حفلة لمحمود الليثي في تركيا.. كل ما أجي اصطاد يطلعلي كوم "خاينين"
الثلاثاء، 07 يناير 2020 10:51 ص
لا مبرر للمطرب الشعبي محمود الليثي بسفره لإحياء إحدى الحفلات الخاصة في مدينة إسطنبول التركية، حتى الجهل نفسه بما يدور بين القاهرة وأنقرة من شد وجذب في المنطقة لا يبدو أنه سبب مقنع، بمجرد سؤالك أي فرد من عامة الناس غالبا سيروي تفاصيل الخلاف والمشاحنات بين الدولتين، فما بالك بالمطرب الشعبي الذي درس في كلية الهندسة ولا هروب من وعيه الكامل بطبيعة الأزمة أكثر من بعض السياسيين.
قبل حفلة إسطنبول التي أحياها الليثي، خرج في فيديو نشره مقربون منه متباهيا متهللا بإحيائه حفلة "ضرب نار" في أهم المدن التركية ومبشرا بأغانيه المفضلة التي كُتب لها الرواج، ومن ثم تناقلته حسابات مواقع التواصل الاجتماعي أغلبها غاضب ومحذرا من فعلته ناصحا له خوفا من غضبة شعبية، والبقية محسوبة على المتربصين استخدموه وسيلة للشماتة وخلفهم قنوات الإخوان في تركيا.
لكن رغم التحذيرات والمناشدات والنصائح، لم يلتفت الليثي وركب موجة السبوبة، ربما ظنا منه في الشفاعة الجماهيرية أو "من يرفس النعمة بقدميه سيكون محروما من رحمة الله"، متناسيا أن تلك النعمة ربما يراها كثيرون مغموسة بخيانة وطن يحارب في كل الجبهات وعلى كافة الأصعدة ضد عين الغزو العثماني الشاخصة لحدود مصر مع ليبيا من جهة وثروات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط من جهة أخرى.
حسنا، يبدو الأمر إذًا أن الليثي لم يتعلم شيئا من مدرسة أستاذ الوطنية الشعبية شعبان عبدالرحيم قبل رحيله، ولو أُعطي سماحا في قبره لأخذ على يديه بأن هذا عدو لا يقل عن إسرائيل شيئا، فهل من المنطقي أن تضع يدك بسلام إلى عدو بلدك الأول في المنطقة.
من يقول إن المطرب الشعبي أو حتى "المهرجانات" يكون بمعزل عن وطن صنع له نجوميته مبررا فعلة محمود الليثي لا يختلف شيئا عن الداعين بين نفوسهم بتوريط مصر في حرب كنوع من الشماتة في النظام السياسي الحالي.
صحيح أن مقارنة الليثي بشعبان عبد الرحيم في جانب الوطنية ربما تكون ظالمة للطرف الأول، إلا أن شعبولا حتى في شطحاته كانت بدافع وطني بحت وبفطرة تامة لم يخفها عن العالم، أطلق لسانه بعفوية بأغانٍ بسيطة تغلغلت إلى ذاكرة أجيال بأكملها شكلت مفهومها عن حب كل ما هو وطني.
موقف الليثي ينسحب على كل من يضع "السبوبة وأكل العيش" مبررا للتعامل مع تركيا، والأمثلة كثيرة من كتاب ومثقفين وسياسيين يرون غض الطرف عن الفن والرياضة والسياحة في هذا الجانب، لكن قطاعا عريضا يرى أن ذلك ما هو إلا ترويج سياحي بطريقة مباشرة، والجانب التركي يتعامل من هذا المنطق بحملات لفنانين ومشاهير ورياضيين يروجون لمقاطعة السياحة المصرية لصالح بلادهم التي تعاني سوءا في الأحوال الاقتصادية، وربما يكون الليثي هنا أكثر ترويجا لتركيا من حملات الشيف بوريك.
جدول محمود الليثي كان معجا بحفلات في مصر قبل سفره إلى إسطنبول قبل رأس السنة وبعدها، وتناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل صوره وفيديوهاته، وتمتعه بموهبة القبول لدى الناس من كل الطبقات منحته ميزة عن أقرانه في الهرب من "انت شطبت يا عالمي" في أحلك المواسم حتى مع سطوة أغاني المهرجانات على الساحة وحفلات الفنادق والزفاف فكان عليه التفكير ألف مرة قبل اتخاذ خطوة حفلة إسطنبول في هذا الوقت بالذات.