لديهم أردوغان وكفى.. السياحة التركية تواجه الانهيار

الخميس، 26 ديسمبر 2019 04:00 م
لديهم أردوغان وكفى.. السياحة التركية تواجه الانهيار
رجب طيب اردوغان

فى ظل أزمات متلاحقة تعصف بالنظام فى تركيا، وعلى أعتاب أعياد الكريسماس، فقدت الليرة التركية 2% من قيمتها أمام الدولار، ما يعنى أنها فقدت4% من قيمتها خلال شهر واحد، متأثرة بالعقوبات الأمريكية، وانخفاض سعر الفائدة الحقيقي عقب خفض البنك المركزي لمعدلات الفائدة ليسجل الدولار 5.94 ليرة وفقا لصحيفة الزمان التركية، ما يعد مؤشرا قويا على أن اسطنبول لن تزدحم بالمسافرين فى هذا الموسم من السنة فى أعياد الميلاد، لأسباب اقتصادية وسياسية ومخاوف أمنية.
 
ودخلت تركيا فى دوامة أزمة اقتصادية منذ العام الماضى عندما بدأت الليرة فى الهبوط وكان أحدى الأسباب هو ضعف موسم السياحة وعزوف السياح عن الذهاب إلى اسطنبول خلال الأشهر الماضية، ويبدو أنه سيستمر فى موسم أعياد راس السنة بأسطنبول التى عادة ما كانت تنبض بالحياة فى هذا الوقت من العام، حيث يلاحق الافلاس الشركات فخلال الأشهر الـ 8 الأولى من العام الجارى بلغ المتوسط الشهرى للشركات التى تقدمت للمحاكم التجارية بطلبات تسوية إفلاس نحو 68 شركة، وتعكس الأرقام الحالية زيادة 40% فى معدلات الإفلاس عن العام الماضى، فضلا عن تهاوى الليرة التركية وانخفاض قيمتها أمام الدولار.
 
وألقت الازمة الاقتصادية بظلالها على السياحة، وواجه قطاع السياحة في تركيا يواجه صعوبة في العثور على العمالة الماهرة، حيث هجرها كثيرون بعدما عجزوا عن الحصول على رواتبهم بسبب الأزمات الاقتصادية التي شهدتها تركيا، ولجأ قطاع السياحة، الذي يعانى مشكلة في توفير عاملين يجيدون اللغات الأجنبية، إلى تعيين العمالة الأجنبية لسد العجز، بحسب تقرير صحيفة الزمان التركية لذا من المتوقع أن تنخفض الحجوزات فى الفنادق وتراجع مستوى الخدمات فى الفنادق التركية.
 
وفق عصمت جورلاك، المنسق العام لشركة تايجا وهى شركة استشارات للأجانب وموارد بشرية ومكتب توظيف خاص بمدينة أنطاليا التركية، أن نحو 50 ألف أجنبى يعملون في قطاع السياحة فى تركيا قائلا: “الفنادق وشركات السياحة في تركيا تواجه مشكلة في توفير العمالة المهرة المتقنة للغة الأجنبية. وجودة الخدمة تتأثر لعجزهم عن توفير العمالة المهرة. متوسط الرواتب التى يحصل عليها الأجانب يتراوح بين 2200-2500 كي لا يقل الراتب عن الحد الأدنى للرواتب”.
 
الاضطرابات والانقسامات السياسية أيضا تلقى بظلها الثقيل على أعياد الميلاد فى تركية، ومؤخرا تصاعدت وتيرة الاستقالات داخل الحزب الحاكم، وحذر نائب رئيس الوزراء التركي السابق علي باباجان الذى -استقال من حزب العدالة والتنمية في يوليو الماضى- من مخاطر "حكم الرجل الواحد" وقال إنه يتطلع إلى تشكيل حزب سياسي جديد بنهاية العام ليتحدى حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب إردوغان.
 
وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة تفاقمت ظاهرة الانتحار الجماعي في البلاد، بشكل واسع خلال الأشهر الأخيرة، إذ شهد انهيار الليرة التركية وارتفاع التضخم والبطالة، وإفلاس الشركات، معدلات لا سابق لها، وأشارت تقارير تركية إلى أن 3 عائلات تركية انتحرت خلال أسبوعين في شكل جماعي نتيجة الضغوط الاقتصادية الشديدة، وفقدان الأمل في تحسن الأوضاع المعيشية، مع الارتفاع الهائل في تكاليف الحياة والزيادات الجنونية في الأسعار.
 
بدورها تشير لغة الأرقام لموسم سياحة خاوى فى تركيا فى أعياد الكريسماس، بسبب العنف، وأشارت تقارير إلى أنه ما لا يقل عن 302 امرأة مصرعهن في جميع أنحاء تركيا بين 1 يناير و 20 نوفمبر من هذا العام، حسبما ذكر موقع الأخبار التركي احوال نيوز نقلا عن بيانات تم جمعها من الصحف المحلية والوطنية. وأشار التقرير أن 60% من النساء، 198 منهن، قتلن على يد الأزواج، و31 على يد أفراد العائلة المباشرين، و 20 على يد الجيران أو الأصدقاء، وثمانية على يد الأقارب.
 
أسباب عديدة أيضا تجعل السياح يعزفون عن تركيا بعد أن كانت مدينة اسطنبول الوجهة السياحية الأولى قبل أن تصبح مدينة أشباح تموج بعدد من الجرائم المسلحة وتعج بالكثير من جرائم الاغتيالات السياسية، وفى تقرير سابق نشرته صحيفة عكاظ السعودية، تحت عنوان "بالأرقام.. تركيا ليست آمنة"، فى ظل ارتفاع كبير فى عدد الجرائم المروعة مؤخرا.
 
لغة الأرقام تشير إلى حدوث تحول كبير فى السنوات التى حكم فيها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هذا البلد من حيث معدل الجريمة والجرائم السياسية، فقد شهدت تركيا عام 2017 فقط جرائم مروعة "بدءا من المذبحة الدموية التى حدثت فى رأس السنة بمطعم بإسطنبول وراح ضحيتها 39 شخصا دفعة واحدة وجرح على إثرها 69 آخرون، فى حين سجلت جرائم الأسلحة النارية زيادة بنسبة 28% خلال 2017 مقارنة بـ2016، وظلت جرائم السلاح تحقق ارتفاعا ملحوظا من 2013 وحتى نهاية 2017 بنحو 61%".
 
 
كما احتضنت الأراضى التركية "3 آلاف و494 جريمة باستخدام أسلحة نارية خلال العام الماضى، ونتج عنها إصابة 3 آلاف و529 شخصا ومقتل 2000 و187 شخصا". وما يزيد من قلق السياح السعوديين والخليجيين أن مدينة اسطنبول، أكبر المدن التركية والوجهة السياحية الأولى قد "حلت فى صدارة المدن التركية من حيث أعداد القتلى والمصابين بنحو 250 حالة وفاة و316 إصابة، وجاءت العاصمة أنقرة فى المرتبة الثانية بمعدل 123 وفاة و195 إصابة، تلتها أزمير فى المرتبة الثالثة بواقع 114 وفاة و91 إصابة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق