محمد على.. "لمبي الإخوان"

الأربعاء، 20 نوفمبر 2019 08:54 م
محمد على.. "لمبي الإخوان"
عادل السنهوري

 
لا يمكن بأي حال من الأحوال و-كمان- بأي وضع من الأوضاع أن تتعامل مع هذا المسمى محمد على الا بشكل كوميدي وهزلى فقط، فقد أثبت أنه ممثل لم يكتسب أي خبرة من عمله في اقناع المشاهدين والمتابعين له، سواء بطريقة أداءه الجسدية أو ما يسمى بلغة الجسد أو حتى بإلقائه وبصوته.
 
ويبدو أن مازال أمام هذا المقاول الهارب الكثير حتى يتعلم لغة التمثيل في أبسط صورها، قبل أن يتحول فجأة إلى عالم السياسة ويعيش عالم افتراضي بأنه " زعيم سياسي" سيقود ثورة وينسق مع المعارضة والقوى السياسية التي لا يراها الا في عالمه الافتراضي أيضا، وعن شعب لا يعيش في مصر.
 
لا يمكن التعامل بجدية مع هذا " المسكين" الذى لم يكن يملك في حياته سوى" عالمه السفلي، وسعى للشهرة والمال فوجد ضالته في المقاولات ليشبع رغباته وطموحه في حياه اللهو والعبث، ثم أرادات جماعة الخيانة استغلال هروبه من التزاماته المادية في مصر لتلعب به كورقة ضد مصر وشعبها ورئيسها، وهى تعرف أنه عديم الكفاءة السياسية والموهبة التمثيلية ولكنه ورقة تستغرق بعض الوقت ثم تحترق لتبحث عن غيرها.
 
بصراحة لا يستحق هذا الشخص الا الشفقة الآن بعد أن انصرف الناس عن متابعته وذابت جدران العالم الافتراضي من حوله، وباعترافه أنه لم يكن يعرف شيئا عن السياسة ولا الأحزاب ولا التيارات السياسية، فقد كان يعيش عالم الهوى وأمسيات الدخان الأزرق والأبيض مع ساقطات الفن، فحديثه في السياسة هو حديث " اللمبى" الضائع في طرقات الغيبوبة والهامشية، ثم جاءوا به فجأة في منصب الضابط وحاولوا تحفيظه كلمات تشبه كلمات المثقفين، فحفظ بعضها وضاعت منه معظمها.
 
في المؤتمر الصحفي الذى عقده اليوم بدا شخصا مضحكا مهرجا أمام الحضور، فتحدث عن "حروق الانسان" والجنيه غلب الكارنيه" فهو يحتاج الى تحليل نفسي لحركاته العشوائية لأنفه وفمه واهتزازه واضطرابه اثناء حديثه، واختلاله أثناء الإجابة عن الأسئلة.. والمضحك أن الأسئلة واحدة وإجابات " اللمبي" أو " محمد على" واحدة أيضا، لكن في اتجاه آخر بنفس الكلمات.
 
وذكرني هذا  بشخصية سلامة في فيلم "سلامة في خير"، عندما قرأ الخطاب الخطأ عن البؤساء والمشردين والفقراء في حفل السادة البهوات، فظهر كالأهطل التافه بلا قيمة، وبالفنان سعيد صالح في حديثه للأبلة سهير البابلي "فين السؤال"، فى مسرحية مدرسة المشاغبين، فلم يفهم كافة الأسئلة رغم أنها أسئلة متشابهة وجاء أصحابها على عجل وعلق سماعة الترجمة في راسه بطريقة عكسية مضحكة، وجاءت الإجابة واحدة وكأنه تم تلقينه بها " القوى السياسية.. البرنامج.. العلماء. أصحاب الخبرات..."، وكأن لسان حال الصحفيين يقول".... انت بتقووووول ايه. عاوزين جملة مفيدة يا أستاذ.
 
للأنصاف هو يحتاج عند متابعته وأثناء حديثه وحركاته إلى محلل نفسي وليس مشاهد عادي، بعد أن انهارت الهالة المزعومة من حوله وتحول إلى "رشدي" في فيلم شئ من الخوف "، الذى شكل له "عتريس" حالة من الهوس فاراد أن يتشبه به فضربه الفلاحون وحولوه الى مسخ وهو يهددهم " أنا عتريس. أنا بلوة سودة".
 
الحقيقة لو أن هذا "المأفون" يمثل المعارضة المصرية في الخارج فهذه فضيحة حقيقية أمام العالم للمعارضة – اذا افترضنا وجودها أصلا-، والا فباقى المعارضين هم على نفس الشاكلة من ذوات الهوى والكأس و"للصبر حبوب" و"هيرويين من يومنا والله"..الى آخر هذه الأصناف والأنواع.
 
هذه الكوميديا السوداء التي يقدمها "لمبي الاخوان " تحتاج إلى نوع من مشروب منقوع الصرم للاستمتاع بالضحك الهزلى.. فهذه ليست مأساته وانما مأساة من وراءه.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق