بمقياس ترمومتر حقوق الإنسان.. الوضع الإنساني داخل سجون قطر «زيرو»

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019 07:00 م
بمقياس ترمومتر حقوق الإنسان.. الوضع الإنساني داخل سجون قطر «زيرو»
متعقلات قطر - أرشيفية
دينا الحسيني

تشهد دويلة قطر تراجعاً كبيراً في ملف حقوق الإنسان في عهد تميم بن حمد، إذ لا زالت تنتهج الدوحة سياسات القمع والتعذيب داخل سجونها للتنكيل بمعارضين القصر الأميري وكذلك الأجانب المسجونين في معتقلات قطر.

المعتقلون وفقاً لبلاغاتهم لمنظمات حقوق الإنسان الدولية أثبتوا تعرضهم للاختفاء القسري، وعدم الإعلان عن مكان احتجاز بعضهم ومنع الزيارات عنهم وعدم تمكين محاميهم من مقابلتهم، وتمنع عنهم أيضاً الأدوية.

ومع الإضراب المستمر عن الطعام تأبى إدارة السجون في قطر التعامل بإنسانية مع المعتقلين، لتتحول السجون القطرية، إلى مقابر يدفن فيها ضحايا التعذيب والاعتقال والسجن الانفرادي، ويموت السجين ببطء داخل السجون القطرية، بسبب سوء المعاملة والحرمان من الزيارات، ومنع وصول الأدوية، والتعرض لأبشع أنواع التعذيب والصعق الكهربائي والإكراه البدني والنفسي.

استغاثات أسرة المهندس المصري علي سالم، بمنظمات حقوق الإنسان مستمرة حتى اليوم لإنقاذه من السجن ظلما، وتعرضة لأبشع أنواع التعذيب، وهو المسجون حاليا بأحد السجون القطرية بتهمة ملفقة هي التخابر مع مصر.

اعتقال المهندس المصري الذي كان يعمل في قنوات "بي إن سبورت" القطرية، فتح ملف الإخفاء القسري والتعذيب داخل السجون القطرية، بعدما تعاملت الداخلية القطرية بلا إنسانية مع «سالم» بمنع الأدويه عنه، كما رفضت الإفصاح لأسرته عن مكان احتجازه، ولم تسمح لمحاميه للقائه. 

حاكم دويلة قطر حول السجون القطرية لأداة انتقام من معارضيه، وأعطى الضوء الأخضر لرجال الأمن لاستخدام كافة أساليب التعذيب، وخلال السنوات القليلة الماضية تحولت سجون الدوحة لما يشبه السلخانات، بحسب وصف المعارضة القطرية، فكم من المهازل والجرائم ارتكبت ولازالت ترتكب داخل السجون القطرية، بعيدأً عن أعين المنظمات التي تدعي اهتمامها بحقوق الإنسان، وبعيداً عن أي رقابة قضائية.

شهادات عديدة موثقة من ضحايا التعذيب داخل السجون القطرية وذويهم، من بينهم المعارضة القطرية منى السليطي شقيقة وزير الاتصالات القطري جاسم السليطي، كشفت في تصريحات سابقة إن السجون في قطر تم بناؤها بأوامر من موزة المسند والدة  تميم بن حمد للتخلص من معارضي القصر الأميري، وبعد الانقلاب الذي قام به زوجها حمد آل ثاني ضد والده الشيخ خليفة عام 1995.

وذكرت «السليطي» أيضاً أن أسوأ فترات السجون القطرية، وفضائح انتهاك حقوق الإنسان كانت منذ تولي تميم بن حمد الحكم، حيث شيد الكثير من السجون ليلوح بها في وجه المعارضة في أي وقت، وروت «السليطي» أيضاً تفاصيل ما تعرضت له داخل أحد السجون القطرية، أثناء فترة اعتقالها لمدة ثلاثة أعوام بداية من 2011.

وهناك ايضاً مواطن فرنسي تم اعتقاله في أحد سجون الدوحة، ويكشف ذلك عن جرائم النظام القطري الحاكم التي يرتكبها ضد المواطنين والأجانب المعتقلين بالسجون، دون تهم موجهة إليهم، أو بتهم ملفقة من جانب عناصر نافذة بنظام تميم بن حمد.

واستطاع الفرنسي جون بيير مارونجي المعتقل بالدوحة منذ عام 2013، توصيل رسالة استغاثة عبر زوجته التي تزوره لعدة دقائق مرة كل بضعة أشهر، لوسائل الإعلام الفرنسية من أجل رفع الظلم عنه نتيجة اتهامات ملفقة له ومعاناته من أوضاع السجن، وروي جون مأساته مع النظام القطري الذي استولى على شركته واعتقله تعسفيا، وزج به في السجن سنوات عدة دون أن يصدر بحقه حكم قضائي.

وكذلك السجين الاسترالي جوزيف سارلاك، البالغ من العمر وقتها السبعين عامًا، المحبوس في قطر، الذي حذرت أسرته من وفاته داخل السجن الذي يعيش فيه لمدة 3 سنوات، بعد إثبات تعرضه للتعذيب داخل محبسه، في مارس الماضي.

وكشفت أسماء أريان زوجة الشيخ طلال بن عبدالعزيز آل ثاني حفيد مؤسس دولة قطر، تفاصيل معاناة زوجها على يد نظام الدوحة المجرم، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما لأنه فقط "طالب بحقوقه"، كاشفة عن فصل جديد من سياسة ممنهجة ضد أبناء آل ثاني الذين رفضوا إجرام الحمدين وسياسات تميم العار القائمة على راعية الإرهاب وفتح البلاد أمام المجنسين الفرس والأتراك واستبعاد القطريين الذين باتوا غرباء في بلادهم.

وكشفت «الريان» أن حفيد مؤسس الدولة القطرية تعرض للسجن لأنه طالب بحقوقه، مضيفة: «التعبير عن الحقوق في قطر يعتبر جريمة، والدعاية القطرية عن الاعتناء بالشباب والتسهيلات المقدمة لهم كاذبة».

قال رجل الأمن القطري راشد العمرة، شهادته حول ما يدور في الخفاء داخل السجون مؤكداً أن المعارضين لانقلاب حمد بن خليفة على والده تعرضوا لعمليات تعذيب شديدة في السجون القطرية، والتي كانت تجرى بطرق شنيعة لدرجة الضرب والحرق بمياه النار، والتعليق من أرجلهم، أن بعض المعتقلين توفوا تحت التعذيب، ومنهم من نقِل إلى المستشفى تحت حراسة مشددة لتلقي العلاج، قبل إعادته مرة أخرى إلى السجن.

انتهاكات السجون القطرية وثقتها شهادات أشخاص تم الزج بهم في سجون الدوحة قبل أن يتمكنوا من الخروج، أجمعوا على سوء المعاملة والتعذيب الممنهج وسوء الرعاية الصحية وتلفيق الاتهامات المالية، بالإضافة إلى ضم السجون لمشايخ من العائلة الحاكمة معارضين لسياسة الأمير تميم بن حمد.

وفي مايو2014، ناقشت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، التقرير الدوري بشأن قطر، ولاحظ أحد الخبراء أنه لم يرد ذكر نص بالقانون القطري ينص على الحظر الصريح للتعذيب، وأن الأوامر العليا استخدمت كذريعة لاستخدام التعذيب، بينما تحدث المسؤولون عن وجود احتمالية لاستمرار استخدام الجلد كعقاب بدني في حالة القُصَّر المحتجزين.

وسبق أن وجهت منظمة العفو الدولية انتقادات إلى النظام القضائي في قطر بعد تأييد أحكام بالحبس بحق ثلاثة فلبينيين، حيث جرى اتهامهم بالتجسس؛ منهم رونالدو لوبيز أوليب الذي تم توقيفه في 2010، وتعرض، حسب المنظمة، إلى تعذيب جسدي ونفسي وسوء معاملة عند احتجازه في سجن أمن الدولة القطري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق