أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط: ما يسمى بالربيع العربي أفسد الدول وشتتها إلا مصر (حوار)

السبت، 18 يناير 2020 02:00 م
أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط: ما يسمى بالربيع العربي أفسد الدول وشتتها إلا مصر (حوار)
السفير ناصر كامل يتحدث لـ صوت الأمة
إبراهيم الديب

- أجرينا دراسات أثبتت أن منطقة المتوسط أكثر مناطق العالم تأثيراًً بظاهرة الاحتياطى الحرارى بعد القطب الشمالى

- نتبنى 55 مشروعا إقليميا ونحتفل فى نوفمبر المقبل بتأسيس عملية برشلونة   

تغير المناخ، تمكين المرأة، الشباب والمستقبل والوظائف، الربيع العربى، وغيرها من القضايا التى تمس المنطقة العربية بشكل خاص، ومنطقة المتوسط بشكل عام، بالإضافة إلى التعليم والجامعات وما يحدث فى التصنيفات العالمية، كل ذلك كان محور الحديث مع السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، والذى أكد أن مصر من أكبر الدول الداعمة للاتحاد، وإلى نص الحوار:

- مر 11 عامًا على إنشاء الاتحاد.. فما هى النجاحات والإخفاقات التى شهدها على مدار سنوات تأسيسه؟ 
 
عمر الاتحاد يأتى منذ عام 1995، أى ما يقرب من 25 عامًا، فهو الامتداد الطبيعى لعملية برشلونة التى تم إنشاؤها فى ذلك التاريخ، وهى المنظمة التى أخذت على عاتقها إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط، إلا أنه بشكل رسمى عام 2008 تم الإنشاء الفعلى للاتحاد بوجود الأمانة العامة فى 2010، كنموذج جديد لحوكمة التعاون الأورومتوسطى، بحيث تكون الإدارة مشتركة من أوروبا ودول جنوب المتوسط، حيث بدأت الرئاسة بفرنسا ومصر، وحاليًا الرئاسة للاتحاد الأوروبى والأردن، ونحن نحتفل بمرور 25 عامًا على إنشاء عملية برشلونة، وهى أول آلية لإنشاء إطار مؤسسى للتعاون الأورومتوسطى، وعلى مدار هذه السنوات كانت هناك بالفعل نجاحات وإخفاقات فى عملية برشلونة.  
 
- هل حقق الاتحاد من أجل المتوسط حتى الآن أهدافه؟
 
لاشك أن الربيع العربى والأزمة الاقتصادية والأزمات السياسية وغيرها أثر على وتيرة التعاون، وهناك أهداف يركز عليها الاتحاد لعودة التعاون بين الشمال والجنوب من خلال 6 قطاعات، وهى التعليم، والبحث العلمى، وتغير المناخ، والطاقة (خاصة الطاقة الجديدة والمتجددة)، وقطاع البيئة والمياه، والاقتصاد الدائرى، والاقتصاد الأزرق والأخضر، وقطاع التجارة والأعمال وتيسير التجارة، وقطاع النقل والبنية التحتية، وقطاع الشئون المدنية والمجتمعية، مثل تمكين المرأة والشباب من منظور تنموى، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مصر من الدول الرائدة فى مجال تمكين المرأة.
 
ما لايعلمه كثيرون أن الاتحاد من أجل المتوسط يتبنى حتى الآن 55 مشروعًا إقليميًا، بلغت قيم هذه المشروعات نحو 5.6 مليار يورو، وتعد محطة تحلية المياه فى قطاع غزة من أهم تلك المشروعات، فهو يوفر مياه شرب لقرابة 2 مليون مواطن فلسطينى، ما يضمن حلًا مستدامًا لنقص المياه المزمن الذى يعانى منه القطاع.
 
- هل كان هناك ربط بين ما يسمى «الربيع العربى» وما كان يحدث فى الاتحاد فى 2010؟ 
 
بالطبع كان هناك تأثير سلبى على الاستقرار الداخلى لبلداننا، وكان له تأثير سلبى على التعاون بين دول الأورومتوسطى قولًا واحدًا، لأن الدول فى هذه المنطقة انشغلت بما يحدث لها نتيجة عدم الاستقرار الاقتصادى والسياسى وبالتالى أدى ذلك لانهيار عدد من دول المنطقة، وانهيار ما يسمى بالدولة الوطنية، إلا مصر، التى استطاعت أن تتمكن من تغيير المسار فى 30 يونيو 2013، وإعادة الدولة الوطنية وإعادة النمو الاقتصادى، لكن هذا لم يكن السيناريو فى باقى الدول المنطقة، لذا كان ما يسمى «الربيع العربى» مرحلة وانتهت، وواجه الاتحاد الأورومتوسطى الكثير من التحديات. 
 
- ما حجم التعاون بين مصر والاتحاد من أجل المتوسط؟ 
 
اختيار شخص من مصر ليكون أمينًا عامًا للاتحاد؛ دليل قوى على مدى قوة وأهمية مصر داخل الاتحاد، كما أن نتيجة حجم الإنجاز الاقتصادى والاجتماعى والسياسى خلال الـ 4 سنوات الأخيرة جعلها من أكثر الدول انخراطًا فى مشروعات الاتحاد، مثل تمكين المرأة وتواجد شخصية مثل الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، كنموذج محترم، من خلال تمكين المرأة فى مجالات سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا، فمصر رائدة فى هذا المجال لكونها دولة مدنية عصرية، خاصة أن هناك بعض الدراسات الاقتصادية تؤكد أن الناتج القومى لمنطقة جنوب المتوسط سيزيد من 20 إلى 25 % فى السنوات المقبلة، فى حالة مشاركة المرأة بشكل فاعل فى عجلة الاقتصاد. 
 
كما أن مصر شاركت فى دراسة حول تغير المناخ وتأثيره على المنطقة، حيث تم إنشاء أول مجموعة علمية من 80 باحثًا وعالمًا من المنطقة لدراسة مدى تأثر حوض البحر الأبيض المتوسط بآثار تغير المناخ، حيث جاءت نتيجة الدراسة أن منطقة المتوسط هى بالفعل واحدة من أكثر مناطق العالم تأثرًا بظاهرة الاحتباس الحرارى، كما أن الأمر المرعب هنا أن منطقة المتوسط تعد ثانى أكثر المناطق بعد القطب الشمالى تأثرًا بهذه الظاهرة. 
 
إضافة إلى ذلك، مصر تشارك فى مبادرة المتوسط من أجل الوظائف، التى تضم 13 مشروعًا مختلفًا منها مشروع رائد اسمه إنجاز العرب الذى خلق بمفرده 37 ألف وظيفة فى مصر، كما خلق نحو 90 ألف وظيفة فى البلدان الرئيسية التى يعمل بها، حيث إن الاتحاد ينظر إلى وظائف وتخصصات الجديدة والمستقبلية، ونؤكد أن مصر أخذت خطوات فعلية فى هذه القضية الهامة. 
 
لم تقف مصر عند هذا الحد، فلدى مصر اليوم قصة نجاح تحكى عنها فى مجالات ريادة الأعمال والتجارة الإلكترونية والمنصات الرقمية حيث إن بها عددًا كبيرًا من المنصات الإلكترونية المنتجة مثل «اطلب» وغيرها، بالإضافة إلى منصات اجتماعية للانتقال الآمن من مكان إلى مكان.

- ماذا عن دور الاتحاد فى مشكلة الهجرة غير الشرعية؟
 
الاتحاد عمل على المسببات، لأن هناك عدم توافق بين دول الشمال والجنوب المتوسطى بشأن أسلوب التعامل مع مشكلة الهجرة غير الشرعية؛ فهناك من يركز على إدارة التدفقات للمهاجرين والآخر يركز على مسببات الهجرة والتعامل معها، وبالتالى الاتحاد اختار طريق الحديث عن جذور المسببات لظاهرة الهجرة غير شرعية، وربطه بظاهرة تغير المناخ، فنجد أنه أحد الأسباب الرئيسية للهجرة فى عدد مناطق العالم، كما أنها قضية توظيف، كما يعمل الاتحاد فى إطار كيفية الانتقال الشرعى للسكان، فإن الاتحاد لا يعمل بشكل رئيسى على قضية الهجرة غير شرعية فهى سياسية البعد، لكننا نعمل على المسببات، كما ذكرت سابقًا. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة