علي خليل رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: اعتمدنا السلم التعليمي في تطوير المناهج

السبت، 18 يناير 2020 07:00 م
علي خليل رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: اعتمدنا السلم التعليمي في تطوير المناهج
الشيخ على خليل
منال القاضى

- وزارة التربية والتعليم والأزهر مؤسستان مكملتان لبعضهما البعض

أكد الشيخ على خليل رئيس قطاع المعاهد الأزهرية توصل القطاع إلى حلول للحد من عملية التسريب للتعليم العام وتحسين نتيجة الثانوية الأزهرية التى كانت لا تتعدى الـ 28 %، علاوة على كيفية مواجهة الغش ودور القطاع فى تجديد الخطاب الدينى.. والى نص الحوار: 
 
- فى البداية ما ردك على ما يردده البعض أن الأزهر ومعاهده هو السبب فى تعطيل فكرة تجديد الخطاب الدينى؟
 
 هذا الكلام غير صحيح ولا أساس له من الصحة، وهو ما يظهر فيما يقدمه الأزهر من جهد فى سبيل مواجهة أفكار التطرف والغلو، ونشر الوسطية والسماحة والتعاون، فضلا عن قيم التعايش وثقافة الاختلاف التى تجلت فى وثيقة الأخوة الإنسانية على سبيل المثال لا الحصر، فضلا عن المبادرات المجتمعية التى يقودها الأزهر للتوعية وتحصين الشباب.
 
أما فيما يتعلق بالمعاهد، فالقطاع يقوم بعملية تدريب مستمرة لكافة عناصر المنظومة، حيث تم تدريب كل شيوخها على الإدارة الحاكمة والموفقة والحازمة، ومردود هذا التدريب جيد على صعيد الأداء المتميز، والمعلم المتميز، والطالب المتميز، فما يهمنا على جانب الإدارة أن يتم تأهيل شيوخ المعاهد والموجهين مع رفع أدائهم، وفيما يتعلق بالمُعلمين والطلاب فلا يمكن إغفال ما يقوم به الأزهر سواء على تدريب المُعلمين أو تطوير وتنقيح المناهج كى تتوافق وتتواكب مع الوسطية واحتياجات ومتطلبات العصر فى إطار المنهجية التى يشهد الجميع فيها للأزهر.
 
ونحن اليوم قادرون على أن نجزم بأن طالب الأزهر حاليا أصبح مؤهلا لتحمل مسئولية التجديد، فما يحتاج إليه فقط هو تنمية ملكات الحديث، بعد أن أصبحت لديه مناهج جديدة تتماشى مع العصر تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهو ما نقوم عليه منذ الانتهاء من عملية تطوير وتنقيح المناهج. فطالب اليوم يمتلك ملكات مختلفة، ونحن بدورنا نكثف التركيز على المعلم والطالب لتحقيق مردود إيجابى نأمله جميعا من خلال كشف المبدعين والمتفوقين.
 
أما بالنسبة لما يقوم به الأزهر الشريف من ضبط لغة الخطاب الدينى، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، فقد اعتمد فضيلة الإمام الأكبر برنامج السلم التعليمى بأروقة الأزهر الشريف كنوع آخر للتعليم بالأزهر، وذلك بهدف نشر الفكر الوسطى الصحيح من خلال فتح نوافذ جديدة لتدريس المنهج الأزهرى لتحصين العقول ضد الأفكار الهدامة بجانب قطاع المعاهد الأزهرية والجامعة.
 
- هل تم إضافة نظم جديدة من قطاع المعاهد لامتحانات النصف الدراسى الأول ؟ وكم عدد الطلاب؟
 
من المقرر أن يؤدى الامتحانات المقررة هذا العام نحو 2 مليون طالب أزهري، من بينهم 150ألفا فى المرحلة الثانوية، وقد بدأت المعاهد استعداداتها للامتحانات منذ وقت مبكر، وتم توفير وسائل مواصلات لطلاب المعاهد الازهرية بمحافظتى شمال وجنوب سيناء.
 
 كما أرسلت تعليمات خاصة بالامتحانات سواء النقل والشهادات، ونماذج أسئلة استرشادية لأغلب المواد، وفيما يتعلق ببعض المواد الأخرى كقصة «طاقة نور» و«أسود وطن»، فقد تم وضع نماذج أسئلة تشمل كافة محتويات الكتاب على أن تقوم كل منطقة بوضع الأسئلة فى حدودها كى يسهل عليها وضع السؤال، وذلك ضمن خطتنا لتطبيق ما هو جديد فى التدريس مع التشديد على منح كل طالب حقه فى الدرجات.
 
- وكيف ستواجهون ظاهرة الغش؟ وهل نظام «البوكليت» نجح فى السيطرة على هذه الظاهرة؟ 
 
الغش بدأ يقل بشكل كبير، بل تكاد تكون انتهت حتى فى المرحلة الابتدائية، لكننا ما زلنا على نفس النمط المتبع منذ ما يقارب خمس سنوات بكل قوة للدفاع عن قضيتنا التى بدأناها، لننمى لدى الطالب ثقافة الاعتماد على النفس والتى تنمى لديه ملكات عديدة تجعله ينفر من سرقة مجهود الغير أو الوصول إلى مراتب لا يستحقها بالخداع.

- أثار قرار الأزهر 84 لسنة 2018 الخاص بالرسوب فى الثانوية الأزهرية حالة من الغضب.. فهل هناك نية للتراجع؟
 
القرار هو جزء من نظام يخضع للدولة وليس نظام الفرد، فوزارة التربية والتعليم والأزهر مؤسستان مكملتان لبعضهما البعض، وفى بداية تطبيق القرار، طالب البعض بالإعادة فى مواد الرسوب، ومن يرغب فى الإعادة بكامل المواد هو من يطمح لتحقيق أقصى درجة، لذا، فعلى الطالب أن يقيس قدراته أولا، وأن يوازن بين الرغبة فى الإعادة وبين الحصول على المجموع الذى يطمح له وما يتناسب مع قدراته.
 
أما فيما يخص الحالات التى تحتاج النظر إليها بحسب الظروف فإن الباب مفتوح لهم بتقديم ما يفيد وجود أعذار قهرية تستدعى السماح لهم بإعادة السنة كاملة إذا ما استدعى الأمر ذلك، فالغرض هو مصلحة الطالب أولا وأخيرا. 

- كيف تنظر إلى منتقدى الكتب والمنهج الأزهرى ويدعى أنه يحتوى على التحريض على العنف؟
 
من ينتقد الكتب الأزهرية فإنه لا يقرأها ولا يعرفها وعليه أن يدرك بأن لتلك الكتب منهجية خاصة، ففيها مهارات قراءة، وإدراك، وفهم لا تحسنه، لذا ينبغى أن يتوقف عن الهجوم، وأن يذهب لمن يبين له حتى يعى ويفهم ما يقوله. 

- ماذا عن تجربة رياض الأطفال؟
 
رياض الأطفال تجربة متميزة فى الأزهر، بل إنها ناجحة بكل المقاييس، وهى كنظيرتها فى التربية والتعليم، تعد نواة لإخراج جيل متميز وصاعد فى المستقبل، قادر على أن يبنى وطنه ويواجه قوى الشر والتطرف والإرهاب، وفى الوقت نفسه قادر على حمل لواء الوسطية بما يتلقاه فى الأزهر من قيم ومبادئ هى من صميم هذا الدين الذى يواجه التشويه على يد البعض ممن يحاولون الانتساب إليه بغرض الهدم والإساءة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق