إن كنت نسيتوا اللي جرا..

حين أنقذ رغيف العيش «المصري» الشعب التركي من الجوع (فيديو)

الثلاثاء، 07 يناير 2020 05:02 م
حين أنقذ رغيف العيش «المصري» الشعب التركي من الجوع (فيديو)

 
تقلبات عديدة شهدتها العلاقات المصرية- التركية على مدار التاريخ، لكن يمكن القول إن استدعاء وزارة الخارجية المصرية، في نوفمبر عام 2013، السفير التركي - آنذاك - حسين عوني بوطصالي، والذي كان يتمتع بنفوذ كبير، لإبلاغه بأن أمامه 48 ساعة لمغادرة البلاد، مثلت نقطة فاصلة في علاقة البلدين، وأسست في المقابل لمرحلة جديدة من التوترات بينهما.
 
قبيل وصول الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى سدة الحكم، لم تكن العلاقات المصرية التركية في أفضل حالتها رغم ابتعاد القاهرة عن الاتحاد السوفيتي والتوجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية، إذ ظلت المنافسة حاضرة بينهما على شرقي البحر الأبيض المتوسط، وكان الرفض المصري القاطع لدعم خطط أنقرة بشأن القضايا المتعلقة بقبرص، أكبر مثال على ذلك.
 
ومع تولي حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان السلطة في أنقرة عام 2002، بدا أن الأخير قد قرر اتخاذ مسار جديد لعلاقة بلاده بالشرق الأوسط تخالف كليا توجهات أتاتورك المؤيدة لأوروبا، فعمل أردوغان على مد الجسور والعلاقات مع العديد من الأحزاب التابعة لتنظيم «الإخوان المسلمين» في الشرق الأوسط، بدء من حركة «حماس» وإلى التنظيم نفسه في ليبيا ومصر.
 
وبدلا من احترام خيارات الشعب المصري، الذي ثار ضد تنظيم الإخوان في 30 يونيو عام 2013، اختار أردوغان وحزبه الإسلامي، الوقوف في صف تنظيمه الدولي والعمل على إنقاذه من التظاهرات الحاشدة التي اجتاحت شوارع القاهرة للمطالبة برحيله، لكن كان قد فات الآوان، وظهر وجه أردوغان الحقيقي أمام المصريين.
 
زلزال تركيا
زلزال تركيا 1999
 
محاولات مستمرة ودؤوبة عمل عليها «أردوغان» طيلة سبع سنوات لزعزعة استقرار القاهرة وتأجيج الفتن والأزمات الداخلية، وصلت حد التورط- بحسب خبراء- في دعم التنظيمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء وفتح أراضيه على مصرعيها أمام أنصار التنظيم الهاربة لمهاجمة القاهرة إعلاميا، بالتوازي مع تقديم دعم عسكري ولوجيستي للميلشيات والفصائل المسلحة- الكثير منها إسلامية- التي سيطرت على طرابلس تحت اسم «المؤتمر الوطني العام الجديد».
 
لكن ومع هذا، فإن الدعم المصري للشعب التركي لم ينقطع أبدا، وحتى العلاقات التجارية كانت في أوجها، وبين عامي 2002 و2013، ارتفع حجم التجارة بين البلدين من 301 مليون دولار إلى 5 مليار دولار- بحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، كما أن الخطوط الجوية التركية، الناقل الرئيسي في تركيا، أضافت الإسكندرية والغردقة وشرم الشيخ إلى قائمة رحلاتها المباشرة من إسطنبول.
 
وقبل هذا بسنوات وتحديدا عام 1999، كان أردوغان هو عمدة إسطنبول، ضرب زلزال مدمر مدينتي «كوجالي» و«إزميد» بشمال غرب البلاد، استمر لـ 37 ثانية وقتل حوالي 17.000 شخص وترك وراءه تقريباً نصف مليون شخص بلا مأوى، بل وأصبحت «إزميد» منطقة منكوبة، هبت القاهرة لمساعدة الشعب التركي وأرسلت المساعدات والفرق الطبية، وقبل هذا رغيف العيش المصري، لسد أفواه الأتراك الجائعة.
 
مصر تساعد تركيا في زلزال 1999
 
وبعد مرور 12 عاما على الزلزال المدمر، ضرب زلزال آخر مدينة «فان» التاريخية العريقة، بجنوب شرق تركيا، موديا بحياة نحو 600 شخص، وإصابة أكثر من أربعة آلاف آخرين، وقبل أن تنفض تركيا عن نفسها غبار ركام الزلزال، كانت القاهرة كالعادة حاضرة وبقوة لنصرة الشعب التركي، وقدمت  كل ما لديها لإنقاذ منكوبي الزلزال.
 
ورغم أن وزير الخارجية التركي وقتها داود أوغلو، لدى زيارته مدينة فان، قدم الشكر إلى القاهرة، مؤكدا إنه بمجرد وقوع الزلزال أعربت عن تضامنها مع تركيا في مواجهة الزلزال واستعدادها لتنظيم حملات إغاثة من أجل تركيا، فإن حزب أوغلو وأردوغان يرد الجميل للقاهرة بإشعال الأزمات وتأجيج الفتن.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة