«المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة».. عيد ميلاد مجيد

الأحد، 05 يناير 2020 03:00 ص
«المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة».. عيد ميلاد مجيد
عنتر عبداللطيف

تحتفل الكنيسة المصرية الأرثوذكسية فى 7 يناير من كل عام بميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم، عليه السلام، وهو العيد الذى يشهد مشاركة المسلمين لأخوتهم المسيحيين فى الاحتفال والاعتناء به، وهو ما يؤكد أن المصريين سيظلون فى رباط وأمن وسلام إلى يوم الدين.
 
يعد عيد الميلاد المجيد، هو العيد الثانى من حيث الترتيب بالكنيسة المصرية الأرثوذكسية، فكيف يتم الاحتفال بعيد ميلاد شخص غادر الأرض؟.
هذا هو السؤال الذى طرحه الأنبا بنيامين مجيبا عنه قائلا: «دائمًا المعروف أن عيد ميلاد الشخص يحدد عمره على الأرض، ثم يعود الأنبا بنيامين ليتساءل، كيف نحتفل بعيد ميلاد شخص ليس موجودا على الأرض؟».
ليجيب: «إن السيد المسيح ليس إنسانا عاديا لم يستمد وجوده من ميلاده، ولكنه موجود قبل ميلاد أى إنسان عادى».
 (الإنجيل) «فى البدء كان الكلمة وأنه موجود منذ الأزل وإلى الأبد، وهناك أمور لا يمكن أن تحدث مع أى شخص آخر، مثل الأقمطة بدلا من الأقمشة، فلا يوجد طفل يقمط، وعملية التقميط معناها لف المولود بقطعة رفيعة من القماش، وهذه كانت العلامة أن تجدوا طفلا مقمطا مضجعا فى مزود، هذه كانت علامة للرعاة».
ويستعرض الأنبا «بنيامين»، الأمر الثانى المرتبط بميلاد السيد المسيح فى مقال له على موقع الأنبا تكلا هيمانوت القبطى الأرثوذكسى، وهو «الوضع فى تبن فى مزود للبقر»، قائلا لا يمكن أن يحدث هذا مع طفل مولود إنما هذا رمز ودلالة.
يتابع : «الأقمطة والوضع فى تبن فى مزود للبقر، الدلالة هذا ما كان يحدث مع الحملان المولودة فى قطيع الذبائح، حدث هذا مع السيد المسيح كحمل وذبيحة، وقيل هذا الكلام للرعاة العلامة لأنهم كانوا يفعلون هذا مع الحملان الصغار، لذلك كانت الطفل يسوع كحمل».
يقول الأنبا بنيامين: إذن السيد المسيح لم يكن مولودا لكى يوجد كشخص على الأرض لكنه كان مولودا لرسالة، هو موجود من قبل لكى يقدم لنا فداءً كذبيح من أجلنا، فإذن الملاحظة الأولى: يسوع ولد كطفل من عذراء، لكى يقدم فداءً أبديا للبشر كذبيحة وحملا يفدى العالم، وينتفع منه من آمن به ومارس الأسرار المقدسة.
أما الملاحظة الثانية: «لماذا ولد فى الشتاء، بل فى أكثر أوقات السنة برودة ؟ نحن نعلم أن أقصر يوم فى السنة يوم 23 ديسمبر، تقريبا يوم 11 أو 12 كيهك أى قلب الشتاء وشدة البرودة والجبال تُغطى بالثلوج فى منطقة فلسطين.
ليحقق النبوة التى قالها أشعياء النبى «الشعب الجالس فى الظلمة وظلال الموت أبصر نورا عظيما»، لذلك ولد فى الظلمة دليل سيطرة الخطية، وفى أشد الأيام برودة، لأن البرد هو دليل لظل الموت. لذلك نسهر فى ليالى كيهك منتظرين إشراقة الفجر، ومع أول شعاع يكون المسيح على المذبح، ندخل والظلمة قائمة، ونخرج فى النور الذى أشرق، حتى موسى عبر البحر الأحمر بدأ العبور فى الظلام، ووصلوا فى النور، لذلك نحتفل بعيد الميلاد ليلا، ووسط البرودة.
موعد الولادة كان مرتبطا بالنبوة، التى قيلت عن ميلاد المسيح ظلمة وبردا، لذلك نسهر فى البرد طول الليل، إشارة لانتظار البشرية خمسة آلاف وخمسمائة عام، وإذا سأل أحد لماذا نسهر أربع سهرات خلال شهر كيهك وقبل ميلاد السيد المسيح؟ وذلك لوجود أربع مناسبات ضرورية قبل الاحتفال بميلاده، وهي:
١- البشارة بميلاد يوحنا المعمدان. 2- شارة بميلاد يسوع. 3- زيارة العذراء أليصابات والتقاء الاثنين وهما فى بطنين الأمين. 4- ميلاد يوحنا المعمدان ثم ميلاد السيد المسيح.
يضيف الأنبا بنيامين: «يلاحظ أن الأحداث بدأت بيوحنا المعمدان كمثال للبشرية الجديدة التى تقدم المسيح للعالم، فما هو الموعد الحقيقى لميلاد السيد المسيح؟ (25 ديسمبر أم 7 يناير أم 1 يناير)؟ يجيب الأنبا بنيامين، قائلا: «هناك 3 أنواع من التقويمات «القمرية والشمسية والنجمية»، التقويم القمرى فيه تقل السنة 11 يوما كل سنة، وهذا يسير عليه اليهود والمسلمون، سنتهم سنة قمرية- التقويم القمرى، وهناك التقويم الشمسى، وفيه تزيد السنة الرابعة يومًا كل أربع سنوات، تزيد يوما ونسميها السنة الكبيسة، ويسير عليها الغرب المسيحى، لكن هناك فارق 12 دقيقة و14 ثانية فى هذا اليوم الزائد.وفى القرن الـ15 وجد علماء الفلك أن الفارق حوالى 10 أيام فى عصر أحد الأباطرة، ولذلك تقرر من الامبراطور نزول العشرة أيام كان يوم 15 أكتوبر، فأصبح 5 أكتوبر فوصلوا ليوم 25/12 العيد. كان العيد وقتها فى القرن الـ15، يوم 5 يناير فنزلوا العشرة أيام فأصبح 25 ديسمبر.
أما التقويم النجمى، وهذا ما تسير عليه السنة القبطية المصرية القديمة، فتزيد يوما كل أربع سنوات، ويزيد يوما كل 300 سنة لدقة الحساب الفلكى النجمى، لذلك 29 كيهك كان يوافق 1 يناير فى الفترة من 1: 300 سنة ميلادية، وفى الـ300 سنة التالية، كان يوافق 2 يناير فى الفترة من 301: 600 ميلادية، وكان يوافق 3 يناير فى الفترة من 601: 900، وهكذا كان يوافق 4 يناير فى الفترة من 901: 1200، و5 يناير فى الفترة من 1201: 1500، ويوافق 6 يناير فى الفترة من 1501: 1800، ويوافق 7 يناير فى الفترة من 1801: 2100، وهذه فترتنا التى نعيشها الآن، فالموعد الدقيق لنفس يوم السيد المسيح هو يوم 29 كيهك، فالسنة الميلادية تتغير، لكن السنة القبطية ثابتة لا تتغير.
يعود الأنبا بنيامين ليطرح سؤالا قائلا فى السنة الكبيسة يوم 29 كيهك يوافق 8 يناير كيف نحتفل بالعيد ؟ يجيب قائلا: «السنة الكبيسة القبطية يكون اليوم الزائد فى آخر السنة 6 نسئ، ويكون 1 توت يوافق 12 سبتمبر، بينما فى السنة الميلادية، يكون اليوم الزائد هو 29 فبراير، ولذلك من 12 سبتمبر: 29 فبراير يكون هناك فارق يوم فى التاريخ بين القبطى والميلادى، ثم من 1 مارس تتوافق التواريخ مرة أخرى، من 12 سبتمبر اليوم الزيادة فى السنة القبطية حتى 29 فبراير اليوم الزيادة فى الميلادى يظل يوما زائدا، فيكون 29 كيهك يوافق 8 يناير و11 طوبة، وهو عيد الغطاس يوافق 20 يناير.
ولكن نحتفل بميلاد المسيح يومى 28 كيهك و29 كيهك حتى لا نطيل فترة الحبل المقدس يومًا إذ أنه من 29 برمهات: 29 كيهك فى السنة العادية البسيطة هو 9 شهور، ولكن السنة الكبيسة يكون الحساب من 29 برمهات حتى 28 كيهك هو 9 شهور، لذلك يحتفل بيومى 28 و29 كيهك، أى 7، 8 يناير. وهذا يتكرر كل أربع سنوات فى السنة الكبيسة فقط وتعتبرهم الكنيسة كأنهما صباح ومساء يوم واحد.
فهل هناك إثبات يفيد بأن السيد المسيح ولد ليلا؟ : (لوقا 2: 8-10) «إن الملاك بشر الرعاة وهم ساهرون، وقال رعاة يحرسون حراسات الليل على رعيتهم»، «وإذا ملاك وقف بهم وبشرهم» هذه فى لحظات الولادة، لذلك قرر مجمع نيقية الاحتفال بعيد الميلاد ليلا وفيه تحقيق لما سبق القول عنه أشرق وسط الظلمة. (القانون عشرين فى المجموع الصفوى ج176، ج 198).
وحتى فى قوانين الرسل، يقول يُحتفل بميلاد المسيح فى اليوم الخامس والعشرين من الشهر التاسع للعبرانيين الموافق 29 من الشهر الرابع للمصريين أى كيهك، لا تشتغلوا فى يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أُعطيت للبشر فى ذلك اليوم، وهكذا أقوال القديس باسيليوس وحتى كتب البروتستانت مثل كتاب ريحانة النفوس وغيره تشهد بهذا وفق الأنبا بنيامين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق