مسعى «باكستاني وأفغاني وأمريكي وصيني» إلى رسم خارطة طريق للسلام في أفغانستان
الإثنين، 11 يناير 2016 10:51 ص
انطلق اجتماع رئيسي للسلام في العاصمة الباكستانية إسلام آباد تشارك فيه 4 دول كبرى، هي (أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة)، على أمل وضع خارطة طريق للسلام في الدولة الأفغانية التي مزقتها الحرب.
يأتي الاجتماع مع تزايد الخسائر في ساحات المعارك في أفغانستان وسقوط مساحات كبيرة بيد طالبان والتي كلف تأمينها المئات من قتلى قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات الجيش الأفغاني.
وفي بداية الاجتماع، صباح اليوم الاثنين، حذرت باكستان، الدولة المضيفة التي تعتبر العامل الأهم في جلب فصائل طالبان إلى طاولة المفاوضات، من الصعوبات المستقبلية.
وحذر سارتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية، من اتخاذ قرار قبل أوانه يفيد بأن فصائل طالبان مستعدة لإجراء محادثات، مطالبا بدلا من ذلك "باتخاذ اجراءات لبناء الثقة" لجلب حركة طالبان المتمردة إلى طاولة المفاوضات.
لكن محللين ومشاركين على حد سواء يقولون انه برغم اجتماع أربع دول إلا أن الكثير من الأمل في إحراز أي تقدم يقع على عاتق باكستان - المتهمة بإيواء بعض من أشرس فصائل طالبان، من بينها جماعة حقاني، التي أعلنتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية. من جانبها، تقول باكستان ان نفوذها على حركة طالبان مبالغ فيه.
وقال عزيز، لأسوشيتد برس في وقت سابق، "حتى في أفضل الأحوال، لم تكن طالبان تصغي لنا." وأضاف "انظروا الى باميان" مشيرا الى تدمير طالبان لبعض أثمن تماثيل بوذا في العالم في صيف 2001. وكانت حركة طالبان قد فجرت تمثالين لبوذا متجاهلة صيحات المعارضة حتى من جانب باكستان.
ورفض عزيز القول ان كانت لدى باكستان قائمة بأسماء ممثلي طالبان الذين على استعداد للدخول في مفاوضات سلام. وكان جاويد فيصل، نائب المتحدث باسم الرئيس التنفيذي لأفغانستان عبد الله عبد الله قد أعلن عن وجود قائمة كهذه يوم امس الأحد.
في بداية المؤتمر اقترح عزيز أن تحديد فقط أولئك من طالبان المستعدين للحوار سيكون سابقا لأوانه، داعيا بدلا من ذلك أن يتجنب المشاركون وسائل الإعلام وأن يعملوا على إيجاد طرق لجلب حتى أكثر المتعنتين من طالبان لمحادثات سلام.
وقال إن تجمع إسلام أباد في حاجة "لتحديد الاتجاه العام لعملية المصالحة، جنبا إلى جنب مع الأهداف والمستهدفات التي يرغب في تحديدها بهدف خلق بيئة مواتية لعقد محادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية ومجموعات طالبان".
قالت جماعة منفصلة عن طالبان اليوم الاثنين إنها مستعدة لإجراء محادثات. ظهر هذا الفصيل في أعقاب كشف النقاب العام الماضي عن وفاة زعيم ومؤسس طالبان الملا محمد عمر، ومن المعتقد أنه فصيل صغير نسبيا ومن غير المرجح أن يؤدي غيابه عن ساحة المعركة إلى تغيير في الوضع.
إمتياز غول، الذي يبحث "مركز البحوث والدراسات الأمنية" التابع له بشكل عميق في النزاع الأفغاني وانخراط باكستان لعشرات السنين، يقول إن باكستان لديها نفوذ كبير مع طالبان بقيادة أختر منصور بديل الملا عمر.
وقال جول، إن المسلحين في كلا البلدين متحالفون، والتخلص من حقاني يمكن أن يطلق العنان لردود فعل عنيفة داخل باكستان حيث يقاتل الجيش لعدة سنوات لهزيمة تحالف لجماعات متشددة مقرها إلى حد كبير في المناطق الحدودية مع أفغانستان.
وكانت تلك المعركة وحشية مع مقتل وجرح الآلاف من الجنود الباكستانيين، ومقتل آلاف المدنيين الباكستانيين بالفعل في هجمات انتحارية انتقامية دامية على يد المسلحين.