مصر دولة شابة لا تخشى من إطلاق العنان لأبنائها

السبت، 21 ديسمبر 2019 02:19 م
مصر دولة شابة لا تخشى من إطلاق العنان لأبنائها
يوسف أيوب

 
 
أكثر من 7 آلاف شاب وفتاة من 197 دولة شاركوا فى النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم، منهم الشخصيات الشبابية الملهمة، ومنهم من وقفوا فى وجه التحديات وأصبحوا أيقونات مضيئة.
 
لدى الشباب أفكار «خارج الصندوق»، وهو ما تؤمن به مصر وتؤكد دوما أن هذه الطاقة لا يجب إهدارها بل حمايتها ورعايتها. 
 
تخطت مصر- بمراحل- فكرة تصدير صورة «الدولة الآمنة» للعالم، فهذه أصبحت حقيقة لا تقبل التشكيك، بل إنه يمكن القول إن مصر أضحت الدولة النموذج فى المنطقة، بل العالم كله، فى كيفية تحول دولة من «الفوضى» و«شبه الدولة» إلى دولة تقف على قدميها وتصبح رقما حقيقيا وفاعلا فى المعادلة الإقليمية والدولية خلال سنوات قليلة، بعدما ظن البعض أنها سقطت ولن تنهض مرة أخرى.
 
كثير منا يتعامل مع المنتديات والمؤتمرات الدولية التى تعقد على الأرض المصرية كونها صك اعتراف أو شهادة بأمن مصر واستقرارها، لكن الحقيقة أن الدولة المصرية فى وضعها الحالى ليست بحاجة لمثل هذا الصك أو الشهادة، لأنها وإن كانت قبل 2013 كانت فى عداد الدول المحكوم عليها بالفشل، لكنها لم تستسلم لواقع أرادت قوى إقليمية ودولية أن تفرضه على مصر، فالجغرافيا والتاريخ والحضارة وفوق كل ذلك الشعب المصرى، لن تقبل أن يكون الفشل هو النتيجة الحتمية لكل هذا التاريخ من الثقافة والتنوير والجهد، ومن هنا أصبحت مصر فى وضعها الذى نراه اليوم.
 
هذا الحديث كان ضروريا ونحن نتحدث عن النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم التى اختتمت أعمالها فى مدينة شرم الشيخ الثلاثاء الماضى، فهناك من أراد اختصار هذا الحدث فى جزئية صغيرة جدا، وهو أنه «ترويج لمصر»، أو غيره من الأكليشيهات التى يعشق الكثيرون أن يسيروا خلفها، فما تقوم به مصر من جهد وتحركات فى الداخل والخارج أيضا هو خير «مروج» للدولة، نعم منتدى شباب العالم وغيره من الفعاليات التى شهدتها وتشهدها مصر تزيد ثقة المصريين بدولتهم وقيادتها السياسية، كما أنها تصحح الصورة الذهنية السلبية التى أراد الإعلام الأجنبى أن يطبعها عن مصر، لكن الحقيقة أكبر من ذلك، فمنتدى شباب العالم، هو مثال لكى تفكر الدولة القوية والقادرة، فأى دولة فى العالم تخشى من إطلاق العنان للشباب حتى لا يكونوا شوكة فى ظهرها يوما ما، لكن فى مصر وتحديدا فى هذه الفترة التى تعيشها الدولة تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، سارت عكس هذا التيار المعادى للشباب، وفتحت ذراعيها بالكامل ليس فقط لشباب مصر، وإنما لكل شباب العالم.
 
هذه هى الرسالة الأقوى التى يجب أن نخرج بها من منتدى شباب العالم، وهى أن الدولة المصرية شابة، وقياداتها لا تخشى المواجهة مع الشباب، والعمل على تميكينهم سياسيا واقتصاديا، عكس دول أخرى فى الإقليم على سبيل المثال تشدد الخناق على الشباب، خوفا منهم، لكن هنا الوضع على العكس تماما.
 
فى بعض الدول هناك نماذج لمثل هذه المنتديات الشبابية، لكنها ليست بهذا الشكل الذى شهدته شرم الشيخ هذا العام ومن قبله فى النسختين السابقتين، من تفاعل وحوارات صريحة ومباشرة، وطرح أمين لكل القضايا دون خوف أو تردد، وكيف يكون للخوف والتردد مكان ورئيس الدولة أول من يتقبل النقد من الشباب، منذ أن أطلق النسخة الأولى من المؤتمرات الوطنية للشباب فى شرم الشيخ عام 2016، وقتها سمعنا أن هذا المؤتمر كان الأول وسيكون الأخير، لأن الدولة لن تستطع أن تواصل هذا الحوار الذى ينقل على الهواء مباشرة ليشاهده ملايين المصريين عبر شاشات التليفزيون، ومع مرور الأيام تؤكد الدولة المصرية أن قوتها بشبابها، وأنها أبدا لن تكون خصما للشباب، بل داعمة لهم ومستمعة بسعة رحب لكل ما يطرحونه من انتقادات طالما أنها تستهدف تحقيق الصالح العام لمصر.
 
من المحلية انطلقت الفكرة للعالمية من خلال منتدى شباب العالم، الذى أصبح أيقونة عالمية لا تنافسها فعالية أخرى، سواء فى التنظيم أو المشاركة أو النقاش، ويكفى أن تسمع من الشباب المشاركين أنهم كانوا يخشون أن يأتوا إلى المنتدى دون أن تتاح لهم الفرصة ليقولوا ما يدور فى عقولهم، لكنهم بمجرد أن وطأت أقدامهم القاعة التى استضافت المنتدى تيقنوا أنهم كانوا مخطئين فى تقديراتهم، بل إن كثيرا من هؤلاء الشباب- خاصة القادمين من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية- أداروا ظهورهم الإعلام الغربى الذى حاول شيطنة مصر، وأكد هؤلاء الشباب أن هذا الإعلام كاذب، فكل ما يكتب عن مصر فى صحفهم لا وجود له على أرض الواقع.
 
هذه- من وجهة نظرى- الفلسفة الحقيقية لمنتدى شباب العالم، وهى أن تفتح كل الدول أبوابها وصدورها للشباب وأفكارهم ورؤاهم، فلديهم الكثير الذى يجب أن نستمع له جيدا، وبالتجربة أثبتت مصر- خلال الثلاثة أعوام الماضية- أنها اختارت الطريق الصحيح، طريق فتح الباب وليس غلقه.
 
لدى الشباب أفكار «خارج الصندوق»، وهو ما تؤمن به مصر، وتؤكد دوما أن هذه الطاقة لا يجب إهدارها، بل حمايتها ورعايتها.
 
لا يمكن أن تتقدم دولة إلا بدمج طاقة الشباب مع الخبرات، وهذا ما تقوم به مصر حاليا، وهى تجربة أعتقد أنها أصبحت محل نظر الكثير من الدول التى بدأت منذ فترة فى مراقبة التغيرات التى تشهدها مصر بداية من 2014 وحتى اليوم، وخاصة تمكين الشباب سياسيا واقتصاديا وفق نموذج مهم، فالتمكين ليس شعارا، وإنما هدف يتم السعى له، لذلك كان الهدف الأساسى هو أن يتم التمكين بعد التدريب حتى لا تفشل التجربة، ومن هنا جاءت فكرة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، ومن بعده الأكاديمية الوطنية للتدريب، فقبل وضع الشباب فى المعترك الحكومى، لا بد من تأهيله حتى لا يصطدم بواقع لا يناسبه، ولهذا يمكن القول إن فكرة اختيار شباب كنواب للوزراء والمحافظين أثبتت مع مرور الأيام نجاحا مقبولا فى ظل الفترة الزمنية القصيرة التى تم تطبيق التجربة خلالها، ومع مرور الوقت وتقبل المجتمع المصرى لفكرة وجود شاب فى موقع تنفيذى، فمن المتوقع أن يكون على الأقل 40 % من المناصب التنفيذية العليا من الشباب.
 
أكثر من 7 آلاف شاب وفتاة من 197 دولة شاركوا فى النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم، منهم الشخصيات الشبابية الملهمة، ومنهم من وقفوا فى وجه التحديات وأصبحوا أيقونات مضيئة، ومنهم من أتى بفكرة، وأخرون جاءوا ليتعلموا، فجاء الحضور والمشاركة خليطا مهما ومعبرا.
 
عن المسارات المتعددة التى تقود الفكر الشبابى- والأهم من وجهة نظرى فى هذا المنتدى- مشاركة شخصيات دولية رفيعة المستوى، آمنت بالفكرة والتجربة، وقررت أن تكون جزءا من هذه المنظومة الناجحة.
 
WhatsApp Image 2019-12-17 at 1.57.43 PM
 

 

على أجندة المنتدى هذا العام، كانت هناك قضايا إنسانية تهم العالم كله، من تأثير التغيرات المناخية إلى الأمن الغذائى، فضلا عن الحوار بين دول المتوسط، ومرورا بقضايا إقليمية ودولية مرتبطة بالسلم والأمن الاقليمى، وكلها شهدت فى جلساتها حوارا اتسم بالمصارحة، لأنه منذ البداية كان الشعار أنه لا حواجز ولا قيود.
 
وكان لافتا أن الشباب لديهم أفق واسع ورحب فى تناول القضايا الإنسانية، خاصة الأمن الغذائى والتغيرات المناخية، بل إن بعضهم جاء ولديه أفكار مهمة، وبعضهم جاء حاملا معه هموم بلاده، فعلى سبيل المثال كان الشاب النيجيرى «أبيدوم إيمانويل أينا»، مهموما بتأثير التغيرات المناخية على نيجيريا والقارة الأفريقية بشكل عام، ورأيته متجولا فى أروقة المنتدى متحدثا مع الشباب حول أهمية إيجاد قوة شبابية دافعة خلف هذه القضية، ومساندة التحركات التى يقودها القادة، خاصة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى جعل القضية فى مقدمة أولوياته حتى من قبل أن يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى.
 
فى المنتدى كان هناك الكثير من الشباب مثل «أبيدوم»، جاء ومعه أفكاره ورؤاه للحل، ليس فى قضية التغيرات المناخية فقط، وإنما فى كافة القضايا المطروحة للنقاش، والتى يبدو أنها اختيرت بعناية شديدة جدا، لكى تتوافق مع أفكار وطموحات الشباب، وكان الأبرز أيضا هذه النماذج الشبابية الملهمة التى منحت شبابنا دفعة قوية وطاقة لا أعتقد أنها ستنضب، لأن وجود هذه النماذج كان رسالة قوية للجيمع بأن الإعاقة أو التحديات ليست نهاية الكون، بل يمكن التعامل معها، وتحقق نجاحا أفضل من الإنسان السوى، المهم فقط أن يكون لديك عقل تفكر به، وألا ترتكن للظروف والتحديات التى تواجهها.
 
من هذه النماذج، الشاب الألمانى ريتشارد بوتنر، الذى لم يكمل تعليمه بسبب ظروف أسرته المادية، التى جعلت الأسرة كلها تعمل فى حرف يدوية، لكنه اختار أن تكون الدنيا هى الجامعة التى يتعلم منها الكثير، فقرأ وتصفح على الإنترنت، وشاهد الكثير من الفيديوهات وتوصل إلى قناعة بأنه سيحقق الكثير من المال لكن ليس بيديه، وإنما بعقله، وبالفعل بدأ العمل فى التسويق الإلكترونى، ويوما وراء الآخر بدأ فى تحقيق أرباح جعلته اليوم وهو على أبواب عامه الخامس والعشرين مصنفا باعتباره «أصغر غنى فى العالم».
 
لن أتحدث بالتأكيد عن جيسكا- أو غيرها من الشباب الملهمين- والتى أشعلت حماس الشباب، لكنى فقط أردت التركيز على نوعية من الشباب التى تتوافق مع ظروف شبابنا، فالواقع الذى عاشه الشاب الألمانى بوتنر هو مثيل لما يعيشه الكثير من شبابنا، لكن الفارق أن بوتنر أغلق صفحة الماضى سريعا، ورفض أن يجعل الظروف شماعة يعلق عليها فشله، فقرر أن يحرك عقله ليحقق ما يريده ويلبى طموحه.
 
هذه إحدى فوائد منتدى شباب العالم، أنه أتى بهذه النماذج لتكون حاضرة أمامنا جميعا نتعلم من تجاربهم، ونستقى من أفكارهم ما يتلاءم وظروفنا، أخذا فى الاعتبار أن «بوتنر» على سبيل المثال ينتمى لدولة مصنفة بأنها من الدول الأكثر تقدما، ولديها اقتصاد قوى جدا، لكن فى نفس الوقت بها شباب لا يزال يبحث عن تحقيق طموحاته بعيدا عن الحلول التقليدية.
 
الأمن القومى الإقليمى
فى إحدى جلسات المنتدى، استشهد الرئيس السيسى بمثل أفريقى وقال: «عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب الأخضر والأشجار الصغيرة»، وشرح السيسى معنى المثل، قائلا: «يجب الانتباه إلى أن الدول الكبرى والمتقدمة بقدراتها عندما تتدافع- وهذا أمر طبيعى فى العالم الإنسانى الذى نعيشه- ستظل المصالح هى الأداة والمحرك الأساسى لحركتها، وعندما تتصارع الدول الكبرى فالدول الصغيرة هى التى تدفع الثمن، ويجب أن تكون الدول الصغيرة منتبهة لنفسها، وتابع: «هناك فرق كبير بين القيم والمثل فى تناول الموضوعات، وبين المصالح وأدبيات السياسة الدولية، لا تخلطوا بين الاثنين، إحنا ممكن لما نتكلم عن القيم والمبادئ الإنسانية نتكلم كتير، ولكن عندما تُستدعى المصالح يتغير كلامنا، أو على الأقل لا يظهر أننا نتغير ونتجاوز ما نتحدث عنه».
 
الشاهد فيما قاله الرئيس السيسى أن الهدف الأساسى الذى يجب أن نسعى له هو تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وكانت هذه الجزئية لأهميتها أحد المحاور النقاشية الهامة فى المنتدى، والتى كشفت عن الكثير من النقاط المهمة، منها بالتأكيد أن هناك إجماعا على أن ما حدث فى 2011 لم يكن ربيعا عربيا، أو كما قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية: «إن ما حدث فى 2011 لا يمكن أن يسمى بالربيع، موت 500 ألف سورى، وطرد من 4 لـ 5 ملايين سورى من بلادهم، ونزوح 6 ملايين سورى داخليا فى سوريا، وهدم دولة مثل ليبيا، وتأثيرات رهيبة على المدن العراقية والسورية والليبية، وعودة الكوليرا وشلل الأطفال إلى اليمن، هذا ليس بالربيع».
 
وارتباطا بذلك كانت هناك تحذيرات من التدخلات الخارجية السلبية فى الشئون الداخلية لدول المنطقة، والتى نتج عنها هذا الدمار الشامل الذى نشهده حاليا، وكان الرئيس السيسى أكثر تحديدا فى هذه النقطة حينما أكد فى لقائه مع ممثل وسائل الإعلام الأجنبية أن «مشكلة منطقتنا أن التدخل فى شئون الدول هو أحد أهم أسباب عدم الاستقرار الموجود، وهو ما حدث فى ليبيا والسودان وسوريا، وأنا هنا أؤكد على الحقائق التى تقول إن التدخل يؤدى إلى خراب الدول»، مشيرا إلى أن هناك فارقا بين الوساطة والتدخل السلبى لإيذاء الدول أو تخريبها، مع التأكيد على رفض مصر للتدخل فى شئون الدول، وقوله على سبيل المثال فى شرحه للفارق بين التدخل السلبى والعمل على دعم مؤسسات الدولة، أن «هناك فارقا بين التدخل السلبى ودعم الجيش الليبيى الذى لن نتخلى عنه، ومن ثوابتنا أننا مع الدولة الوطنية، ليست دولة جماعات مسلحة ومتطرفة وإرهابية، موقفنا أن الجيش الوطنى فقط المسئول، ومن ثوابتنا أننا حريصون على وحدة أى دولة عربية، وحريصون على ألا تتفتت دولنا ثانية».
 
الرئيس السيسى فى جلسته مع الإعلام الأجنبى وخلال مشاركته فى جلسات المنتدى حدد عددا من الأطر العامة والإستراتيجيات التى تحكم الأولويات المصرية فى الأمن القومى الأقليمى، حينما شدد على أن الاستقرار والأمن والسلامة للبلاد، أكثر ما نسعى كلنا إليه، وأضاف: «إذا كنا نسعى لتطور حقيقى للإنسانية وإذا كنا نتحدث عن قيم وتطور مهم ترونه معنا، فعلينا أن نؤكد أن عدم الاستقرار كانت له نتائج أنتم ترونها خلال السنوات العشر الماضية»، ثم قوله مرة أخرى «إذا كنا سنتكسب على جماجم الأمم ودماء الشعوب وخراب البلاد فلا أعتقد أن هذا له قيمة أو نقبل به»، مضيفا: «انظروا إلى الدول التى تعرضت للخراب تحت دعاوى أفكار ومبادئ وقيم على الأقل نحن لسنا مستعدين لها الآن».
 
الاستقرار والأمن والتنمية، هى الأساس الذى تسعى لها مصر دوما وهى الرسالة التى بالتأكيد وصلت كاملة لذوى الشأن، سواء كانوا شبابا مشاركين فى المنتدى أو مسئولين دوليين تابعوا ما قاله رئيس مصر.
 
التعرف على تجارب مصر
خلال لقائه مع «رفاييل جروسى»، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن القدرة النووية الحقيقية لأى دولة هى الاستقرار والأمن والتنمية، ومن هنا كان المنتدى فرصة لكى يتعرف شباب العالم على التجارب المصرية الناجحة خاصة فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأيضا المبادرات وتحديدا مبادرة «مودة»، التى شهد المنتدى إطلاق الرئيس السيسى منصتها الإلكترونية، وهى مبادرة غاية فى الأهمية تهتم بلم شمل الأسر المصرية بعدما تفاقمت ظاهرة الطلاق، فضلا عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى ساعدت خلال العام الماضى على تشغيل أكبر عدد من الشباب، خاصة بعدما أخذت الدولة على عاتقها مسئولية فتح مجالات أوسع أمام الشباب لكى يعملوا وعدم انتظار العمل الحكومى، الذى أصبح متخما بملايين الموظفين، وأصبح بلا حاجة للمزيد منهم، ومن هنا جاءت فكرة جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن المبادرات التى أطلقها الرئيس مثل مبادرة إعادة تشغيل خمسة آلاف مصنع أغلقت فى أعقاب 25 يناير 2011، ما أثر على أكثر من 500 ألف اسرة كانت مرتبطة بهذه المصانع، لكن المصانع اليوم ستعود إلى العمل.
 
هذه تجارب كان من المهم أن يتعرف عليها شباب العالم وهم متواجدون فى مصر، ليتأكدوا أن مصر دولة شابة تتحرك للأمام ولا تقف عند نقطة محددة، وقد أعجبنى خلال نقاشى مع مجموعة من الشباب الأفارقة وأيضا من الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا تأكيدهم أن زيارتهم لمصر رفعت عن أعينهم الغمامة التى أراد الإعلام الغربى وضعها، حتى لا يرون مصر ولا يزورونها.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق