جرائم التوك توك.. سائق «مسطول» ينهي حياة رضيعة ويصيب والدتها

الإثنين، 25 نوفمبر 2019 07:00 م
جرائم التوك توك.. سائق «مسطول» ينهي حياة رضيعة ويصيب والدتها
والد الطفلة يشرح تفاصيل المأساة

 
خلال السنوات القليلة الماضية شهد المجتمع المصري جرائم عديدة مثل القيادة المتهورة، والبلطجة، والعنف، والسرقات بالإكراه، واختطاف مواطنين، وترويج مخدرات، وحوادث تصادم وسحل وقتل عمد وقتل خطأ، منذ أن دخل ما يسمى بالـ «توك توك» ضمن وسائل النقل الموجودة بمصر، بغرض المساهمة في توفير وسائل نقل آخري بجانب وسائل المواصلات الاساسية، بالإضافة إلى مساعدة الشباب في توفير فرص عمل جديدة أو إضافية بجانب أعمالهم.
 
لكن، وجود الـ «توك توك» في الشارع المصري كان له أثار أخرى غير التي كانت متوقعة له، حيث ساهم في زيادة نسبة الجريمة وزيادة نسبة الحوادث، بالإضافة إلى السلبيات الاجتماعية التي نتجت عن هذه الظاهرة.

الطفلة الضحية
الطفلة الضحية

سيدة فى العقد الثالث من عمرها ضحية جديدة لكوارث التوك توك بسبب القيادة المتهورة، خرجت من منزلها فى منطقة المرج، لتذهب برضيعتها ابنة العام إلى الوحدة الصحية فى منطقة الزاوية الحمراء لإعطائها جرعة التطعيم وبصحبتها أبن اخيها الصغير، انتظرت كثيرا أمام محطة الاتوبيس لتستقله إلا أنه تأخر ولم يأت في الميعاد المحدد له.

فاضطرت أن تستقل دراجة بخارية «توك توك» من منطقتها إلى مكان الوحدة الصحية، الشاب السائق قائد المركبة اشترط علي الضحية مبلغ معين مقابل توصيلها إلي المركز الطبي لتطعيم ابنتها، وافقت على الفور حتى تتمكن من اللحاق بالوحدة الصحية قبل انتهاء الميعاد المحدد للتطعيم، حيث تسابق على توصيلها سائق آخر نكاية فى زميله على نفس الخط، إلا أن السيدة اختارت أن تستقل هذه الدراجة البخارية، ولم تكن تدري أنها اختارت لنفسها الموت المحقق على يد هذا السائق المتهور.

تهشم ساقى الام الضحية
تهشم ساقى الأم الضحية

خلال الطريق كانت رحلة الموت التى شهدتها الضحية بسبب القيادة الجنونية، السائق المتهور دخل فى سباق الموت مع صديقه الذى كان ينافسه على الفوز بتوصيل الضحية ورضيعتها، حيث ظلوا طوال الطريق يتسابقون مع بعضهما يشكل جنوني، وصل إلي حد التصادم مع بعضهما البعض، غير عابئين بالأرواح التي معهما، حتى جاءت الفاجعة، عقب نزولهما من كوبرى الدائري في طريقهما إلى منطقة الزاوية الحمراء، خلال خروجهم من شارع مسترد حاول السائق المجنون أن يفلت من السائق الآخر مستهترا بالطريق بحركات صبيانية ومستهترا بالدورانات العشوائية، فوجئ بسيارة نقل ثقيل «تريلا» أمامه، فلم يستطع تفاديها، فكانت الكارثة التى أودت بحياة الطفلة الرضيعة بعد أن تهشم رأسها تحت إطارات سيارة النقل الثقيل، وإصابة الأم إصابات بالغة هى وابن اخيها، نقلوا على إثرها إلى المستشفى فى حالة خطيرة ويرثى لها.

والد الطفلة يشرح تفاصيل المأساة
والد الطفلة يشرح تفاصيل المأساة

«سواق مدمن ومجنون خرب بيتى ودمر أسرتى وفى الآخر هتتحسب قتل خطأ، ابنتي مكة راحت وانا مستفدتش حاجة، امها خرجت بها عشان تطعم البنت الصغيرة رجعت على الترب، والقاتل هيخرج من النيابة بكفالة على ذمة القضية، وانا بنتى ماتت ومراتى بين الحيا والموت والموضوع خلص على كده، ياريت الحكومة والدولة يمنعوا التكاتك من الشارع كفاية بقى وباء»، بهذه الكلمات بدأ إبراهيم يحي 33 سنة مقاول حديثه عن الحادثة، مضيفا أنه يوم الواقعة خرج كعادته إلى عمله تاركا زوجته تستعد للذهاب بطفلتهما الرضيعة «مكة» ابنة العام الأول من عمرها إلى الوحدة الصحية لإعطائها جرعة التطعيم المحددة لها.

الاشاعات تبين مدى الاصابات البالغة للام
الإشاعات تبين مدى الإصابات البالغة للأم

ويضيف زوج الضحية، أنه فوجئ باتصال هاتفي من شقيقة زوجته تخبره فيه أن زوجته أصيبت في حادث تصادم «توك توك»، ونقلت إلى المستشفى فى حالة حرجة، موضحا أنه اتجه على الفور إلى مستشفى الحسين الجامعى، معتقدا أن الأمر بسيط وسوف تخرج معه فور تلقى العلاج، لافتا إلى أنه فوجئ بالفاجعة الكبرى وهى أن ابنته الرضيعة فارقت الحياة بعد أن تهشمت رأسها تماما تحت إطار عجلات السيارة النقل الثقيلة، وذلك خلال حادث التصادم الذى وقع لزوجته وابنته أثناء استقلالهم التوك توك بسبب السرعة الجنونية المستهترة، مضيفا أن زوجته دخلت إلى العمليات لإجراء جراحة فى قدميها الاثنين لتركيب شرائح ومسامير بعد تهشم عظام ساقيها دهسا أيضا خلال الحادث.

ويكمل والد الطفلة الرضيعة الضحية، أنه استلم طفلته «مكة» وقام بدفنها دون أن يعلم والدتها حتى الآن أن ابنتها توفت في الحادث خوفا عليها من وقع الصدمة، مضيفا أنه حتى الأن لم يتلق عزاء في ابنته، موضحا أنه لن يتلقى عزاء في ابنته إلا بعد أن يتم محاسبة السائق، مشيرا إلى أنه تم إلقاء القبض عليه وتبين من خلال التحقيقات وتحاليل المخدرات للسائق المتهم أنه كان يقود الدراجة البخارية تحت تأثير المواد المخدرة.

ويطلب الأب المكلوم من الحكومة منع مركبات التوك توك، حتى لا تتكرر مأساته لأسرة أخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق