تخبط وارتباك.. سقوط الطائرة الأوكرانية يكشف عشوائية المؤسسات الإيرانية

السبت، 11 يناير 2020 02:51 م
تخبط وارتباك.. سقوط الطائرة الأوكرانية يكشف عشوائية المؤسسات الإيرانية
سقوط الطائرة الأوكرانية
يوسف أيوب

 
التخبط هو سيد المشهد، فلا خطة ولا استراتيجية للتعامل، حتى المكاشفة مع الرأي العام الدولي جاءت متأخرة بعد فوات الأوان، كان هذا هو مشهد تعامل الدولة الإيرانية مع حادث سقوط طائرة الركاب الأوكرانية التي سقطت بالقرب من مطار الخوميني في طهران الأربعاء الماضي.
 
رغم أن الشواهد كلها كانت كلها تشير إلى أن سقوط الطائرة لم يكن بسبب «عطل فني»، كما قالت السلطات الإيرانية حينها، وإنما بسبب تعرض الطائرة لأحد الصواريخ التي أطلقتها طهران الأسبوع الماضي تجاه قاعدة «عين الأسد» العسكرية في العراق، مستهدفة قوات أمريكية.
 
كان السائد حينها إن إيران تحاول أن تجدد التبرير الذي يعفيها من المسئولية، لكن كانت المفاجئة أن التخبط والارتباك هو السائد، بل وصلنا إلى ما هو أخطر من الارتباك، وصلنا إلى مرحلة أن المؤسسات الإيرانية تتبرأ من الحادث وتلقيه على مؤسسات أخرى.
 
الطائرة الأوكرانية
أنقاض الطائرة الأوكرانية
 
اليوم السبت، أصدرت قيادة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بياناً قالت فيه : «إن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران الأسبوع الماضي حلقت قرب منطقة عسكرية حساسة»، منوهاً إلى أن الجيش كان في أعلى مستويات التأهب وسط التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة، وتابع البيان: «وفي مثل هذه الحالة، وفي ضوء ما حدث، وبسبب خطأ بشري وبطريقة غير مقصودة أصيبت الطائرة.. نقدم اعتذاراتنا لما حصل».
 
وأكد في الوقت ذاته أنه «ستتم محاسبة الأطراف المسؤولة عن ذلك»، وبعدها بدقائق أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن طهران ستواصل التحقيق في «الخطأ الذي لا يغتفر»، الذي أدى إلى تحطم الطائرة الأوكرانية، مؤكداً أن «الخطأ البشري والإطلاق الخاطئ لدفاعات الحرس الثوري الإيراني، أسفر عن سقوط الطائرة ومقتل 176 أشخاص أبرياء».
 
إلى هنا والخطأ وارد، لكن الأمر الذي لا يجب أن يكون وارداً في مثل هذه الحالة التي تعيشها إيران، هو أن يكون هناك تخبط في إصدار القرار، وهو ما كشف عنه قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، الذي أكد في مؤتمر صحفي صباح اليوم أن قواته طلبت وقف كافة الرحلات الجوية في أجواء البلاد، وهو ما لم يحدث، فضلاً عن قوله إنه أبلغ السلطات في بلاده بأن الطائرة الأوكرانية المنكوبة قد تكون أصُيبت بصاروخ بالخطأ، إلا أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة تلكأت في إعلان الخبر لوسائل الإعلام.
 
الطائرة الأوكرانية 2
أنقاض الطائرة الأوكرانية
وقال «حاجي زادة» في المؤتمر الصحفي نصاً: «لقد أبلغت المسؤولين هاتفيًا صباح يوم الأربعاء بأننا قد نكون من أصاب الطائرة خطأ، والأمر بعد ذلك كان في عهدة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة تلكأت في إعلان الخبر لوسائل الإعلام».
 
ما قاله حاجي زادة يؤكد أن هناك خلل في الإدارة داخل الدولة الإيرانية، خلل نتج عنه عدم وجود تنسيق بين مؤسسات الدولة، وهو ما أدى إلى إطلاق صواريخ دون غلق المجال الجوي، وهو ما كانت نتيجته استهداف الطائرة الأوكرانية، ثم الخلل الآخر في عدم وجود استراتيجية لإدارة الأزمات في إيران، فرغم أن أمر الطائرة كان واضحاً امام القيادة الإيرانية بعد ساعات قليلة من سقوطها، إلا أنها ارتبكت ولم تكن على قدر الحدث، وهو ما جعلها في قفص الاتهام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة