نجيب محفوظ بسوء، لأنه في الأساس يعلم أنه أقل من ذلك بكثير، ولكن الثورة كان مردها إلى تعرضه لأدب نجب محفوظ وتسطيحه، والادعاء بأنه لم يعد مناسباً لهذا العصر. 
 
كان يظن كثيرون بأن مراد قال حديثه هذا بناء على علم ودراسة نقدية وأنه سيصر عليه وخاصة أنه حتى لو كان يرى أن أدب نجيب محفوظ لا يصلح فهذا رأيه ولا حجر عليه، ولكن لأن الحجة كانت غائبة تراجع مراد واعتذر عن حديثه، وربما كان الأجدر الثبات على موقفه فهذا رأيه ويتحمله، والاستماع لنصيحة من دفعوا بالأمر على أنها حرية رأي من أمثلة وزير الثقافة السابق جابر عصفور والذي قال " لا أعرف أحمد مراد بشكل شخصي، ولكني أعرف نجيب محفوظ جيدًا وكان صديقي، ومع ذلك من حق مراد أن ينتقد محفوظ كما يشاء، وليس من حق المثقفين أن يحجروا على أرائه، كما أن من حق أي شخص أن ينتقد أعمال أحمد مراد أو أي مبدع آخر، علينا أن نتمسك بحرية الرأي والتعبير باعتبارها القيمة الكبرى، التي يجب أن ندافع عنها، فلا يمكن للإبداع أن يحيا بدونها، أما أن يصادر البعض حرية الرأي بحجة الدفاع عن الرموز الأدبية، فهذا الأمر مرفوض وغير صحي"، بدلا من إنكار التصريحات المثبتة في الفيديو ووصف من نقولها بالتزييف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق