الكنائس ومواقع التواصل.. الكاتدرائية: أداة للكذب.. والكاثوليكية: طفرة هائلة في حياة البشر

السبت، 30 نوفمبر 2019 09:00 ص
الكنائس ومواقع التواصل.. الكاتدرائية: أداة للكذب.. والكاثوليكية: طفرة هائلة في حياة البشر
السوشيال ميديا

بين الثروة المعرفية ومنفذا لترويج الأكاذيب، تشكل مواقع مواقع التواصل الاجتماعي تحديًا لقادات الكنائس القبطية والإنجيلية، في حين عملت الكنيسة الكاثوليكية على تنظيم مؤتمر كامل بعنوان الإعلام في خدمة الإنجيل لدراسة كيفية الاستفادة منها فى العمل الكنسي.
 
«عدوا كبيرًا وشرًا مستطيرًا» هكذا يرى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مواقع التواصل الاجتماعى، ويقول فى أحد عظاته إن تبادل الأخبار المزعجة يسبب الخوف ويضعف إيمان الإنسان، وكذلك المواقع المزعجة، ومن نسميهم الأشخاص المزعجين الذين لا يعرف حديثهم سوى الأمور المقلقة لذا يجب تجنب مثل هؤلاء الأشخاص.
 
وأوضح أن من يدرسون علم الاجتماع وجدوا أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعى أدت إلى ازدياد القلق الذى يؤدى لضعف الإيمان.
 
ثم يعود مرة أخرى ويقول أن الكتابات التى تمس السيرة أو تشوه الشخصيات أو تنشر الأكاذيب، فى مواقع التواصل الاجتماعى، أقوى من الرصاصة، مضيفا: "أحذر أن تكون كتابتك قاتلة، فما تكتبه أنت مسئول فيه عن كل كلمة، وكتاباتك المسمومة تسفك بها دماء الآخرين، وستحاسب عليها".
 
غير أن تحذيرات البابا من مواقع التواصل الاجتماعى لم تكن كافية لتمنع عنه شرها الذى يخشاه، فتأسست "جروبات" كثيرة ترى فى نفسها حامية للإيمان المسيحى وللكنيسة وتهاجم البابا بضراوة فى الكثير من القضايا العقائدية الأمر الذى يدفعه للرد عليها عبر متحدثه الرسمى.
 
كذلك فإن الأديرة التى يفترض فى رهبانها النسك والبعد عن الحياة الصاخبة، شهدت دخول مواقع التواصل الاجتماعى إليها، حتى أن بعض الرهبان صار لهم صفحات على الفيس بوك ينشرون من خلالها عظات وآيات من الإنجيل ويتواصلون مع شعب الكنيسة الأمر الذى كسر عزلة الراهب فى ديره، وهو ما تنبه له المجمع المقدس العام الماضى داعيًا الرهبان لغلق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى فيما عرف بقرارات ضبط الأديرة.
 
اعتبر الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية والهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، إن وسائل التواصل الاجتماعى هى أحد كنوز التقدم الإنسانى فى المرحلة الحالية والقادمة لأنها هزمت الأمية الحديثة بشكل غير مسبوق، فالقلم والورقة صنعا نقلة نوعية فى تاريخ البشرية ولكن لم يستطع الإنسان أن يتعامل مع المعرفة بقدر ما تتيحها مواقع التواصل الاجتماعى أما النقلة المعرفية التى ارتبطت بمواقع التواصل الاجتماعى مذهلة ولم تحدث من قبل فهناك فيض معلوماتى غير مسبوق.
 
وأشار رئيس الطائفة الإنجيلية والهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، إلى إن هذه السيولة فى المعلومات لها تأثيرات سلبية وإيجابية ولكن الفبركة أحد تحديات مواقع التواصل الاجتماعى على مستويين فبركة الخبر وفبركة الصورة مما تسبب فى اهتزاز مفهوم الحقيقة وذلك بسبب تضارب المعلومات والأفكار وتشابكها مضيفًا: أما فبركة الصورة فهى الأخطر لأنها ترتبط بالحقيقة وهذه العملية أدت إلى إعادة إنتاج صور جديدة وخطابات كراهية مختلفة لم يكن يتوقعها الفرد من قبل.
 
وأوضح زكى: أصبحت خطابات الكراهية تنتج ويعاد إنتاجها بطريقة غير متوقعة وخطيرة جدا، ففى علم التفسير نقول لا يجوز التفسير دون السياق أو أسباب التنزيل ولكن مع الفبركة تم إجهاض السياق ومن ثم يصبح خطاب الكراهية خطرًا لابد من التعامل معه محليًا وعالميًا مضيفًا: يسعى لبناء مجتمع التسامح الذى يسعى لوجود الآخر ويشعر إن للآخر مكانًا للآخر فيه وبه مكان للمختلف أما المجتمع الذى لا يستطيع ذلك فلا مكان للتسامح فيه.
 
بينما تعقد الكنيسة الكاثوليكية بمصر مؤتمرا بعنوان "الإعلام فى خدمة الإنجيل، تتدارس خلاله مع بطاركة الكنائس الكاثوليكية فى المشرق كيفية الاستفادة من الطفرة التى حققتها تلك المواقع لخدمة الرسالة الكنسية.
 
وقال الانبا إبراهيم إسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، إن موضوع الإعلام هو موضوع الساعة لا سيما أن وسائل التواصل الاجتماعى فى تطور مستمر وسريع ما يثير تخوفنا ويستدعى انتباهنا لكى نواكب هذا التطور بما يتناسب مع القيم وتعاليم الإنجيل.
 
أما الأب خليل علوان ، أمين عام مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك  قال إن التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى باتت تقود البلاد إلى ثورات وإسقاط حكومات وغير ذلك من المتغيرات التى تشهدها المنطقة.
 
وأضاف علوان:من هنا رأت الكنيسة أن تبحث فى هذا الموضوع وأن تدخل عالم التواصل الاجتماعى من الباب العريض لكى يكون هذا المسار العريض بمثابة خط الدفاع  للكنيسة تجاه كل من يهاجمها بشكل مباشر أو غير مباشر".
 
استكمل الاب علوان: لم يعد هناك اليوم حقيقة واضحة إنما حلت مكانها الحقيقة المضخمة ذات إيديولوجيات معينة تعمل ربما على تشويه السمعة والإيذاء أو لرفع مستوى شخص ما ليس على قدر المسئولية، وبالتالى فإن الكنيسة مدعوة لتدخل فى كل هذه الوسائل التكنولوجية والتقنية الحديثة التى يجب أن تكون فى خدمتها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق