اختبار المصارحة

الخميس، 14 نوفمبر 2019 02:40 م
اختبار المصارحة
شيرين سيف الدين تكتب:

منذ أيام قرأت منشورا في أحد( الجروبات ) الخاصة بالمناطق السكنية تشكو فيه المواطنة المسكينة من أمين الشرطة الشرير الذي قرر لصق ورقة مخالفة على نافذة سيارتها التي كانت مصفوفة إلى جانب الرصيف في منطقة مسموح بها " الركن " ، وأضافت تلك المظلومة قائلة إنها عند سؤالها للأمين عن سبب المخالفة أخبرها انها صفت سيارتها في الاتجاه العكسي ! وقد أرادت السيدة أن تبرهن على صدق قولها للقراء فنشرت صورة لسيارتها وهي تقف بين سيارتين تقفان في اتجاه الطريق الصحيح وهي بينهما في الاتجاه العسكي بالفعل ، وهو ما يعني بالطبع أنها كانت تسير في الاتجاه العكسي من الأصل !.
 
قد هالني حقا ما قرأت ، فهل وصلنا بالفعل لأن نرفض العقاب على أخطائنا بمنتهى التبجح ؟ وهل يعقل أن يكون المخطئ والمخالف هو الشاكي بمبدأ " ضربني وبكى وسبقني واشتكى " .
 
مبدئيا لم استطع أن أقرأ المنشور دون أن أعلق عليه وأن أوجه رسالة للسيدة الشاكية كي أوضح لها أنها مخطئة لأنها كانت تقود سيارتها في اتجاه مخالف بالطبع ، وانها تستحق العقاب مع إعطائها درسا في ضرورة احترام القوانين والحفاظ على القواعد الصحيحة ، أما باقي المعلقين من المواطنين فكانوا منقسمين إلى فريقين فمنهم من أوضح لها خطأها كما فعلت أنا ، ومنهم من شكى لمروره بنفس الموقف الظالم من وجهة نظره لكن في منطقة أخرى مع شكوى وتباكي لرفض أمين الشرطة إلغاء المخالفة !.
 
أعتقد أن تلك السيدة لو فكرت أن تفعل فعلتها هذه في بلد غير مصر لواجهت من العقاب ما لم تتخيله طيلة حياتها ، فلصق مخالفة فقط في هذه الحالة يعد "دلع" وللأسف " مش عاجب " والناس يفضلون الحياة في بلد " سايبة " وفي النهاية تجدهم يعيبون زمانهم والعيب فيهم .
حقا لا أعلم هل أضحك أم أبكي على ما وصلنا إليه من حال مذر؟.
 
فالجميع يشكو من أن حال البلد سيئ وأن الحياة فيه عشوائية ومزعجة ، والجميع أيضا يتصرف بعشوائية وغوغائية ويمتعض إذا ما تمت محاسبته على أخطاء ارتكبها بالفعل.
 
عزيزي القارئ أتمنى أن ينظر كل منا في مرآته ويصارحها بحقيقة نفسه ، ويتأكد من أنه ليس عنصرا من عناصر خراب البلد وأنه ليس سببا في إزعاج الآخرين ، وإذا ما اكتشف أي منا حقيقة أمره وتيقن من أنه غير متسق مع ذاته ومع ما يدعو إليه فأرجوه أن يعد نفسه باحترام القانون والحفاظ على الوطن بأن يغير من سلوكه وأن يصبح عنصرا إيجابيا في مجتمع اصبح يوصف بالسلبية ، وبالطبع لا أستثني نفسي من البدء باختبار المصارحة .
 
والله المستعان .
 
WhatsApp Image 2019-11-14 at 2.28.51 PM (1)
WhatsApp Image 2019-11-14 at 2.28.51 PM
 
 
 

 

تعليقات (1)
لا تعليق
بواسطة: هند
بتاريخ: الخميس، 14 نوفمبر 2019 02:47 م

حقيقة لا تعليق

اضف تعليق