حادث جسر لندن.. هل تعيد بريطانيا حساباتها في ملف إيواء المتشددين؟

الأربعاء، 04 ديسمبر 2019 07:00 ص
حادث جسر لندن.. هل تعيد بريطانيا حساباتها في ملف إيواء المتشددين؟
حادث جسر لندن

بعد أيام قليلة من الحادث الذى وقع فى لندن المعروف إعلاميا بحادث «جسر لندن»، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي راح ضحيته شخصين ومنفذ الهجوم، وقال التنظيم الإرهابي، عبر وكالة «أعماق» الناطقة باسمه، إن منفذ الهجوم هو أحد عناصرها، وأنه استجاب لنداءات التنظيم باستهداف رعايا دول التحالف الدولي، الذي يقاتل التنظيم في سوريا والعراق.
 
إعلان داعش مسئوليته عن العمل الإرهابى يثير عدد كبير من التساؤلات، فى مقدمتها هل ستعيد لندن حساباته بشأن ملف إيواء شخصيات وجماعات متشددة ومنحهم اللجوء السياسى، ومن أبرز هؤلاء الإرهابى الهارب هانى السباعى، وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وهل ستشهد الأيام القليلة المقبلة ترحيل هذه القيادات من لندن، وما هى حقيقة العلاقة بين الإرهابيين ولندن؟
 
طرحنا هذه التساؤلات على عدد كبير من قيادات الإخوان السابقة، وخبراء متخصصون فى الحركات الإسلامية، حيث قال مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية،  مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، حذرت من الإرهاب كثيرا، وكل المؤرخون والمثقفون حذروا من فكرة رعاية الإرهاب، أو من إيواء قيادات الجماعة الإرهابية ، لكن «لندن واشنطن»، لا يهتمون بهذه التحذيرات، ويعتبرون أى وقوع أعمال إرهابية فى بلادهم أثر سلبى لخططهم، أو مثل بدل عدوى الطبيب، فأى طبيب يعالج شخص هناك عدوى محتملة .
 
وأكد نوح، أن الدول التى تستخدم الجماعات المتطرفة كسلاح لتحقيق أغراضها لن تنتبه لهذه الفكرة لأنها تحقق غاياتهم وأهدافهم بنسبة كبيرة، ولا يحزنون عند سقوط شخص أو اثنين فى هجوم إرهابى ببلادهم. وعن فكرة ترحيل المتشددين من لندن عقب هذا الحادث الإرهابى أمثال هانى السباعى، قال «نوح»، لن يتم ترحيله وسيظل متواجد فى لندن وتجديد اللجوء السياسى له، وإلا كان تم ترحيل جميع رؤس الإرهاب من هذه الدول بعد عملية تفجير الأبراج

وفى إطار متصل أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن كافة دول العالم التى رعت ومولت التنظيمات الإرهابية تجرعت مرارة الإرهاب، قائلا: «تاريخيًا لم يسلم أحد سواء كان شخص أو نظام أو حكومة من تجرع مرارة الإرهاب في حال مشى في مسار المناورة به أو توظيفه أو استخدامه كورقة للعب في المشهد السياسي بما يعني ذلك على أرض الواقع من اعطاء هذا التيار فسحة ومساحة للتحرك والنشاط ومنحه مزايا ووعود».

وقال الباحث الإسلامى، إن هذا الدرس المهم لم تتعلم منه الدول التي توظف تلك الجماعات اليوم في أوروبا وتحتضنها وترعاها وتوفر لها الملاذ لأن هذه الجماعات لا يكفيها رعاية واحتضان إنما تسعى لسلطة مطلقة واستحواذ كامل على الحكم حتى في بريطانيا نفسها.

وأضاف هشام النجار: «في كتاب النقط فوق الحروف لأحمد عادل كمال ، أحد قادة التنظيم السري للإخوان يحكي عن أحد قادة الإخوان أنه يحلم بأن يرفع الآذان فوق ساعة بج بن عندما تقوم الجماعة بفتح لندن، فبريطانيا تستخدم الإخوان وغيرها كورقة وظيفية لتحقيق بعض الأهداف المعروفة في وقت يكون لجماعة الاخوان رأي وهدف آخر مخفي لا تعلنه وكذلك غيرها من الجماعات التكفيرية، وكل منها له أسلوبه وطريقته في تحقيق أهدافه».

بدوره، قال منتصر عمران، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن الدول الراعية للإرهاب تستخدم الجماعات الإرهابية لتنفيذ خططها وتو جهاتها عن طريق استخدام العنف وإحداث فوضى في دول تراها معادية لها أو للحصول على مكاسب من هذه الدول، وفي نفس الوقت الجماعات الإرهابية تبحث عن دول تستضيفها ومنظمات ترعاها وتوفر لها المال والسلاح والمأوي لعناصرها وتعيش الجماعات على مثل هذا الدعم وغيره من الدعم اللوجستي.

وأضاف منتصر عمران، أنه فى البداية تكون هذه الجماعات وقادتها حمل وديع للدول الداعمة لها حتى يشتد عودها وتقوى شوكتها وعندها تبدأ تنفذ اجندتها الخاصة بها وعندما تجد في نفسها القوة والصلابة تحاول أن تعمل بعيدا عن الدول الراعية بل واقتضت الأمور أن تنقلب هذه الجماعات عن الدول الراعية بل ومن الممكن أن تنفذ عمليات ضدها او ضد مصالحها وهذا ما رأيناها في القاعدة عندما إنقلبت على أمريكا ربيتها وهي التي صنعتها.

وتابع عمران قائلا: «هكذا رأينا الجماعات الإرهابية تنقلب عن من يرعاها ويمولها او عندما يشتد عودها وعندما تتعارض مصالحها الخاصة مع مصالح الراعي لها، فهذه الجماعات ومن عاشرها يعلم جيدا أن مصلحة عليا تبحث عنها وفي سبيل تحقيقها نتحالف مع الشيطان من أجل تحقيقها فكل الوسائل محللة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق