منظمة التعداد السكانى الدولية: مصر فى الترتيب الـ150 عالميا بمعدلات الانتحار

الأحد، 15 ديسمبر 2019 11:00 ص
منظمة التعداد السكانى الدولية: مصر فى الترتيب الـ150 عالميا بمعدلات الانتحار
الانتحار
محمد الشرقاوى

 

تركيا تتصدر قوائم الانتحار لأسباب سياسية واقتصادية

عناصر داعش الأعلى انتحارا لأسباب دينية.. والإخوان فى القائمة 

 
 40 ثانية يوميا كفيلة لإنهاء حياة آلاف البشر، فمجرد فكرة فى الانتحار تتحول لواقعة جعلت من 800 ألف شخص فى عداد الموتى فى كل عام، وفق منظمة الصحة العالمية، فى الشهور الثلاثة الماضية.
 
المنظمة نشرت أرقاما صادمة أكدت أن فرضية الانتحار باتت على مقربة من تصدر قائمة مسببات الوفاة، خاصة فى فئة الشباب، فغالبا ما يكون أعلى من عشرة إلى عشرين مرة، فعلى الصعيد العالمى، فإن هناك 1.4 ٪ من الوفيات نتيجة الانتحار فى عام 2017، ومن بين كل 100 ألف شخص يموت 10 بسبب الانتحار- فى حين تتراوح معدلات الانتحار بين أكثر من 20 لكل 100 ألف فى جميع أنحاء أوروبا الشرقية وكوريا الجنوبية وزيمبابوى وغويانا وسورينام، بينما تصل معدلات الانتحار إلى أقل من 5 لكل 100 ألف شخص فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط وإندونيسيا وبيرو وبعض دول البحر المتوسط، لنصل فى النهاية إلى متوسط 16 فردا من بين كل مائة ألف، وفق الصحة العالمية، ومن المتوقع بحلول عام 2020 أن يرتفع معدل الوفيات بسبب الانتحار إلى واحد كل 20 ثانية.
ولم تشهد دول كمصر، حالة انتحار واحدة، بمسبب سياسى واقتصادى واحد، غير أن حالات الانتحار تتراوح مسبباتها بين مرض نفسى وضغوط اجتماعية وخلافات داخل الأسر، يقول خبراء إن الأمر ليس بجديد على الوطن العربى، لكن الرأى العام بات يراه كثيرا لنشره على مواقع التواصل الاجتماعى.
ووفقا لإحصائية منظمة التعداد السكانى الدولية للعام الحالى 2019،  فإن نسبة الانتحار فى مصر هى الـ 150 من 183 دولة.
وفى ظل وجود تيار يقول إن تعزيز الوازع الدينى داخل الشباب سيكون له أثر فى الحد من مسببات الانتحار، إلا أن المفكر سمير مرقص كان له رأى آخر، بقوله إن البعض الآخر قد يواجه هذا التغير بالاستغراق فيما يغيبه عن العالم سواء بالتشدد الدينى أو باستخدام ما يفقده توازنه أو عقله سواء بالإدمان أو التعاطى، ويعد الانتحار ذروة عدم القدرة على التعايش أو إدارك وفهم لحظة الانتقال الكبرى التى يعيشها العالم. 
ويقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى فى الأكاديمية الطبية بالقاهرة، إن التركيز الإعلامى على حوادث الانتحار هو ما قد جعل الناس يلتفتون إلى الأمر، خاصة أن المنتحرين من الشباب صغير السن، فى وقت يبحثون فيه عن الشهرة وبعضهم يعانى من إهمال عاطفى أو إحباطات على مستويات حياتية معينة، مؤكدا على أن الأمر لم يصل بعد إلى حد الظاهرة، وحتى تصبح كذلك يجب أن تصل نسبة الانتحار إلى 25% من الشباب فى العالم العربى، وهذا لم يحدث بعد.
يضيف فرويز لـ«صوت الأمة»، أنه لا توجد علاقة بين المرض النفسى والتدين، فهناك فارق بين الرضا النفسى والمرض النفسى، والأخير هو تغيرات كيمياوية تدفع بالمريض إلى ذلك، علاوة على مسببات انتحار عضوية وأمراض غير مرجو شفاؤها.
وعما يروج إعلاميا عن أن مصر هى أعلى الدول العربية فى معدلات الانتحار، قال فرويز إن ذلك غير صحيح، فمصر فى المرتبة الرابعة عربيا، بعد الكويت ولبنان والأردن و79 عالميا، بالنظر إلى التعداد السكانى العالى، ويرى استشارى الطب النفسى، أن ما يتداول عن حملات للدعم النفسى له إيجابيات فى بعض الوقت، لكن على الجميع أن يدعم اتجاه الذهاب لخبراء الطب النفسى على الفور لتلقى العلاج ودفعه إلى ذلك وتشجيعه ومساعدته، لكن يجب الحذر مما يقال فى هذا السياق ممن يشجعون المريض على التحدث إليهم فقط، وكأن هذا نوع من العلاج، فى حين أن المريض عندما يصل لحافة الانتحار فلا مجال معه لا للكلام ولا حتى للذهاب لعيادة الطب النفسى، وإنما يدخل إلى مستشفى طب نفسى فورا يكون مجهزا لمن هم على شفا الإقدام على الانتحار ليقدم لهم العلاج وفق البروتوكول الدولى المتعارف عليه والمقر دوليا.
الانتحار فى بعض الجماعات الدينية قد يكون فرض كفاية لتحقيق أهداف بعينها، وهو ما كان يعتمد تنظيم داعش الإرهابى فى تحقيق أهداف خاصة فى دول سوريا والعراق وبعض الدول الأوروبية، درجة أنه كان يطلق لها حملات كاملة، بعدد كبير من العمليات، وفق خبراء الإسلام السياسى.
ونفذ تنظيم داعش الإرهابى 1095 عملية، فى الفترة من 1 ديسمبر 2015 حتى 1 نوفمبر 2016، وكان العراق وسوريا مسرحا مشتركا لأكثر من 86 %، وفق المركز الدولى لمكافحة الإرهاب، ومقره هولندا، الذى أجرى دراسة مفصلة عن هذه العمليات، ليكتشف أن الانتحاريين الأجانب القادمين من طاجكستان، الدولة الجبلية فى آسيا الوسطى، وليس المقاتلون العرب (من خارج العراق وسوريا)، هم أكثر من نفذ عمليات انتحارية ضمن المقاتلين الأجانب فى صفوف داعش.
شباب الإخوان الهاربين فى تركيا يقدمون على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة
مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، قال فى تقرير له أكتوبر الماضى، إن وحدة الرصد والمتابعة كشفت إقدام عدد كبير من شباب الإخوان الهاربين فى تركيا على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التى يعيشونها نتيجة عدم وجود موارد مالية وعدت قيادات الإخوان بتوفيرها لهم من خلال صناديق الدعم التى تقوم قيادات الجماعة الإرهابية بتوفيرها من التبرعات التى تجمعها من المراكز والجمعيات الخيرية التابعة لها فى دول مختلفة تحت أسماء وهمية.
وأوضح المرصد أن ارتفاع معدل الانتحار بين شباب الجماعة الإرهابية لا يرجع إلى أسباب اقتصادية فى المقام الأول، بل هناك أسباب نفسية نتيجة حالة اليأس التى وصل إليها الشباب جراء الصدمة التى اكتشفوها فى قيادات الجماعة الإرهابية التى استخدمتهم كدروع بشرية يحتمون بها لتحصيل مكاسب سياسية.
وتؤكد الارقام والاحصائيات أن تركيا تتصدر دول العالم فى الانتحار لأسباب سياسية واقتصادية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية هناك، وارتفاع معدلات القمع السياسى وتحديدا فى الفترة التى تلت الانقلاب الفاشل فى يوليو 2016، وهناك مجموعة من الأرقام تقول: إن هناك 50 ألفا و378 شخصا انتحروا خلال 16 عاما، بمعدل  ألفين و963 مواطنا تركيا ينتحرون فى العام الواحد، وبمعدل  246 مواطنا تركيا ينتحرون فى الشهر الواحد، أى ما يقرب من 8 أشخاص ينتحرون فى اليوم الواحد. 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة