جسر جوي تركي لنقل المرتزقة إلى طرابلس… أردوغان يستعين بالمليشيات لإنقاذ السراج

الجمعة، 03 يناير 2020 06:48 م
جسر جوي تركي لنقل المرتزقة إلى طرابلس… أردوغان يستعين بالمليشيات لإنقاذ السراج

في تعنت واضح من الجانب التركي لاتخاذ خطوة غزو ليبيا عسكريا، بدأت عمليات النقل الجوي والبحري، من المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا باتجاه العاصمة الليبية، لعناصر مسلحة تركمانية الأصل، قاتلت في السنوات الماضية في صفوف عدة تنظيمات إرهابية قاتلت الجيش السوري خلال هذه الفترة، ومولتها وسلحتها الحكومة التركية. 
 
حسب المعلومات المتوفرة فإن الجزء الأهم والأكبر من العناصر التي تم ويتم نقلها حالياً، ينتمي الى فرقة (السلطان مراد) وفصيل (سليمان شاه) المسلحين الموالين لتركيا، واللذان قاما بعدد كبير من الانتهاكات في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في الشمال والشمال الشرقي السوري وعلى رأسها مدينة عفرين. تتواجد أيضا ضمن هذه المجموعات الجاري نقلها الى ليبيا، عناصر تتبع لفصائل مسلحة سورية أخرى، تم تجنيدها عبر مكاتب تم تخصيصها لاستقبالهم في مدينة عفرين، وينتمي هؤلاء الى فصائل مثل فرقة الحمزة والجبهة الشامية ولواء المعتصم، وفقا لتقرير المركز المصري للفكر والدراسات  الاستراتيجية.
 
 فصائل سورية
فصائل سورية


 

حرصت تركيا خلال عمليات اختيار هؤلاء، أن يكونوا في غالبيتهم من القومية التركمانية، ووعدتهم بجانب المرتبات الشهرية المجزية (ما بين 1800 الى 2500 دولار شهرياً)، وخدمات الإعاشة والتسكين التي ستقدمها لهم حكومة الوفاق في طرابلس، بتجنيسهم بالجنسية التركية، وعلى ما يبدو فإن هذا التوجه يراد منه التنصل من اية محاسبة دولية مستقبلية إذا ما تم التحقيق مع هؤلاء وإكتشاف انهم سوريين، وبالتالي عندما يتم تجنيسهم بالجنسبة التركية يكونوا في هذه الحالة أشبه بالمقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم (داعش)، الذين لم يتم تحميل الدول التي ينتمون إليها أية مسؤولية قانونية. ولهذه السبب بالذات، تشرع السلطات التركية حالياً في محاولة توفير غطاء قانوني لتواجد هؤلاء على الأراضي التركية، كأن يتم استقبالهم هناك كعمال او موظفين أجانب، أو حتى تحت غطاء عملهم في شركات أمنية أو بترولية.

على المستوى اللوجستي
 
على المستوى اللوجستي، فإنه منذ مساء الأمس وحتى لحظة كتابة هذه السطور، وصل الى مدينتي مصراتة وطرابلس انطلاقاً من مطار أسطنبول 12 رحلة جوية تحمل على متنها أعداد غير محددة من المقاتلين التركمانيين، روعي في كل رحلة أن يكون فيها عدد قليل منهم وسط الركاب المدنيين. هذه الرحلات كانت بواقع ثلاث رحلات تابعة للخطوط الليبية بطائرات إيرباص ايه 303-202، وأربع رحلات على متن طائرة من طراز إيرباص إيه 319-112 تابعة لشركة الأجنحة الليبية التي يملكها الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة عبد الكريم بلحاج، ورحلتين لشركة البراق، ورحلتين للخطوط الأفريقية على متن طائرة من طراز ايرباص ايه 320-214، ورحلة واحدة تابعة لشركة "بترو أير" على متن طائرة من طراز امبراير اي 170  أل أر. يضاف الى ما سبق رحلتين منذ مساء أمس وحتى اليوم الى مصراتة، تابعتين لشركة Aerotrans  المولدوفية، بطائرة شحن من نوع بوينغ 474-412 أف، الأولي انطلاقاً من مطار أوستند.
 
التقديرات
 
التقديرات الأولية تشير الى أن الأعداد التي وصلت فعلياً من المقاتلين التركمانيين الى ليبيا هي ما بين مائة الى 300 مقاتل. وقد ظهر بالفعل تسجيلين مصورين يظهر بضعة مقاتلين منهم في ليبيا، وعلى الرغم من النفي الرسمي من جانب حكومة الوفاق لتواجد اي مقاتلين سوريين على أراضيها، إلا أنه بتحليل التسجيلات المصورة اتضح انه تم التقاطها قرب معسكر التكبالي في محور صلاح الدين جنوبي العاصمة، مما يجعل هؤلاء المقاتلين في تماس مباشر مع قوات الجيش الليبي في هذا المحور.  وهذا التسجيل يتقاطع مع معلومات أخرى أفادت بإنه تجرى عمليات تجهيز لشقق سكنية موجودة على الساحل، في منطقة جنزور الواقعة بين مدينة طرابلس ومدينة الزاوية، بغرض تسكين هؤلاء المقاتلين. 
 
إذا ما نحينا جانباً موضوع ما اذا كان هؤلاء سوريين ام ليبيين، الا ان دلائل بدء عمليات نقل المقاتلين من سوريا الى ليبيا باتت واضحة بشكل لا يجعل من الموضوعي محاولة نفيه. لكن السؤال المهم هنا هو، هل في ظل التقدم السريع على الأرض، والتفوق الجوي لقوات الجيش الوطني، هل يمكن لعشرات او حتى مئات المقاتلين السوريين ان يحققوا فارقاً ميدانياً على الأرض؟ الأكيد أن هذا على المستوى العسكري لن يمثل حتى عامل تأخير لتقدم قوات الجيش الليبي، ولذلك الأنظار تتجه الى جلسة البرلمان التركي الإستثنائية للتصويت على نص قانون سترسله الرئاسة التركية الى رئاسة البرلمان غداً، وهو خاص بمنح تفويض للحكومة كي ترسل قوات من الجيش التركي الى ليبيا.
 
التقدم الميداني للجيش الوطني يستمر
 
ميدانياً، نفذت مقاتلات الجيش الوطني اليوم جولة جديدة من عمليات القصف استهدفت قاعدة معيتيقة الجوية في العاصمة، وهذه الجولة وما سبقها من جولات ظهر تأثيرها واضحاً ي انعدام أي نشاط جوي من جانب سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق، وهو ما جعل هذه الأخيرة تلجأ الى بث بعض الأنباء الكاذبة، مثل خبر إستهداف مقاتلة رافال مصرية، وسقوطها قرب مدينة رأس لانوف في الهلال النفطي. على الأرض، بدأت قوات الجيش الوطني عمليات لتأمين مكتسباتها الميدانية التي تحصلت عليها خلال اليومين الماضيين، خاصة في محوري صلاح الدين وطريق المطار، حيث قامت اليوم بتمشيط وتأمين منطقة مشروع الهضبة، والمراصد التابعة لقوات حكومة الوفاق في منطقة صلاح الدين، ومنها موقع قيادة متقدم كان ضباط من رئاسة الأركان التابعة للحكومة يتواجدون فيها بصفة دائمة لقيادة العمليات في هذا النطاق. وقد صادرت خلال الساعات الماضية مزيداً من العربات المدرعة تركية الصنع من نوع (ڤوران). من الأنباء اللافتة في هذا اليوم، نبأ اغتيال قائد محور العزيزية (مجدي الطبطبش) في مدينة الزاوية غربي العاصمة، وهو من أهم المقربين من قائد المجلس العسكري لثوار الزنتان (أسامة الجويلي).
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق