الجمهور مش عايز كدة

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 09:37 ص
الجمهور مش عايز كدة
شيرين سيف الدين تكتب :

صفعات قوية على وجه الأعمال الهابطة يوجهها كل عمل درامي أو سينمائي جديد محترم يظهر للنور ، بعد أن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجمهور ( مش عايز كدة ) وهو ما يظهر من نسب المشاهدة المرتفعة وردود الأفعال والتفاعل مع هذه الأعمال،  ومن الواضح جدا أن الجمهور كان مشتاقا للأعمال ذات الهدف والمضمون ، فالجمهور المصري بطبعه متذوق لكل ماهو جميل ، ومنذ فجر التاريخ ومصر منارة للفن والفنون ، وما طفح على السطح في السنوات الأخيرة من فن هابط بحجة رغبة الجمهور في مشاهدته ماهو إلا تضليل لتدمير الهوية المصرية ، والتلاعب بالعقول للهبوط بها إلى الهاوية ، لكن هيهات فالجينات المصرية الأصيلة تميل إلى كل ماهو راق ، وحين يجد المواطن ضالته في عمل هادف وجيد تجده ينجذب إليه بشكل لا إرادي ، وتصبح نسبة مشاهدته عالية بشكل ملحوظ ، والدليل هو ما حدث مع فيلم "الممر" ، وأخيرا ونتمنى ألا يكون آخر ردود الأفعال حول مسلسل "ممالك النار " الذي جذب فئات كثيرة ومتنوعة من المشاهدين واستطاع جمع أغلب الناس في توقيت واحد لمشاهدته ، وبرغم إحداثه لشيئ من الجدل إلا أنه من وجهة نظري جدل صحي حيث بدأ العديد من المشاهدين البحث في التاريخ وإعادة قراءته كي يردوا على المشككين في أحداث المسلسل بالحجة والبرهان ، كما أن المسلسل أحيا روح الوطنية والغيرة على الوطن واستطاع توصيل رسالة هامة وهي تنفير المواطن وبخاصة الجيل الجديد من أي عدو يحاول المساس بأرض وطنه ، فالتاريخ عادة ما يعيد نفسه وعلينا أن نعتبر ونتعلم من دروس الماضي .
 
إن هناك أجيالا مع الأسف لا تعلم شيئا عن تاريخ وطنها وعن قصص أبطاله وشجعانه وليست لديهم أية معلومات حول من حافظ ومن فرط ، وأصبح مصدرهم الوحيد هو الدراما غير المصرية والموجهة لأسباب سياسية لذا كان من الواجب استخدام نفس الأسلوب في عرض الحقائق ودحض الأباطيل وتوجيه أبنائنا في الاتجاه الصحيح بدلا من تركهم فريسة للأفكار المغلوطة والمدسوسة .
 
كم مررنا مرور الكرام على منطقة باب زويلة ووكالة الغوري وغيرها من مناطق مصر العتيقة والأثرية التي شهدت أحداثا وبطولات نجهلها ، وعاش على أرضها اجيال وأبطال اختفت سيرهم ، واستطاع المسلسل فجأة إعادة سيرة أحد هؤلاء الأبطال ( طومان باي) الذي دافع بحياته عن أرض مصر ،  ورغم مرور السنوات الطوال إلا أنه تربع من جديد في قلب كل مصري وطني غيور على أرضه ، وبدأ الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء له ، ودعوة بعضهم البعض لقراءة الفاتحة على روحه  حتى وصل الأمر أن قام البعض بعمل عمرة له ! ولا عجب فهذا كله بفعل تأثير القوى الناعمة الحقيقي الذي لو تم استغلاله باستمرار بشكل صحيح لأصبح الحال غير الحال .
 
لذا دائما ما نؤكد على دور الفن الكبير في التثقيف وتعديل السلوك وتغيير الأفكار لأن مفعوله بالفعل كالسحر ، ومع كل عمل قوي محترم جديد نتأكد من الأمر ونشاهد بأعيننا النقلة النفسية والفكرية التي تحدث لنسبة كبيرة من المجتمع .
 
بالطبع لن يحصل أي عمل فني على إجماع كامل لكن يكفي أن يحرك المياه الراكدة في الاتجاه الصحيح ، وحتى إن كان هناك معارضون ومشككون في صحة أحداث المسلسل إلا أنهم بمعارضتهم هذه اعترفوا ضمنيا بمتابعتهم له ، وهو ما أدى لتبادل الأفكار والحديث حول التاريخ ، وأيا كان فكر الشخص يكفي أن الدفة انتقلت إلى مسار مختلف بعيدا عن البلطجة والمخدرات والألفاظ البذيئة ووجه البعض للبحث والقراءة لمعرفة الحقيقة .
 
ومما لا شك فيه أن المسلسل استطاع إحياء الروح الوطنية وإعلاءها من جديد والتأكيد على ضرورة الدفاع عن الأرض والعرض بكل ما أوتينا من قوة حتى وإن كان الثمن أرواحنا فنحن جميعا راحلون ومصر باقية إن شاء الله .

 

تعليقات (3)
مسلسل راىع فعلا
بواسطة: فادي
بتاريخ: الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 01:26 م

فعلا الشىء الجيد لا يختلف عليه اتنين مسلسل ممتاز بمعنى الكلمه وياريت نزيد من هذه الأعمال الجيده لكى يرتفع المستوى

مقال حقيقي
بواسطة: عاطف
بتاريخ: الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 01:29 م

فعلا الجمهور بيفرح بالفن المحترم وبينظره

سلم قلمك
بواسطة: Nagwa
بتاريخ: الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 03:59 م

بالفعل نحتاج إلى فن محترم وأعمال محترمة مثلما نحتاج لأقلام صحفية محترمة . المسلسل لا جدال عليه سوى من كارهي انفسهم ونتمنى مشاهدة المزيد

اضف تعليق