من الصدأ الأصفر لحشيشة الزمير..

مبيد حشري يدمر زراعات القمح بالمحافظات..و«الزراعة» تعلن الطوارئ

الإثنين، 06 يناير 2020 07:00 م
مبيد حشري يدمر زراعات القمح بالمحافظات..و«الزراعة» تعلن الطوارئ
مساحات متضررة من زراعات القمح
كتب- محمد أبو النور

تُمثّل زراعة القمح في مصر، حجر الزاوية في توفير الأمن الغذائي للمحروسة، بمساحات شبه ثابتة سنوياً، تقدّر بحوالي من 3 إلى 3.5 مليون فدان، تعطى في المتوسط، مابين 9 إلى 12 مليون طن كل عام، بمتوسط إنتاجية 18 أردب للفدان تقريباً،غير أنه يحدث تذبذب، لهذه المساحة والإنتاجية من عامٍ لآخر، نتيجة للظروف المناخية الغير مواتية، وانتشار الحشرات والآفات الزراعية والحشائش الضارّة والغريبة، وكذلك تصاعد وتيرة مشاكل وأزمات توريد القمح، في السنوات الأخيرة، إلى جانب نصيب الأسد، الذى أصبحت تحصل عليه الزراعات الشتوية، المنافِسة للقمح، وأهمها بنجر السكر، الذى بدأ يزحف على مساحات كبيرة، كان يتم في الماضى زراعتها قمحاً، غير أن هذا العام، تكررت شكاوى المزارعين، من استخدام مبيد حشرى، لمقاومة الحشائش الضارة بالمحصول، وخاصة حشيشة الزمير، وقد أدى استخدام هذا المبيد لتضرر زراعات القمح.

مساحة زراعة القمح هذا الموسم

كانت وزارة الزراعة واستصلاح الأرضى، قد أعلنت عن زيادة المساحات المنزرعة من محصول القمح للموسم الحالي، إلى ما يقرب من 3 ملايين فدان، وجرى حصر المساحات المنزرعة والتدقيق، وسط متابعة من قبل اللجان المُشكّلة لرصد المحصول، لزيادة الإنتاج والمساحات، وأكدت الوزارة، على نشر لجان متخصصة، من قبل الخدمات الزراعية، وأمراض النبات ووقاية النبات، والمحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، وتكليفها بالمرور والمتابعة على محصول القمح، لحل أى مشاكل تواجه المزارعين، فى مرحلة الإنبات لزيادة الإنتاج.

وقال الدكتور عباس الشناوى، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة الزراعية، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، في تصريحات صحفية، إن هناك لجاناً دورية، للمرور على زراعات القمح، لحث المزارعين على زيادة المساحات المنزرعة، وحل مشاكلهم، وهناك تكليفات لـ 28 مديرية، بالمتابعة الدورية، وأشار الشناوى، إلى أنه منذ بدء زراعة القمح وهو المحصول الأول في مصر، فقد تم توفير جميع تقاوى القمح المنتقاة عالية الإنتاجية، وصرف الأسمدة دفعة واحد، وتوفير جميع مستلزمات الإنتاج، وتشكيل لجان متابعة دورية، من قبل مديريات الزراعة بالمحافظات، من خلال صرف الأسمدة للمساحات المزمع زراعتها، مع الالتزام بكافة ضوابط صرف الأسمدة للموسم الشتوى الحالى، ووضع وتنفيذ برامج توعوية، لحث المزارعين على زيادة مساحات القمح لزيادة الإنتاج.

شكاوى من المنوفية والمنيا

وخلال قمّة الفرح بموسم زراعة القمح، هذا العام كانت المفآجأة، حيث قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إنه وبعد أسبوع من شكوي عددٍ  من مزارعي القمح، بمحافظة المنوفية، بأنهم اشتروا مبيداً لمكافحة الحشائش الضارة، حشيشة الزمير، التي تنمو في زراعات القمح، إلاّ أن المبيد تسبب في هلاك محصولهم من القمح، وقد توجهت لجنة من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إلى القرية والمركز والمحافظة، لفحص الشكوى وحل المشكلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة، وقبل أن تبتّ اللجنة في المُشكلة، تكررت نفس الأزمة بمحافظة المنيا، حيث تقدم عددٌ من مزارعي القمح، بقرية طهنشا محافظة المنيا، بشكوى من تضرر محاصيلهم، بعد رشها بنفس المبيد، الذي تم استخدامه بمحافظة المنوفية سابقا.

وتابع أبوصدام: وهو ما يوجب وقف استخدام هذا المبيد، الذي قضي علي بعض زراعات القمح، لحين البتّ في هذه المشكلة الخطيرة، التي تهدد زراعات القمح هذا الموسم، وأضاف أبوصدام أن عدداً من مزاراعي القمح، بقرية طهنشا التابعة لمدينة ومحافظة المنيا، تقدمهم الحاج عماد محمد علي يوسف، والحاج أحمد محمد سعداوي، ويني شكري ومصطفي صلاح، وبشري صادق، وطلعت رشدي، وشعبان أحمد عبد الغني، وأشرف سيد برعي، وآخرين من قرية طهنشا بالمنيا، تقدموا بشكاوي للنقابة العامة للفلاحين، بعد أن حرروا محاضر بقسم شرطة بالمنيا، لتضررهم ضرراً بالغاً، جراء رش هذا المبيد، الذي قضي علي مزروعاتهم، حيث تراوحت المساحات المتضررة ما بين فدان إلي 45 فداناً، حسب قول المتضررين.

وأشار عبد الرحمن أبوصدام، إلى أنه يطالب بوقف استخدام هذا المبيد، قبل أن تتفاقم مشاكله مع المزارعين والمحصول والزراعات، وضرورة تشكيل لجنة من مجلس النواب، لتقصّي الحقائق وتعويض هولاء المزارعين المضارين، ومعاقبة المسؤلين عن هذه الكارثة، وتابع أبوصدام شرحه للمشكلة في أن محصول القمح محصول استيرايجي، والإضرار به هو إضرار بالأمن القومي الزراعي.
 
بداية الشكاوى

كان نقيب الفلاحين، قد أكد منذ أسبوع، أن عدداً كبيراً من مزارعي القمح، بمحافظة المنوفية، قد اشتروا مبيداً لمكافحة الحشائش الضارة، ومنها حشيشة الزمير، التي تنمو في زراعات القمح، من الجمعيات والإدارات الزراعية الحكومية، لقري ومركز تلا بالمنوفية، إلاّ أن المبيد هلك زراعات القمح، وأضاف أبوصدام، أن عدداً كبيراً من مزاراعي القمح بمركز تلا، ومنهم الحاج محمد الصردي، والحاج رمضان حسن عشيبة، وعلي عبد المجيد عشيبة، ورجب شبل البمبي، ومحمود عبد القادر الفقي، ومحمود عبد المقصود الديب، وآخرون من قرية جدام التابعة لمركز تلا، تقدموا بشكاوي للنقابة العامة للفلاحين، لتضررهم ضرراً بالغاً من جراء رش هذا المبيد، الذي قضي علي زراعاتهم من القمح لهذا الموسم، وأشار عبد الرحمن أبوصدام، إلى أنه يطالب بلجنة من مجلس النواب، لتقصي الحقائق، وتعويض هولاء المزارعين، ومعاقبة المسؤلين عن هذه الكارثة، وتابع أبوصدام أن محصول القمح، محصول استراتيجي والإضرار به هو إضرار بالأمن القومي الزراعي.

معاقبة المسئولين وتعويض المزارعين

وعقب الشكاوى، كانت وزارة الزراعة، قد استجابت لاستغاثات المزارعين، وقد أشاد نقيب عام الفلاحين، بسرعة الاستجابة هذه، ولفت إلى أن الوزارة أرسلت لجنة في 30 ديسمبر الماضى، برئاسة الدكتور عبده عبيد، مدير معمل بحوث الحشائش، لدارسة المشكلة واتخاذ الإجراءات اللازمة، وأشار عبد الرحمن أبوصدام، إلى أنه طالب الوزارة وقتها، بتحرير تقرير واقعي للمشكلة، وتعويض هولاء المزارعين، ومعاقبة المسؤلين عن هذه الأزمة، في حالة ثبوت حقيقة الواقعة، وتابع أبوصدام، أن مبادرة وزارة الزراعة، بتشكيل وتكليف لجنة، للذهاب لموقع الزراعات المتضررة، يُعدّ من منطلق ثوابت الوزارة، لحل المشاكل الزراعية والحفاظ علي ثروة مصر الزراعية، من الإهمال والعبث، وأوضح عبد الرحمن أبوصدام، أنه ومن أجل التيسير علي قيام اللجنة الزراعية، بعملها علي أحسن وجه، قامت النقابة  العامة للفلاحين، بتشكيل لجنه من النقابة الفرعية بمحافظة المنوفية، لاستقبال لجنة وزارة الزراعة ومعاونتها على القيام بمهامها علي أكمل وجه.

الصدأ الأصفر انتشر في الزراعات

وفى العام الماضى أيضا، واجه الذهب الأصفر أزمة مرض الصدأ الأصفر، والذى انتشر في زراعات المحصول، وتسبب في دمار مساحات واسعة منه، ووقتها تقدم النائب خالد مشهور، عضو مجلس النواب عن دائرة السعديين بمحافظة الشرقية، بطلب إحاطة إلى وزير الزراعة، بسبب ظهور مؤشرات لإصابة المحصول بالصدأ الأصفر في محافظات الوجه البحري، واعتبر وقتها أن ذلك يمثل خطورة على أحد المحاصيل الاستراتيجية، ويمكن أن يتسبب في انخفاض محصول القمح بنسبة 20%، وهو ما يتسبب في خسائر وصفها بالفادحة على المزارعين، مطالباً حينها بسرعة تحرك وزارة الزراعة، وكان السبب في انتشار المرض، يرجع إلى التغيرات المناخية التي طرأت على المناخ في مصر، خاصة الوجه البحري.

كما قال حينها الدكتور عبدالسلام المنشاوي، رئيس قسم بحوث القمح بـ «سخا» بمحافظة كفر الشيخ، ونفى وقتها أن تكون أصناف القمح المُنزرعة هي السبب الرئيسي؛ لأن معظمها مقاومة للصدأ، وأوضح أن مراكز البحوث الزراعية في مصر يعمل على متابعة كافة تطورات انتشار المرض، من أجل الحد من انتشاره ومحاصرته، أمّا الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، فكان يرى أن المساحات المصابة من زراعات القمح بالصدأ الأصفر صغيرة، وسبب إصابتها تأخر نزول الأمطار، ولا توجد كارثة تهدد المحصول، موضحاً أنها ظاهرة طبيعية حدثت قبل ذلك في مصر، لكن لا بد من محاصرتها برش المحصول في بداية ظهورها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة