يوسف أيوب يكتب: من الجنوب إلى أرض الفيروز.. رسالة سلام للعالم

السبت، 14 ديسمبر 2019 05:00 م
يوسف أيوب يكتب: من الجنوب إلى أرض الفيروز.. رسالة سلام للعالم

من الجنوب إلى أرض الفيروز.. رسالة سلام للعالم

الصورة الجماعية التذكارية لرؤساء الدول والحكومات الأفارقة ورؤساء الوفود وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية المشتركة فى النسخة الأولى من منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامة

الرسالة المصرية التى توليها الدولة اهتماماً شديداً أنه دون الاستقرار السياسى والأمنى لن تتحقق التنمية

منتدى أسوان كان تأكيداً للدعوة إلى الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية لأنه وفر المنصة الحوارية التى كنا بحاجة لها
 
من أسوان بأقصى الجنوب إلى الشرق، حيث أرض الفيروز، رفرفت أعلام السلام على الأراضى المصرية تزامنا مع استضافة حدثين هما الأبرز، الأول «منتدى التنمية والسلام»، الذى عقد على مدار يومى الأربعاء والخميس الماضيين، ليسلم الراية لمنتدى شباب العالم، الذى سينطلق رسميا اليوم، السبت، بحضور أكثر من 5 آلاف شاب وفتاة أتوا إلى شرم الشيخ من مختلف دول العالم ممثلين للقوى الشبابية الفاعلة، التى تملك الأفكار والروح المتجددة، التى أكدت مصر أن العالم فى حاجة شديدة لها فى ظل الكثير من المخاطر والتحديات التى تواجه دول العالم فى الوقت الراهن.
 
 أن رسالة الحدثين تبدو مختلفة، فالأول يركز فى مضمونه على السلام فى أفريقيا، والثانى فى شرم الشيخ منصب على قضايا إنسانية وسياسية واقتصادية وثقافية تهم العالم كله، لكن الرابط بين الاثنين أنهما يسيران تحت سقف واحد، وهو الدعوة إلى نشر السلام فى العالم كله، رسالة تنطلق من مصر التى لها الأولوية دوما فى هذا المضمار، خاصة أنها فى كل تحركاتها لا تتحدث فقط عن مصر والتحديات التى تواجهها، لكن بما تملكه الدولة المصرية من رصيد حضارى وثقافى، فإنها تستخدم ما تملكه من إمكانيات، وتواصل مع الجميع فى تعميق رسالة السلام بين الشباب والقادة، وهى الرسالة التى تحرص عليها مصر دوما، والتى أخذ الرئيس عبد الفتاح السيسى على عاتقه توصيلها فى كل محفل وفعالية دولية أو إقليمية شارك بها، ما جعله أكثر قادة العالم دعوة للسعى نحو السلام والأمن والاستقرار وسط عالم تسيطر عليه الكثير من الأزمات والمخاطر أيضا التى أصبحت تهدد الأمن والسلم الدوليين.
الرسالة المصرية التى توليها الدولة اهتماما شديدا أنه دون الاستقرار السياسى والأمنى لن تتحقق التنمية، ولن تستفيد الدول من إمكانياتها ومواردها، ارتباطا أيضا بفتح مجال المشاركة أمام أفكار خلاقة، لا تقتصر على «الدوائر الصغيرة» لمراكز القرار فى الدول، بل يجب أن تتسع هذه الدائرة لتشمل الخبرات مع الطاقات الشبابية التى عانت لسنوات طويلة من الإهدار والإهمال أيضا، لذلك جاءت فكرة منتدى شباب العالم، الذى انبثق عن فكرة مصرية خالصة وهى المؤتمرات الوطنية للشباب التى جددت شرايين الدولة فكرا وسياسة وعلى المستوى التنفيذى أيضا، من خلال الاستفادة مما يطرحه الشباب من أفكار «خارج الصندوق» لتطوير العمل والأداء العام للدولة، وصولا إلى الدفع بمجموعة كبيرة من الشباب فى العمل التنفيذى، بعد خضوعهم لفترات تدريبية تمنحهم الثقة فى أنفسهم أولا، وتجعلهم قادرين على مواجهة الأزمات وأيضا البيروقراطية والتغلب عليها.
من ينظر إلى ما يحدث حاليا من أسوان إلى شرم الشيخ، سيصل إلى نتيجة مفادها أن الدولة المصرية لم تعد تلك الدولة المنكفئة على ذاتها، كما أرادت لها بعض القوى الإقليمية والدولية التى غذت فكرة الفوضى فى مصر بعد أحداث 2011، وأصبحت مصر فى غضون سنوات قليلة لم تتعدى الخمس، دولة مبادرة ومشاركة فى صنع القرار الدولى والإقليمى، وهذا كله يرجع إلى تغيير نمط التفكير، من خلال فتح الباب أمام الأفكار الجديدة والخلاقة، وطرق الأبواب المغلقة بكل قوة، دون الخوف من أى مخاطر أو معوقات.
فى أسوان تواجد عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة فى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة الذى أصبح من اللحظة الأولى منبرا أفريقيا فريدا، سيمثل منصة قارية وإقليمية أيضا للنقاش والحوار وتبادل الخبرات، على أرضية الفهم الأفريقى المشترك لمشاكلهم، وبالتالى العمل من الداخل على تغيير الواقع الذى تعيشه القارة، وفق أجندة أفريقية ترفع من شأن السلام والتنمية معا، وهو ما سعت له مصر حتى قبل أن تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقى هذا العام، من خلال مجموعة من التحركات والإجراءات.
الرئيس السيسى فى المنتدى أكد هذه الرسالة بقوله «إننا جميعا نعى العلاقة الوطيدة بين تحقيق التنمية واستقرار حالة الأمن والسلم فى قارتنا»، وأنه إذا كنا قد استطعنا سويا التغلب على بعض المعوقات فى سبيل إحلال السلام ودفع التنمية، فإن نجاح مجهوداتنا المتواصلة بات يتطلب منا المزيد من التضافر، وتكثيف العمل لمسابقة الزمن وصولا إلى الأهداف التى نسعى إليها، مع التأكيد على أن المنتدى سيدعم مساعى القارة نحو تطوير بنية السلم والأمن الأفريقيين بشكل شامل ودائم، بالتوازى مع تحقيق التكامل بين هذه البنية وبين جهود تحقيق التنمية المستدامة، وكذا بين بناء السلام والدبلوماسية الوقائية والوساطة وبين جهود التعامل مع جذور الأزمات التى تواجه القارة.
الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية
حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية، كان هذا هو الشعار الذى رفعه الرئيس السيسى منذ سنوات، وهو ما أكده أيضا من خلال هذا المنتدى، الذى قال عنه «إننا آثرنا أن يكون المنتدى أفريقيا فى كل تفاصيله، سواءً من حيث الفكرة أو عملية الإعداد الموضوعى والتنظيمى أو برنامج العمل والجلسات، فمنتدى أسوان يعبر عن ملكية أبناء القارة لمصيرهم، ويُجسد ريادتهم فيما يتعلق بالشأن الأفريقى، وإن هذه هى الضمانة الرئيسية لأن يتصدى المنتدى للمشكلات التى تواجه القارة وأن يطرح لها الحلول، وأن يبرز الفرص القائمة ويضع الخطط لاغتنامها، الأمر الذى لا يتناغم مع الانفتاح على التعاون مع الشركاء الدوليين على أساس تحقيق المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة».
حينما أطلق الرئيس السيسى شعار «الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية»، لم يرد له أن يظل شعارا، بل منهج عمل تسير عليه دول القارة، لذلك اقترن إطلاق الشعار مع الدعوة لتضافر الجهود الجماعية لكل دول القارة لمواجهة التحديات والمشكلات التى تواجهنا جميعا، لأننا أدرى من غيرنا بالمشاكل وحلولها أيضا، لذلك علينا السعى إلى صياغة خطط واستراتيجيات محددة تهدف إلى تحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية فى مختلف المجالات، وكانت البداية حينما نجحت أفريقيا فى صياغة أجندة التنمية 2063 التى تلبى أهدافها احتياجات أبناء القارة، فضلا عن اعتماد المبادرة الأهم وهى «مبادرة إسكات البنادق بحلول عام 2020»، التى تهدف إلى القضاء على كل النزاعات والصراعات فى القارة مع حلول عام 2020 من خلال إعداد أطر تنفيذية واضحة تعالج جذور النزاعات، وتساهم فى إعادة الإعمار والتنمية فى فترة ما بعد انتهاء الصراع، ولا شك أن تفعيل تلك المبادرة يمثل ركنا أساسيا فى تحقيق الاستقرار فى ربوع القارة، خاصة من خلال بناء مؤسسات الدولة الوطنية وتمكينها من الاضطلاع بمهامها والحفاظ على مقدراتها ومساعدة شعوبها على الانطلاق نحو التنمية والرخاء.
منتدى أسوان كان تأكيدا للدعوة إلى الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، لأنه وفر المنصة الحوارية التى كنا بحاجة لها، المنصة التى تتيج للقادة الأفارقة إعلان توافر الإرادة السياسية لحل النزاعات القائمة، وتحصين الشعوب والدول من أى حروب ونزاعات ومخاطر مستقبلية، والتزام دول القارة بتحقيق النهضة الشاملة التى صاغت خطتها دول القارة؛ لأنه كما قال الرئيس السيسى «تؤمن مصر بأن السبيل الأمثل لإقرار السلام والاستقرار فى القارة الأفريقية، وفى العالم، هو العمل على معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات التى تهدد السلم والأمن، ومنع نشوب النزاعات والأزمات فى المقام الأول، لا سيما من خلال وسائل الدبلوماسية الوقائية والوساطة لتسوية الخلافات التى قد تنشأ بين الدول».
بالتأكيد هناك قوى إقليمية ودولية لا تريد أن ترفع يدها عن القارة السمراء، لأنها ترى فيها المستقبل، وتريد أن يكون لها نصيب فى كعكة الموارد، ومن هنا وجه منتدى أسوان دعوة للمجتمع الدولى أن يتخلى عن أطماعه، وأن يساند أفريقيا لدعم أمن واستقرار دولها، استنادا إلى مبدأ سيادة الدول والدور المحورى للحكومات فى صياغة اتفاقيات السلام وخطط التنمية وفقا للأولويات الوطنية، بما يرسخ الملكية الوطنية لهذه الجهود، خاصة أن تحقيق السلام واستمراره على المدى الطويل لن يتحقق سوى بتعزيز قدرة الدول والحكومات على بسط سيادتها على كامل ترابها، والارتقاء بقدراتها المؤسسية فى شتى المجالات، فالدولة الوطنية هى الوعاء الذى يضمن الأمن والاستقرار اللازمين لاستدامة التنمية، وفق ما أكده الرئيس السيسى.
وحينما نتحدث عن منتدى أسوان للسلام والتنمية الذى عقدت دورته الأولى الأسبوع الماضى، تحت عنوان أجندة للسلام والأمن والتنمية المستدامة فى أفريقيا، استنادًا إلى «أجندة 20٦3: أفريقيا التى نريدها»، وإلى مبدأ «الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية»، يجب هنا الإشارة إلى أن فكرة المنتدى مصرية المنبع والتخطيط، وجاءت بالتوازى مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى وريادتها لموضوعات إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات فى أفريقيا، فقد بادرت بتدشين منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، ليكون المحفل الأول من نوعه فى أفريقيا لدراسة العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة، وإيجاد حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية، من خلال الربط بين السياسات والممارسات العملية، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات والمسئولين رفيعى المستوى من الحكومات، والمنظمات الدولية والإقليمية، والمؤسسات المالية، والقطاع الخاص، والمجتمع الدولى، والخبراء، للتباحث بشأن التحديات والفرص التى تواجهها القارة، ووضع التوصيات الكفيلة بالتعامل معها، حيث وفر المنتدى للجهات الفعالة والشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين فرصة تقييم الفرص والتحديات الحالية للسلام والأمن والتنمية فى أفريقيا؛ ووضع توصيات وأدوات عملية مناسبة للسياق لتعزيز تنفيذ أجندتى «التنمية المستدامة» و «استدامة السلام»، فضلا عن توفير منصة رفيعة المستوى لجميع الشركاء لاستكشاف سبل جديدة ومبتكرة للتعاون المستقبلى.
ولنجاح الفكرة أنشأت القاهرة مجلسا استشاريا دوليا للمنتدى، يضم شخصيات مرموقة دولية وأفريقية، يقدم التوجيه الاستراتيجى، ويشرف على تنظيم المنتدى، ويتولى مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام التابع لوزارة الخارجية مهام السكرتارية التنفيذية للمنتدى، وهو أحد مراكز التميز المعتمدة من الاتحاد الأفريقى فى التدريب والبحوث وبناء القدرات، وذلك تحت إشراف لجنة تنسيق وطنية، تترأسها وزارة الخارجية المصرية، على أن يدعم المركز شركاء المعرفة من المراكز التدريبية والبحثية الأفريقية والدولية.
تصدى مصر لفكرة إقرار السلام والتنمية فى دول القارة، يرجع إلى أن الدولة المصرية تمتلك تجربة ثرية فى هذا المجال، فخلال السنوات الماضية خاضت مصر تحديا كبيرا، ففى 2013 راهنت الجماعة الإرهابية ومريدوها على ضياع هذا البلد وانهياره وأعلنوا صراحة رغبتهم فى الانتقام من الشعب الذى قال كلمته وخرج عن بكره أبيه للشوارع والميادين مطالبا برحيلهم عن سُدة الحكم، فتوعدت الجماعة وخططت ودبرت ونفذت، وكانت النتيجة عشرات العمليات الانتحارية التى وقعت فى مختلف محافظات مصر، وراح ضحيتها مئات الأرواح الطاهرة من مواطنين بسطاء ورجال شرطة وجيش، وكانت مصر فى هذا التوقيت على شفا حرب أهلية وانقسام مدمر ما بين أنصار الجماعة الإرهابية ورافضيها، لولا أن قال الشعب كلمته من جديد وفوض قادته حينها لمواجهة الإرهاب.
تخيل السيناريوهات التى كانت تنتظر مصر وقتها وفخ الحرب الأهلية الذى كانت على شفا الوقوع فيه، كان أمرا طبيعيا ونتيجة معروفة بناء على الأحداث التى شهدتها الدول المحيطة بها مثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المنتدى أمام المشاركين، «تجربتنا فى مصر أتصور أن ما يحدث وحدث فيها هو صورة مصغرة للواقع الأفريقى الذى نعيشه،  ففى 2013 كانت مصر تواجه تحديات كبيرة جدا بما فيها حرب أهلية وإرهاب ولم يكن أمامنا خيارات وقتها وسألنا أنفسنا هل نواجه الإرهاب ونتوقف عن التنمية أم نحقق التنمية ونتخلى عن مواجهة الإرهاب، وقررنا التحرك فى المسارين مجال التنمية المستدامة، وتعزيز منظومة السلم والأمن الأفريقية».
من فخ الوقوع فى براثن الفوضى والحرب الأهلية إلى دولة تخوض حرب التنمية والسلام معا، هذه هى التجربة التى تريد مصر أن تعمم فى دول القارة، فالكثير من دول القارة تعيش واقعا مشابها للواقع الذى عاشته مصر السنوات الماضية، لكن الفارق أن مصر واجهت التحدى، ولم تنتظر مساعدة من أحد، فحققت ما كان يعتبره الكثيرون مستحيلا، وكان أكبر تحد يواجهنا هو تحدى الإرهاب، لكن نجحنا فى مواجهته، كما أن دول القارة قادرة على مواجهة الإرهاب والنجاح فى القضاء عليه.
أرض الفيروز بحلة شبابية
من أسوان انطلقت الراية إلى شرم الشيخ، حيث النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم، الحدث الأبرز على المستوى الشبابى عالميا، فالرسالة واحدة وإن تعددت المعانى والمفاهيم، فعلى أرض السلام اختارت مصر أن تدشن أكبر منصة حوارية شبابية فى العالم، منصة لا يقتصر الحوار فيها على الشباب، وإنما تعمل على دمج الشباب مع الخبرات والقادة أيضا، لإثراء الحوار والنقاش، وحتى لا يكون الحوار من جانب واحد، بل ممتد ومتواصل، بهدف الوصول إلى حلول خارج الصندوق.
من ينظر إلى الموضوعات المطروحة للنقاش على المنتدى سيجد أننا أمام منعطف مهم، فمن الأمن الغذائى إلى الذكاء الاصطناعى، والتعاون والحوار بين الحضارات والتغيرات المناخية، ومن قبله كان هناك حديث عن الهجرة غير الشرعية، ودور الفنون فى مواجهة التحديات، وغيرها من الموضوعات التى تشير إلى تغيير فى الفكر العام، بعدما باتت القضايا الإنسانية هى المسيطرة، وكل ذلك يقودنا إلى نفس الفكرة، وهى أن السلام والتنمية هما الشغل الشاغل للعالم كله اليوم، فلم يعد هنا أى رغبة فى أن يستمر الصراع المسلح، ولا الصدامات العسكرية، لأن لغة العالم الآن تغيرت، وأصبحت القضايا الإنسانية هى التحدى الأكبر الذى يواجه الجميع، لذلك كان منتدى شباب العالم فى الصدارة من خلال طرح هذه القضايا للنقاش على طاولة حوارية موسعة تضم الشباب من كل دول العالم، مع القادة وأصحاب القرار والفكر والمؤثرين فى اتخاذ القرار بالمجتمع الدولى، حتى يستطيع الشباب أن يصلوا بأفكارهم وأصواتهم إلى مراكز القرار والحكم، وهو تغير ومنعطف جديد، لم يكن ليحدث لولا فكرة المنتدى التى جاءت كما سبق وقلت كفكرة شبابية مصرية خالصة نبعت من وحى المؤتمرات الوطنية للشباب، التى أطلقها الرئيس السيسى فى نهاية 2016، وحققت نجاحا وصدى داخليا ودوليا، وكانت دافعا لطرح الفكرة الأشمل وهى أن يتشارك شباب العالم والشباب المصريون فى تجربتهم الحوارية الخلاقة مع مؤسسات الدولة، والتى أثبتت جدواها ونجاحها على مدار السنوات الماضية.
بمجرد الوصول إلى شرم الشيخ، ستجد أنها ارتدت الحلة الشبابية، فأكثر من خمسة آلاف شاب أتوا إليها من 196 دولة، كل منهم جاء ولديه حلم وفكرة، ويدرك أن المنتدى هو المنصة التى يستطيع من خلالها توصيل فكره ليس فقط لدولته وإنما لكل دول العالم، وهو ما جعل الحماس هو المسيطر على كل المشاركين فى المنتدى، خاصة أن النسختين الأولى والثانية كانتا مؤشرا ورسالة على أن المنتدى ليس فقط للاستعراض، وإنما للحوار الجاد والبناء، وأنه وسيلة لتوصيل صوت الشباب إلى العالم كله، وحتى تصل أفكارهم ورؤاهم إلى مراكز الحكم لتجد طريقها إلى التنفيذ.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق