قصة أحمد فؤاد نجم مع الغلابة ومستشفى سرطان الأطفال.. أعطاهم أمواله كاملة

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2019 01:00 م
قصة أحمد فؤاد نجم مع الغلابة ومستشفى سرطان الأطفال.. أعطاهم أمواله كاملة
محمد أبو ليلة

في مثل هذا اليوم الـثالث من ديسمبر عام ،2013 توفي أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة، واسم بارز في الفن والشعر العربي، أنه  الشاعر أحمد فؤاد نجم، والملقب بـالفاجومي المصري، والذي تعرض للسجن عدة مرات، ويترافق اسم أحمد فؤاد نجم مع ملحن ومغن أخر هو الشيخ إمام، حيث تتلازم أشعار " نجم " مع غناء " إمام " لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة 1967.

" نجم " الذي اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء في عام 2007، وفاز بجائزة الأمير كلاوس وهي جائزة هولندية لم يحصل عليها من العرب غير محمود درويش ونجم، وتبلغ قيمتها 100 ألف يورو، كانت له حكاية طريفة ومُهمة تؤكد عشقه للفقراء.

نجم ومستشفى سرطان الأطفال

حكى الشاعر إبراهيم داود، مدير تحرير الأهرام في تصريحات صحفية سابقة أنه في صبيحة يوم 3 ديسمبر من عام 2013، اتصل أحمد فؤاد نجم بصديقه رشدي جاد، وطلب منه أن يمر عليه بالمقطم، حيث كان يعيش، وبالفعل جاءه الصديق فطلب منه الشاعر الكبير أن يأخذه إلى البنك، وهنالك استعلم عن رصيده الذي تجاوز، " بعد حصول نجم على جائزة الأمير كالاوس"، المليون جنيه وعشرات الآلاف من الجنيهات المصري، فطلب من الموظف أن يضع المليون كاملاً في حساب مستشفى سرطان الأطفال.

وقال له نصاً: "حط الفلوس دي في المستشفى اللي بتعالج العيال الغلابة من السرطان"، ثم طلب منه أن يوزع المبلغ الصغير المتبقي على نوارة وزينب وأميمة.

وبعدها سحب مبلغ خمسة آلاف جنيه ووضعهم في جيبه، وقال الشاهد على الواقعة إنه حين وصل إلى باب البنك أعطى موظف الأمن خمسمائة جنيه بلا مبرر، وعلى الطريق كان "يكبش" دون حساب أو تقدير ويناول المال لكل مَن يقابله وهو يردد: "خد دول، هات حاجة لولادك".

images
 

نجم والغلابة

ثم استوقف سيارة أجرة وعاد بها إلى البيت، وكانت أجرة التاكسي لا تتجاوز بأي حال الخمسون جنيهاً، إلا أنه أعطى السائق ما تبقى في جيبه من مال، وهو مبلغ قد يتجاوز الألف جنيه، وقد اندهش سائق التاكسي وسأل: ما هذا؟ فقال نجم له " إنه رزق العيال".

وتابع: "في ذلك اليوم تحديداً توفي أحمد فؤاد نجم بعد أن وزّع كامل ثورته على الناس الغلابة الذين عاش بينهم ومعهم ودافع عنهم وعن قضاياهم وسُجن بسبب انحيازه إلى تلك الطبقة، " طبقة القاع والفقراء والمهمشين "... هذا هو نجم المناضل والشاعر والإنسان العظيم".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة