تعنت الميليشيات الحوثية يُجهض مبادرات السلام في اليمن

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2019 06:00 ص
تعنت الميليشيات الحوثية يُجهض مبادرات السلام في اليمن
الحوثيون
كتب مايكل فارس

لا يمر يوم إلا وترتكب فيه الميليشيات الحوثية فى اليمن كارثة إنسانية ضد الشعب اليمني، مواصلة خرقها لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة؛ فمنذ محاولتهم السيطرة الكاملة على اليمن، ارتكب الحوثيون أفظع الجرائم البشرية فى حق الشعب.

 

وبحث رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك، مع رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار رئيس بعثة الأمم المتحدة في الحديدة الجنرال أباهيجيت غوها، في العاصمة المؤقتة عدن، آليات سير عمل البعثة الأممية، ولجنة تنسيق إعادة الانتشار والمعوقات التي تواجهها جراء استمرار تعنت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وعدم تقيدها بتنفيذ اتفاق أستوكهولم وخروقاتها المتكررة للهدنة الأممية.

 

ويعتبر استمرار التعنت والمماطلة من قبل مليشيات الحوثي في تنفيذ أي التزام بموجب اتفاق أستوكهولم منذ توقيعه في ديسمبر من العام الماضي برعاية الأمم المتحدة، يؤكد عدم جديتها في المضي نحو تحقيق السلام وتحدي الجهود الأممية والدولية،  بحسب رئيس الوزراء اليمني ، الذى أشار أيضا إلى  استماتة الحوثيين في محاولة تجزئة تنفيذ الاتفاق بشأن الحديدة وتغاضي الأمم المتحدة عن ذلك يعد تهديدًا لمسار السلام المقترح.

 

والخروقات والتصعيدات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية بما في ذلك استهداف مقر الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار ومستشفى أطباء بلا حدود، غير مبررة ويجب إدانتها بكل صراحة ووضوح، بحسب رئيس الوزراء اليمني، الذى شدد على موقف الحكومة اليمنية الثابت في ضرورة تنفيذ اتفاق الحديدة، خاصة فيما يتعلق بقوات الأمن والسلطة المحلية وانسحاب مليشيا الحوثي من موانئ ومدينة الحديدة وفتح الممرات الإنسانية.

 

من جهة أخرى، أشار رئيس بعثة الأمم المتحدة في الحديدة عن تقديره للدعم الذي تقدمه الحكومة للبعثة الأممية، وحرصها على إنجاح مهامها، مستعرضاً مع رئيس الوزراء اليمني، الجهود المبذولة لإنجاح اتفاق أستوكهولم بما في ذلك نشر خمس نقاط للرقابة الأممية على وقف إطلاق النار، ويأتي ذلك بعد أن أبدت السعودية، عقب بادرة جديدة، لإنهاء الحرب التي قاربت 5 سنوات بين الحكومة الشرعية في اليمن بدعم من التحالف العربي من جهة، والميليشيات الحوثية من جهة أخرى؛ حيث فتحت السعودية ذراعيها بالسلام لتبدأ صفحة جديدة قد تنهي هذه الحرب، وذلك بعدما أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة إنه أطلق سراح 200 أسير حوثي لدعم جهود السلام الرامية إلى إنهاء الحرب .

 

وتسعى كل من الأمم المتحدة والتحالف العربي على إنهاء الحرب اليمنية، وفتح أبواب السلام مع الحوثيين، لذا أعلن الأخير أنه سيخفف القيود على المجال الجوي اليمني للسماحِ برحلات من مطار صنعاء تنقل من يحتاجون للعلاج الطبي في الخارج، كما استقبل مطار الريان الدولي بساحل محافظة حضرموت أول رحلة لطيران الخطوط اليمنية بعد توقف دام حوالي 4 سنوات، ويأتي هذا عقب إعلان محافظ حضرموت، فرج البحسني، تدشين العمل بالمطار وإعادة استئناف الرحلات.

 

وبالفعل، بدت بوادر السلام من التحالف العربي، ووصلت أول رحلة عبر الخطوط اليمنية، إلى مطار محافظة حضرموت، وقد كانت قادمة من القاهرة، الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، عن فتح مطار الريان الدولي بمحافظة حضرموت، كما خاطبت ، جميع شركات الخطوط الجوية العاملة في الجمهورية اليمنية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة في اليمن بإعادة افتتاح مطار الريان الدولي وجاهزيته لاستقبال الرحلات الواصلة والمغادرة من وإلى المطار، وذلك بعد أن تم إغلاق المطار منذ عام 2015 بعد سيطرة تنظيم القاعدة على ساحل حضرموت، وبعد تحريرها على يد تحالف دعم الشرعية في اليمن عام 2016 بقي المطار مغلقاً.

 

تأتي الخطوات الرامية للسلام من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، لإنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2014، خاصة بعدما تمكنت السعودية من توحيد الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، في خطوة أخرى ستنهي قريبا الانقسامات الداخلية داخل اليمن، وجاءت الخطوات الجديدة، وسط أنباء عن اتصالات سعودية حوثية غير معلنة لبحث شروط إنهاء الحرب في اليمن، في ظل تأكيد وزير الخارجية العماني بعد لقائه وزير الخارجية الأمريكي في واشنطن أن الطرفين يرغبان فعلا في حوار مباشر بينهما الحرب القائمة.

 

شهدت اليمن حربا أهلية داخلية شرسة بين الجيش الوطني اليمني والميليشيات الحوثية دون حسم قاطع، على مدار 5 سنوات، لتأتي مؤخرا تصريحات نقلتها وكالة رويترز على لسان من وصفتهم بالمصادر المطلعة، تؤكدا أن السعودية تكثف محادثات غير رسمية مع جماعة "أنصار الله" الحوثية، بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن، منذ سبتمبر الماضي في الأردن، مشيرة ذات المصادر إلى أن  المحادثات بدأت بعد أن عرض الحوثيون وقف إطلاق الصواريخ، فيما قال مصدر رابع إن "المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات" لكن الرياض ما زال لديها مخاوف بشأن حدودها.

 

 وقد عرض الحوثيون فعلا طلبا لوقف إطلاق النار، ولكن بشرط وهو إيقافهم إطلاق الصواريخ والهجمات بطائرات مسيرة على مدن سعودية إذا أنهى التحالف الذي تقوده الرياض ضرباته الجوية على اليمن، بحسب مصادر تحدثت لـ"رويترز"، مضيفة أن المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات، لكن لدى الرياض مخاوف بشأن حدودها، كما صرح مسؤول سعودي قائلا: "لدينا قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016.. ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن"، كما بين دبلوماسي غربي لم تكشف الوكالة البريطانية عن هويته، أن الرياض تريد في نهاية الأمر صياغة اتفاق مع الحوثيين إلى جانب الاتفاق مع الجنوبيين لحشد الزخم للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق