سمية والأمومة

السبت، 18 يناير 2020 04:49 م
سمية والأمومة
آمال فكار

 
سمية .. شابة جميلة هادئة الملامح، انحصرت أحلامها في الامومة، دفعتها هذه الرغبة إلي ارتكاب جريمة خطف طفل من المستشفى، لتتحول الزوجة الشابة بين يوم وليلة إلي " لص مطارد " .
 
أوراق القضية تقول أن الزوجة الشابة التي لم يمر علي زواجها إلا 5 سنوات هي ضحية حماتها، والتي كانت دائما ما توبخها بسبب تأخرها في الانجاب رغم أن زوجها دائم السفر للعمل في الخارج، بل أنها كانت تهددها دائما بأنها ستزوجه من فتاة أخري لتنجب لها حفيدها الأول .
 
أوراق القضية تقول أن سمية شابة كانت تعيش في بيت أسرتها مع والدها إلي أن توفي في حادث سير ليتولي خالها رعايتها هي واخواتها طمعا في ثروة أبيها، حتي أنه قضي علي حلمها في الالتحاق بكلية الطب، عندما أصر علي تزويجها في سن مبكر.
 
وأضافت الزوجة الشابة ، عشت في بيت حماتي مع زوجي الذي تركني بعد فترة صغيرة من الزواج للعمل في احدي الدول العربية، حيث عشت مع والدته في منزل واحد، وكانت تتعمد مضايقتي بسبب تأخر الحمل، حيث كانت تدب بيننا المشاكل في كل زيارة لزوجي بسبب عدم وجود حمل، واستمرت هذه المشاكل مع حماتي إلي أن قام زوجي باصطحاب والدته للعيش معه في السعودية.
 
وبعد فترة وجيزة من سفر الزوج أسرعت سمية بالاتصال بزوجها لتوهمه بأنها حامل، ومرت الشهور دون أن يظهر أثر لهذا الحمل، وهو ما دفعها إلي التفكير في الاتصال بزوجها وحماتها لتبلغهما بأنها في طريقها للمستشفى لأجراء عملية الولادة.    
 
دخلت الزوجة الشابة إلي احدي المستشفيات واستطاعت خطف طفل حديث الولادة وخرجت به من أبواب المستشفى دون أن يشك بها أحد، لتعود به الي البيت، ويبارك لها كل من في المنزل بوصول الطفل أحمد، بل أن الجميع اتصل بزوجها في الخارج وقدموا له التهنئة علي المولود الجديد.
 
في تلك الاثناء شكت أحدي الجيران والتي تعمل طبيبة أطفال والتي لها قريب يعمل ضابط شرطة في قصة حمل سمية، وقامت بزيارة قريبها في قسم الشرطة لتحكي له شكها في القصة من بدايتها، حيث واكب ذلك تحرير محضر شرطة من الام الأصلية باختفاء طفلها من المستشفى ليتم القبض علي سمية.
 
بدأت التحريات حتي تؤكد أن الزوجة الشابة احضرت هذا الطفل في نفس اليوم الذي اختفي فيه من المستشفى، كما أن كل الأدلة تؤكد أنه الطفل المخطوف، لتصدر النيابة العامة قرارا بضبط واحضار سمية والطفل الذي كان بصحبه الأب الذي جاء من الخارج للاحتفال بقدومه. 
 
دخل ضابط المباحث والقوة المرافقة له وقاموا بالقبض علي الزوجة الشابة واستلام الطفل، إلا أنها لم تتحمل الصدمة لتسقط مصابة بالشلل النصفي ليتم نقلها للمستشفى تحت الحراسة، كما تم تسليم أحمد الطفل لامه الحقيقية التي اطلقت الزعاريد في مكتب المباحث.
 
 الغريب أن زوج سمية لم يطلقها، بل أنه اتهم والدته بأنها السبب في هذه الجريمة، وأن زوجته اندفعت تحت تهديد حماتها لارتكاب هذه الجريمة، مؤكدا حبه لزوجته وعدم تخليه عنها. 
 
من جانبها قالت سمية أنها كانت تحلم بالأمومة، وأنها كانت تخشي أن تبتعد عن زوجها تحت التهديد المستمر لوالدة زوجها، مؤكدا أنها لم تفكر في خطف الطفل، ولم تعرض حياته للخطر، بل أنها حافظت عليه واحببته كطفلها 
 
وأضافت الزوجة الشابة قائلة : أنا لست لصة، حاولت حماية بيتي وحياتي الزوجية، إلا أن ضباط المباحث أبلغوها بأن ما فعلته جريمة خطف، لتجري محاكتها بعد شفائها، لتصدر المحكمة حكمها بالسجن علي الزوجة الشابة .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق